بأجساد الجزائريين.. ناشطون يسخرون من خطة تبون لإطفاء حرائق الغابات

12

طباعة

مشاركة

ندد ناشطون على تويتر، بفشل النظام الجزائري العسكري، في إطفاء حرائق الغابات حتى صباح الأربعاء 11 أغسطس/آب 2021، مما أسفر عن ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 65، وهو ما دفع الرئيس عبد المجيد تبون لإعلان حالة الحداد لمدة 3 أيام.

التلفزيون الجزائري أفاد، بأن من بين ضحايا الحرائق 28 عسكريا إلى جانب 37 مدنيا، أغلبهم في ولاية تيزي وزو، مضيفا أن هناك 12 عسكريا في حالة حرجة بالمستشفى.

وهو الأمر الذي أثار غضب الناشطين ودفعهم لمهاجمة النظام الجزائري عبر وسوم عدة أبرزها، #الجزائر_تحترق، #تيزي_وزو_تحترق، #تيزي_وزو ، #حرائق_الجزائر، وغيرها من الوسوم الأخرى.

واستنكر ناشطون دفع النظام بالجنود إلى أماكن الحرائق دون توفير المعدات اللازمة لهم لمواجهتها. وتداولوا صورا للعساكر يحملون الأسلحة على ظهورهم ويحاولون إطفاء الحرائق بمعدات بدائية كالفؤوس والعصيان وغيرها.

كما نشروا مقاطع تظهر الحرائق المستعرة بالصوت والصورة، بالإضافة إلى استغاثات رجال الأمن والأهالي وصور الضحايا.

وأشاروا إلى اشتداد الحرائق في الغابات والأحياء والقرى دون بوادر جدية لإخمادها قريبا، متهمين النظام الجزائري باستحضار نظرية المؤامرة بإعلانه وجود أياد إجرامية وراء الحرائق، للتغطية على تقصيره وفشله في إدارة الأزمة.

وفقا للمدير العام للغابات في الجزائر علي محمودي، فقد وصل عدد حرائق الغابات، إلى 86 من إجمالي 103 حرائق اندلعت منذ 9 أغسطس/آب 2021، في 17 ولاية.

واستنكر ناشطون انعدام وسائل الإطفاء المتطورة، وفشل النظام في توفيرها رغم علمه أن الحرائق في الصيف ظاهرة طبيعية.

كما نددوا بـ"خذلان الأنظمة العربية" للجزائر وعدم مسارعتها لإرسال طائرات الإطفاء كما سبق وفعلت مع حرائق الكيان الإسرائيلي.

"استغلال الجنود"

واتهم ناشطون النظام الجزائري باستخدام الجنود كدروع بشرية لمواجهة الحرائق عوضا عن شراء طائرات إطفاء أو قبول المساعدة من الخارج، منددين بفشله في إدارة الكوارث.

ولفت الناشط السياسي والمدون الجزائري شوقي بن زهرة، إلى مقتل 25 عسكريا في تيزي وزو وبجاية، تم إرسالهم من قيادتهم لمواجهة الحرائق دون أي إمكانيات.

وقال: إنه "لولا إنقاذ المواطنين لعدد كبير من الجنود لكانت الحصيلة أكبر.. نيران مثل هذه لن تخمدها إلا طائرات إخماد حرائق لم يشتر النظام ولو واحدة منها".

مغردة أخرى أشارت إلى أن النظام فى الجزائر أرسل جنودا مدججين بالسلاح وليس بالعتاد المخصص لإخماد الحرائق في القبايل ومات 25 جنديا ولن تكون هناك محاسبة للجنرالات لأن من مات أبناء الشعب المساكين وليس أبناء العصابة الحاكمة.

ونشر المغرد لزهر شريط صورة لجندي يحاول إخماد الحريق من خلال إلقاء التراب عليه بالفأس، معتبرا ذلك جريمة في حق الجنود والشعب يجب مساءلة الرئيس وكل مسؤول عنها.

