هل يوقف هجوم نيوزيلندا تمدد اليمين المتطرف في أوروبا؟

محمد العربي | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

فجّر الهجوم الإرهابي الذي جرى ضد المسلمين بنيوزيلندا، قبل أيام، الأزمة التي تحيط بالقارة الأوروبية مع تزايد نفوذ اليمين المتطرف، والحركة الشعوبية الأوروبية.

الحادث الذي راح ضحيته 50 مسلما، أثناء أداء صلاة الجمعة، وإن لم يكن الأول الذي يحدث ضد المسلمين في القارة الأوروبية، إلا أنه يعد الأول من نوعه الذي يحدث بالشكل الذي جرى عليه؛ ما يعني أنه ربما لن يكون أيضا الحادث الأخير، في ظل استمرار وجود الأسباب الذي دفعت إليه.

وتشير ردود الأفعال التي صاحبت الحادث، إلى أن اليمين المتطرف الذي خطى خطوات كبيرة نحو قمة الحكم في دول الاتحاد الأوروبي، أصبح مُهدِدَا للأوروبيين، وليس المهاجرين العرب والمسلمين فقط، وهو ما دعا كثيرا من الجهات الدولية لإطلاق جرس إنذار، حول ما يمكن أن تشهده أوروبا من إرهاب، ولكنه هذه المرة بات موجها ضد المسلمين، وليس خارجا من ديارهم.

ردود إيجابية

الحادث الأخير رغم قساوته، إلا أنه جاء بفائدة للعرب والمسلمين، وكما يقول المثل العربي: "رب ضارة نافعة"، حيث دعا الحادث كثيرا من الأصوات العاقلة والأخرى المسؤولة في أوروبا إلى مراجعة سياسية "الإسلاموفوبيا"، التي كانت حاكمة لسنوات طويلة في شكل العلاقة بين المسلمين والغرب، وخاصة بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، الشهيرة بالولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى الصعيد العربي، فإن الأصوات الخافتة والخائفة التي كانت تتحفظ في رد فعلها تجاه سياسات عدد من الحكام العرب ضد التوجهات الإسلامية، وجدت في الحادث فرصة لـ "فرملة" قطار الكره الداخلي للإسلام، الذي أطلقته أنظمة الحكم بمصر والإمارات والسعودية، على وجه التحديد.

وفي هذا الإطار، كان بيان الأزهر الشريف الذي جاء ردا على حادث نيوزيلندا، ليمثل صرخة في وجه سياسات رئيس الانقلاب بمصر عبد الفتاح السيسي تجاه الفكر الإسلامي والتوجهات الداعمة له، وكأن شيخ الأزهر الذي اعتاد على الصدام مؤخرا مع السيسي فيما يتعلق بقضية تطوير الخطاب الديني، وجد في الحادث فرصة لمخاطبة الحكام العرب قبل غيرهم بالكف عن تصدير فكرة أن الإرهاب مقترن بالإسلام.

وحسب بيان الأزهر الشريف، فإن "مذبحة المسجدين، لا تختلف كثيرا عن مشاهد قطع الرقاب المُروِّعة التي ارتكبتها عصاباتُ داعش الإجراميَّة، باعتبارهما فرعان لشجرةٍ واحدة، رُوِيت بماء الكراهية والعنف والتطرف، ونزَعت من قلوب أصحابها مشاعرَ الرحمة والتسامح والإنسانيَّة، بل ما كان لهما أن يتوحَّشا بهذا الشكل المُرعِب لولا حسابات سياسية وعنصرية ضيقة، غضَّت الطرف عن جرائمهما، وسمحت لهما بالانتشار والتوحُّش".

ودعا الأزهر في بيانه، كل الذين يلصقون الإرهاب بالإسلام والمسلمين للكف عن هذه السياسة، وحسب نص البيان: "ولعل الذين دأبوا على إلصاق الإرهاب بالإسلام والمسلمين يتوقَّفون عن ترديد هذه الأكذوبة بعد أن ثبت لكلِّ مُنصف مُتجرِّد من الغرَض والهوى أنَّ حادثة المسجدين، بكل ما خلَّفته من آلامٍ شديدة القسوة، لم يكن من ورائها عقلٌ منتمٍ للإسلام ولا للمسلمين، وإنَّما وراءها عقل بربري وهمجي متوحش، لا نعرف ما هي دوافعه وعقيدته المنحرفة التي أوحت له بهذه الجريمة النكراء".

