"ابن سلمان يسرقنا".. غضب سعودي من تبديد أموال الشعب على سباقات الخيل

الرياض - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

#عاطلون_في_بلد_النفط، #تجمع_العاطلين_السعوديين، #الراتب_ما_يكفي_الحاجة، #أهلكتنا_الضرائب.. وسوم عدة أطلقها سعوديون منذ وصول محمد بن سلمان إلى ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017، وعلى أعقاب مسيرته لاعتلائه هرم السلطة بالمملكة.

هذه الوسوم وصلت حد المطالبة بإسقاط النظام السعودي بأكمله وصب الغضب على العائلة الحاكمة وتعديد "جرائمها"، والتذكير بالأموال التي بددها ابن سلمان، والأزمات التي ورط فيها البلاد، والحروب التي استنزف فيها أموال المملكة في وقت تعاني فيه من أزمات اقتصادية. 

ومنذ مساء السبت 20 فبراير/شباط 2021، وبالتزامن مع ختام السباق الدولي للخيل‏ "كأس السعودية 2021"، ‏الأغلى في تاريخ سباقات الخيل حول العالم، والمقدر إجمالي قيمة جوائزه بـ30.5 مليون دولار، صب ناشطون غضبهم على ابن سلمان.

ونددوا عبر مشاركتهم في وسم #أهلكتنا_الضرائب بتبديد أموال المملكة في الوقت الذي تعاني فيه ارتفاع معدلات الفقر، وتضخم في نسب البطالة، وارتفاع أسعار السلع، وفرض ضرائب على الخدمات وضعف ميزانية الدولة.

واتهم ناشطون ولي العهد بسرقة أموال الشعب وتبديدها على ملذاته، وإغراق البلاد في الديون وهدر المال العام، واستفزاز الشعب برفاهيته الشخصية، وإهلاك المواطن في الفقر والبطالة والتلاعب بالمال العام ووضعه في يد عائلة واحدة تتحكم به.

وتداولوا مقطع فيديو للدكتور عبد العزيز الدخيل، يؤكد فيه أن نحو 90 بالمئة من ثروة المملكة تشفطها الطبقة العليا وحاشيتها، مشيرين إلى شراء ابن سلمان لأغلى يخت ولوحة في العالم مقابل دفع الشعب لفاتورة ذلك من خلال رفع الأسعار وفرض الضرائب والرسوم.

هدر واستفزاز

وبرز تنديد الناشطين بتفاخر المملكة بتنظيم أغلى سباق للخيول، في الوقت الذي ترفع فيه أسعار الخدمات.

وأشار أحد المغردين بحساب "الهدهد" إلى أن "الفساد والهدر المالي يزيد، والشعب يدفع الثمن، لافتا إلى غلاء وتبديل أسعار خدمات الكهرباء والماء والجوال، وغلاء أسعار السلع بشكل جنوني! وفوق هذا ضرائب!! ولا أحد يقدر يفتح فمه بكلمة".

فيما ذكر مغرد يسمى "محمد" أن "الدول خفضت الضرائب على مواطنيها في ظل أزمة كورونا، وأعطت مبالغ شهرية للعاطلين إلى أن يتوظف، بينما رفعت السعودية الضريبة إلى 15 بالمائة وألغت بدل غلاء المعيشة وسمحت للقطاع الخاص بتخفيض رواتب الموظفين إلى 40 بالمائة".  واستنكر أحد المغردين التفاخر بإقامة أغلى سباق خيول في العالم ممول من خزينة الدولة في ظل فرض ضرائب وغلاء معيشة ورفع أسعار البنزين وارتفاع معدل البطالة.

واعتبر ذلك سوء إدارة وهدر مالي واستفزاز، ونعت من فعل ذلك بـ"الإنسان السفيه والمعتوه"، منددا بعدم قدرة الشعب على مساءلة الحكومة لعدم وجود برلمان يمثله سياسيا.

