بينج ليوان.. سيدة الصين الأولى وقوتها الناعمة في خدمة الرئيس

12

طباعة

مشاركة

كانت بينج ليوان، مطربة الأوبرا والنجمة التلفزيونية في طبقة السوبرانو، مشهورة قبل الزواج من شي جين بينج، أقوى زعيم صيني منذ ماو تسي تونج مؤسس جمهورية الصين الشعبية، التي حكمها من خلال قيادته للحزب الشيوعي منذ تأسيسه عام 1949 وحتى وفاته في 1976.

بهذه الكلمات استهلت صحيفة "لوتون" السويسرية  تقريرها عن سيدة الصين الأولى التي شغلت منصب مدير أكاديمية الفنون التابعة لجيش التحرير الشعبي، وذلك ضمن ملفها الذي خصصته لتسليط الضوء على عدد من زوجات الزعماء المستبدين.

وقالت الصحيفة الناطقة بالفرنسية: "تجسد وحدها جميع وحدات الجيش، المضطهدين، وأبطال الصين الحمراء"، فبينج ليوان تعد مقاتلة مبكرة، وزوجة مخلصة، وتبتية (نسبة إلى إقليم التبت) حررها الشيوعيون، وأيضا تعرف على أنها مطربة الجيش، وطيارة مقاتلة، وبحارة، ومتطوعة لمحاربة الفيضانات وضابطة متفانية.

وأضافت: "في عام 2007، كانت في ذروة شهرتها نجمة تلفزيونية، ومطربة معروفة، ذات وجه مألوف لمئات الملايين من الصينيين، وخلال هذا الوقت، كان زوجها يعمل خلف الكواليس في السلطة، وعلى وشك تولي مسؤولية الاستعدادات الشاملة لـ "أولمبياد بكين"، وهي المهمة التي وضعته في أعلى الدوائر بالحزب الشيوعي الصيني".

ورغم أن هذا ليس كل شيء، تتابع لوتون: "في نظر معظم الصينيين، لا يزال شي جين بينج فقط، زوج بينج ليوان، حورية الفاوانيا"، وذلك في إشارة إلى الزهرة التي تعتبر رمزا إلى الرفاه والثروة والحظ والازدهار.

ونوهت بأن بينج ليوان التي تزوجت من شي جين بينج عام 1987، أصبحت منذ 2013 السيدة الأولى للصين بجوار زوجها، الأمين العام للحزب الشيوعي، ورئيس الدولة واللجنة العسكرية المركزية، أقوى رجل في الصين منذ ماو تسي تونج". 

كما أنها أول زوجة زعيم صيني تعتبر "نجمة شاشة"، منذ جيانج كينج، الزوجة الأخيرة لماو تسي تونج، الممثلة السابقة، والمحرضة على الثورة الثقافية التي أنهت أيامها في السجن".

"القوة الناعمة"

تحظى ليوان باهتمام بالغ من وسائل الإعلام العالمية، منذ ظهورها الأول بعد ارتباطها بالرئيس الصيني، إذ استطاعت في أكثر من مناسبة جذب الأنظار إليها، وخاصة السويسريين، بردات فعلها وأناقتها وابتسامتها وحضورها بمختلف المناسبات الرسمية والاجتماعية التي رافقت فيها الرئيس.

في دافوس، وقفت أمام عدسات المصورين، وبجنيف، أدارت الاحتفالات، وزارت مقر منظمة الصحة العالمية، حيث كانت سفيرة النوايا الحسنة لمرضى الإيدز والسل، بينما كان يتحدث زوجها عن التزام الصين بعالم أكثر اتحادا.

وبحسب الصحيفة، هذه المرأة التي انضمت إلى الجيش في سن 18 لتصبح "مقاتلة في الفنون والثقافة" هي الآن المصدر الرئيسي للقوة الناعمة في الصين.

وتابعت: "هي امرأة مثيرة جدا ومبتسمة أضفت الطابع الإنساني على سلطة كان ممثلوها منذ فترة طويلة يتم تشبيههم بالآليين".

