بعد مطالبتها بحكومة مدنية في السودان.. وزير الإعلام لحكام أبو ظبي: "أين انتخاباتكم؟"

منذ شهرين

12

طباعة

مشاركة

أعرب ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي عن سعادتهم وارتياحهم لتوبيخ وزير الثقافة والإعلام السوداني والناطق باسم الحكومة خالد الإعيسر لحكام الإمارات، بعد تسريبات إعلامية صدرت عن أبوظبي تتضمن دعوتها إلى ضرورة تشكيل حكومة مدنية في السودان. 

وقال الإعيسر خلال المؤتمر التنويري الـ22 الذي نظّمته وزارة الثقافة السودانية بالتعاون مع وكالة الأنباء، ببورتسودان، في 18 أبريل/نيسان 2025، إن الحكومة تقف على قلب رجل واحد فيما يخص الشكوى المقدمة ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

فقد بدأت محكمة العدل الدولية في 11 أبريل أولى جلسات المحاكمة العلنية للإمارات في دعوى رفعتها الحكومة السودانية ضدها تتهمها فيها بدعم مليشيات "الدعم السريع" المتورطة في ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، خاصة في إقليم غرب دارفور.

وجاء التحرك السوداني قانونيا على وقع صراع دموي مستمر في السودان منذ أبريل/نيسان 2023، خلّف أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في إفريقيا خلال العقود الأخيرة.

واتهم السودان الإمارات بمساندة "الدعم السريع"، لا سيما عبر تزويدها بالأسلحة، وهي اتهامات رفضتها المليشيا وأبوظبي، لكن خبراء بالأمم المتحدة ومشرعين أميركيين قالوا: إن هذه الرواية "ذات مصداقية".

وأشار الإعيسر إلى أن الأيام المنقضية شهدت حديثا حول تسريبات إعلامية من الإمارات بشأن حديثها عن ضرورة قيام حكومة مدنية مستقلة في السودان، قائلا: "نحن هنا في القطاع المدني التنفيذي نعبر عن طموحات شعبنا ونمثل قوى الشعب السوداني".

وأضاف: "لسنا مسيسين ولا مؤدلجين ولا ننتمي لأي تيار فكري أو حزبي، وإذا كانت الإمارات تدعونا لكي نقيم حكومة مدنية، نحن أصحاب الديمقراطية الأولى في إفريقيا، وكررنا هذه التجربة في ثلاث مراحل مختلفة من عمر الحياة السياسية السودانية".

وتساءل الإعيسر: “هل تستطيع الحكومة الإماراتية أن تلقي الكرة في ملعب شعبها لينتخب حكومة لا تعبر عن هؤلاء الذي ارتكبوا جرائم في حق الشعب السوداني الذي وضع لهم اللبنات الأولى لتأسيس دولتهم؟”

وخاطب الحكومة الإماراتية قائلا: "إذا كانوا سيجيبون على هذا السؤال سنمنحهم الأحقية والأهلية ليختاروا لنا نظام الحكم الذي نريده، وإذا تحدثوا عن القوات المسلحة السودانية فكل الأمة السودانية تقف وراءها".

وتابع: "هم إن أرادوا أن يتحدثوا عن ضرورة أن تكون هناك حكومة تمثّل الشعب السوداني وأن القوات المسلحة لا تمثل الشعب فهذه من الأكاذيب التي ظلت تنشرها حكومة أبو ظبي التي لم تراع تاريخ العلاقات بين الشعبين".

وأتبع تصريحاته بتدوين منشور عرضه على حساباته بمنصتي "إكس" و"فيسبوك" تحت عنوان "كفى تدخلا وتطاولا"، هاجم فيها الحكومة الإماراتية وأعلن فخره بتاريخ بلاده.

وقال فيها: "لن تملك حكومة أبوظبي أي شرعية أو مشروعية للتأثير في خيارات الشعب السوداني مع حكومته أو تقرير مصيره، إلا إذا أجرت انتخابات حرة، ديمقراطية، شفافة ونزيهة، تتيح لشعبها اختيار قادته بإرادته الحرة".

وأضاف: "من المعلوم أن الشعب السوداني كان من أوائل الشعوب في القارة الإفريقية التي حددت خياراتها وفجرت أول ثورة شعبية (ثورة أكتوبر)، وذلك عام 1964، ممهدا الطريق لمرحلة ديمقراطية، فلا يحق لحكومة أبوظبي التدخل في شؤون شعب معلِّم!".