وتساءل الأزهر عما تعنيه كلمة "التطرف اليميني"، و لماذا يدفع المسلمون وحدَهم ثمنها، وهل آنَ الأوان لأن يكفَّ الناس شرقا وغربا عن ترديد أكذوبة: "الإرهاب الإسلامي"؟

وأمام هذه الفقرة الأخيرة، فقد وقف العديد من المحللين، ليؤكدوا أن المقصود منها، هم حكام مصر والإمارات والسعودية، على وجه التحديد، بعد أن صدّروا للمجتمع الغربي، أن الانتهاكات التي يقومون بها ضد شعوبهم، وتصديهم لربيع الثورات العربية، لم يكن إلا بسبب وقف صعود التيارات الإسلامية، التي يرددون أنها الطريق الأساسي للإرهاب والتطرف.

جرس إنذار

تشير الدراسات التي تناولت تطور حركة أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، إلى أن العشر سنوات الأخيرة، كانت الأفضل لها، حيث لم يترك اليمين المتطرف مكانا في أوروبا إلا وطرقه وسجل به صعودا لافتا، تارة من خلال صناديق الاقتراع، وتارة ثانية عبر الحراك الاحتجاجي ضد قضايا الهجرة واللجوء.

وحسب توصيف عمرو حمزاوي الباحث بمعهد "كارنيجي"، فإن الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السويد في الثلث الأخير من 2018، تدل على أن اليمين المتطرف طرق بالفعل بقاع القارة الأوروبية كافة، موظفا لقضايا الهجرة واللجوء ومستخدما لمفردات سياسية تشبه المفردات العنصرية و الشعبوية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويرى حمزاوي أن السويد على وجه التحديد، تمثل معقلا تاريخيا للاشتراكية الديمقراطية، وكون اليمين المتطرف (الحزب الديمقراطي السويدي) يحصل على 18 بالمئة من أصوات الناخبين، يمثل تطورا كان يجب التوقف أمامه عن هذا الصعود اللافت للنظر لليمين المتطرف في واحدة من الدول التي كانت على النقيض منه لسنوات طويلة.

ومن خلال قراءة للانتخابات التي جرت بعدد من الدول الأوروبية خلال عام 2018، فإن أحزاب اليمين المتطرف حققت نحو 20 بالمئة، أي خمس أصوات الناخبين في كل من ألمانيا وإيطاليا والسويد، بينما كانت النسبة أعلى في فرنسا والنمسا، وهو ما يجعل أحزاب اليمين المتطرف، بامتداداتها العنصرية والشعبوية، تمثل كتلة سياسية مؤثرة في أوروبا.

أبرز التنظيمات اليمينية

في عام 2008 أعلن عدد من الأحزاب اليمينية المتطرفة بأوروبا، تأسيس منظمة مشتركة لمواجهة "أسلمة" القارة، وقد شارك في تأسيس هذه المنظمة أحزاب من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والنمسا وإيطاليا والدنمارك وسويسرا وبلجيكا وإسبانيا وهولندا واليونان.

ولأن المنظمة السابقة لم تحقق النجاح المرجو منها، فقد جددت أحزاب اليمين المتطرف عام 2017، اجتماعا آخر عقدته بالعاصمة التشيكية براغ، حضره كل من مارين لوبان من فرنسا، وخيرت فليدرز من هولندا، ورفعوا شعار "من أجل أوروبا للأمم ذات السيادة"، وشارك فيه ممثلون عن رابطة الشمال الإيطالية، وحزب حرية النمسا، وحزب بديل لألمانيا، وحزب استقلال المملكة المتحدة.

أما أبرز وأهم أحزاب وحركات اليمين المتطرف في أوروبا فهي تتمثل في الأحزاب والحركات الآتية:

حزب الشعب بالدنمارك: أكثر أحزاب الدنمارك تطرفا، فقد عارض دعوات تسهيل الهجرة لأوروبا، ورفض تأسيس مجتمع من المهاجرين بالدنمارك، ولديه رغبة قوية في الحد من تنامي دور الثقافة الإسلامية في الحياة العامة، واستطاع الحزب الفوز بـ37 مقعدا في انتخابات 2015، كما حاز على 4 مقاعد من أصل 13 مقعدا مخصصة للدنمارك في البرلمان الأوروبي، وهو الآن جزء من الائتلاف الحاكم ويمارس سعيه بقوة القانون للسيطرة على تدفق اللاجئين.

حزب الجبهة الوطنية بفرنسا: زادت شعبيته نتيجة لارتفاع عدد المهاجرين وتدهور الوضع الاقتصادي في فرنسا، وهو حزب معادٍ للهجرة والمسلمين ولعضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي والسوق الأوروبية والعملة الموحدة، وقد حصل على 23 مقعدا، من أصل 74 مقعدا، مخصصة لفرنسا في الاتحاد الأوروبي وتمكن من تشكيل تحالف داخل البرلمان الأوروبي تحت اسم (تحالف أوروبا من أجل الشعوب والتحرر)، "ENF"، مع أحزاب يمينية شعبوية أخرى، ونافست زعيمة الحزب الرئيس الفرنسي الحالي في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها فرنسا، في أبريل/ نيسان ومايو/أيار 2017 م.

