بين مشكك ومندد ومبارِك.. تفاعل واسع مع الرد الإيراني على العربدة الإسرائيلية

"خروج الصواريخ من داخل إيران لأول مرة أثار حالة رعب وقلق لدى المواطن الإسرائيلي"
مساء 13 أبريل/نيسان 2024، نفذت إيران وعيدها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وردت على قصف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق الذي وقع مطلع الشهر ذاته، بإطلاق عشرات المسيرات والصواريخ باتجاه الكيان المحتل.
الحرس الثوري الإيراني قال إنه نفذ عملية بطائرات مسيرة وصواريخ ردا على "جريمة الكيان الصهيوني بقصف قنصليتنا في سوريا" التي أدت إلى مقتل عدد من قادته العسكريين، موضحا أن العملية نفذت بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة لضرب أهداف محددة في الأراضي (الفلسطينية) المحتلة.
ودفع الاستهداف الإيراني الذي استمر عدة ساعات، الاحتلال لمطالبة سكان الجولان والنبطيم وديمونا وإيلات للبقاء قرب الملاجئ، فيما حلق الطيران الحربي لجيش الاحتلال بكثافة شمال الكيان، معلنا رصد أكثر من 100 مسيرة أطلقت من إيران.
ودوت صفارات الإنذار في الجليل الأعلى وبئر السبع والنقب والسهل الساحلي في حيفا وتل أبيب والبحر الميت والقدس المحتلة.
وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، إن "العمل العسكري الإيراني كان ردا على عدوان إسرائيل على مبانينا الدبلوماسية في دمشق"، محذرة: "إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر فإن رد إيران سيكون أكثر حدة بكثير".
وتوالت ردود الفعل الغربية، إذ تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بتوفير دعم ثابت لإسرائيل في مواجهة الهجوم الإيراني، وذلك بعدما عقد اجتماعا طارئا مع كبار المسؤولين الأمنيين، فيما ندد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالهجوم ووصفه بـ"المتهور"، وتعهد بالدفاع عن أمن "إسرائيل".
وأكد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه -عبر منصة إكس- أن بلاده تدين الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل، كما حذرت ألمانيا من أن الهجوم الإيراني بمسيّرات وصواريخ قد "يغرق منطقة بكاملها في الفوضى".
أما المنظمات الدولية فقد أعربت عن قلقها، إذ قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "أشعر بقلق شديد إزاء الخطر الحقيقي المتمثل في التصعيد المدمر على مستوى المنطقة"، داعيا جميع الأطراف إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس".
وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل -عبر منصة إكس- أن الاتحاد "يدين بشدة" هجوم إيران بمسيرات وصواريخ على إسرائيل، منددا بـ"تصعيد غير مسبوق" و"تهديد خطير للأمن الإقليمي".
فيما أغلقت عدة دول مجالها الجوي بشكل كامل أمام حركة الطائرات القادمة والمغادرة بشكل مؤقت، تزامنا مع الهجوم الإيراني، منها الأردن، ولبنان، والعراق، وحولت الكويت جميع رحلاتها عن مناطق التوتر.
ونقل الإعلام الإسرائيلي عن مسؤول سياسي كبير كشفه أن هناك تعاونا ممتازا مع عدد من الدول إلى جانب الولايات المتحدة، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا والدول العربية المجاورة التي أرسلت رسائل مفادها أنها تنوي اعتراض التهديدات الجوية في طريقها إلى إسرائيل.
وتفاعل ناشطون بقوة مع الاستهداف الإيراني للاحتلال، وتباينت ردود الفعل بين الحفاوة بالعملية وعدها منعطفا مهما، وبين التشكيك فيها والتأكيد أنها مسرحية مدبرة، فيما التزم فريق الحياد وتحدث بموضوعية عن جدوى العملية وتأثيرها على الاحتلال وتبعاتها.
وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الرد_الإيراني، #الحرب_العالمية_الثالثة، #ايران_تودب_الصهاينه، #المسيرات_الإيرانية، رأوا أن إيران استطاعت فضح هشاشة الاحتلال الإسرائيلي، وإظهار عجز قوة الردع المشكلة لحمايته.
