كيف أصبحت الأندية الإنجليزية ساحة مواجهة بين دول الخليج؟

12

طباعة

مشاركة

لا ينبغي لأحد أن يتفاجأ من الأخبار التي تتحدث عن رغبة مستثمر قطري بشراء حصة في نادي "ليدز يونايتد"، التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، فكرة القدم الإنجليزية باتت ساحة للحرب بالوكالة بين دول الخليج المتشاحنة.

وأفاد مقال لأستاذ المؤسسات الرياضية بجامعة سالفورد البريطانية، سايمون كاداوك، أن المساهم الحالي في شركة ليدز يونايتد، الإيطالي أندريا رادريزاني، يبحث عن مشتر لحصته في النادي. وتشير بعض التقارير إلى أنه ربما يتفاوض مع 6 أطراف بهدف أن يشتري أحدهم الحصة.

وقال كاداوك في مقال له على موقع "ذا كونفرسيشن" الأمريكي، أنه "إذا كانت القصة صحيحة، فعندها يبدو أن قطر للاستثمارات الرياضية، التي تمتلك بالفعل نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، مهتمة بشراء أسهم في النادي الإنجليزي لكرة القدم، الذي يوجد مقره في يوركشاير بإنجلترا".

وأوضح الكاتب أن اهتمام المجموعة القطرية يجب ألّا يكون مفاجأة أيضًا، لأن مجموعة يوركشاير لديها بالفعل شراكة مع أكاديمية أسباير في الدولة الخليجية. مضيفا أنه "على مدار العامين الماضيين، كانت الشائعات متكررة بأن أموالاً ضخمة من الدوحة سيتم استثمارها".

ومضى يقول: "بالتالي، كان توقيت ظهور الشائعات الأخيرة أكثر دلالة من الشائعات نفسها، إذ جاءت بعد أسبوع مضطرب في كرة القدم (والرياضة بشكل عام)  يمتد من مانشستر عبر باريس إلى الدوحة وأبو ظبي".

انتصار لقطر

وذكر المقال أنه في نهاية الأسبوع الماضي، فاز نادي مانشستر سيتي المملوك لأبوظبي بكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، وهو ما ضمن للنادي الحصول على ثلاثة أضعاف الجوائز المحلية غير المسبوقة (إلى جانب لقب الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس كاراباو).

وأردف: "مع ذلك، فإن القصص التي تفيد بأن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قد يحظر على النادي الالتحاق بدوري أبطال أوروبا بسبب مزاعم قيامه بخروقات خطيرة لقواعد اللعب النظيف في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، حدّت من نجاح سيتي بسرعة كبيرة".

وفي وقت لاحق من الأسبوع، بحسب الكاتب، ظهرت أخبار عن التحقيق مع اثنين من أعضاء مجلس إدارة باريس سان جيرمان -ناصر الخليفي ويوسف العبيدلي- للاشتباه في وجود فساد فيما يتعلق بمحاولة قطر استضافة بطولة العالم لألعاب القوى 2019 في الدوحة.

وأوضح المقال أن الخليفي هو رئيس باريس سان جيرمان، ولكنه أيضًا رئيس مجلس إدارة شركة قطر للاستثمارات الرياضية، المجموعة الاستثمارية القطرية وراء عرض ليدز المزعوم، وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم. أما العبيدلي فهو الرئيس التنفيذي للمجموعة الإعلامية القطرية beIN".

ولفت المتخصص في المؤسسات الرياضية إلى أن الأسبوع كان جيدا للقطريين، مع ظهور أخبار بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خلال اجتماعه المقبل، سيكشف أن  32 فريقًا فقط سيخوضون بطولة كأس العالم 2022 في قطر.

وتابع الموقع الأمريكي، بأن الاتحاد كان يضغط من أجل زيادة حجم البطولة إلى 48 فريقًا، على الرغم من أن هذا كان سيتطلب مشاركة قطر في البطولة مع دولة واحدة على الأقل. واستطرد موضحا، أن قطر ستشارك حاليًا في نزاع حاد مع جيرانها القريبين، لا سيما الإمارات والسعودية والبحرين، لذلك فإن استسلام فيفا انتصارٌ فعليٌ لقطر على منافسيها.

ومضى كاداوك يقول: "لا تزال الخلافات الخليجية مستمرة، بعد أن اندلعت قبل عامين بعد زيارة قام بها دونالد ترامب إلى الرياض. منذ ذلك الحين، تم استخدام جميع أنواع التكتيكات من قبل الدول المعنية، بدءًا من الضغوط السياسية الثقيلة في واشنطن العاصمة وحتى الحرب الإلكترونية التي انتشرت فيها المعلومات الخاطئة.

اندلاع الخلاف

وأشار إلى أن الخلاف امتد وانتشر إلى الرياضة أيضا، مضيفا أن تقارير متكررة ينشرها استشاريون مؤيدون للسعودية سعت لتشويه سمعة استضافة كأس العالم في قطر عبر ادعاءات مشكوك فيها حول قدرتها على تنظيم البطولة.

وتابع: "في الوقت نفسه، وقعت beIN ضحية لعملية قرصنة ضخمة ومنسقة حرضت عليها BeoutQ، التي يبدو أنها قناة قرصنة تدعمها السعودية وسرقت محتوى المحطة القطرية".

وأوضح الأستاذ بجامعة سالفورد، أن قطر لم تقف مكتوفة أمام مثل هذا الاستفزاز، مشيرا إلى أنها أنفقت ببذخ من أجل نقل اللاعب البرازيلي العالمي نيمار، من نادي برشلونة إلى باريس سان جيرمان، بهدف تحويل الانتباه عن منافسيها.

ولفت إلى أنه بهذا المنطق، فإن الأخبار التي تتحدث عن رغبة قطرية في نادي ليدز يونايتد يشير إلى فتح جبهة أخرى في نزاع يبدو أنه، بدلاً من حل نفسه، يزداد حدة.  ورأى الكاتب أنه، بدلاً من أن يكون فجر حقبة جديدة بالنسبة إلى ليدز يونايتد، قد يكون النادي على وشك الانجرار إلى معركة مريرة بين المصالح الجيوسياسية المتنافسة.

ونوه بأن شبكة كثيفة من الاتصالات والصراعات بين مثيلات قطر للاستثمارات الرياضية والسعودية والاتحاد الأوروبي لكرة القدم وأبو ظبي، قد تؤدى إلى حرب جديدة بين منطقتي يوركشاير ولانكشاير البريطانيتين (المنقسمتين كرويا تاريخيا)، وذلك في ضوء تكهنات حول شراء السعودية لمانشستر يونايتد، واستمرار أبوظبي في انفاقها الباذخ على مانشستر سيتي (بالإضافة إلى شائعات عن شرائها لنيوكاست يونايتد)، فإن هذه الدول الخليجية تعزز قبضتها على لانكشاير.

واعتبر المقال أنه عبر شراء ليدز يونايتد، فإن قطر ستدافع عن دفاعاتها في يوركشاير المجاورة، وهذا يعني أن الحرب بالوكالة في منطقة الخليج قد تمتد إلى كرة القدم الإنجليزية.

واختتم بقوله؛ وبالتالي بينما يتوقع المشجعون على جانبي الانقسام الإنجليزي التاريخي، احتمالا بوجود معركة بين أنديتهم من أجل التفوق، يجب أن يظلوا على وعي بأن Elland Road وEtihad Stadium يمكن أن تصبحا ميداني معركة بالوكالة في العصر الحديث في مواجهة جديدة بين مقري يورك ولانكستر.