واتساقا مع التساؤلات التي طرحها وزير الإعلام والثقافة السوداني على الحكومة الإماراتية، أطلق ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي وسم #أين_انتخابات_الإمارات، كما كثفوا تفاعلهم على الوسوم المناهضة للإمارات ومنها #الإمارات_تقتل_السودانيين.

وسخروا من نظام الحكم المتوارث في الإمارات، داعين إلى إقامة انتخابات في الإمارات والسماح للشعب باختيار من يحكمه، صابين جام غضبهم على رئيس الحكومة محمد بن زايد ومذكرين بجرائمه في السودان.

وتداول ناشطون بيانا لكيان إماراتي معارض يدعى "جماعة التغيير الإماراتية"، ثمّنت خلاله قرار محكمة العدل الدولية القاضي برفض دعوى النظام الإماراتي بشأن التحفظ على القضية التي تقدمت بها حكومة السودان، والتي تتهم أبوظبي بدعم الحرب والانقسام والدمار في السودان. 

وقالت: إن هذا القرار يمثل خطوة تاريخية نحو فضح الوجه الحقيقي لهذا النظام الذي لطالما استخدم المال والنفوذ لتمرير جرائمه وشراء صمت العالم.

وأضافت جماعة التغيير الإماراتية: "لقد أراد النظام أن يحجب نور الحقيقة بغربال الدعاية والإنكار، فارتد عليه كيده، وانكشفت عورته أمام المجتمع الدولي، الذي بدأ أخيرا يسمع صوت الضحايا بدل ضجيج المليارات".

وتابعت: "نحن في جماعة التغيير الإماراتية نذكر شعبنا والعالم بأن ما يحصل اليوم ليس وليد اللحظة، بل نتيجة طبيعية لعقود من السياسات التخريبية التي مارستها القيادة الحالية في أبوظبي؛ من دعم الانقلابات إلى تمويل المليشيات، من تهريب الذهب إلى إشعال الحروب الأهلية.

وأكدت جماعة التغيير أن "النظام الإماراتي لعب دورا مشينا في تمزيق السودان كما فعل في ليبيا واليمن وأماكن أخرى".

واستطردت: "في السودان، لم يعد الحديث عن التدخل الإماراتي تحليلا سياسيا، بل أصبح واقعا موثقا بالأدلة والشهادات. ودعوى الحكومة السودانية ليست إلا بداية سلسلة طويلة من الحقائق التي سيكشفها التاريخ وتؤكدها العدالة الدولية".

سخرية واستهزاء

وفي سخرية واستهزاء بمطلب الإمارات وسعادة بردة فعل السودان، سخر رئيس مركز وموقع هنا عدن للدراسات الإستراتيجية أنيس منصور، قائلا: "رئيس دولة الإمارات القادم إن شاء الله من السودان، وقد تكون الإمارات ولاية سودانية".

ورأى هشام كوجة، أن "السحر انقلب على الساحر"، قائلا: "خرجت علينا دويلة الإمارات، التي لم تعرف صناديق الاقتراع في تاريخها لتطالب السودان بإقامة دولة ديمقراطية وانتخابات نزيهة! ‏وها نحن اليوم نطالب بإجراء أول انتخابات حقيقية في تاريخ دويلة الإمارات".

وأشار إلى وجوب أن تقام الانتخابات بالإمارات تحت إشراف السودان والأمم المتحدة وبمراقبة دولية مشددة، داعيا شعوب العالم للانضمام إلى الحملة.

وطالب أبو بكر حسن عبدالقادر، بنظام حكم ديمقراطي في الإمارات، معلنا دعمه المعارضة الإماراتية.

وأكد مجاهد يعقوب الزين، أن “حكومة الإمارات لا تمثل الشعب الإماراتي”، مطالبا حكومة الإمارات بانتخابات تتيح لمواطنيها اختيار حكامهم.

إشادة وثناء

وإشادة وثناء بوزير الثقافة والإعلام السوداني وحفاوة برده على المطالبات الإماراتية بانتخاب حكومة مدنية بالسودان، قال عبدالعظيم محمد: "هنيئا لكم يا شعب السودان هذه القيادة الحرة العظيمة".