انعطاف مهم
وتحت عنوان "عن الرد الإيراني الذي يشغل العالم الآن"، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إنه حتى هذه اللحظة، ورغم انطلاق المسيّرات الإيرانية صوب "الكيان"، وربما الصواريخ البالستية أيضا، إلا أن ذلك لا يعني انتهاء معادلة "الصبر الإستراتيجي" التي حكمت السلوك الإيراني منذ سنوات طويلة، وطبعا لأن مشروعها الإقليمي هو أولويتها الكبرى الذي لا تسمح بتعطيله من أجل ردود ثأرية.
وأضاف: "من الواضح أن هناك تواصلا إيرانيا أميركيا عبر قنوات عديدة، وطبعا لتجنّب توسّع الحرب، من دون أن يعني ذلك عدم مشاركة واشنطن في إسقاط المسيّرات أو الصواريخ، ومن دون أن يعني بالمقابل عدم مشاركة حزب الله أو الحشد العراقي أو الحوثيين في الرد".
ورأى الزعاترة، أن "هذا هو الواضح راهنا، لكن ذلك لا ينفي بالضرورة سيناريو التدحرج، وإن بقي محدودا"، مؤكدا أن أي صدام مع "الصهاينة" يُعد جيّدا، بخاصة إذا خفّف عن المقاومة في غزة، وهو ما لم تفعله المشاركات السابقة من لبنان واليمن والعراق.
وتساءل: "أين الوضع العربي الرسمي في هذه المعمعة؟"، وعد هذا هو السؤال الأكثر إثارة للحزن والقهر.
وعد أستاذ الأخلاق السياسية محمد المختار الشنقيطي، رد فعل إيران على مقتل ضباطها في دمشق بمهاجمة إسرائيل تطورا مهما ومفيدا، فهو تثبيت لخطوط الردع الحُمْر التي تجاوزتها إسرائيل باستهدافها القنصلية الإيرانية، وتأديب من إيران لإسرائيل، وإظهار للقوة الإيرانية في وجهها، والأهم من كل ذلك أنه مشاغلة للعدو الإسرائيلي عن غزة.
وأوضح أحد المغردين، أن الإيجابي في الضربة الإيرانية لإسرائيل رغم هشاشة النتائج، "كسر حاجز الرهبة، خروج الصواريخ من داخل إيران لأول مرة، حالة الرعب والقلق التي تنتاب المواطن الإسرائيلي، التكلفة الباهظة نتيجة التصدي للهجوم الإيراني، إرباك العالم وتوجيهه إلى القضية الفلسطينية".
وأكد الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، أن إسرائيل تعرضت لضربة إيرانية حقيقية وقوية تستهدف ردعها وتحجيمها ووضع حدود خانقة لها، وهي بين نارين إن ردت تستجلب ردا إيرانيا أوسع، وإن صمتت، تتغير الكثير من القواعد في المنطقة، مشيرا إلى أن الصمت الأميركي يلعب لصالح إيران.
ودعا لتنحية الخلافات والصراعات المذهبية والسياسية جانبا والتوحد ضد العدو الأساسي بالمنطقة وهو العدو الصهيوني.
ورأى الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، أن ما حدث مهم ويُمثل انعطافة مهمة في المشهد الإقليمي ما بعد السابع من أكتوبر، ومهم أن يُستثمر ويبنى عليه، قائلا: "إن تختلف مع إيران فهذا شأنك، لكن النظر لكل الأحداث من الزاوية الطائفية سيوصلك لنتائج خاطئة وغير صحيحة، تماما كما أن المبالغة ليست صحيحة".
مسرحية منسقة
وتشكيكا في الهجمة الإيرانية على الاحتلال وعدها مسرحية مفبركة لرفع العتب ومجرد مناوشة، كتب الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حذيفة عبدالله عزام، الذي سبق وأعلن استعداده الاعتذار لإيران إذا قصفت تل أبيب: "أخيرا لن أقدم اعتذاري فقد انتهت معركةٌ دامت الجعجعة فيها أربعة عشر يوما في بضع ساعات دون أن نرى طحينا".
وعلق الناشط السوري عمر مدنية، على رفض الحكومة الإسرائيلية تأكيد أو نفي إبلاغ إيران لها بطبيعة ردها، قائلا: "قلنا مسرحية وإسرائيل اتفقت مع إيران كما فعلت إيران في السابق مع أميركا عندما ضرب مواقع أميركية فارغة كرد على مقتل قاسم سليماني".
وقال أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي: "انتهت مسرحية رد إيران على إسرائيل.. قبل وصول أي مسيرة من الـ500 وأي صاروخ باليستي، كما كررت عملية مدروسة محدودة وفشة خلق ورد اعتبار!.. نعتذر على إزعاجكم".
