أبل تتفوق على أرامكو.. هكذا انتكس العملاق السعودي بعد كورونا

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفتان إسبانيتان الضوء على أزمة شركة النفط السعودية العملاقة "أرامكو"، في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا الذي هوى بأرباح الشركة وأدخل المملكة في أزمة اقتصادية حادة.

وانخفضت أرباح شركة أرامكو بحوالي 73٪ مقارنة بالعام 2019، حيث سجلت شركة النفط السعودية، صافي دخل قدره 6.6 مليار دولار في الأشهر الـ3 الماضية المنتهية في يونيو/حزيران، و23.2 مليار دولار للنصف الأول من العام 2020، مقارنة بـ24.7 مليار دولار و46.9 مليار دولار في ذات الفترتين من العام 2019.

وأعلنت أرامكو في 10 أغسطس/آب في تقرير الربع الثاني ونصف العام أن التدفق النقدي الحر بلغ 6.1 مليار دولار في الربع الثاني و21.1 مليار دولار في النصف الأول من العام 2020، مقارنة بـ20.6 مليار دولار و38 مليار دولار في العام 2019.

وقالت صحيفة إلموندو الإسبانية: إن هذا التراجع يضاف إلى تضرر الشركة بسبب حرب أسعار النفط وتأثير الأزمة الصحية على الطلب على النفط.

لكن، لم تنته المعاناة السعودية عند هذا الحد، إذ فقدت شركة أرامكو لقب الشركة الأكثر ربحية على هذا الكوكب، الذي احتكرته شركة أبل الأميركية.

وأضافت الصحيفة: أن الانخفاض الكبير في صافي الأرباح - وصل إلى 5،564 مليون يورو مقابل 20،945 مليون يورو في نفس الفترة من سنة 2019-  لم يكن عائقا أمام مخطط توزيع الأرباح الموعودة لهذا العام. تبعا لذلك، سيحصل المساهمون على 18.75 مليار دولار؛ الذي يعتبر جزءا من 75 مليار دولار أعلنت عنها الشركة لسنة 2020.

في هذا السياق، قال أمين الناصر، المدير التنفيذي لشركة أرامكو، في مؤتمر صحفي: "نعتزم دفع مبلغ 75 مليار دولار، الذي يبقى رهن موافقة مجلس الإدارة وظروف السوق". في المقابل، اختارت شركات منافسة لأرامكو، على غرار بي بي ورويال داتش شل، خفض أرباحها. 

وأشارت الصحيفة إلى أن 98 ٪ من الشركة في أيدي الحكومة السعودية، التي اضطرت في الأشهر الأخيرة إلى تنفيذ سياسات تقشف للتعامل مع آثار فيروس كورونا. في الآن ذاته، يعد توزيع الأرباح العامل الأساسي الذي تسبب في العجز المالي بالبلاد. 

وتجدر الإشارة إلى أن التفويت في نسبة 2 ٪ المتبقية من أسهم أرامكو هي نتيجة لأكبر عملية بيع عام للأسهم في تاريخ السعودية في نهاية 2019، والتي تم إدراجها في سوق الأسهم المحلية منذ ذلك الحين.

الثقة في التعافي

وأفادت الصحيفة بأن شركات النفط الرئيسية في العالم، عانت أيضا من عواقب أسوأ ثلاثي في تاريخ النفط، بسبب تراجع عدد الرحلات الجوية الدولية إلى الحد الأدنى، وعمليات الحجر الصحي الصارمة وتراجع الطلب على النفط بشكل حاد. 

ومع ذلك، أظهر السعوديون توقعاتهم المتفائلة حول الانتعاش التدريجي للطلب العالمي على النفط والغاز الطبيعي والمنتجات الأخرى ذات الصلة بالشركة.

وقال الناصر: "انظر إلى الصين، لقد أصبح طلبها على البنزين والديزل في الوقت الحالي عند مستويات مشابهة جدا لما كانت عليه قبل الأزمة الصحية، نحن نرى أن آسيا تتعافى".

