إيران وتركيا وسوريا.. هل فرض ترامب على نتنياهو ما يكرهه؟

إسماعيل يوسف | منذ ١٧ يومًا

12

طباعة

مشاركة

كان مستغربا "استدعاء" الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لرئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عجل للبيت الأبيض، ورفضه تأجيل اللقاء لما بعد عيد الفصح اليهودي، وفق صحف إسرائيلية، لذا توقع محللون أن يُفرض عليه شيء ما.

ما ترشح من نتائج اللقاء وفق تقديرات إسرائيلية وأميركية يشير إلى أن ترامب فرض بالفعل على نتنياهو أجندة تتعارض مع مصالح إسرائيل، فيما يخص إيران وتركيا ونفوذها في سوريا، مع ترجيح أن نشهد تخفيفا للاستفزازات الإسرائيلية في سوريا.

وكما بدأت "فجأة"، انتهت زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة "فجأة"، دون الإعلان عن أي قرارات مهمة كان ينتظر أن تحققها، ولم يتمكن من الحصول على أي مكاسب تُذكر، بحسب التقديرات.

فلا تعهد ترامب بإلغاء الرسوم الجمركية على إسرائيل، ولا قبل موقف نتنياهو الراديكالي من إيران، الداعي لحرب أميركية إسرائيلية شاملة طهران، ولا وعده بأي ضغط على تركيا فيما يخص نفوذها في سوريا، بل وأشاد بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وحتى حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، ورغم استمرار تصريحات ترامب المثيرة للسخرية عن أهمية غزة سياحيا وتندره من ترك إسرائيل لها وانسحابها منها،  لم يتمكن نتنياهو من الحصول على تأييد مطلق من ترامب بشأنها.

وعلى العكس، تحدث ترامب عن وقف الحرب في "القريب العاجل"، وتحدثت صحف إسرائيلية عن عدوله عن فكرة "ريفيرا غزة"، وصدرت إشارات مختلفة لسعى إدارته للتركيز على التطبيع مع السعودية خلال زيارة مايو/ أيار 2025، ومن ثم تهيئة الساحة وإنهاء الحرب لهذا الغرض الأكثر أهمية لدى ترامب من غزة.

تحرك مفاجئ

كان من الواضح أن الغرض من استدعاء البيت الأبيض لنتنياهو من هنغاريا هو تبليغه بالقرار المفاجئ بالمفاوضات المباشرة بين واشنطن وطهران، وفق تقارير غربية وإسرائيلية.

هذه التقارير رأت أن سبب استدعاء ترامب لنتنياهو على عجل هو إبلاغه بمعلومة بدء المفاوضات الأميركية الإيرانية يوم 12 أبريل/ نيسان 2025، ومن ثم فعليه ألا يأتي بأي تصرفات حمقاء تعرقل المفاوضات، ما شكل "صدمة" لإسرائيل.

"فوجئ الإسرائيليون عندما أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستنخرط في مفاوضات مباشرة مع طهران ووصفوها بأنها “غير مقبولة”؛ لأنهم يفضلون مهاجمة إيران ولا يرون المفاوضات تخدم مصالحهم، وفق ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" في 8 أبريل/نيسان 2025.

سبب تفاجئهم هو أن "مصالح الجانبين (إسرائيل وأميركا) متباينة بالفعل تجاه إيران، وهناك خشية أن يكون ترامب أكثر مرونة وتساهلا مع الإيرانيين (الصعبين في التفاوض) خلال المفاوضات".

وهو "ما سيؤدي لخلافات بين إسرائيل وواشنطن"، حسبما يقول "يوئيل غوزانسكي"، رئيس برنامج الخليج في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب لـ "نيويورك تايمز".

وبدأت الصدمة بالنسبة لنتنياهو وإسرائيل، بمجرد بدء المؤتمر الصحفي بينه وبين ترامب، ومبادرة الأخير بالإعلان (المفاجئة) أن "واشنطن ستجري مباحثات مباشرة مع إيران على مستوى عالٍ جدا".

وبينما كان ترامب يحاول الظهور متفائلا بشأن الوصول لحل بالنسبة للملف النووي الإيراني، وقال: "ربما سيتم التوصل إلى اتفاق، وهذا سيكون رائعا"، كان نتنياهو يحاول ألا يخالفه، بالقول إن المهم إنه "لن يكون لدى إيران سلاح نووي، سواء عبر المسار الدبلوماسي أو بأي وسيلة أخرى".

