سالم المسلط.. سياسي سوري قد يخلف الحريري برئاسة "الائتلاف" المعارض

يوسف العلي | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

السياسي السوري سالم عبد العزيز المسلط، اسم بدأ يطرح في الأوساط المعارضة كمرشح محتمل لخلافة رئيس الائتلاف المعارض، نصر الحريري، الذي أعلن في 2 يونيو/ حزيران 2021، عدم ترشحه لفترة رئاسية جديدة للائتلاف المعترف به دوليا.

وأكد الحريري عبر "تويتر" أن "انتخابات الائتلاف ستجري في 11 و16 يوليو/تموز 2021، حيث أتى على موقع الرئاسة 8 أشخاص خلال 9 سنوات، والباب مفتوح أمام رئيس جديد".

وعقب ذلك، أفادت تقارير صحفية بأن التوقعات تشير إلى أن يتولى المنصب عضو الائتلاف ورئيس "مجلس القبائل والعشائر السورية"، الشيخ سالم المسلط.

مرشح محتمل

المسلط، من مواليد مدينة الحسكة في 8 فبراير/شباط 1959، متزوج ولديه بنتان، وهو شيخ قبيلة "الجبور" واسعة الانتشار في سوريا والعراق.

حاصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية من الولايات المتحدة الأميركية، التي عاش فيها مدة طويلة خلال مرحلة الدراسة امتدت من عام 1978 وحتى 1985.

وعمل المسلط بعد إنهاء مرحلة الدراسة وعودته من الولايات المتحدة في شركة "إخوان" التجارية، ومجموعة "صقر" القابضة السعودية، من 1985 وحتى 1998.

بعد ذلك، انتقل المسلط للعمل باحثا في الشأن الخليجي بمركز "الخليج للأبحاث" في مدينة دبي بالإمارات، وأصبح مديرا عاما للمركز من 1998 حتى 2011 مع انطلاق الثورة السورية.

التحق المسلط بصفوف التشكيلات السياسية للمعارضة السورية، وكان متحدثا باسم الهيئة العليا للمفاوضات -التي كان يرأسها رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب- واستقال منها عام 2017.

وخلال آخر مقابلة تلفزيونية أجراها في 3 يونيو/حزيران 2021، قال المسلط: إن "العشائر في سوريا منقسمة حالها حال الأحزاب، ونعاني من مشكلة كبيرة لأن ولاء القبيلة لمشيخته، والكثير من هذه المشايخ إما أعلن ولاءه للنظام أو التزموا الصمت، كونهم تحت سلطة النظام والعصابات التي تحتل المنطقة".

وأضاف أن "المحافظات الثلاث التي فيها ثقل عشائري، وهي الرقة ودير الزور والحسكة كلها محتلة من عصابات (قوات سوريا الديمقراطية) وتجند أبناء العشائر لتنفيذ أجنداتها، وهذا شيء مؤسف".

وأشار المسلط إلى أن "العشائر وحدها لا يمكن أن تحارب دولا، ولا سيما أن إيران وروسيا وغيرها توجد في سوريا، وذلك يتطلب جهودا تفوق جهود العشائر وحتى السوريين للتخلص من النظام".

وأوضح أن "ولاء العشائر للوطن أكبر من الولاء للقبيلة، ونحن نسعى إلى أجندة وطنية وليست قبلية، لكن ما نستفيده من العشيرة هي الكتلة الكبيرة التي يجب أن تجير لخدمة الثورة".

وتابع: "لكن لا يمكن النظر إلى العشائر نظرة اجتماعية فقط، ففيهم الكثير من أبنائهم يمارسون العمل السياسي، وأصحاب شهادات، لذلك لا يجوز التعامل معهم على أساس اجتماعي فقط".

مطارد أمنيا

خلال المرحلة التي أعقبت تفجر الثورة السورية، كشفت مواقع معارضة في يناير/كانون الثاني 2016 أن المسلط الذي ظهر أمام الكاميرات في مدينة جنيف السويسرية متحدثا باسم قوى المعارضة، كان قد صدرت بحقه 4 مذكرات اعتقال من مخابرات نظام الأسد.

وبحسب وثائق من أرشيف المخابرات التي عرضتها وسائل إعلام معارضة، فإن المسلط، مطلوب للاعتقال من 3 أجهزة مخابراتية مختلفة تابعة للنظام، بموجب مذكرات كلها صادرة عقب اندلاع الثورة، وتحديدا بين عامي 2011 و2014.

