كمال العكروت.. أميرال تونسي على خطى عبير موسي يحاول "سرقة" مؤيديها

تونس- الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أطلق الأميرال التونسي المتقاعد، كمال العكروت، الذي شغل سابقا منصب مستشار الأمن القومي للرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي، في مايو/أيار 2021، ما أسماه "دعوة للإنقاذ".

عاد العكروت بدعوته إلى الواجهة، وأعقبها بهجوم على إسلاميي تونس بعد أن تضامن مع رئيسة حزب "الدستوري الحر"،  عبير موسي، التي اختلف معها في وقت سابق. 

ملحق في أبوظبي

في رسالة نشرها على صفحته عبر موقع "فيسبوك"، قال العكروت إنه "حان زمن الإنقاذ، الواجب يدعونا جميعا، ممن يرفضون تواصل منظومة الفشل والرداءة والتحايل السياسي من كل جهات البلاد لرص الصفوف وتجميع القوى".

وفي تعليق على تصريحات رئيس الحكومة، هشام المشيشي لصحيفة" لوسيل" القطرية في 31 مايو/أيار 2021، بشأن تسهيل تراخيص الاستثمار للقطريين في الأراضي التونسية، اعتبر الأميرال كمال العكروت أن هذا التصريح يهدد مستقبل المواطنين التونسيين وحق الأجيال القادمة في بلادهم.

وفي 1 يونيو/حزيران 2021، قال العكروت في تدوينته: "يبيعون التراث والأرض، الثروة الوحيدة للتونسيين، دون اعتبار للمستقبل والأجيال القادمة".

وتابع في نفس التدوينة: "يتجاهلون أمننا الغذائي وحق أجيالنا القادمة. لطالما أراد حزب النهضة والإسلام السياسي بيع أراضي الدولة، وقد نجح المشيشي في ذلك". 

يقول العكروت إنه ترك منصبه كأول مستشار للأمن القومي في قرطاج والسكرتير الدائم لمجلس الأمن القومي، وتخلى عن السلطة وأطلق -مع كبار المسؤولين والخبراء السابقين في الدولة- "الرابطة الدولية للاستشراف والدراسات الإستراتيجية والأمنية المتقدمة"، وهي مؤسسة فكرية لإقامة الحوار من خلال المجتمع المدني.

من أسرة مكونة من سبعة أطفال التحق العكروت بالمدرسة العسكرية ببنزرت، قبل الإبحار مع القوات البحرية.

بدأ حياته المهنية كمدرس، ثم اختار التدريب الذي بدأه في معهد الدفاع الوطني في تونس ثم في مدرسة الأركان.

عزز تجربته في الأكاديمية البحرية في أثينا، ثم في مدرسة هامبورغ الحربية وكلية شؤون الأمن الدولي في واشنطن العاصمة.

تخصص الأميرال في الأمن والدفاع والأمن السيبراني والأمن القومي، وهو الضابط الوحيد في البحرية التونسية الذي شغل منصب المدير العام للأمن العسكري.

أقاله الرئيس السابق المنصف المرزوقي عام 2013 وعزله، وجرى تعيينه ملحقا عسكريا في السفارة التونسية بأبوظبي.

انتهى منفاه في عام 2015 عندما عينه خلف المرزوقي، الرئيس الباجي قايد السبسي مسؤولا عن قضايا الدفاع الوطني في الرئاسة.

بدأ العكروت، الذي كان من قبل معروفا في دوائر السلطة فقط، إثارة اهتمام التونسيين في يوليو/تموز 2019، خلال جنازة السبسي.

 كان لا يزال في منصبه عند تنصيب الرئيس قيس سعيد، واستقال في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2019.

‎وأعلن الأميرال في اليوم الموالي أنه جرى قبول استقالته من مهامه كمستشار أول للأمن القومي لدى رئيس الجمهورية، قائلا إنه "فخور بما قدمه لبلاده بكل مسؤولية وصدق" وفق تعبيره.

بيت العنكبوت

بعد تدوينته، وتحديدا في 26 مايو/آذار 2021، نشر موقع "العين" الإماراتي تقريرا بعنوان "صرخة أميرال.. مبادرة جديدة لـ"إنقاذ تونس من الإخوان".

قال الموقع: إن "صيحة الجنرال" كما وصفها رواد عبر شبكات التواصل الاجتماعي تستهدف مباشرة حركة النهضة المحاصرة بانتقادات شعبية في خضم صراعها المباشر مع الرئيس قيس سعيد، والأزمات السياسية والاقتصادية الخانقة بالبلاد.