فرغم كل التهديدات بالحرب التي أطلقها ترامب بشأن نووي إيران ورفعه العصا، بحشد الأساطيل وطائرات القصف الإستراتيجية ب-52، في المنطقة والمحيط الهندي، اضطر للجوء للتفاوض، وظهر أن هذه أدوات ضغط دبلوماسية لا عسكرية.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع لموقع "أكسيوس" الأميركي، في 7 أبريل، إن نتنياهو كان "يريد التوصل إلى تفاهم مع ترامب بشأن ضرب المنشآت النووية الإيرانية عندما تفشل الدبلوماسية"، لتوقعه فشل مفاوضات الاتفاق النووي.

لكن يبدو أنه لم يحصل على ما يريده لذا ظل يتحدث عن إمكانية توجيه ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المسار الدبلوماسي.

وبحسب المسؤول، طالب نتنياهو خلال اجتماعه مع ترامب بـ"تفكيك جميع منشآت تخصيب اليورانيوم وتحويله"، و"إخراج كل المواد المُخصبة وتدميرها من قبل الولايات المتحدة"، و"تحديد موعد نهائي قريب لإنهاء المفاوضات".

وخلال ولايته الرئاسية الأولى، اعتمد ترامب سياسة "ضغوط قصوى" حيال إيران، كان من أبرز محطاتها سحب بلاده أحاديا في 2018 من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي، وإعادة فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتراجع تدريجيا عن التزاماتها بموجب الاتفاق.

وعقب عودته إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني 2025، عاود ترامب اعتماد سياسة "الضغوط القصوى" حيال طهران، لكنه أكد في موازاة ذلك انفتاحه على الحوار معها لإبرام اتفاق نووي جديد.

عاد خالي الوفاض

وقالت صحف إسرائيلية: إن نتنياهو عاد خالي الوفاض تقريبا، وبأيدٍ فارغة، رغم التطييب والمديح والأجواء الحميمية، وسط تقديرات أن الإدارة الأميركية "قد أخذته على حين غرة"، رغم محاولاته بلغة الجسد التظاهر خلال اللقاء بأن الأمور على ما يرام.

وخلص محللون إسرائيليون، في تفسيرهم لصفعة ترامب لنتنياهو، بخصوص إيران، إلى أن هذا معناه تراجع احتمالات الضربة التي كانت تتطلع لها إسرائيل لإيران، وأن على تل أبيب الآن، محاولة التأثير على مجرى ومضمون المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران.

وكتب الرئيس الأسبق للجناح السياسي الأمني في وزارة الأمن الإسرائيلية، الجنرال في الاحتياط "عاموس جلعاد"، يقول: إن "ما جرى لنتنياهو، هو نتيجة أخطائه، عندما أقنع ترامب في 2016 بإلغاء الاتفاق مع طهران".

وأضاف أن "هذا هو ما سمح لها بالتقدم نحو حافة النووي، وأدى لتراجع احتمالات الضربة العسكرية التي كانت تتطلع لها إسرائيل".

ووفقا لآخر تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فبراير/شباط 2025، زاد مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 60 بالمئة، منذ ديسمبر/ كانون الأول 2024

ويقول خبراء: إن الوصول إلى نسبة تخصيب 90 بالمئة، وهي الحد الأدنى المطلوب لإنتاج مواد صالحة للاستخدام في الأسلحة، أصبح سهلا نسبيا منذ ذلك الحين. 

وفي 8 فبراير/شباط 2025، زاد مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة، بمقدار 92.5 كيلوغراماً خلال 3 أشهر، ليصل إلى 274.8 كيلوغراماً. وقالت إيران: إن هذا المخزون هو رد على العقوبات الأميركية.

من جانبه، يقول المعلق السياسي الإسرائيلي "نداف أيال": إن "الخوف الكبير الآن هو أن توافق واشنطن على اتفاق سخي، وعندها سيحدث أمران: إيران تصبح دولة على حافة النووي، والثاني تراجع قدرة إسرائيل على مهاجمة إيران للصفر".

لذا قال المعلق السياسي في صحيفة "معاريف"، شلومو شامير، إن نتنياهو خرج من البيت الأبيض، هذه المرة، دون مكسب أو ربح سياسي حقيقي لإسرائيل، وظهرت صورته بما يعكس زعزعة مكانته في دولته".

وشدد المحلل العسكري في صحيفة هآرتس "عاموس هارئيل"، على أن “نتنياهو تحول للاعب ثانوي في عرض ترامب الذي حدد سلم أولويات الإدارة الأميركية، وهي: صفقة بين واشنطن والرياض، وإنهاء الحرب في غزة، وتسوية الملف النووي الإيراني، والحفاظ على المصالح مع تركيا".

