بعد خسارة الانتخابات المحلية.. تغيير مرتقب  بتشكيلة حزب أردوغان وحكومته

منذ ١١ يومًا

12

طباعة

مشاركة

عقب الخسارة المدوية التي أصابت حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان، تتصاعد التوقعات بشأن حدوث تغيير قريب في تشكيلة الحزب والحكومة.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "حرييت" مقالا للكاتب المقرب من أردوغان "عبدالقادر سيلفي" أكد فيه التوقعات بحدوث تغيير في إدارة الحزب والحكومة على حدّ سواء بعد هزيمة المحليات. 

تقييم شامل

وفي بداية مقاله أشار الكاتب التركي إلى أنه في اجتماع المجلس الأعلى لحزب العدالة والتنمية الذي عقد أخيرا قام الرئيس أردوغان بتقييم شامل لنتائج الانتخابات، وأعلن أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.

وسيعد التغيير الذي سيحدث في إدارة الحزب والحكومة خطوة أولى للإشارة إلى أنهم قد فهموا الرسالة التي تم إرسالها في الانتخابات.

وفي اجتماع المجلس الوزاري الذي عقد فور انتهاء الانتخابات قال أردوغان: "جميعنا بما في ذلك أنا مسؤولون عن النتيجة". 

وأضاف سليفي: هناك توقع قوي لحدوث تغيير في حزب العدالة والتنمية، ويجب أن يتم ذلك دون تأخير.

فالمشكلة التي تواجه حزب العدالة والتنمية ليست مسألة يمكن حلها بتغييرات صغيرة هنا وهناك. 

وهناك حاجة إلى تغييرات جذرية في إدارة الحزب وتشكيلة الحكومة والسياسات وأسلوب العمل السياسي والخطاب وفهم المجتمع.

وتساءل الكاتب التركي: هل سيتمكن أردوغان من إخراج حزب العدالة والتنمية من هذه الوضعية؟ 

ليجيب: نعم سيتمكن، ولكن طبعا إذا قام بتنفيذ التغييرات المطلوبة. وإلا فستكون هناك خيبة أمل كبيرة.

وأشار إلى أن إحدى النقاط التي ألقى الرئيس الضوء عليها في اجتماع المجلس الأعلى للعدالة والتنمية هي الناخبون الذين لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع. 

حيث انخفض معدل المشاركة في هذه الانتخابات إلى 78 بالمئة مقارنة بنسبة 85 بالمئة في الانتخابات السابقة قبل عام. 

والعديد من الناخبين الذين لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع هم من ناخبي حزب العدالة والتنمية. 

حيث وضح أردوغان أن ناخبي حزب العدالة والتنمية لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع، وأنه يجب استعادة هؤلاء الناخبين وفهم الأسباب التي دفعتهم لعدم الذهاب لصناديق الاقتراع.

أردوغان والمعارضة

وأوضح سيلفي أنه بعد الانتخابات تشكلت أجواء إيجابية بين الحكومة والمعارضة. حيث أعلن رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل أنه سيجتمع مع الرئيس رجب طيب أردوغان.

ففي عيد الفطر تحدث الرئيس أردوغان وأوزيل عبر الهاتف، وأدى هذا الاتصال إلى تخفيف التوتر السياسي. 

وأعرب أوزيل خلال هذا الاتصال عن أهمية التواصل بين الحزبين وأعطى أردوغان ردا إيجابيا. 

والآن تتجه الأنظار نحو هذا الاجتماع، حيث إنه لن يكون مجرد زيارة اجتماعية عادية، بل سيتجاوز المستوى الاجتماعي ليكون لقاءً ذا مغزى ويتناول قضايا عديدة مهمة.  

وعلق الكاتب التركي بأن التصادم والتوتر في السياسة لن يكونا مفيدين للبلاد. ولكن الحوار بين الحكومة والمعارضة سيكون مفيدا وصحيا. 

ويمكن عدّ طلب أوزيل لهذا الاجتماع جزءا من جهود تشجيع التواصل والحوار بين الزعماء السياسيين.

وأضاف أن الزعيم السابق للمعارضة كمال كليتشدار أوغلو كان يركز على الإساءة بدلا من الحوار مع أردوغان. ومن هذا المنظور يعد نهج أوزغور أوزيل صحيا. 