وأضاف: "إننا نشهد انتعاشا جزئيا في سوق الطاقة حيث تتخذ دول العالم إجراءات لتخفيف القيود وإعادة إطلاق اقتصاداتها. في ظل هذا الوضع، نتوقع زيادة في الطلب".

ونقلت الصحيفة أن الشركة السعودية العملاقة، التي لم تجمد صفقات توسعها الجديدة، حققت ربحا صافيا قدره 16.7 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2020 مقابل 22.2 مليار دولار سجلت في نفس الفترة من السنة السابقة.

وفي ظل هذا الوضع، اعترف الناصر حينها أن "أزمة كوفيد -19 مختلفة تماما عما شهده العالم في تاريخه الحديث". 

تراجع الطلب 

وذكرت إلموندو أن التوقعات بشأن النصف الثاني من هذه السنة تعد أكثر قتامة، مع انخفاض الطلب العالمي على النفط بما يزيد عن 30 ٪ ووصول سعر برميل النفط إلى أدنى مستوى له خلال العقدين الماضيين. 

في الأثناء، ما يزال خام برنت، وهو المعيار القياسي لأوروبا، أقل بنسبة 33 ٪ من السعر الذي سجله قبل سنة واحدة فقط.

كما أن وقف النزيف الذي يشهده سوق النفط لم يكن ممكنا حتى بالاتفاق الذي وقعته منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في نيسان/ أبريل وحلفاؤها -بقيادة السعودية وروسيا- لتنفيذ تخفيضات إنتاج تاريخية. 

وبينت الصحيفة أنه منذ بداية سنة 2020، كانت أرامكو أحد العناصر الحاسمة في المغامرة التي خاضتها روسيا والسعودية. وكانت الشركة قد تلقت طلبا في آذار/ مارس لزيادة إنتاجها إلى حد طاقتها القصوى، أي ما يعادل 13 مليون برميل يوميا.

لكن في شهر تموز/ يوليو، لم يغادر مصافيها أكثر من 7.5 مليون برميل يوميا، بعد خفض إضافي قدره مليون برميل أعلنته المملكة؛ وهو إجراء طوعي للتخفيض الذي اتفقت عليه أوبك + في نيسان/ أبريل 2020.  

وأشارت الصحيفة إلى أن أسهم أرامكو شهدت يوم 9 أغسطس/آب انخفاضا بنسبة 0.4 ٪. ومنذ بداية السنة، خسرت الشركة نسبة 6.2 ٪ من أسهمها، وهي أرقام أقل من تلك التي سجلها المنافسون الآخرون للشركة.

وقد تفوقت على شركة أرامكو، التي تصدرت الترتيب منذ خصخصتها الجزئية، شركة أبل التي تبلغ قيمتها السوقية 1.84 تريليون دولار مقابل 1.76 للسعودية التي أصبحت تحتل المركز الثاني على المنصة.  

عجز في الميزانية 

بدورها، علقت صحيفة البايس الإسبانية بأن هذه النتائج جاءت لتتوج فترة مضطربة لأكبر مصدر للنفط في العالم، في عام انهارت فيه أسعار النفط الخام وأصبحت سلبية بسبب استحالة تفريغ مخزون العرض.

في هذا السياق، اختارت المملكة العربية السعودية وروسيا خفض الإنتاج ودعم أسعار النفط الخام. وعلى الرغم من تعافيه، ما يزال سعر خام برنت منخفضا بنسبة 33 ٪ خلال هذه السنة.

وعلى عكس أرامكو، خفض منافسون مثل بي بي ورويال داتش شل أرباحهم. وتجدر الإشارة إلى أن السعودية تدر معظم إيراداتها من النفط الخام.

وفي ظل هذه الظروف، من المتوقع أن يتجاوز عجز ميزانيتها 12 ٪ خلال سنة 2020، وفقا لصندوق النقد الدولي.

وذكرت صحيفة البايس أنه وفقا لتحليل نشره موقع بلومبيرج الأميركي، ستكون تلك الثغرة في حسابات المملكة هي الأكبر منذ سنة 2016، مما يزيد الضغط على أرامكو لمواصلة توليد الإيرادات.