أبرز 5 مستوطنين.. هكذا يتحركون لتنفيذ أجندة نتنياهو في الضفة الغربية

منذ ٥ ساعات

12

طباعة

مشاركة

في خضمّ العدوان المستمر على قطاع غزة، تعيش الضفة الغربية على وقع معاناتها الخاصة؛ حيث يواصل آلاف الإسرائيليين التقدم في هذه المنطقة، مشجّعين على العنف ضد الفلسطينيين. 

وأمام بلطجة المستوطنين، فرضت عدة دول عقوبات على بعض من أكثر المستوطنين تطرفا.

عملية الانتهاك

وقالت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية: إن إسرائيل تنفذ ضما بحكم الأمر الواقع للعديد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية؛ في الوقت الذي يشاهد فيه العالم برعب المجزرة في قطاع غزة. 

وقد تسارعت وتيرة تقدم المستوطنين المسلحين والذين يضايقون السكان المحليين ويستوطنون في أراضيهم، وقد بدا هذا الزحف جليا منذ عملية السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. 

وعلى أية حال، لا تعد هذه الظاهرة حديثة، ووفقا لبيانات "حركة السلام الآن"، بين 1998 و2025، بلغت مساحة الأراضي الفلسطينية المُعلنة رسميا كأراضٍ إسرائيلية 54 كيلومترا مربعا، أما على أرض الواقع فإن هذا الرقم أعلى بكثير. 

ونهاية أغسطس/ آب 2025 أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن الموافقة على بناء نحو 3400 وحدة سكنية في الأراضي الفلسطينية قرب القدس الشرقية. 

وستتيح المستوطنة الجديدة تواصلا جغرافيا بين القدس ومعاليه أدوميم، واحدة من أكبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

وكأن هذا الضم غير القانوني لم يكن كافيا، فقد أعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، في الأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول 2025، أنه سيقترح على بنيامين نتنياهو ضم 82 بالمئة من أراضي الضفة الغربية.

وتجدر الإشارة إلى أن المستوطنات الإسرائيلية الجديدة والقديمة في هذه المنطقة، تشكل انتهاكا لعدة قرارات صادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ونقلت الصحيفة أن عملية الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية تحتاج إلى تعاون المستوطنين بشكل فعّال؛ حيث عملوا منذ سنوات على توسيع حدود دولة الاحتلال بحكم الأمر الواقع، وهي عملية لا تكون ممكنة إلا عبر طرد السكان المحليين من أراضيهم.

ونوَّهت إلى أن أسلوب المستوطنين اعتمد دائما نفس النمط: المضايقة وإساءة معاملة الفلسطينيين، إضافة إلى حرق محاصيلهم وقتل مواشيهم، مما يعيق حصولهم على المؤونة لضمان معيشتهم.

وبشكل عام، تعدّ هذه المهمة القذرة سهلة نظرا لغياب الحماية التي يعاني منها الفلسطينيون الذين يعيشون في هذه المناطق من الضفة الغربية.

ويتمثل أبرز دليل على ذلك، في تقدير الإدارة الإسرائيلية أن العديد من المنازل الفلسطينية التي بُنِيت ببعض المناطق في الضفة الغربية ليست قانونية؛ مما يتيح ويسهّل عملية الانتهاك بقيادة المستوطنين.

ترسيخ الوجود

وأضافت الصحيفة أن تل أبيب هي الجهة الملزمة بإصدار تصاريح بناء في مناطق معينة من الضفة الغربية، وهو أمر يستحيل على السكان العرب الحصول عليه.

وقد دأب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، على إدانة هذه الممارسة لسنوات في تقاريره المتتالية عن الوضع. 

ومن حين لآخر، تصل الجرافات، بدعم من جيش الاحتلال إلى التجمعات الفلسطينية لهدم المباني. فتحوّل المدارس والحدائق والمزارع والمنازل إلى أنقاض في دقائق.

وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال ينفذ مناوشاته الخاصة ضد السكان الفلسطينيين، وهي تصرفات ترتكز أساسا على اقتحام منازل الفلسطينيين ليلا، واعتقال الأفراد غالبا دون توجيه أي تهم، وإغلاق الطرق وإعاقة حركة المركبات، مما يجعل من عملية تنقل السكان صعبة للغاية.

وبحسب الجندي الإسرائيلي السابق يهودا شاؤول، في تصريحات لهذه الصحيفة، فإن الهدف من هذه الإستراتيجية “هو ترسيخ الوجود الإسرائيلي”. 

بمعنى آخر "يشعر كل فلسطيني بأننا نلاحقه، وأنهم لن يعرفوا أبدا متى سنصل، وماذا سنفعل، ومتى سيبدأ، ومتى سينتهي".

ويكمّل هذه التصرفات صمت جيش الدفاع الإسرائيلي عند مهاجمة المستوطنين للسكان الفلسطينيين. 

