روسيا تحشد قواتها على حدود أوكرانيا.. هل ينهار اتفاق وقف إطلاق النار؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إسبانية الضوء على نشر روسيا 114 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، وهو ما يثير مخاوف من غزو الحدود الأوروبية، وفي الوقت نفسه، يتركز اهتمام الاتحاد الأوروبي على أزمة الهجرة مع بيلاروسيا. 

وقالت صحيفة "لاراثون" إن "السلام أصبح هشا في شرق أوكرانيا، وعلى وجه الخصوص، يتعثر وقف إطلاق النار المتفق عليه عام 2015 في منطقة دونباس مع كل حركة على جانبي الحدود، وفي منطقة شديدة التوتر بسبب الحرب، يمكن لأي عمل أن يتصاعد ويتحول إلى صدام مسلح بين موسكو وكييف".

اشتباكات مستمرة

في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2021، تسبب اشتباك في شرق البلاد بين الجيش الأوكراني وانفصاليي "لوهانسك" في إثارة القلق بكييف، وأمام هذه الأوضاع رد الجيش الأوكراني في قرية هرانيتن بقصف بواسطة طائرة دون طيار على وحدة من الانفصاليين في منطقة دونباس. 

وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن "الاشتباكات في المنطقة مستمرة، وتسجل بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يوميا العديد من الانتهاكات لوقف إطلاق النار، الساري تقنيا، في دونيتسك ولوغانسك، وسجلت البعثة ذروة الانتهاكات في الليالي الفاصلة بين 12 و15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، مع 1889 انتهاكا لوقف إطلاق النار في كلا المنطقتين". 

وعموما، أصبح التوتر في تصاعد، خاصة عند الأخذ بعين الاعتبار الوضع الراهن مع بيانات أيام سابقة، وعلى وجه الخصوص، سجلت البعثة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، 86 مخالفة من نفس النوع، وفي كييف وموسكو يتهم كلا الطرفين الآخر ببدء الأعمال العدائية. 

ونقلت "لاراثون" أنه سواء على الأرض أو في الخطاب الرسمي يثق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بجيشه، أما أوكرانيا فتمنح ثقتها لحلفائها الدوليين.

وفي هذا السياق، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بتعبئة حوالي 114 ألف جندي مسلح على خط حدود البلاد، وتؤكد صور الأقمار الصناعية التحركات الروسية على الحدود ولا تنكر موسكو ذلك. 

وعلى نفس منوال الدعم الذي تلقته كييف من الإدارات الأميركية الثلاث الأخيرة، حذر وزير الخارجية أنتوني بلينكن من أنه إذا ارتكبت روسيا "مزيدا من الأعمال العدائية ضد أوكرانيا، فإن بلاده ملتزمة باتخاذ الإجراءات المناسبة".

كما رفع تحذير إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مستوى التأهب إلى أعلى مستوى له منذ 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم.

جبهات عديدة

في غضون ذلك، لا توجد انقسامات بين حلفاء أوكرانيا، كما قدم حلف شمال الأطلسي "الناتو" دعمه لوحدة الأراضي الأوكرانية، وأبدت دول مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة دعمها لكييف.

وأوردت "لاراثون" أن القوات الروسية تحتشد قرب منطقة دونباس الخاضعة لسيطرة الانفصاليين المدعومين من الكرملين.

وتجدر الإشارة إلى أنه لقي أكثر من 14 ألف شخص مصرعهم منذ بداية الصراع، رغم الاتفاقية الموقعة بموجب ما يسمى بـ"صيغة نورماندي" بين روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا عام 2015. 

ووفقا للمحللين، قد يحاول بوتين مرة أخرى الاستيلاء على الأراضي الأوكرانية، مع السيطرة الكاملة على المنطقة الشرقية، وعلى وجه الخصوص، لم يخف الرئيس الروسي أبدا تطلعه إلى توحيد البلدين، حيث يعتبر بوتين أوكرانيا "عنصرا أساسيا في رؤيته لروسيا عظيمة". 

وفي مناسبات عديدة أشار زعيم الكرملين إلى الروس والأوكرانيين كشعب واحد، ففي مقال مطول نشر في يوليو/تموز 2021، أوضح بوتين العلاقات التاريخية التي تربطهما معا ورؤيته الموحدة للبلدين، مشددا على "ضرورة إعادة بناء العلاقات المقطوعة بين الشعبين بسبب تدخل الغرب". 

وفي هذا المقال الذي نشر على موقع الكرملين، يتحدث الزعيم الروسي باستمرار عن شعب يبتعد عن قصد عن فكرة دولة وأرض يجب احترام الحدود فيهما، من ناحية أخرى، انتقد حدود أوكرانيا، قائلا إن "موسكو لن تسمح أبدا للشعب الأوكراني بالتحول إلى شعب معاد لروسيا". 

وذكرت الصحيفة الإسبانية أنه "خلال سبع سنوات من الصراع لم يتم العثور على حل سلمي لمنطقة يتعايش سكانها مع الحرب، وخلال هذه الفترة نشأت التوترات على جبهات عديدة، من الطاقة والتدخل السياسي، إلى الحرب الإلكترونية، ووصولا إلى أحدث أزمة الهجرة". 

ذريعة استفزازية

وفي هذا السياق، اتُهمت روسيا بتدبير، مع بيلاروسيا، نقل آلاف الأجانب إلى الحدود البولندية، في الآن ذاته أدى استخدام القوات الأوكرانية للطائرات دون طيار مؤخرا إلى تشديد خطابات موسكو، وتبرير الهجمات وعمليات الانتشار الذي اعتبرته موسكو ردا على استفزازات كييف. 

وبينت الصحيفة أن التدريبات العسكرية للسفن الحربية للناتو في البحر الأسود قبالة شبه جزيرة القرم هي مصدر رئيس آخر للتوتر في محادثات بوتين مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، فيما يبدو أن جميع المناورات على الجانبين تضعف الخط الرفيع الذي يفصل بين السلام الهش والمواجهة المسلحة بين البلدين. 

عموما، بينما يحتدم التوتر على الحدود الشرقية لأوكرانيا في الشمال، ينظر أيضا إلى أزمة المهاجرين في بيلاروسيا "بقلق".

في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، قال بلينكن إن بلاده تخشى أن تستخدم روسيا وبيلاروسيا وضع المهاجرين "كستار دخان" لإطلاق عملية في أوكرانيا.

وأضاف: "لقد رأينا في الماضي أن القوات الروسية على حدود أوكرانيا تستخدم نوعا من الذريعة الاستفزازية؛ للغزو والمضي قدما بشكل أساسي في تحركات كانوا يخططون لها طوال الوقت".

وختمت لارثون تقريرها بالقول: "لكن، لا تنتهي المخاطر عند هذا الحد. وفي الواقع، يزيد طول حدود أوكرانيا مع بيلاروسيا عن ألف كيلومتر والتي تتكون أساسا من المستنقعات والغابات والحقول. كما لا توجد حواجز وقائية على هذه الحدود".

وتابعت: "لذلك، من السهل جدا دخول أراضي أوكرانيا من بيلاروسيا، وسيزداد الوضع خطورة في أوكرانيا وأوروبا في حال أعادت بيلاروسيا توجيه المهاجرين وحثهم على دخول المجال الأوروبي".