بعد رفض "فرص السلام".. هكذا ثارت القبائل على الحوثيين في اليمن

قسم الترجمة | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أكد وزير الخارجية والمغتربين اليمني أحمد بن مبارك، في مقال نشره موقع "Euobserver" أن الحوثيين يصرون على رفض أي مبادرة لإنهاء الحرب في البلاد، وعلى عرقلة جهود الحكومة والأطراف الدولية لتحقيق السلام.

وتشكلت الحكومة اليمنية الحالية في ديسمبر/كانون الأول 2020، وتتكون من الأطراف الرئيسة المشاركة والتي تنعكس مكوناتها واختصاصاتها بشكل صحيح في حكومتها.

ودعت هذه الحكومة عند تشكيلها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، إلى "وقف الحرب ومواصلة العمل على دعم المصالحة الوطنية".

باب مفتوح

كما أكدت الحكومة بوضوح للحوثيين أن الباب مفتوح للمشاركة في السلطة، طالما التزمت بما جاء في الدستور، واحتضنت مبادئ حقوق المواطنة مع التخلي أيضا عن العنف وأي ادعاء "بالحق الإلهي في الحكم".

ودعت الحكومة إلى حل سلمي وشامل، حتى بعد استهدافها الواضح من قبل الحوثيين لدى وصولها إلى مطار عدن الدولي بالصواريخ الباليستية، في هجوم تم بثه مباشرة على شاشة التلفزيون في 30 ديسمبر/كانون الأول 2020، وكان بمثابة محاولة قتل عشرات الوزراء والمدنيين. 

وأشار وزير الخارجية اليمني إلى أن ما يؤسف له أن عشرات المدنيين الأبرياء قتلوا وجرحوا في هذا الهجوم الإرهابي الذي شنه الحوثيون، ومن بين الضحايا وكيل وزارة الأشغال العامة، ياسمين العوضي.

ومع ذلك، واصلت الحكومة، بدعم إقليمي ودولي، الدعوة إلى السلام وأبدت مرونة كبيرة.

ومن خلال تصميمها على تحقيق السلام، كانت الحكومة تهدف إلى حماية جميع اليمنيين، بمن فيهم الحوثيون، لكن الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية وسيطرتها على بعض المحافظات تسبب في حرب أهلية، وكذلك أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة، وفق بن مبارك.

وقال وزير الخارجية اليمني: "للأسف، فسر الحوثيون بطريقة خاطئة الرسائل الإيجابية من الحكومة، وسعينا من أجل السلام، وكذلك حرص المجتمع الدولي على المساعدة في استعادة الأمن والاستقرار".

وأضاف: "كلما زادت دعوات الحكومة إلى السلام، زاد تعنت مليشيا الحوثي وإصرارها على مواصلة حربها ضد الشعب -حتى لو كانت مروعة للغاية- حيث تقوم بتجنيد الأطفال ووضعهم في الخطوط الأمامية وتعريضهم للإصابة أو الصدمات أو الموت".

وتابع بن مبارك "لم يخطئ الحوثيون في قراءة الرسائل السياسية فحسب، بل أخطؤوا أيضا في قراءتهم للتاريخ والتغيرات في اليمن، وزادوا من تصعيد الهجمات العسكرية في محافظة مأرب بناء على حسابات خاطئة ودون إدراك أن هذه المحافظة التي لها إرث تاريخي عظيم، سيكون من الصعب غزوها".

ضغوط شديدة

أكد الوزير بن مبارك أن "أهل مأرب لن يسمحوا أبدا للحوثيين بالوصول إلى عرش الملكة بلقيس (سبأ)، ومع وجود 350 ألف نسمة فقط عام 2015، نما عدد سكان المحافظة بشكل كبير، حيث تجاوز 4 ملايين شخص نتيجة التدفق الهائل للنازحين من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، والذين هربوا من الظلم والاضطهاد والجرائم التي تمارسها مليشيا الحوثي".

لكن هجمات الحوثيين على مأرب لها قصة أخرى يجب سردها، حيث لا تمتلك هذه المحافظة دفاعات جوية تحميها من الهجمات الجوية.

وخلال الأشهر الستة الماضية، تعرض سكانها ومهجروها ومناطق مدنية ومنشآت عامة للقصف والتدمير بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وصواريخ كاتويشا.

وارتكبت مليشيا الحوثي أعمالا وحشية بسبب إخفاقاتها في جبهات القتال الأخرى. وتسببت أعمالها الإرهابية بدم بارد في قتل وجرح المئات من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال وشيوخ، وفق الوزير اليمني.

وأدى اعتراض مليشيا الحوثي على جميع جهود السلام وعرقلتها إلى إطالة أمد الحرب، وزاد من حدة المعاناة الإنسانية.

كما أدى رفضهم قبول مقترحات ومبادرات السلام إلى تغييرات جذرية في المناطق التي يسيطرون عليها، حيث اندلعت انتفاضات قبلية جديدة ضد الحوثيين في محافظتي البيضاء والجوف.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تثور فيها القبائل على الحوثيين، كما حدث عدة مرات وفي مناطق عديدة، لكن الفارق هذه المرة هو عدم قدرة الحوثيين على قمع هذه الاحتجاجات بسبب سخط القبائل، من رفض الحوثيين لفرص تحقيق السلام في اليمن بشكل نهائي.

وفي هذا السياق، شدد بن مبارك على أنه "ومن أجل الحصول على فرصة حقيقية للسلام، يجب أن تتغير المواقف والأفعال السلبية لمليشيا الحوثي تجاه السلام".

ويتطلب هذا التغيير أيضا، على وجه الخصوص، "نهجا أوروبيا جديدا للمساعدة في حل الأزمة اليمنية - نهجا قائما على دعم الحكومة اليمنية سياسيا واقتصاديا (لأنها تمثل جميع اليمنيين)، وخلق شراكة كاملة معها لتحقيق السلام".

وعلاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي الضغوط الشديدة على الحوثيين إلى تغيير سلوكهم لقبول خطة السلام لوقف إطلاق النار الكامل، وهي خطوة محورية نحو المصالحة الوطنية والتعافي، وفق الوزير اليمني.