"انفجار وشيك".. رعب إسرائيلي من قيادة حماس للرأي العام الفلسطيني

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

يبدو أن المفاوضات الجارية على مدار نحو شهر ونصف بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وتل أبيب، برعاية مصرية، لم تؤت ثمارها، ما دفع الإعلام الإسرائيلي إلى الكشف عن مخاوفه من دور حماس في قيادة الرأي العام الفلسطيني.

"إسرائيل، بحاجة إلى شن هجمات عسكرية أكبر للتأثير على الوضع السياسي، والذي لا شك سيكون لصالح إسرائيل، إذ إن حماس، تخوض حربا لتشكيل وعي أهالي غزة ضد إسرائيل".

كانت تلك كلمات الإعلامي الإسرائيلي "أدير لحكيم"، في حوار مع فضائية عبرية، محذرا إسرائيل من أن حركة حماس تقوم بتشكيل الوعي الفلسطيني، وأنها على وشك توجيه ضربة لإسرائيل وسط فشل المفاوضات بينهما.

تآكل الوعي

القناة "20 العبرية"، أشارت إلى أن قيادات حماس يمرون بوضع غير مريح اقتصاديا وعسكريا واجتماعيا في قطاع غزة، ولكن الوعي الذي نما بشكل كبير في السنوات الأخيرة لدى معظم مواطني قطاع غزة وحدهم ضد إسرائيل.

وجزمت بأن الوضع الاقتصادي في غزة خطير للغاية، وتسبب في تآكل درجة الوعي والاستيعاب وفقدانها.

وألمحت إلى أن إسرائيل، من جانبها، تتخذ إجراءات سياسية أكثر صرامة بعد عملية "حارس الجدار"، كما تسميها إسرائيل أو معركة "سيف القدس" كما يسميها الفلسطينيون.

وأشار إلى أنه بعد أسابيع قليلة فقط من العملية التي وقعت في مايو/ أيار 2021، سمحت تل أبيب بنقل البضائع، ووقود الكهرباء، والمواد الإنسانية الأخرى، للدخول إلى قطاع غزة.

القناة العبرية، زعمت أنه كما هو الحال في كل شهر منذ نحو ثلاث سنوات، ضخت قطر حوالي 30 مليون شيكل على المدنيين في القطاع وعلى أنشطة الحركات المقاومة.

وترى أن كل ذلك الإنفاق يأتي لإنقاذ الرأي العام في غزة حول حماس، واصفة هذا الأمر بـ"الفاشل تماما".

وقالت: على الرغم من العملية التي انطلقت فيها حماس،"كمدافع عسكري وبشري وسياسي"، عن الفلسطينيين، فإن الوضع الاقتصادي في القطاع خطير للغاية، وهو سبب تزايد تآكل درجة الوعي في غزة.

ولفتت القناة العبرية إلى أنه حتى في هذا الوقت، فإن كبار أعضاء حماس وقائدها العسكري يحيى السنوار، غير راضين عن الجولة الأخيرة من المواجهات مع إسرائيل.

وزعمت أن "حركة حماس، كانت تظن أن إسرائيل لا تستطيع احتواء إطلاق الصواريخ على القدس، وتنفيذ هجمات واسعة النطاق، وألا تقوم بحرق السفن وتفاجئهم".

وادعت أن حماس لم تتوقع أن "ترد إسرائيل بمستوى عنيف من الطيران الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة".

وواصلت مزاعمها: "تلقى قادة حماس ضربة واسعة النطاق من قبل طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، لذلك تريد حماس الوصول إلى جولة صغيرة أخرى تؤثر على المستوى السياسي الإسرائيلي".

الإعلامي الإسرائيلي "أدير لحكيم"، يرى في حواره مع القناة العبرية، أن "إسرائيل بحاجة إلى شن هجمات أكبر على المستوى العسكري حتى يتأثر المستوى السياسي لحركة حماس، وتكون تلك الهجمات لصالح إسرائيل".

وأضاف: "بما أن المسؤولين الإسرائيليين يتمتعون بسلطة تفاوضية أقوى على الأسرى، فلن يكون أمام حماس خيار سوى التخلي عن أهدافها من أجل تحرير الأسرى، وإعادة إعمار غزة".

وخلص الإعلامي الإسرائيلي إلى أن المسؤولين الإسرائيليين، يعرفون ولديهم السلطة لاتخاذ الخطوات ولكنهم يختارون الطريقة الأكثر "قبولا" للأمم المتحدة.

جولة أخرى؟

من جانبها أشارت صحيفة "معاريف العبرية"، إلى أن تعثر المفاوضات مع حماس والتوترات بين إسرائيل والحركة مستمرة.