وأكد الباحث السياسي عبدالقادر النايل، أن "مسرحية إيران لا تستحق منا ولا من الاعلام ولا من المواطنين الانشغال بالمسرحية بين إيران والكيان الصهيوني الساذجة والمفضوحة والتي كانت نتيجتها لصالح الكيان الإسرائيلي المحتل لفلسطين وأشغلت الإعلام عن جرائم الاحتلال في غزة الصمود".
حياد وموضوعية
وبموضوعية وحيادية، قال أستاذ الفقه وأصوله أيمن البلوي، إن رد إيران ضعيف لكنه ليس مسرحيا، مشيرا إلى أن كمية الطائرات التي أسقطها الصهاينة والأردن كبيرة جدا، وكان احتمال وصول بعضها للكيان وإلحاق ضرر به تفوق وضعية المسرحية.
وقال: "لا تستعجلوا كما استعجلتم من قبل مع ما قام به الحوثيون ثم ظهر لكم غير ذلك، كلامي قطعا ليس دفاعا عن إيران.. لكنه الإنصاف والتحليل الموضوعي".
وقال الناشط السياسي خالد وليد الجهني: في الاشتباك القائم بين إيران و "إسرائيل " ليس المهم أن تتخذ موقفا إيجابيا من الهجمات الإيرانية، المهم ألا تكون إيجابيا مع الموقف الصهيوني، صامتا أمامه، أو مؤيدا له، أو مساندا لخطواته.
وأضاف: "يمكنك أن تصف الاشتباكات القائمة بأنها مسرحية، حسنا... ما الذي يمنع الدول العربية أمام مشهد غزة أن تتقن صناعة مسرحية مشابهة !!".
وأكد الجهني، أن "إسرائيل" تستعيد بالهجوم الإيراني شكل المظلومية، وتستجلب الدعم الغربي الذي تراخى، ولكنها أيضا للمرة الثانية خلال ٧ أشهر تثبت للغرب أنها لا يعتمد عليها وحدها، ولم تعد صبيهم " الفتوة" الذي يحسب له ألف حساب، وأنها احتاجت دعمهم المباشر للنجاة مرتين.
ورأى أن الأخطر هو ذلك الخوف والهلع الذي بات سمة المجتمع الصهيوني أمام تعاظم حالة المقاومة الفلسطينية والمواجهة مع إيران، وانهيار نظرية الأمن، وكذلك سقوط قيمة الردع.
وقال إن اعتماد "إسرائيل" اليوم أكثر مما مضى في بقائها على الغرب وأميركا وليس على ذاتها، يضاف لذلك فقدان الأمن وسقوط الردع، له ما بعده، وأي كيان يعيش بهذه الحالة إنما يعيش مراحل الزوال.
وكتب الباحث لقاء مكي: "بغض النظر عن نتائج القصف الإيراني، فإن مجرد القيام به، يكسر قواعد اشتباك ثابتة مع إسرائيل، وقد تستدعي ردا إسرائيليا ولو لمرة واحدة، كما حدث ضد العراق ١٩٨١. قد تكون إيران أنها لتوها سياسة استمرت ٤٥ عاما من الصراع مع إسرائيل عبر وكلاء".
وقال الإعلامي مصطفى عاشور: "تختلف أو تتفق معها وأيا كان شكل المشهد تبقى أول دولة تضرب إسرائيل بما يصل إلى 200 مسيرة مقاتلة وصاروخ باليستي وصواريخ كروز داخل العمق الإسرائيلي"، متسائلا: "ما بالكم إذا كان ذلك في سياق الدفاع عن القدس والأقصى والدفاع عن غزة".
هشاشة الاحتلال
وعن تأثير الهجمة الإيرانية، قال الكاتب والباحث السياسي اليمني ياسين التميمي، إن الأثر العسكري شبه معدوم، لكنه من الناحية المعنوية ساهم في تهشيم صورة الكيان الصهيوني بصفته كيانا يفقد شيئا فشيئا قدرته الخارقة وحصانته الدعائية ضد الأسلحة المعادية، علما بأن الصواريخ الإيرانية لم تحدث الأثر التدميري نفسه لصواريخ المقاومة الفلسطينية في معركة الطوفان والمعارك التي سبقتها.
