موقع إيراني: سيناريوهات متوقعة بشأن مستقبل "الاتفاق النووي" مع أوروبا
.jpg)
تحدث موقع "إيران الدبلوماسي" عن السيناريوهات المتوقعة بالنسبة للتعامل بين طهران وأوروبا فيما يتعلق بالاتفاق النووي، وردود الأفعال الإيجابية والسلبية في هذا الشأن.
تطرق الموقع أيضا في مقال للباحث في الشؤون الأوروبية حسين مفيدي أحمدي، إلى الاختلاف بين عهدي دونالد ترامب وجو بايدن من جانب أوروبا، وما الخطوط الحمراء التي وضعتها أوروبا لإيران كي لا تظهر ردود أفعال سلبية تجاهها؟
وقال الكاتب: "بعيدا عن بيان الترويكا الأوروبية (مصطلح سياسي يشير إلى اجتماع ثلاث دول على رأي سياسي واحد تجاه قضية معينة، والترويكا الأوروبية هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا) فيما يخص قرارات إيران الأخيرة، فمن الممكن أن تجذب السياسة محتملة التنفيذ من قبل أوروبا الاهتمام فيما يتعلق بالتحولات الأخيرة في السياسة الإيرانية، وكذلك الولايات المتحدة".
تغير الملف الإيراني في عهد إمساك ترامب بزمام الأمور من ملف مزدوج الممثلين -إلى حد ما- إلى لعبة بين إيران وأميركا، وفي هذا الشأن لم يكن لدى أوروبا مساحة إيجابية كبيرة من النشاط.
مما لا شك فيه أن أوروبا في تلك الفترة كانت قادرة على إظهار ردود أفعال سلبية، ولكن تحكمت في نفسها من حيث إدراكها لوجوب الحفاظ على الاتفاق النووي.
ويتولى بايدن زمام الأمور بلا شك من حيث رغبة واشنطن وبدون وجوب رغبة إيران، فربما تلعب أوروبا دورا إيجابيا أكثر أهمية بالمقارنة بعهد ترامب.
وضمن ذلك سيكون حجم ردود الأفعال السلبية كما هو. وفي النتيجة سيناريو الإجماع الأطلسي، أو بعبارة أخرى: سياسة إيران الأطلسية، يمكن تحقيقها بنسبة أكبر في فترة تولي بايدن، يقول الكاتب.
وتابع أحمدي: "أوروبا لها نظرة حول الملف الإيراني خلال البضع سنوات الأخيرة بالتدريج في طريق التقدم؛ باعتباره مجموعة مقسمة إلى ثلاثة أجزاء غير قابلة للتفكك، تشمل: البرنامج النووي، البرنامج الصاروخي، وبرنامج المنطقة".
ومع ذلك تعتبر أوروبا الحفاظ على البرنامج النووي (حتى ما تبقى منه) أمرا مركزيا بالنسبة لها.
يتابع الكاتب: "إذا لم يتحالف مجموع السيادة الأميركية (الحكومة والبرلمان) ودول المنطقة، وخاصة السعودية وإسرائيل مع إيران لاتفاق جديد محتمل.. فلن يستمر هذا الاتفاق على الدوام".
الخطوط الحمراء
ثم أردف الكاتب: من وجهة نظر أوروبا هناك ثلاثة خطوط حمراء رئيسة لدخولها في مرحلة رد الفعل السلبي، وهي: التخصيب بنسبة 20 بالمئة، زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في مجال التخصيب، والخط الأهم من الجميع: إضعاف نظام تفتيش الوكالات الحالي.
أوروبا تعتبر إيران مؤثرة عليها في ضعف النفوذ الجيوسياسي بالتدريج، ومواجهتها مع الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، في الوقت الذي تعتبرها مهيئة الظروف للحصول على فرصة اتفاق جديد.
ومع ذلك أوروبا تضع احتمال ردود الأفعال السلبية والقسرية لإيران؛ سواء فيما يتعلق بالاتفاق النووي، أو ما يتعلق بالمنطقة، يقول الكاتب.
ويبدو من خلال الملاحظات السابقة أن ردود الأفعال الأوروبية فيما يتعلق بالملف النووي سترتبط بالعديد من العوامل، ولكن أهمها: إدراك أوروبا لرد الفعل الإيراني الأخير.
رد الفعل هذا يأتي من أجل كسب أوراق جديدة (أكثرها عن طريق فن الخطابة)، وزيادة القدرة على المساومة في سبيل الوصول إلى اتفاق جديد، أو في سبيل السعي إلى القضاء عليه عقب تغيير مرحلة مواجهة إيران مع الغرب، يقول الكاتب.
وكذلك تحدثت وكالة أنباء فرارو الإيرانية في مقال لها بعنوان: "تحذيرات ثلاث دول أوروبية لإيران" عن مخاوفها بشأن التخصيب.
وقالت: "أصدرت فرنسا وألمانيا وإنجلترا بيانا مشتركا يتعلق بقرار إيران في تشغيل أجهزة الطرد المركزية الجديدة، فيما يتعلق بأسس التخصيب، حيث أعربوا عن قلقهم".
وادعت الترويكا الأوروبية أن قرار إيران بتشغيل أجهزة طرد جديدة في مدينة نطنز، يخالف الاتفاق النووي، وصرحوا: إذا أرادت طهران أن تحافظ على مكانتها الدبلوماسية بجدية.. عليها أن تتبع الاتفاق.
ثم أضافوا محذرين خلال البيان: "مثل هذه الخطوة ستقحم مساعينا المشتركة من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي، وستضعف فرصة العودة للتحالف مع الحكومة الأميركية الجديدة بشكل دبلوماسي".
واستكمل البيان: سنطرح موضوع عدم تبعية إيران في إطار الاتفاق النووي؛ حيث نستقبل بيانات رئيس الجمهورية المنتخب جو بايدن وطرقه الدبلوماسية للوصول إلى ما يثير القلق بالنسبة لطهران، وهذا يصب في مصلحة الجميع.
والجدير بالذكر: هو أن الترويكا الأوروبية تتهم إيران بنقض عهدها في الاتفاق النووي. وكتب محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني في تغريدة له على تويتر مخاطبا الدول الثلاث قائلا: كونوا محافظين على تعهداتكم خلال البيان رقم 2231 في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وكفوا عن عدم الالتزام بالاتفاق النووي.
خرجت أميركا من هذا الاتفاق عام 2018، وفرضت على إيران عقوبات جديدة غير التي تم رفعها بموجب الاتفاق.
وعلى الرغم من اعتراض الترويكا الأوروبية اللفظي على خروج أميركا، إلا أنهم لم يلتزموا بتعهداتهم لتعويض النتائج المترتبة على هذا الخروج، بحسب الموقع. وقللت إيران تعهداتها التي أبرمتها خلال الاتفاق ردا على عدم التزام الدول الأوروبية بها.