في اليوم نفسه، نشر القيادي الإسلامي بحركة النهضة، رفيق عبد السلام، تدوينة عبر موقع فيسبوك، قال فيها إن الأميرال ''عسكري مغمور يريد أن يكون زعيما سياسيا بسرعة البرق''. 

القيادي الإسلامي، رفيق عبد السلام، أوضح أن الأميرال العكروت يريد أن ''يقود ثورة ربع الساعة الأخيرة (أي ثورة مضادة)''.

وتابع أن الأميرال ليس في رصيده خوض لحروب ولا حتى في رصيده ''انتصارات ولا مغامرات أبطال''. 

وذهب عبد السلام إلى القول إن العكروت ينتظر "الفرصة السانحة لتفعيل الفصل 80 من الدستور من قبل قيس سعيد ليتمكن من الدخول إلى قصر قرطاج'' ثم يعلن البيان رقم واحد، وفق نص التدوينة. 

واستنتج القيادي الإسلامي أن ''الزر والرز (القرار والأموال) موجودان في أبوظبي والتنفيذ في تونس'' وتوجه للأميرال قائلا ''لكن سي الأميرال البلاد ليست قفرا وخلاء، بل لها أهلها ورجالها ونساؤها''. 

يعتبر الأميرال الستيني أنه يواجه العواصف منذ الثورة التونسية، وقال في حديث مع مجلة "جون أفريك" الفرنسية في 3 يونيو/حزيران 2021، إن الكثير مما أنجز منذ الثورة يحتاج إلى المراجعة.

 ودعا إلى "استشارة عامة تستند إلى تقييم لهذا العقد"، واقترح العكروت للخروج من المأزق المؤسسي اللجوء إلى استفتاء محتمل.

وجه كمال العكروت سهامه صوب حزب النهضة الإسلامي، واعتبره أحد "الجناة الرئيسيين" في الركود التونسي، واعترف بقربه إلى حد ما من أفكار عبير موسي.  

استبق العسكري التونسي كل التحليلات التي قد تصدر في أعقاب تصريحاته، وقال: "سيحاول البعض اختزال كمال العكروت في مجرد خصم، فيما سيرغب البعض الآخر يريده أن ينضم إلى صفوفهم".

ومضى إلى القول: "سيحاول آخرون تشويه سمعتي من خلال الادعاء بأنني رجل الإمارات لأنني استقريت سابقا في أبوظبي"، قبل أن يشدد: "لكن كل هذا لن يوقفني". 

اصطناع العداء

في أبريل/نيسان 2021، اتهمته رئيسة "الحزب الدستوري"، عبير موسي، بأنه "يحاول سرقة أنصارها" بعد صعود اسمه وسط القوى الوسطية التقدمية.

وقالت إن العكروت بصدد الاتصال بهياكل الحزب "الدستوري الحر"، في "إطار مخطط لتفكيك الحزب يتمثل في التخلص من الدستوري الحر في المشهد السياسي، ومن عبير موسي في البرلمان". 

من جهته نفى العكروت، اتهامات موسي بمحاولة إزاحتها من الحزب، وقال، في حديث إذاعي في 26 مايو/أيار 2021: "ما يجمعني بعبير أكثر مما يفرقنا".

جاء رد موسي، مساء اليوم نفسه في تصريح تلفزيوني، قالت فيه: "هذا غير صحيح، وأنها لا تجتمع بأي كان ممن تعاملوا مع الإخوان" على حد تعبيرها.

عاد العكروت في تدوينة له يوم 7 يونيو/حزيران 2021، ليؤكد أنه يدعم كل "من هو ممنوع من التظاهر السلمي"، في إشارة إلى أنصار الدستوري الحر الذين منعوا من الاعتصام قبالة مجلس النواب، وفق موقع "بيزنس نيوز" المحلي.

عبر العسكري عن تضامنه مع "حرية التظاهر والتعبير السلميين"، مستنكرا "انتهاك قواعد الديمقراطية عبر حرمان نائب شعب (عبير موسي) من الماء والمأوى"، وذهب حد اعتبارها "تهديدا للحريات العامة".

في استضافة إذاعية له قال الإعلامي، برهان بسيس، إن "الأميرال المتقاعد كمال العكروت يسعى لاستغلال المخيال الشعبي المتعلق بالجيش الوطني لاقتحام الحياة السياسية".

واعتبر أن "العكروت لا يخيف الإسلام السياسي بقدر ما يخيف رئيسة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي".

تابع "تعتقد موسي أن العكروت سيعمد إلى كسب جزء من قاعدتها الشعبية وهي حذرة منه أكثر من النهضة ورئيسها الغنوشي".