"طفل ثري متعجرف يخرب المنطقة".. لماذا هاجم موقع فارسي الإمارات؟

المصريون يتهمون أبوظبي بمساندة إثيوبيا في مشروع سد النهضة الكبير
وصف موقع فارسي دولة الإمارات العربية المتحدة بـ"الطفل الثري المتعجرف سيئ الطبع الذي يستخدم كل وسيلة ممكنة لتنفيذ أعماله المؤذية وتحقيق أهدافه التخريبية".
وقال موقع "الدبلوماسية الإيرانية": إن الإمارات "تحولت إلى نار تؤجج ساحات الصراع" بالشرق الأوسط، بل في العالم أجمع، متطرقا إلى أمثلة في عدة دول آخرها السودان.
ويرى أن "الإمارات أصبحت في الآونة الأخيرة طرفا مثيرا للجدل في عدد من أزمات المنطقة، بدءا من الخلافات بين مصر وإثيوبيا (حول سد النهضة)، مرورا بالحرب في اليمن والنزاع الداخلي في السودان، وصولا إلى تكرار مزاعمها ضد دول أخرى".
ويعتقد أن التحركات الإماراتية "تتم بالتنسيق مع إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية". ويقدر أن “أبوظبي تدير مؤامرة إقليمية، تنال حتى حليفتها القديمة؛ المملكة العربية السعودية”. وفق وصفه.
وسلط الضوء على الانخراط الإماراتي السلبي في القضية الفلسطينية، إذ يرى أن أبوظبي "تبنت نهجا بدا وكأنه يراعي مصالح إسرائيل والولايات المتحدة تحت شعار الواقعية السياسية".
واستشهد على ذلك قائلا: "في اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي، اتخذت أبوظبي موقفا محافظا للغاية (دون تفاصيل)، ورفضت العديد من البنود التي كانت تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني". بل ويقدر أنه “لولا ضغط الرأي العام العربي، لكانت الإمارات أقرب إلى تل أبيب منها إلى رام الله”.

قمة كمبالا
"أما أحدث سلوك تخريبي للإمارات، فتجلى في الاجتماع الأخير لوزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز في كمبالا، عاصمة أوغندا (خلال أكتوبر/تشرين الأول 2025)، حيث برزت الخلافات بينها وبين السودان بشكل واضح"، يقول الموقع.
ويتابع: "فقد انتقدت الحكومة الشرعية السودانية، المدعومة من المجتمع الدولي، التدخلات الأجنبية التي تزعزع أمن السودان الداخلي"، في إشارة إلى دعم الإمارات مليشيا الدعم السريع التي تقاتل الجيش منذ أبريل/نيسان 2023.
كما أنها "طالبت بإدراج بند في البيان الختامي يؤكد ضرورة عدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للسودان، وعلى وجه الخصوص، عدم دعم قوات الدعم السريع التي تمردت على الحكومة المركزية في الخرطوم".
وهو ما عده الموقع “إشارة واضحة من السودان إلى الإمارات التي تُعد الداعم الرئيس لتلك القوات”. ولطالما اتهم الجيش السوداني أبوظبي بمساندة تلك المليشيات بالمال والسلاح وسط نفي من الدولة الخليجية.
واستدرك: "غير أن الإمارات والبحرين عارضتا إدراج هذا البند في البيان، وهو ما كشف عن تنسيق بين البلدين العضوين في مجلس التعاون الخليجي، اللذين أقدما على تطبيع العلاقات مع إسرائيل" عام 2020.
ولفت إلى أن "هذا التنسيق، بحسب مراقبين، يتجاوز مجرد التعاون الثنائي ليعكس توجها إقليميا مشتركا".