وعلى غرار رايسا جورباتشيفا -الزوجة الأولى لرئيس الدولة السوفييتية جورباتشوف- تلطف ليوان من صورة البلد الذي يظل نواياه غامضة، ولكن قوته على وشك أن تثبت نفسها في القارات الخمس.

كما أنها تصنع المتعة لمجلات المشاهير، ففي أحد الأيام تمت مقارنتها بالإيطالية كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، وأيضا بميشيل أوباما التي تجنبت الظهور معها، قبل الرضوخ للواجبات البروتوكولية.

يقول بعض الصينيين عنها: إنها الآن تشعر بالملل، حيث انتهت حياة الفنانة الموهوبة، التي كانت تلهب أغانيها الوطنية احتفالات العام الجديد.

فمقر إقامتها الرسمي الآن أصبح تشونجنانهاي (في المدينة المحرمة القديمة) ولأغراض الدعاية، أصبحت الآن "Peng mama" الزوجة المحبة لـ "Xi dada" كما يقول الحزب: "الأم بينج تحب الأب شي"، مثلما يحب الزوجان شعبهما.

إعادة بناء البلد

ولفتت "لوتون" إلى أن بينج ليوان ولدت في 20 نوفمبر/ تشرين ثاني 1962 في مدينة لينيي بمقاطعة شاندونج، مثل والد شي، وهو شخصية شيوعية رفيعة المستوى، كان والدها ضحية للثورة الثقافية (1966-1976).

انضمت ليوان إلى أكاديمية شاندونج للفنون لدراسة الغناء الشعبي، ثم إلى الجيش عام 1980. ومثل زوجها المستقبلي، فإن تدفق "الحرس الأحمر" لم يصرفها عن خط الحزب، بل على العكس، عزز تصميمها على إعادة بناء البلاد.

عام 1986، التقت شي جين بينج، من خلال الأصدقاء، حيث كان مهتما بالغناء، وبعد مرور عام، عندما تولى الأخير منصب حاكم شيامن، وهي مقاطعة ساحلية، قرر الاثنان جمع شملهما، لتنجب أول ابنة لهما في عام 1992، وهي شي مينجزي، التي درست لاحقا في الولايات المتحدة، مثل العديد من أطفال القادة.

وفي الجيش، أصبحت بينج ليوان "ميجر جنرال" لتنضم بعد ذلك إلى اللجنة الاستشارية، إحدى غرفتي البرلمان التي، كما يوحي اسمها، ليس لها سلطة ولكنها تضم شخصيات وطنية.

وبرأى الصحيفة السويسرية، فإن بينج ليوان، أصبحت تغني قليلا، "ونحن لم نعد نجرؤ في التعليق على أغانيها، التي كانت ذات مرة محل تقدير، لكن عفا عليها الزمن الآن".

ولفتت إلى أنه قبل بضع سنوات، نشرت صحيفة في "هونج كونج" كلمات ناقد موسيقي صيني، هو تشي يوي، قال فيها: "إذا تم الثناء على أغاني سيدة الصين الأولى حاليا ستبدو وكأنك خادم، وإذا انتقدتها ستخاطر"، مضيفا: "ربما 90٪ من أغانيها تمدح الحزب الشيوعي، والبقية تحتفل بحياتنا الرائعة".

كما أنه في عام 2013، عندما كانت بينج ليوان في الخمسين من عمرها، تم تداول صورة قديمة لها على الشبكات الاجتماعية الصينية، وبعد ساعات قليلة تدخلت الرقابة.

تم نشر الصورة في البداية من قبل مجلة جيش التحرير الشعبي، وهي ترتدي الزي العسكري الأخضر وتغني في ساحة تيانانمن، حيث عملت السلطة في يونيو/ حزيران 1989 على فض المظاهرات التي يطلق عليها "حادثة الرابع من يونيو" بالقوة ما نتج عنها حمام الدم، ولهذا السبب ترددت ميشيل أوباما في الظهور معها في البداية.

وأكدت الصحيفة في نهاية تقريرها أن بينج ليوان تتبع الأوامر دائما فهي على استعداد لخدمة زوجها، والحزب والصين.