حزب الفجر الذهبي باليونان: وهو حزب فاشي حاز على 17 مقعدا في البرلمان اليوناني، و 3 مقاعد في البرلمان الأوروبي من أصل 21 مقعدا مخصصا لليونان، محققا نجاحات كبيرة في السنوات الأخيرة، ويقوم هذا الحزب بهجمات عنيفة باستمرار ضد المهاجرين والأقليات العرقية في اليونان، وخطابه معاد لتركيا ومؤيد لإعادة مجد الإمبراطورية اليونانية في الأناضول، كما أنَّه يستخدم علامة هتلر الشهيرة التي يرفع فيها ذراعه ويبسط يده، ويستخدم صورة أشبه بالشعار النازي كأحد شعارات حزبه.

حزب شين فين الجمهوري في إيرلندا: وهو الجناح السياسي للجيش الجمهوري الإيرلندي، ويحتل الآن القوة الثالثة داخل البرلمان الإيرلندي بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 2016،  بحصوله على 15 بالمئة من الأصوات.

حزب الحرية بهولندا: يتزعمه السياسي المتطرف غيرت فيلدرز، وهو أكثر الأحزاب اليمينية عداوة للإسلام في القارة الأوروبية كلها، ويتبنى موقفا معاديا للاتحاد الأوروبي والمهاجرين، ويرفض انضمام أي دولة مسلمة للاتحاد الأوروبي، وقد حصل على 4 مقاعد، في البرلمان الأوروبي الحالي من أصل 26 مقعدا، مخصصة لهولندا.

حزب الحرية بالنمسا: حصل على 4 مقاعد من أصل 18 مقعدا، مخصصة للنمسا، إلى جانب حصوله على 38 مقعدا في البرلمان النمساوي من أصل 183 مقعدا بنسبة 22 بالمئة في انتخابات 2013.

حزب بوديموس بإسبانيا: حقق تقدما بالانتخابات البلدية والإقليمية الإسبانية في مايو/أيار 2015،  بنسبة 16 بالمئة، ما مكنه من ترؤس بلديتي برشلونة ومدريد، وهدد بنهاية هيمنة الحزب المحافظ على الحكم وإدارة الشأن السياسي.

حزب ديمقراطي السويد: دعم الرسوم المسيئة للرسول والتي نشرتها صحيفة دنماركية وحاول إعادة نشرها، وقد حصل علي 18 بالمئة في الانتخابات البرلمانية، وله مقعدان من أصل 20 مقعدا، مخصصة للسويد في البرلمان الأوروبي.

الحزب القومي الديمقراطي بألمانيا: يطلق على هذا الحزب النازية الجديدة، وقد اعتبر فوز أوباما برئاسة الولايات المتحدة مؤامرة من السود واليهود لإلغاء هوية أمريكا البيضاء، ورغم حالة العداء بين الحزب والحكومة ومحاولات الأمن عام 2003 لحظره بسبب تظاهراته العنيفة؛ إلَّا أنَّ الحزب استطاع السيطرة على مدينة درسدن، وحقق في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في سبتمبر/أيلول 2013، نسبة 1.3 بالمئة، ومقعدا لألمانيا داخل البرلمان الأوروبي.

حزب البديل من أجل ألمانيا: تأسس في فبراير/شباط 2013، وفاز في العام نفسه بـ 7 مقاعد، في البرلمان الأوروبي، ويواصل صعوده باختراق برلمانات ثلاث ولايات في الانتخابات التي أجريت في مارس/آذار 2016، وأعلن نيته منع الحجاب وعددا من مظاهر الإسلام في ألمانيا بعد أن حقق أفضل نتيجة لحزب يميني متطرف في الانتخابات الألمانية منذ الحرب العالمية الثانية، وأثبت قدرته على ترسيخ مكانته على الأرضية السياسية في ألمانيا.

حزب رابطة الشمال بإيطاليا: وهو حزب شعبوي يتبنى توجها عنصريا معاديا للمهاجرين والأجانب، وقد ارتفعت شعبية الحزب حتى أصبح من الأحزاب الرئيسة في المعارضة الإيطالية.

حركة يوبيك بالمجر: حازت على نسبة 20.3 بالمئة من أصوات الانتخابات الأخيرة في البرلمان المجري، بما يعادل 24 مقعدا من أصل 199 مقعدا، وكذلك 3 مقاعد في البرلمان الأوروبي من أصل 21 مقعدا مخصصة للمجر.