أولى المذكرات بحق "المسلط" تحمل الرقم (721691) عام 2011، وهي صادرة عن شعبة الأمن السياسي، تليها مذكرة عن شعبة المخابرات العسكرية برقم (594450) في 2013.

وعلاوة على هاتين المذكرتين، هناك مذكرة اعتقال صادرة عن إدارة المخابرات العامة برقم (108983)، ومذكرة أخرى عن الأمن السياسي تحت رقم (759983) عام 2014.

وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أصدر المعارض المسلط، بيانا حول رفع أشخاص أعلام النظام والهتاف له، خلال استقبال والده عبد العزيز، شيخ عشيرة الجبور في الحسكة.

وقال سالم في بيانه: "تمنينا لو نظر للبيت بعض الذين هتفوا لنظام الأسد، البيت الذي دمرت قذائف النظام وعملائه أجزاء منه، ورحل البعث صاحبه إلى سجن تدمر وبعدها إلى العراق لست سنوات، وأخضع بعد كل ذلك لأربع سنوات إقامة جبرية، وصادر النظام أراضيه وأملاكه".

وشدد على أن "راية القبيلة مقدسة لكن راية الوطن أكثر قدسية.. راية الكرامة وراية الشعب وراية الشهداء، لا راية النظام وجند النظام".

واستذكر المعارض السوري قيام والده الشيخ عبد العزيز، في الثمانينات، بطرد وفد جمعية "المرتضى" التي أسسها جميل الأسد (شقيق حافظ الأسد) عندما بدؤوا حملة "التشيع" في المحافظة، رغم وجود وفد من كبار شخصيات النظام ومندوب من "حزب الله" اللبناني، الذين دعوه لزيارة مدينة القرداحة للقاء جميل الأسد حينها وقام برفض دعوتهم.

واعتبر المسلط أن "اجتماع القبيلة على مشروع وطني يخدم قضية الشعب أمر مهم، لكن دون وجود مكان للنظام وأعوانه"، مضيفا: "كرامة الشعب وثوابت الثورة وكرامة الأمهات السوريات اللواتي فقدن أبناءهن لا تسمح لنا أن نهتف بحياة جلادهم، ولا نسمح لأحد بجرح مشاعرهن".

وطالب السياسي المعارض بعدم السماح لمن وصفهم بـ"ثلة قليلة جاءت مدعوة أو بلا دعوة" بجر "القبيلة الغالية الثائرة لنصرة نظام متهالك استباح الحرمات”، وشدد بقوله: "لا تظنوا أن يكون هذا النظام لكم، وهو من أهان الشيوخ وهمش القبائل والعشائر".

مقرب للسعودية

في 11 يوليو/تموز 2015، كشفت وثائق موقع "ويكيليكس" عن برقية من وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إلى رئيس الديوان الملكي والسكرتير الخاص للملك في 26 أبريل/نيسان 2012، تفيد فيها بأن "نائب وزير الخارجية استقبل سالم عبد العزيز المسلط نجل شيخ قبيلة الجبور، عضو مجلس القبائل السورية".

ونقل إلى الفيصل عن سالم قوله إن "الوضع في سوريا يزداد سوءا، وأنهم لم يصلوا إلى توافق مع المجلس الوطني السوري"، موضحا أن "الجيش السوري الحر ليس بالصورة التي تروى عنه، وربما تحاول تركيا دعم وبناء هذا الجيش لأجندتها الخاصة، دون أن تلتفت إلى خلق قوى داخلية في سوريا، قادرة على أن تكون أكثر فعالية لتحقيق أهداف الثورة".

ويوصي الفيصل بـ"مساعدة القبائل بشرط انضمامهم إلى المجلس الوطني، لأن تأثيرهم سيكون أقوى في هذه الحالة، خصوصا أن سياسة المملكة مبنية على أن النظام سيتغير".

بعد توصية الفيصل، أصبح المسلط عضوا في الائتلاف المعارض عند تشكيله في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، ثم أصبح نائب رئيس الائتلاف وقتها، بحسب تقارير.

واشتهر المعارض السوري بإهدار دم إحدى أفراد عشيرته، نبراس المسلط، بسبب إلقائها قصيدة مدح لرئيس النظام الأسد في مهرجان انتخابي للرئاسيات في دمشق.

وفي بيان نشر مطلع مايو/أيار 2014 قال سالم: "كأسرة وقبيلة نعتبر المدعوة نبراس بنت عبد الرزاق فهد الشبل المسلط"، معتبرا "دم نبراس مهدورا من تاريخ نشر البيان".