في صحيفة معاريف، رأت محللة الشؤون السياسية آنا برسكي، أن ترامب أحرج نتنياهو في بث مباشر، وأن ما طمح إليه نتنياهو في الزيارة تحطم على أرض الواقع.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غادر الولايات المتحدة، عائدا إلى إسرائيل، بعد زيارة وصفتْها الصحيفة بـ"المخيبة للآمال".

وذلك لرفض ترامب إلغاء الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الإسرائيلية، وإعلانه بدء محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي.

ووجد بعض المحللين الإسرائيليين العزاء في تصريح ترامب بأن طهران ستكون "في خطر كبير" إذا فشلت في التوصل إلى اتفاق، مشيرين إلى نشر البنتاغون ما لا يقل عن 6 قاذفات من طراز بي-2 في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي كدليل على خيار عسكري ضد إيران.

وظل هؤلاء المحللون الإسرائيليون يراهنون على فشل أي محادثات من هذا القبيل، مشيرين إلى أن الإيرانيين مفاوضون شديدو الصعوبة، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وكتب أرييل كاهانا، المعلق الدبلوماسي في صحيفة "إسرائيل اليوم" اليمينية: "ليس هناك أي أمل في أن يوافق المرشد الإيراني على الإملاءات لذلك فإن الصدام العسكري مع إيران مجرد مسألة وقت".

صفعة تركيا 

كانت مفاجأة غريبة لنتنياهو، أن يتعمد ترامب أن يشيد بالرئيس التركي أردوغان وهو يجتمع معه في البيت الأبيض، رغم أنه خصم لإسرائيل، ويصفه بـ"الرجل القوي والذكي للغاية"، وفق "أكسيوس".

وشكلت هذه الإشادة صفعة لنتنياهو الذي ظهرت عليه الحيرة ولم يقدر على التعقيب على كلام ترامب، خاصة أن ترامب أشاد ضمنا بنفوذ تركيا في سوريا بينما نتنياهو ذهب ليشكو له تضرر أمن إسرائيل من قواعد تنوي تركيا بناءها في سوريا.

فقد سُئل ترامب خلال لقائه مع نتنياهو، عن نفوذ تركيا في سوريا واعتراضات إسرائيل على هذا، وقيام القوات الإسرائيلية بضرب أهداف سورية واتهام تركيا بلعب "دور سلبي" في البلاد بعد انهيار نظام الأسد.

لكن ترامب قال: "لدي علاقة جيدة جدًا مع تركيا ومع زعيمها، وأعتقد أننا سنتمكن من حلها. لذا آمل ألا يُشكّل ذلك (الخلاف الإسرائيلي التركي) مشكلة، ولا أعتقد أنها ستكون مشكلة".

وقال ترامب عن أردوغان: "أنا أحبه، وهو يحبني... ولم تكن بيننا أي مشكلة على الإطلاق"، وإنه قال لنتنياهو: "إذا كانت لديك مشكلة مع تركيا، فأنا أعتقد حقًا أنك ستتمكن من حلها"!

ورد نتنياهو أن إسرائيل "لا تريد رؤية تركيا تستخدم الأراضي السورية كقاعدة ضدها"، وأضاف "تحدثنا عن السبل التي يمكننا من خلالها تجنب هذا الصدام".

وشدد على أن حكومته ترفض بشكل قاطع نية تركيا إقامة قواعد عسكرية في سوريا، معتبرًا ذلك "تهديدًا مباشرًا لأمن إسرائيل"، و"نحن نعارض ذلك ونتحرك ضده".

وبحسب "مجموعة الأزمات الدولية" فإن إستراتيجية الهجمات الإسرائيلية على سوريا، قد تأتي بنتائج عكسية.

وتؤدي مواصلة الغارات الإسرائيلية والتوسع في الأراضي والضغط على الأقليات، لدفع حكومة دمشق نحو مزيد من التقارب مع أنقرة، بحسب موقع "ميديا لاين" الأميركي، في 6 أبريل 2025.

من جانبها، قالت مجلة "إيكونوميست" في 7 أبريل 2025 إن تركيا وإسرائيل باتتا خصمين شرسين في سوريا؛ حيث تلعب القوتان الإقليميتان في ساحة سوريا لتحقيق طموحاتهما.