حزب فيدَس – الاتحاد المدني المجري بالمجر: هو الحزب الحاكم في المجر بقيادة رئيس الوزراء فيكتور أوربان، ويمتلك 115 مقعدا من أصل 199 مقعدا في البرلمان المجري، إلى جانب 11 مقعدا من أصل 21 مقعدا في البرلمان الأوروبي مخصصة للمجر، وهو حزب قومي محافظ يتبنى سياسات فاشية متطرفة.

نتائج مقلقة

ويمثل عام 2017 وفق العديد من المحللين، العام الذهبي لليمين المتطرف، حيث استطاع حزب الحرية الهولندي بزعامة خيرت فيلدرز الحصول على المركز الثاني في الانتخابات الهولندية التي أجريت في مارس/ آذار من نفس العام ليحصد 20 مقعدا، من أصل 150 مقعدا، مضيفا لرصيده خمسة نواب جدد عن آخر انتخابات خاضها.

وفي فرنسا، تأهلت رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبان للجولة الرئاسية الثانية، مع مضاعفة عدد الأصوات التي حصل عليها والدها مؤسس الحزب جان ماري لوبان قبل 15 عاما، وحصلت مارين على 33.94 بالمئة من الأصوات.

وفي سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، حقق حزب بديل لألمانيا 12.6بالمئة من الأصوات، مقابل 4.7 بالمئة حصل عليها قبل أربع سنوات، ليحقق فوزا غير مسبوق في أهم البقاع الأوروبية.

وفي النمسا حصل حزب الحرية النمساوي، على 26 بالمئة من الأصوات، ونجح في الوصول للحكم ضمن ائتلاف مع حزب المحافظين النمساوي.

أسباب الصعود

هذا الصعود المتزايد لليمين المتطرف، لم يقف عند الحدود الأوروبية، حيث اعتبر المراقبون فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية في البرازيل عام 2018، ومن قبلها فوز الرئيس الأمريكي ترامب، الذي يؤمن بأفكار اليمين المتطرف، أو ما يصنفه المحللون بالمحافظين الجدد، ما يعني أن أزمة الشعوبية وتصدير الكراهية تجاه المسلمين، أصبحت سياسة ممتدة في الغرب بشكل عام.

وقد رصدت العديد من الدراسات الأسباب التي دفعت باليمين المتطرف لواجهة المشهد السياسي الغربي، خلال الأعوام الماضية، من بينها قضية الهجرة، واللاجئين، وحسب اعتقاد هؤلاء، فإن القادمين من البحر سوف يزاحمون أهل الأرض في فرص العمل الضيقة، التي باتت عنوانا للحالة الاقتصادية في أوروبا نتيجة الركود الذي يعاني منه الاقتصاد العالمي.

ويضاف لذلك أن اليمين المتطرف يعتبر القادمين من الجنوب، نحو الشمال، قادمين بأفكارهم وآرائهم التي تخالف الآراء والتوجهات الأوروبية، وأن الليبرالية التي رفعتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، يجب أن تكون قاصرة على أهل القارة وليس غيرهم، وحتى إذا قبلوا بغيرهم فعليهم ألا يكونوا من المسلمين، على وجه التحديد.

ولذلك فقد أصبح وجود العبارات المعادية لغير الأوروبيين، والمناهضة للاجئين في العواصم والمدن الأوروبية، أمرا عاديا وليس غريبا أو مستهجنا، بل أصبحت هذه الشعارات تلقي تفهما من السياسيين الذين كانوا يعارضونها في الماضي، ولكنهم الآن، يحسبون كل خطوة قبل مواجهة غضب هؤلاء اليمينيين الجدد.

وقد أصبح المهاجر في نظر اليمين المتطرف هو السبب الرئيس لكل ما هو سيء، وقد ربطوا بين ظاهرتي زيادة نسبة المهاجرين الأجانب وارتفاع نسبة البطالة، كما اعتبروا انعدام الأمـن، وجها آخر لوجود المهاجرين، ومن وجهة نظرهم، فإن اللصوص والمجرمين هم من الأجانب في الأغلب الأعم.

وقد استخدمت أحزاب وحركات اليمين المتطرف، ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، كأحد أهم العوامل في نشر أفكارها وسط المجتمع الأوروبي، وهو ما تبلور مع تكوين حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب"، المعادية للإسلام في ألمانيا، والتي نظمت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014 تظاهرات أسبوعية كل يوم اثنين بمدينة دريسدن شرق البلاد، شارك فيها ما يزيد عن 10 آلاف شخص.