ولفتت إلى أنه في نهاية يونيو/ حزيران، زار وفد أمني إسرائيلي مصر، وشارك فيه منسق شؤون الأسرى والمفقودين، الإسرائيلي "يارون بلوم"، ومع ذلك حتى بعد سلسلة الاجتماعات هذه لم يتم تسجيل أي تقدم.

الجيش الإسرائيلي، يقول إن "العناصر التي استخدمتها حماس، لبحث وتطوير الصواريخ تعرضت للهجوم، وسجل بعد الهجوم الذي نفذه سلاح الجو، 6 يوليو/ تموز 2021، حادثة إطلاق نار أخرى ناجمة عن إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة على الأراضي المحتلة سببت إغلاق حدود القطاع ، ونشب حريق آخر 5 يوليو/ حزيران 2021.

وتشير التقديرات إلى أنه إذا تم إطلاق البالونات الحارقة في الأيام المقبلة، فمن المتوقع أن يهاجم سلاح الجو الإسرائيلي قطاع غزة مرة أخرى. 

وألمحت الصحيفة العبرية إلى أنه مر شهر ونصف على انتهاء عملية "حارس الأسوار"، (سيف القدس) ولم تثمر محاولات مصر لإحراز تقدم في جهود التسوية بين إسرائيل وحماس.

مصدر أمني في إسرائيل، قال لـ"معاريف"، إن الفجوات بين إسرائيل وحماس كبيرة للغاية، ويبدو في هذه المرحلة أن التحدي المصري لإحراز تقدم بين الجانبين معقد.

وتعارض إسرائيل تحويل أموال المساعدات القطرية مباشرة إلى حماس، وهو شرط رفضه قادة حماس، وبالتالي فإن التقييم الرئيس في إسرائيل هو أن التوترات مع قطاع غزة ستستمر في الأيام المقبلة، وفق الصحيفة.

المحلل العسكري "تال ليف رام"، أشار إلى أن مؤسسة الدفاع الإسرائيلية تستعد لسيناريوهات أكثر جدية لعودة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.

وأكد أن "إسرائيل منزعجة للغاية من البضائع التي تتنقل بحرية ودون رقابة من مصر إلى قطاع غزة".

القلق الإسرائيلي من دخول مواد مختلفة إلى القطاع يمكن أن تستخدمها حماس لصناعة الأسلحة المحلية ، إلى جانب استخدامات أخرى.

"القناة 12" العبرية، نقلت عن مصادر في غزة أن اجتماع المبعوث الأممي للشرق الأوسط، ثور وونسلاند، وقيادة حماس في غزة يوم 5 يوليو/ حزيران 2021، انتهى بالفشل.

وقالت: إن السنوار، وصف "الاجتماع بأنه فاشل وسيء"، قائلا: "لن نستمر في قبول فرض الحصار على غزة".

ووفقا للتقارير، فشل مبعوث الأمم المتحدة في دفع المحادثات لتجديد الهدنة بين إسرائيل وحماس، وعجز عن دفع التفاهمات مع إسرائيل.

وبحسب السنوار فإن إسرائيل تحاول ابتزاز قيادة حماس وهم لن يوافقوا على ذلك.

وقال للصحافيين: إن "اسرائيل تواصل انتهاج سياساتها ضد الشعب الفلسطيني وضد الأسرى وغزة".

وأضاف السنوار، أن "الفصائل في القطاع ستجتمع لتنسيق واتخاذ المزيد من الإجراءات".

وتابع: "للأسف ليس هناك ما يشير إلى حل الأزمة الإنسانية في غزة، ونحن بحاجة إلى حل المشكلة من جذورها".

وأكد أنه سيستخدم "المقاومة الشعبية مرة أخرى للضغط على الاحتلال"، موضحا أن "الخيار العسكري ليس الخيار الوحيد المطروح على الطاولة".

واتهم السنوار إسرائيل أيضا بتأخير المساعدات القطرية، مؤكدا أنها سمحت باستئناف محدود للصادرات التجارية من قطاع غزة. 

وكالة "رويترز"، نقلت عن المسؤولين عن المعابر الحدودية في غزة، قولهم إن تخفيف القيود سيستمر من 2 إلى ثلاثة أيام وسينطبق على المنتجات الزراعية والنسيجية".

بعد 8 بالونات ناسفة وحارقة، أطلقت من غزة سببت حرائق في الغلاف، قصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 10 مجمعات لحماس 2 يوليو/ تموز 2021، وأمر رئيس الأركان الإسرائيلي بالاستعدادات لاستئناف الأعمال العدائية بين الطرفين.