وبصفتها مراقبا، تفشل السلطات في التدخل أو منع المذابح. كما تفشل في إجراء تحقيقات في جرائم قتل الفلسطينيين، وتعيق الرعاية الطبية للجرحى، مثلما أوضحت صحيفة "واي نت" الإسرائيلية أخيرا في مقال لها. 

وفي كثير من الأحيان، عندما يصبح طرد السكان الأصليين أمرا واقعا، يُقرّ الكنيست قوانين لضم تلك الأراضي.

ونقلت الصحيفة أن "تدخل المستوطنين يلعب دورا حاسما في هذه المهمة؛ حيث يشعل عنفهم الجسدي واللفظي فتيل العنف في الضفة الغربية".

قادة المستوطنين

وألقت الصحيفة الإسبانية الضوء على بعض قادة المستوطنين الذين يُروّجون لاغتصاب أراضي الفلسطينيين والتطهير العرقي. وقد فرضت على الأقل دولة في الشمال العالمي عقوبات على جميعهم تقريبا لهذا السبب.

ونقلت بوبليكو أن “دانييلا فايس” تعرف بآرائها اليمينية المتطرفة والعنصرية، التي أكسبتها لقب "عرابة" المستوطنين الإسرائيليين. 

وقد ولدت فايس قبل سنتين من قيام الكيان، ورثت من عائلتها، وهي عائلة يهودية مهاجرة من الولايات المتحدة وبولندا، الكثير من أيديولوجيتها الصهيونية المتشددة، المعارضة للوجود العربي في فلسطين التاريخية. 

وقد عاشت طوال حياتها في مستوطنة كدوميم، وهي مستوطنة غير شرعية بنيت عام 1975 قرب نابلس، شمال الضفة الغربية؛ حيث شغلت منصب رئيسة البلدية لمدة عشر سنوات. 

وقد كان الترويج لبناء مستوطنات جديدة، يهودية بحتة، في فلسطين التاريخية، بما فيها قطاع غزة، الهدف الرئيس لفايس.

ونقلت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، هي التي وافقت على فرض عقوبات على “ينون ليفي” لإنشائه بؤرة ميتاريم الاستيطانية، في جنوب الخليل. 

لكن، بالتزامن مع وصول دونالد ترامب إلى السلطة ورفع العقوبات، أتيحت أمام ليفي فرصة أخرى للإفلات من العقاب. 

وفي 28 تموز/ يوليو 2025 ذاع صيته عالميا عندما انتشر فيديو يظهره وهو يطلق النار عشوائيا على مجموعة من الفلسطينيين الذين حاولوا منع جرافة من هدم منازلهم في أم الخير، جنوب الضفة الغربية المحتلة. وقد اخترقت إحدى الرصاصات رئة عودة الهذالين، مما تسبب في وفاته. 

أما “تسيبورا بيلتز”، تعيش في حي رأس العامود العربي بالقدس الشرقية، وتعمل مرشدة سياحية. 

إلا أن جولات بيلتز في شرق المدينة المقدسة -التي تعدها الأمم المتحدة أرضا فلسطينية محتلة بشكل غير قانوني من قبل إسرائيل- ليست لأغراض إعلامية فحسب. 

وفي الحقيقة، روّجت لبناء هيكل سليمان. وحتى بناء الهيكل، ,كانت مهمة بيلتز هي التشجيع على بنائه في المكان الذي يقع فيه المسجد الأقصى، وهو موقع مقدس للمسلمين، توضح صحيفة "بوبليكو".

وبالنسبة لتسيبورا بيلتز، فإن وجود المساجد والعرب في القدس "مؤقت" لا غير، وتزعم أن اليهود سيسيطرون قريبا على كامل أراضي فلسطين القديمة.

وفي مقابلة حديثة مع صحيفة "هآرتس"، صرّح عالم السياسة الإسرائيلي غايل تالشير، بأن الزعيم الإسرائيلي اليميني المتطرف يوسي دغان كان من أبرز مُجنّدي أصوات حزب الليكود بين المستوطنين. 

ويرتبط نفوذه في الحكومة الإسرائيلية الحالية بدوره في “مجلس السامرة الإقليمي”، وهي هيئة يرأسها منذ عقد من الزمن. 

وتُدير هذه الهيئة الأموال العامة التي تُخصّصها تل أبيب للمستوطنات الإسرائيلية الخمس والثلاثين المنتشرة في شمال الضفة الغربية المحتلة، هذه المنطقة الشاسعة هي ما يُطلق عليه الصهاينة اسم السامرة.

ويتجاوز دور داغان إدارة البنية التحتية لهذه المستوطنات. 

فبقيادته، نظّم المجلس العديد من الفعاليات لتشجيع السياحة وتبييض الصورة التي تربطها باغتصاب الأراضي الفلسطينية.

وإذا كان هناك من يُشرّع للمستوطنين في الحكومة الإسرائيلية، فهو وزير المالية سموتريتش.

وقد دافع سموتريتش عن ينون ليفي ومستوطنين آخرين عندما فرضت إدارة بايدن عقوبات عليهم، ووعد بالتوسط لإعفائهم، كما حدث في نهاية المطاف بعد وصول ترامب إلى السلطة.