وأشار إلى أن إيران اختارت منطقة النقب وهي صحراء فيها قواعد عسكرية محصنة، لكنها بعيدة عن التجمعات السكانية بما لا يتكافأ مع الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منشأة دبلوماسية في قلب العاصمة السورية دمشق.
وأضاف التميمي، أن على مسار الصواريخ والطائرات المسيرة الذي تطابق تماما مع خط الإمداد الإيراني لنظام بشار الأسد وحزب الله نشط سلاح الجو الأميركي والبريطاني وأسلحة جوية أخرى في المنطقة وتم تدمير العشرات من الطائرات المسيرة قبل وصولها إلى أهدافها.
وقال الأكاديمي أسعد أبو خليل: "صدقا هذا الكيان يثبتُ هشاشته يوما بعد يوم، تسلّحه كل دول الغرب وتقول أميركا منذ عقود إن التسليح سيضمن قدرة إسرائيل على هزيمة مجموعة من الجيوش العربيّة، وها هي إسرائيل أمام عناصر المقاومة في لبنان وفلسطين تستنجد بالعسكرية الأميركية والبريطانية والفرنسية والألمانية لإنقاذها".
وأكد طلال الحمدان، أن المسيرات الإيرانية وأسلحة المقاومة جميعها كشفت مدى هشاشة الكيان، وتهاوي داعميه، ودناءة وخيانة مؤيديه، مضيفا أن "من يسخر أرضه وشعبه للدفاع عن الكيان الصهيوني ووجوده فلن يكون سِوى عميل خائِن متواطئ مع العصابات المغتصبة".
وأشار خبير الرصد والتحليل فراس الياسي، إلى أن إسرائيل فشلت في التصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية مع كل الاستعدادات الإسرائيلية والأميركية ومع التحذير والإبلاغ الإيراني بأنها عازمة على الرد، قائلا إن "الرد الإيراني جاء وأثبت هشاشة الكيان المستذئب على الشعب الفلسطيني الأعزل".
وسخر الناشط الحقوقي يحيى الحديد، من إنفاق الأميركيين ما يقرب من مليار دولار على الصواريخ الاعتراضية، قائلا: "مليار دولار وثلاث دول لم تستطع التصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية التي وصلت إلى أهدافها بسلام".
وأكد في تغريدة أخرى، أن صواريخ إيران تصل إلى أهدافها بدقة عالية، مضيفا أن من يرد التشكيك بقدرات إيران الصاروخية ومدى دقتها وفعاليتها وقدرتها على تجاوز كل المنظومات الدفاعية الأمريكية والصهيونية فهو لا يريد أن يرى الحقيقة.
وقال طاهر عمار، إن الحرب النفسية التي تمارسها إيران أظهرت هشاشة الكيان الصهيوني بدليل أنه طلب من بايدن تصريحا علنيا لنجدتها من ضربة إيرانية وشيكة ما يثبت بأن عنتريات نتنياهو وجيشه ما هي إلا ثرثرة للاستهلاك المحلي لا غير.
وأضاف: "إسرائيل حاليا عاجزة عن هزيمة حماس المحاصرة فكيف تواجه وحدها قوة إيران".
انعكاسات دولية
وعن التفاعل الدولي والإقليمي مع الضربة الإيرانية وتبعاتها، أكد السياسي السوري أحمد رمضان، أن ما حدث تصعيد لن يقود إلى حرب مفتوحة، وإنما لإعادة هندسة قواعد اللعبة والاشتباك في المنطقة، وصياغةِ الأمن الإقليمي بدور إيراني أكبر.
وحذر من خطورة الاستهتار بما يحدث، قائلا إن واشنطن تعيد بناء منظومة أمن الإقليم، لكن دور العرب فيها محدود، والتحكم لدول الجوار، وخاصة إسرائيل وإيران، والتفاهمات ستلي الأزمة التي يجرى التحكم بها، وتل أبيب تستخدم التصعيد للخروج من مستنقع غزة.
وأضاف رمضان، أن وطهران تريده حصاداً لنفوذها الإقليمي، وواشنطن سترعى التفاهمات، وقد أفاد مصدر مطلع أن إدارة بايدن تسعى لإنجاز تفاهم مع إيران قبل انتهاء ولايتها، مؤكدا أن واشنطن لن تنخرط في حرب في الشرق، وهي مشغولة في تطويق الصين.