وقال مغرد آخر: "إذا صارت الحكومة تبحث عن إنجازات وهمية وتلميع صورتها الإعلامية من وراء سباق خيل وظهر حصان، فاعلم أنها وصلت مرحلة الإفلاس التنموي". من جهته، سخر المغرد أحمد عبد العزيز قائلا إن ابن سلمان "يأخذ من المواطنين ضريبة على لبن الزبادي والملابس الداخلية والحفاظات، ويقيم بها سباق حمير ولا يهمه".

سرقة ابن سلمان

وصب ناشطون غضبهم على ولي العهد السعودي واتهموه بسرقة أموال الشعب، معربين عن غضبهم من معاناة شعب أكبر دولة نفطية من ارتفاع الضرائب.

وسخر الناشط الحقوقي والسياسي أنس الغامدي، قائلا: إن "الضرائب مفروضة لزيادة دخل ابن سلمان، والمفروض أنكم شعب عظيم وتدفعون ضرائب عظيمة عشان كرشة طال عمره تكبر وتتمدد".

وتساءلت الناشطة الحقوقية الدكتورة حصة الماضي: "من يصدق أن أكبر دولة نفطية يشتكي فيها الشعب ويقول أهلكتنا الضرائب؟". فيما أعربت الناشطة أريج السدحان، عن حزنها من معاناة شعب أغنى دولة نفطية من الضرائب. واتهم صاحب حساب "كشكول"، آل سعود بـ"ذبح الشعب بالفقر والبطالة"، مؤكدا أن "نظام آل سعود أهلك الشعب ويسرق التريليونات".

وسخر من تبرير البعض بأن الغرب يدفع الضرائب، قائلا: إن "الغرب يدفع ضرائب لحكومة انتخبها وتخدمه".

من جانبه، أشار الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، إلى أن دول العالم المحترمة تجتهد في تأمين العيش الكريم لمواطنيها، مؤكدا أن "نظام ابن سلمان يجتهد في إفقار المواطن وإذلاله!".

وأضاف أن "ابن سلمان حرم المواطنين من الوظائف وسلب ما لديهم من أموال، وفرض عليهم الضرائب، وطردهم من منازلهم وكمَّم أفواههم بالقوة.. ثم يُطلب من المواطن أن يكون مطبلا جاميا!".

ورأى القائمون على حساب "نحو الحرية"، أن أموال البلاد "تذهب إلى مشاريع خيالية لا أصل لها في الواقع، ومشاريع  الذباب الإلكتروني، وعطايا لمستشارين ومقربين من ابن سلمان، وفرق موت وجواسيس مثل (فرقة النمر)، وحملات تحسين السمعة في أميركا وشركات علاقات عامة، ونفقات ولي العهد على سهراته وسفراته". وحذر المغرد محمد السعودي، من أن "الوضع الاقتصادي خطير جدا ومخيف"، داعيا الحكومة لتدارك الأمر قبل فوات الأوان، قائلا: "انظرو إلى الأسواق والمولات والمتاجر، انخفضت القدرة الشرائية بنسبة 60٪ ونص المحلات قفلت أو على حافة الإفلاس والإغلاق والله كارثة".

وكانت المملكة قد اتخذت بعض الإجراءات التقشفية في أعقاب انتشار فيروس كورونا، أعلنت على إثره في مايو/أيار 2020 وقف بدل غلاء المعيشة بداية من يونيو/حزيران 2020، ورفع نسبة ضريبة القيمة المضافة من 5% إلى 15%، بدءا من يوليو/تموز 2020.

كما صدر قرار وزاري لتخفيض الرواتب في القطاع الخاص إلى 40 في المائة من كامل الأجر الفعلي لمدة 6 أشهر، بما يتناسب مع ساعات العمل وإتاحة إنهاء عقود الموظفين بعد 6 أشهر من الظرف القاهر.

وفي فبراير/شباط الجاري، رفعت السعودية أسعار البنزين بنسب تراوحت بين 10 و27%، ووصل سعر "بنزين 91" إلى 1.81 ريال للتر، من 1.62 ريال للتر الشهر الماضي، وسعر "بنزين 95" إلى مستوى 1.94 ريال للتر، من سعر 1.75 ريال للتر الشهر الماضي.