فيما نشر عبدالقادر محمد لهيب، مقطع فيديو لأحد الجنود يبكي طالبا الإغاثة.

مسؤولية النظام

وأجمع ناشطون على تحميل النظام الجزائري المسؤولية الكاملة عن تضخم الحرائق وما تبعها من خسائر في الأرواح وارتفاع أعداد الجرحى وهلاك آلاف الحيوانات ودمار الطبيعة، داعين إلى محاسبة المسؤولين عن فشلهم.

وحمل أحد المغردين، النظام الجزائري المسؤولية المباشرة عن الحرائق، متسائلا: "كيف لبلد مهدد سنويا بحرائق الغابات ولا يملك طائرات إخماد الحرائق؟ كيف يبعث الجنود بدون معدات و لا حماية، وجنودا غير مدربين؟".

وأضاف: "النظام مسؤول عن الجنود الذين توفوا وهم يحاولون إخماد حرائق تيزي وزو".

وأكد المغرد إيميل، أن ما فعله النظام السابق في الجزائر لم تفعله فرنسا خلال 130 سنة، قائلا: إن النظام منهار على جميع المستويات، والفساد في كل مكان، وسوء تسيير، ونهب".

ودعا إلى محاسبة المسؤولين، متسائلا: "كيف لدولة بحجم الجزائر وثرواتها لا تمتلك وسائل لإخماد الحرائق؟ نحتاج مسؤولين يفكرون على المدى البعيد، وليس بعد وقوع الكارثة.

فيما ألمح آخرون إلى وقوف النظام وراء الحرائق وتعمد إشعالها في منطقة القبائل التي تطالب بتقرير مصيرها. وأعربت نسرين، عن شعورها بأن منطقة القبائل تدفع ثمن وقوفها ضد العصابة والنظام الفاشل.

وقال صاحب حساب شارل ديغول: إن النظام الجزائري يحرق مدينة تيزي وزو عاصمة القبايل المحتل عبر إشعال أكثر من 30 حريقا في نفس التوقيت، في عملية تهجير وتغيير ممنهج لديموغرافية المنطقة في محاولة يائسة منه لإطفاء شعلة الانتفاضة في قلب الشعب القبايلي.

وأعرب الرحيداني منير، عن خشيته من أن تكون حرائق تيزي وزو بهدف إحداث تغيير ديموغرافي في منطقة القبائل.

 خذلان عربي

وندد ناشطون بموقف الأنظمة العربية تجاه الحرائق بالجزائر، وعدم إقدامها على تقديم المساعدة وإرسال طائرات الإطفاء كما سبق وفعلت مع حرائق الكيان الإسرائيلي.

واستنكر محمود رفعت، وقوف النظام الرسمي العربي متفرجا وهو الذي يهرع لإرسال طائرات إلى إسرائيل بكل حدث، قائلا: إن الإمارات أرسلت أطباء إماراتيين لتدليك جنود الاحتلال حين عودتهم من قتل أبناء فلسطين.

المغردة أسو أعربت عن غضبها من عدم رؤيتها أي دعم خارجي لوطنها الذي يحترق بسبب النظام، بينما يبكي الجزائريون مع غيرهم ويتضامنون مع الجميع.

وكتبت دنيا أمين: "لو إسرائيل احترقت لكان العرب تضامنوا معها بكل الطرق لكن الجزائر ليها رب كبير". 

ووصف مغرد آخر الحكام العرب بالخونة، متسائلا: "أين دول العرب؟".

بلال حيدر لفت إلى وقوع 32 حريقا في 14 ولاية بالجزائر، قائلا: "كورونا تنتشر وحرائق تشتعل ولا أرى دعما حقيقيا من الحكومات ولا حتى الشعوب العربية.. لو كانت في إسرائيل ما نام العرب قبل أن يطفئوها".