وأكدت أن المسؤولين العسكريين الأتراك كانوا يسافرون إلى سوريا ويتفقدون قواعد عسكرية ويتباحثون في خطط لتزويد بعضها بأنظمة دفاعات جوية ومسيرات قتالية والتحضيرات جارية لسيطرة تركية على قاعدة تي 4 الجوية قرب تدمر.

لكن إسرائيل هاجمت هذه القاعدة يوم 2 أبريل وقصفت مدرج القاعدة وأنظمة الرادار فيها وضربت قاعدتين ثانيتين وأهدافا عسكرية أخرى، وحذر جدعون ساعر، وزير خارجيتها، من "خطورة تحويل سوريا لمحمية تركية". 

وترى المجلة أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل، المتوترة أصلا بسبب حرب غزة، مرشحة للتدهور أكثر، لكن من غير المرجح أن يندلع صراع مسلح فعلي بين ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والحليف الإقليمي الرئيس لأميركا.

وأكدت “إيكونوميست” أن الرئيس أردوغان، لا يريد تعريض علاقة الصداقة مع ترامب للخطر بالدخول في حرب ضد إسرائيل، "لا يرغب أي من الطرفين في قتال الآخر، وتمهد تركيا وإسرائيل الطريق للردع لا للحرب".

ويقول الصحفي “ آفي برئيلي “ في ”إسرائيل هيوم”: إن "تركيا تشكل خطرا، ليس فقط بسبب الأيديولوجيا الإسلامية، ولا فقط بسبب الخطاب التحريضي ضد "الكيان الصهيوني".

ولكن لأنها تتحرك "كقوة طامحة ذات طابع شبه إمبريالي"، تتدخل في منطقة القرن الإفريقي، وفي السودان، وفي ليبيا، وتستضيف ناشطين من حماس، وتقترب منّا عسكرياً، من شمال سوريا نحو وسطها، إلى جنوبها ويشيدون قواعد هناك.

أكد “برئيلي” أن "هذا لا يهدد فقط بعرقلة حرية العمل الجوي الإسرائيلي في سوريا، بل قد ينذر أيضاً بتقدم تركيا جنوباً حتى مستوى الاحتكاك المباشر بإسرائيل في جبل الشيخ، وفي منطقة الباشان، وفي جنوب سورية بأكمله".

صفقة غزة

في السياق، ادعى الخبير الإسرائيلي "أبراهام بن تسفي" كتب في صحيفة “إسرائيل هيوم” أن "ترامب قال لنتنياهو: لن أذهب إلى الرياض إلا والصفقة (اتفاق غزة) في جيبي".

وقال: إن ترامب لا يعتزم اتخاذ سياسة يد حديدية تجاه إسرائيل في مسألة غزة، بل محاولة دفعها للموافقة على منحى تسوية مؤقتة أو صفقة إضافية بروح ويتكوف.

وأوضح أن الجدول الزمني لترامب المرغوب فيه للصفقة آخذ في القصر الآن وبسرعة، ويرغب في وقف قتال لا نهائي  قبل زيارته إلى السعودية.

وأضاف: "فمن الحيوي له (ترامب) أن يصل إلى الرياض فيما يكون اتفاق إنهاء القتال (أو على الأقل وقف نار طويل) في جيبه"، بحيث يؤدي هذا إلى تطبيع إسرائيلي سعودي".

"أبراهام بن تسفي" قال أيضا: إن البيت الأبيض منح إسرائيل حرية عمل عسكرية وسياسية غير محدودة في الأشهر الأخيرة حتى لو لم تفلح في تقويض حماس، وحان الوقت للتسليم بالانتقال إلى مسار آخر (اتفاق وقف النار)"، وربما يعطي إسرائيل جزرة بإعفاء كامل أو جزئي من ضريبة الجمارك.

من جانبه، كتب "إيتمار إيخنر"، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يقول: ترامب لديه خطة أكبر من غزة، وهي التطبيع مع السعودية.

وأضاف: "ولأجل ذلك هو بحاجة إلى تهدئة في غزة وحل قضية الأسرى، ولا يملك الكثير من الوقت، خصوصًا إذا كان يخطط لزيارة الرياض خلال شهر".

ومع أن صحف تل أبيب توقعت وقف حرب إبادة غزة قريبا كما وعد ترامب لأن الهدف لديه هو السعودية والتطبيع ويريد إنهاء الحرب قبل ذهابه للرياض في مايو 2025، إلا أن ترامب ظل هو ونتنياهو يكرران فكرة تهجير طوعي لسكان غزة ربما كورقة ضغط على حماس.