تدخلات سلبية
ولم تكتف أبوظبي بإثارة الاضطرابات والنزاعات في الشرق الأوسط، بل امتدت تدخلاتها إلى شبه القارة الهندية.
فقال الموقع: "اعتمدت الإمارات سياسة تدخلية سلبية في النزاع بين الهند وباكستان أيضا، حيث سعت إلى تصعيد التوتر بين الطرفين".
علاوة على ذلك، أشار إلى أنه "في الوقت الذي عززت فيه السعودية علاقاتها مع باكستان ووقعت معها اتفاقا استراتيجيا في المجال الأمني، اختارت الإمارات دعم الهند، مما وضع الرياض وإسلام آباد تحت ضغط فعلي".
وفي قضية كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان، أفاد بأن "الإمارات روجت لدعم النزعة الانفصالية هناك، ولا تزال حتى اليوم تروج لذلك".
وهو أمر لفت الموقع إلى أنه "أثار علامات استفهام لدى الجميع: لماذا تتدخل الإمارات أصلا في هذه القضية؟!".
ويعتقد أن "الإمارات، بسبب تبنيها هذه السياسات، أصبحت بالنسبة لغالبية الدول العربية والإسلامية، بمثابة الطفل المدلل الثري المتعجرف الذي يستخدم كل أداة متاحة لتنفيذ أجندته التخريبية".
ولخص الموقع “جرائم أبوظبي” بحق الدول العربية قائلا: "اليمنيون يشتكون من دعم الإمارات للمتمردين في جنوب اليمن، أما السودانيون فيعترضون على دعمها لقوات الدعم السريع، في حين يتهمها السوريون بتأييد الحركات الانفصالية بجنوب سوريا وجنوبها الغربي".
وأردف: "المصريون يتهمون أبوظبي بمساندة إثيوبيا في مشروع سد النهضة الكبير، الذي شُيد بأموال واستثمارات إماراتية، ما يمنح أديس أبابا قدرة مباشرة على التحكم بتدفق مياه النيل نحو مصر، ويهدد البلاد بخطر الجفاف".
والصوماليون بدورهم يمتعضون من العلاقات الوثيقة بينها وبين قادة بونتلاند وأرض الصومال، وهما منطقتين انفصاليتين ذاتيتين داخل حدود البلاد.
وأردف: "جميع هذه الدول ترى أن الإمارات، عبر أدواتها الاقتصادية وسياسة الإنفاق السخي، تسعى لجر بلدانهم إلى حافة التفكك والانقسام".

تواطؤ خفي
في هذا السياق، صرح محلل سياسي مصري للموقع الفارسي: "نحن نشك فعليا في نوايا الإمارات، ونعتقد أن تحركاتها تصب في مصلحة إسرائيل".
وأضاف: "كثيرون يرون أن هناك تواطؤا خفيا بين الطرفين، كيف يمكن لدولة عربية أن تتصرف بهذا الشكل وهي تعلم أن نتائج هذه السياسات تخدم إسرائيل؟".
ويتفق دبلوماسي مصري مع الرأي ذاته قائلا: "الإمارات من جهة تستثمر في دول مثل مصر وتشارك في إنقاذها اقتصاديا، لكنها من جهة أخرى تعمل ضد مصالحها الوطنية، ولا نعرف حقا ما أهدافها من هذه التصرفات".
وتساءل: “كيف يمكنها أن تضخ استثمارات لإنقاذ الاقتصاد المصري، ثم في الوقت نفسه تمول واحدا من أضخم مشاريع السدود في العالم في إثيوبيا؟”
وواصل قائلا: “كيف تفعل ذلك وهي تدرك تماما مدى تأثير هذا المشروع على الأمن المائي المصري، وما قد يسببه من جفاف غير مسبوق وأزمات مائية حادة؟”
في المحصلة، يرى الموقع أن "الإمارات ليست دولة يمكن تحليل سلوكياتها السياسية والدبلوماسية بسهولة، فهي تماما كالطفل المدلل الثري الذي يفعل بأمواله ما يحلو له، حتى لو كلفه ذلك سمعته وكرامته".
واختتم متسائلا: “هل يعقل أن الإماراتيين لا يدركون عواقب أفعالهم؟! وهل يعقل أن تكون سياستهم الخارجية خالية من أي تقدير للمكانة أو الهيبة الدبلوماسية؟!”