وهناك الكثير من الأعمال التي يمكن أن تقوم بها الحكومة والمعارضة بالتعاون فيما بينهما. على سبيل المثال تعديلات على الدستور الجديد ونظام الرئاسة.

وأعلن أوزغور أوزيل أنه سيحدد جدول أعمال الاجتماع مع الرئيس بناءً على المحادثات التي سيجريها مع مختلف مستويات حزبه.

وبينما لم يتم تحديد مواضيع الاجتماع التي سيتحدث عنها أوزغور أوزيل للآن، يقال إن القضية الأولى التي ستكون على جدول الأعمال في أروقة حزب الشعب الجمهوري ستكون وضع الأشخاص الذين حكم عليهم بالسجن بسبب أحداث غيزي. 

حيث خرج آلاف المواطنين المعارضين لحكومة أردوغان للاحتجاج العنيف في حديقة غيزي بإسطنبول في الفترة من 28 مايو/ أيار إلى 30 أغسطس/ آب 2013.

وتمت فيها محاكمة 16 متهما بتنظيم الاحتجاجات التي تطالب بحرية الصحافة والتعبير والتجمع وتجاوز الحكومة على العلمانية التركية.

ففي ظل حكم أردوغان تم تبني أجندة متصالحة مع الطابع الإسلامي للشعب التركي، ما قوض التأثير العلماني.

قضية فلسطين

وعن تأثير القضية الفلسطينية على الأجندة التركية، أردف سيلفي: أثناء مشاهدتي لخطاب الرئيس لاحظت نقطة مهمة.؛ وهي تأثر أردوغان بحملة زائفة تم تنفيذها خلال فترة الانتخابات عبر ملف غزة وفلسطين. 

كون الرئيس أردوغان قد كرس حياته لقضية فلسطين ووقف إلى جانبها في أصعب الأوقات، فإن استهدافه من خلال فلسطين أثّر فيه كثيراً.

ولفت الكاتب النظر إلى أن أردوغان أشار إلى نقطة مهمة حول تورط إسرائيل في الانقلابات، وهو أمر لم يتم التأكيد عليه كثيرا حتى الآن. 

ففي كلمته قال أردوغان: "تذكروا! جاء انقلاب 12 سبتمبر 1980 بعد مسيرة القدس في قونية. تذكروا! جاء انقلاب 28 فبراير 1997 بعد ليلة القدس في شينجيانغ. تذكروا! العملية ضد جهاز الاستخبارات الوطني، ومحاولة الانقلاب في 17-25 ديسمبر 2013، وخيانة 15 يوليو 2016 التي نفذتها منظمة غولن الإرهابية خادمة الصهيونية لكسر حساسيتنا تجاه فلسطين. انظروا، قبل 15 عاما عندما لم يجرؤ أحد على القيام بذلك قلنا بشكلٍ صريح "دقيقة واحدة" في وجه القتلة في دافوس". 

وكشف إفكان علاء، الذي كان يعمل كَوَكيل لرئيس الوزراء ووزير الداخلية، أن منظمة غولن الإرهابية بدأت التنصت غير القانوني على قادة حزب العدالة والتنمية بما في ذلك أردوغان وعائلته، بعد التصريح الشهير "دقيقة واحدة One minute" لأردوغان في وجه القتلة في سويسرا، وتم العثور على أجهزة تنصت في منزل رئيس الوزراء وفي مقر عمله.

وبعد تصريح "دقيقة واحدة" قام بعض الأشخاص بالتعليق قائلين: "قد لا نعرف مصير حزب العدالة والتنمية، ولكن أردوغان قد انتهى". 

وبعد حادثة "دقيقة واحدة" أيضا تم تلقي أنباء عن تحرك لوبي اليهود للإطاحة بأردوغان.

ولفت الكاتب التركي إلى أن مظاهرة القدس التي نظمها رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان في قونية استُخدِمَت كأحد أسباب الانقلاب في 12 سبتمبر . ودفع أربكان ثمن مظاهرة القدس بدخوله السجن.

من ناحية أخرى، حاولوا جعل أردوغان يدفع ثمن دعمه للقضية الفلسطينية ضد إسرائيل بمحاولات انقلابية، لكنهم فشلوا.