ووصف مشير حسن، الوزير الإعيسر، بأنه "صوت الحق في زمن الصمت"، موضحا أنه قال كلمته وسط تصفيق الحضور وانتباه كل الأعين، وبكل شجاعة بأنه "لا لوصاية خارجية… لا لمقترحات تُصاغ في غرف مظلمة خارج حدود الوطن!".

وأكد أن كلمة الإعيسر "كانت ضربة في قلب المشروع الخبيث الذي تُديره دويلة الشر، الإمارات، لتشكيل حكومة مدنية على مقاس مصالحها لا على مقاس أحلام الشعب السوداني".

وأضاف حسن، أن "السودان ليس حديقة خلفية لأحد.. وليس ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية"، مستطردا: "نعم للحكومة المدنية الوطنية، التي تُصنع بأيدٍ سودانية خالصة، لا بإملاءات تُسرب من سفارات وأجهزة استخبارات!".

ووجَّه التحية لـ"الشجاع الإعيسر الذي عبّر عما يدور في قلب كل سوداني حر: كفى تدخلا أجنبيا… كفى عبثا بمصير الوطن! نحن أصحاب الأرض، ونحن من يقرر شكل المستقبل".

ورأى المغرد أبو وليد، أن السؤال المباشر الواجب طرحه و في كل صراحة ووضوح ودون أي دبلوماسية، هو: “هل في ظن نظام الإمارات أن السودان لن ينتقم منه كنظام معادٍ مستبيح حاكم؟”

شيطان العرب

وهجوما على ابن زايد وتذكيرا بجرائمه، قالت المغردة جميلة: "يا شيطان العرب، المثل بيقول: من عماراته من زجاج.. ما يحدف الناس بالطوب!، لكن غرورك أنساك أنك ساكن في بيوت قزاز … وقلعتك أوهن من بيت العنكبوت!".

ورأى المغرد بودا، أن "شيطان العرب جاب الكلام لروحه".

وأكد موسى صنع الله، أن فاقد الشيء لا يعطيه، قائلا: "لا يقدر ابن زايد أن ينصحنا ناهيك أن يقرر لنا!".

وأشار إلى أن الحكومة المدنية التي يتكلم عنها ابن زايد هي البديل لحميدتي المهزوم، فيريد أن يجعل في خاصرة السودان أشباه الرجال الخونة كسلك وكعرمان! وتمرر من أسياده الأجندة من جديد.

ونعت المغرد مصطفى، ابن زايد بـ"إرهابي، نهب أموال الشعب في دعم الإرهاب والمليشيات المرتزقة وغسيل الأموال وتجارة المخدرات"، مؤكدا أن من حق الشعب الإماراتي اختيار من يمثلهم.

تضامن وتحفيز

ودعوة للشعب الإماراتي للانتفاض بوجه حكامه وتضامنا معه وتأكيدا على احتياج الإماراتيين لحكم مدني ديمقراطي، قال أحد المغردين: “نطالب بالحكم الديمقراطي للشعب الإماراتي الشقيق”.

وأكد أن من حق الشعب الإماراتي "أن يختار من يحكمه بدل من أن تحكمه عصابة متعطشة للدماء".

وناشد خالد المالكي مواطني الإمارات، قائلا: "يكفيكم صمتا، ندعوكم للمطالبة بأبسط حقوقكم في الدولة وهي المشاركة في الحكم واتخاذ القرار، يكفي ما ساءكم من نظامكم المجرم الذي جلب لكم العداء من عدد كبير من الدول العربية والإسلامية".

وأكد محجوب أحمد، أن "الشعب الإماراتي يستحق حكومة مدنية منتخبة بعيدا عن احتكار الحكم لأسرة معينة"، مطالبا بـ"إسقاط الحكم الملكي في الإمارات وإعطاء الشعب فرصة لاختيار من يحكمه بنفسه بعيدا عن استبداد آل نهيان".

وكتب محمد سعد: "الشعب السوداني يريد أن يرى حكومة مُنتخبة في الإمارات وأن يطلق سراح جميع المعتقلين السياسيين في سجونها والدعوة إلى حوار شامل يضم جميع الأطراف وأن يتنحى ابن زايد لإتاحة حكومة ديمقراطية".

ودعا أحد المغردين الشعب الإماراتي إلى أن يفيق من سُباته، مشيرا إلى أنهم "حكام يتوارثون ليقتلوا الشعوب".