لقاحات الصين وروسيا.. كيف أثبتت فعاليتها ضد كورونا وفشلت أمام الحكومات؟

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

رأى موقع إيطالي أن اللقاحات الروسية والصينية المضادة لفيروس كورونا كانت أول ما زرع بصيص أمل لدى البشرية في مواجهتها للجائحة لتجد مساحة في جميع وسائل الإعلام بين صيف وخريف 2020. 

قال موقع إنسايد أوفر: إن هذه الوسائل تداولت منذ ما يقارب العام، تحديدا في أغسطس/ آب 2020 خبرا سارا تمثل في إعلان نجاح معهد الجمالية في موسكو في تطوير "أول لقاح  مضاد لفيروس كورونا". 

صدر الإعلان المثير مباشرة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي احتل صدارة المشهد بصفته زعيما سياسيا ماهرا في التواصل، وفق وصف الموقع.

أوضح الرئيس الروسي في ذلك اليوم من أغسطس، أن اللقاح "سبوتنيك في" آمن وفعال للغاية ويضمن مناعة مستقرة.

وقد اجتاز وقتها جميع الاختبارات الضرورية وبذلك بات اللقاح روسي الصنع حقيقة واقعة. 

لذلك اعتقد الكثيرون أن روسيا المنبوذة في أحيان كثيرة، والتي يتهمها جزء كبير من المجتمع الدولي بأنها ليست ديمقراطية وما إلى ذلك، هي من سينقذ العالم من الفيروس، وهو ما لم تفعله أي من القوى الغربية، وفق قول الموقع الإيطالي.

في غضون أسابيع، بدأت موسكو في تصدير لقاحها حول العالم مسجلة تفوقا دبلوماسيا بفضل ما حمله من آمال. 

وفي نفس الوقت الذي كان فيه اللقاح الروسي يخطو خطواته الأولى، كانت الصين أيضا تتأهب لإطلاق لقاحاتها.

 وفي الفترة بين شهري أكتوبر/تشرين الأول، ونوفمبر/تشرين الثاني، بدأت بعض الأقاليم المحلية في تطعيم لقاحات صينية الصنع إلى الفئات العمالية المعرضة أكثر لخطر الإصابة بالعدوى الفيروسية.

نصر غير مكتمل

أفاد الموقع بأن التوقعات الجيوسياسية التي وضعتها روسيا والصين على لقاحاتهما كانت عالية جدا لا سيما وأنها تؤكد تفوقهما على الولايات المتحدة، وخاصة القوى الغربية، في مسألة ساخنة بقدر ماهي مرتبطة بالناحية الإستراتيجية.

إذ كان يمكن أن تسمح لكلا البلدين باكتساب أرضية خصبة على حساب خصومهما. 

وأكد الموقع أن ذلك جلي، خاصة في أنظار البلدان النامية والحكومات التي اجتذبتها النماذج السياسية والاقتصادية التي يقودها رئيسا البلدين بوتين وشي جين بينغ.

أردف الموقع بالقول: إنه إذا كانت حرب اللقاحات قد سمحت في البداية لكل من موسكو وبكين بتلميع صورهما دوليا، ظهر الخلاف لاحقا في اتخاذ اتجاه محدد للغاية. 

وشرح بأن أحلام المجد الروسية الموضوعة في سبوتنيك، سرعان ما اصطدمت بنفوذ التنين المتفوق في عدد الجرعات المصدرة إلى القارات الخمس. 

ولفت على إثر ذلك إلى ظهور مرحلة ثالثة في غاية الأهمية تزامنت مع تفشي سلالات جديدة من الفيروس.

من جانبهم، أكد العديد من الخبراء على جانب مهم يتعلق بتسجيل العديد من البلدان التي اعتمدت على اللقاحات الصينية، وهذا هو الحال في تايلاند وماليزيا، على سبيل المثال لا الحصر، ارتفاعا في عدد الإصابات. 

بهذا، وفقا لهذه الفرضية، يتأكد أن اللقاحات غير الغربية أقل فعالية. 

كما لم يتحصل لقاح سبوتنيك (الذي لم يقتنع الروس كثيرا بفعاليته) ولا اللقاحات الصينية حتى الآن على تراخيص الاستخدام من قبل هيئات الدواء الأوروبية أو الأميركية.

بعبارة أخرى: تمكنت روسيا والصين من جذب انتباه المجتمع الدولي، وسيستمر كلاهما بلا شك في لعب ورقة اللقاح.

 إلا أنه في الوقت نفسه من المرجح أن بوتين و نظيره الصيني لم يقيما حسابا للمرحلة الثالثة، التي تتزامن مع صعود اللقاحات الغربية.

ظلال ونجاحات جزئية

وفقا لمجلة تايم الأسبوعية البريطانية، كانت الصين وروسيا تعتقدان (وتأملان) أن يسمح الوباء لهما بإثباتهما للعالم أنهما متقدمتان في الابتكار العلمي وأكثر سخاء من الدول الغربية البطيئة في تطوير اللقاحات والأنانية تجاه الدول النامية.

ذكر الموقع في هذا السياق، أن اللقاحات الصينية استخدمت في أكثر من 80 دولة وتتمتع بمزايا اقتصادية (أرخص في الثمن) وفنية (تخزين أسهل، في ثلاجات عادية). 

وأوضح من ناحية أخرى، أنه في حين أن نسبة فعالية لقاحات فايزر بيوتنيك ومودرنا في الحد من خطر العدوى تزيد عن 90 بالمئة، يتمتع لقاح سينوفاك الصيني بفعالية لا تتجاوز 51 بالمئة.

 وعلاوة على ذلك، اختبرت الدراسات اللقاحات الصينية فقط ضد السلالة الأصلية، أي الجائحة التي ظهرت في نهاية عام 2019 في مدينة ووهان الصينية، دون الأخذ في الاعتبار ظهور متحورات.

وأضاف الموقع أن لقاح سبوتنيك الروسي مثير للجدل لأسباب أخرى، على الرغم من تعريف الدراسات الدولية بأنه "آمن وفعال". 

وذكر في هذا الصدد أن وزارة الصحة الروسية رخصت في أغسطس/آب 2020، استخدامه أي قبل شهر من نشر نتائج دراسات المرحلتين الأولى والثانية، وحتى قبل أن تبدأ دراسات المرحلة الثالثة. 

كما تعددت الشكاوى على مستوى الإنتاج على غرار ما أثاره المسؤولون السلوفاكيون بأن جرعات سبوتنيك التي تم استلامها من روسيا "لم يكن لها نفس الخصائص ولم تكن مطابقة" للجرعات التي قدمتها البلاد للتقييم في الدراسات الدولية. 

في الختام، يرى الموقع بأنه على الرغم من أن لقاحات فايزر بوتنيك وموديرنا أثبتت أنها أكثر فاعلية ضد متغير دلتا (نسخة مطورة من كورونا)، لا تزال اللقاحات الصينية والروسية، تأكيدا لرأي العديد من العلماء، تلعب دورها.