صحيفة تركية: محمد بن سلمان يظن أن الدنيا مزرعته الخاصة

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة تركية: إن الدول الكبرى لا تستطيع أن تردع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نظرا للثروة النفطية التي تتمتع بها بلاده، "بينما يتصرف هو في حراكه السياسي الداخلي والخارجي كمن يظن أن الدنيا مزرعته الخاصة".

وبين الكاتب جانداش تولجا إيشيك في مقاله له بصحيفة بوسطا أن اهتمام ابن سلمان الرجل الذي يدير السعودية باختراق هاتف مؤسس موقع أمازون جيف بيزوس، وانشغاله بمثل هذه الأمور يعني وجود خطر يتعلق بالأمن الدولي.

وقالت صحيفة الغارديان البريطانية: إنه وعبر رسالة احتوت على ملف خبيث، تمكن ولي العهد من اختراق هاتف الملياردير الأمريكي بيزوس مالك صحيفة واشنطن بوست التي كان يعمل بها الصحفي السعودي جمال خاشقجي والذي قتل في قنصلية بلاده في إسطنبول.

وأعلنت الأمم المتحدة أن صاحب شركة أمازون، ربما جرى اختراقه من قبل الأمير السعودي ابن سلمان. وأعلن مسؤولان أمميّان في 22 يناير/كانون الثاني الجاري، أن لديهما معلومات تشير إلى "احتمال ضلوع" ابن سلمان في عملية الاختراق وطالبا بتحقيق فوري، لكن الرياض سارعت إلى النفي.

تفحص الهواتف

إلى ذلك قالت صحيفة بيزنس إنسايدر: إن عددا من المشاهير والمديرين التنفيذيين ورجال الأعمال -ممن التقاهم ولي العهد السعودي خلال زيارته للولايات المتحدة عام 2018- قد يقومون بتفحص أجهزتهم الهاتفية المتنقلة بعد أنباء قرصنة هاتف بيزوس.

وأضافت أن ابن سلمان التقى -خلال الرحلة ذاتها التي تعرف فيها على بيزوس- عشرة مشاهير وخبراء تكنولوجيا ورجال أعمال، بينهم تيم كوك المدير التنفيذي لشركة أبل، ومؤسسو شركات غوغل ومايكروسوفت وفيرجين، والمرشح الرئاسي الحالي مايكل بلومبيرغ.

وقد التقى ولي العهد السعودي كذلك عددا من نجوم الإعلام وهوليود، مثل روبرت ماردوخ المدير التنفيذي لشركة نيوز غروب والمذيعة أوبرا وينفري، والممثلين مايكل دوغلاس ومورغان فريمان، مرجحة أن يقوم هؤلاء بفحص هواتفهم خشية أن تكون مخترقة، وفقا للصحيفة.

وفي السياق ذاته، قال ابن هابرد مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز في بيروت إن قراصنة مرتبطين بالسعودية حاولوا اختراق هاتفه، مضيفا في تغريدة على تويتر أن المحاولة تمت بعد شهر من الإعلان عن قرصنة هاتف بيزوس.

وصدر بيان عن الأمم المتحدة يحمل توقيع كل من أنييس كالامار المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالات الإعدام التعسفي ورئيسة التحقيق المستقل حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي، والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية الرأي والتعبير ديفد كاي.

وجاء في البيان أن لديهما معلومات تشير إلى "احتمال ضلوع" ولي العهد السعودي في اختراق هاتف بيزوس للتأثير على واشنطن بوست بشأن تغطيتها للأخبار المتعلقة بالسعودية. وأوضح البيان الأممي أن البرنامج الذي استخدمه ابن سلمان في القرصنة هو برنامج "بيغاسوس" للتجسس الإلكتروني الإسرائيلي.

توقيت القرصنة

واعتبر المسؤولان الأمميان أن توقيت قرصنة هاتف بيزوس يدعم إجراء تحقيق عن مزاعم بأن ابن سلمان أمر أو حرض على قتل خاشقجي، وأن الادعاء المتعلق باختراق الهاتف يتفق مع الدور البارز لولي العهد في قيادة حملة ضد معارضيه.

وأضاف البيان أن تلك الاتهامات "تتطلب تحقيقا فوريا من الولايات المتحدة وغيرها من السلطات المعنية".

وأكد بيان كالامار وكاي أن التحليل الجنائي لعملية اختراق هاتف مالك شركة أمازون عبر رسالة من ولي العهد السعودي يمكن تقييمه "بثقة من متوسطة إلى عالية".

وقال الكاتب التركي: إنه إذا استمر الأمر على هذه الشاكلة، فمن الواضح أن ولي العهد السعودي سيستمر وفقا لأهوائه، وعليه من يرى فيه هدفا سوف يهاجمه فيما يأخذ العالم وضعية المتفرج".

وأضاف: "هذا الحدث لا يعد الأول للأمير السعودي، فكما يعرف الجميع، التقرير الأممي أشار بشكل مباشر إلى مسؤولية محمد بن سلمان عن مقتل مواطنه الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول بل واعتبره المسؤول الأول عن الحادثة".

ومع ذلك لم ينبن على هذا التقرير أي شيء، بل وحتى مع الإعلان رسميا عن إطلاق سراح المتورطين بالجريمة لم يغير أحد ساكن، حيث تتصارع الدول على النفط وبالتالي يرضخون لابن سلمان بشكل أو بآخر ما يجعله يظن أن الدنيا مزرعته الخاصة.