وتابع: "أوروبا لن تغامر بينما هي غارقة في أزمة أوكرانيا، وإسرائيل مشتتة بين غزة والشمال، وتبحث عن مخرج لا يتركها منكسرة، ولذا فإن توقيت التصعيد منضبط لكل الأطراف، سوى الطرف العربي، الذي لا يملك رؤية إستراتيجية للإمساك بزمام المبادرة، وحماية أمنه الحيوي في وجه تخادم أميركي مع دول الجوار، وانخراط إسرائيلي في ذلك".
ورأى رمضان، أن ما يحدث سيفيد غزة ومستقبلها في المحصلة، ولن يكون بوسع نتنياهو تحقيق مكاسب آنية، ومهما حصل فإن انشغال إسرائيل سيضعفها، وقلق واشنطن سيدفعها لتغيير موقفها، وتردد أوروبا سيرغمها لإعادة حساباتها، ولن تتحمل المنطقة أزمة واسعة لوقت طويل.
وأشار محمد النجار، إلى أن الأردن الدولة العربية الوحيدة التي فعلت مضاداتها الأرضية والجوية للدفاع عن إسرائيل بحجة حماية سمائها، قائلا: " حلو عن سمانا.. هذا النظام الوظيفي لا يستحي".
وأشارت رزان العمد إلى أن تركيا والكويت وقطر أعلموا الولايات المتحدة الأميركية أنها لا تستطيع استخدام مجالها الجوي ضد إيران، بينما الأردن فتحت أجواءها ملعبا.
وذكرت بأن "السياسة الخارجية للدول تعتمد على تحقيق مصالح الدولة العليا"، متسائلة: "ما هي المصالح التي سيحققها الأردن من هذا التحالف؟!".
وأضافت العمد: "حتى لو أننا جميعاً نمتلك اليقين بأن الرد الإيراني لن يرتقي لمستوى الحدث، ولكن مجرد إعطاء الضوء الأخضر لاستعمال الأجواء الأردنية فأنت أصبحت جزءا من مواجهة لا ناقة لك فيها ولا جمل. باختصار هي ليست حربنا!".
وتساءل الباحث علي أبو رزق: "لو كانت صواريخ إسرائيلية انطلقت من تل أبيب نحو أحد الأهداف ومرت في الأجواء العربية، هل ستتصدى لها دفاعاتنا الجوية كما فعلت اليوم مع المسيّرات الإيرانية المتجهة نحو الاحتلال…؟".
وأجاب في تغريدة أخرى على من يسأل عن أسباب قيام دول عربية باعتراض المسيرات بالنيابة عن الاحتلال، موضحا أن التصعيد الإقليمي الخطير الذي جرى يكشف عن اتفاقات ظلت سرية لعقود بين دول عربية والاحتلال، فهذه أول حرب ذات طابع إقليمي منذ عام 1973.
وأوضح أن من بين ما تكشف "اتفاقات الدفاع المشترك، والتي تحكمها السرية بناء على طلب دول عربية، وتحدث عنها نتنياهو باستفاضة في مذكراته…!".
وأشار أبو رزق، إلى أن العالم وقف على رجل واحدة حرفيا، والأنظمة الجوية للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول عربية تقوم بصد الصواريخ الباليستية والمسيرات، وبعض المحللين السياسيين يقولون مسرحية مكشوفة، قائلا: "بإمكانكم مناصبة إيران وأذرعها العداء، فهذا حقكم، لكن أبقوا شيئا من الاحترام لذواتكم، على الأقل...!".
وكتب الناشط السعودي سلطان العامر: "سواء كان موقفك أن ما حدث اليوم هو مسرحية أم لا، فإن الحقيقة التي لا تقبل الشكّ هي أن كل الدول العربية كانت في صفوف المتفرجين. وهذا هو الأمر الخطير: أن أغلب دول المنطقة ليس لها تأثير على أهم ما يحدث فيها".
وأشار الكاتب ووزير الخارجية التونسي الأسبق رفيق عبدالسلام، إلى وجود حالة استنفار في البيت الأبيض وتلابيب ومختلف العواصم الغربية، وحديث عن تجند أميركا للدفاع عن حليفها بمجرد إطلاق بعض مسيرات وصواريخ من إيران باتجاه إسرائيل.
وتساءل: "ماذا لو تحركت كل الجبهات في المنطقة ضدها في ضربة واحدة؟ وكيف سيكون حال دولة الاحتلال ومآلها حاضرا ومستقبلا؟".