إسرائيل تروج لتحالف أمني خاص مع دول الخليج.. هذه أهدافه الرئيسية
.jpg)
تروج إسرائيل لتحالف أمني مع دول عربية بهدف محاربة إيران، في خطوة تأتي بعد شهور من توقيع اتفاقات للتطبيع وأسابيع قليلة على تغير الإدارة الأميركية.
وقال وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، في الثاني من مارس/آذار 2021، إن بلاده تعمل على إقامة تحالف أمني مع دول خليجية ضد إيران، دون تفاصيل عن تلك الدول.
وفي تصريحات لوكالة رويترز نشرتها في ذات اليوم، رفض غانتس الخوض في تفاصيل ما قد يترتب على مثل هذا الترتيب إلا أنه كشف عن عدم معارضة إسرائيل لبيع 50 طائرة من طراز إف 35 الأميركية إلى الإمارات.
وهذه الصفقة تمت الموافقة عليها من قبل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وتخضع حاليا للمراجعة من قبل إدارة الرئيس الحالي جو بايدن.
اعتبر تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية مطلع مارس/آذار أن أحد المؤشرات المبكرة للتحالف الدفاعي هو أن إسرائيل لم تعترض على بيع الولايات المتحدة طائرات مقاتلة إلى الإمارات.
رغم أن غانتس لم يفصح عن الدول المشاركة إلا أن تقريرا نشرته قناة i24NEWS العبرية الرسمية في 26 فبراير/شباط 2021 قالت فيه أن إسرائيل تجري محادثات مع كل من السعودية والبحرين والإمارات بهدف تشكيل تحالف دفاعي رباعي.
وأشار التقرير إلى أن التحالف سيعمل على مواجهة التهديدات الإيرانية المتزايدة التي تواجه الدول الخليجية وإسرائيل في ظل تزايد النفوذ الإيراني في العراق وسوريا وطموحات طهران النووية.
مؤشرات تحالف
ويبرز التقرير التخوفات الإسرائيلية من عودة واشنطن للاتفاق النووي حيث قال إن أخبار المحادثات عن "اتفاق الدفاع" تأتي في الوقت الذي ترسل فيه إدارة بايدن إشارات إلى طهران والقوى العالمية بأنها مستعدة للانضمام إلى الاتفاق المبرم في 2015 والذي عارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة في ذلك الوقت.
وبحسب تقرير لموقع ميدل إيست مونيتور الأميركي يُعتقد أن أحد العوامل الرئيسة في التحالف الدفاعي هو تطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل خلال الربع الأخير من العام 2020.
وأشار الموقع إلى أنه على الرغم من أن الرياض ليست جزءا من اتفاقات إبراهام (التطبيع)، يُشتبه في أن لها علاقات سرية مع تل أبيب وربما تتجه لتطبيع العلاقات في المستقبل القريب.
تصريحات غانتس جاءت أيضا بعد أن كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية أن الترتيب الجديد سيكون على شاكلة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لكنه خاص بالشرق الأوسط.
ونقلت النسخة الإنجليزية من صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي مطلع مارس/آذار أن السعودية والإمارات والبحرين وإسرائيل ناقشت توسيع التعاون لمواجهة ما وصفهم بأعداء مشتركين.
وأشار المصدر الإسرائيلي إلى أن الأمر مازال قيد المناقشة غير الرسمية وأن "هناك الكثير الذي يمكن تحقيقه من خلال توسيع التعاون".
التصريحات التي نقلتها الصحيفة الإسرائيلية سبقها مقال لرئيس المؤتمر اليهودي العالمي رون لودر بصحيفة عرب نيوز المملوكة للأمير تركي بن سلمان آل سعود شقيق ولي العهد محمد بن سلمان، دعا فيه إلى "حلف ناتو في الشرق الأوسط".
وقال لودر في مقاله المنشور مطلع مارس/آذار إنه أثناء محادثات أجراها مع الكثير من صناع القرار في الشرق الأوسط عبر الجميع عن قلقهم من الاستفزازات الإيرانية وتطويرها صواريخ كروز طويلة المدى.
وأضاف لودر: "لكن أثناء هذه المحادثات، سمعت أيضا أصواتا مشجعة لم أسمع مثلها من قبل، تقريبا كل العرب الذين تحدثت معهم قالوا إن الحليف الوحيد ضد إيران الذي يثقون به دون تحفظ هو إسرائيل، وجميع الإسرائيليين الذين تحدثت معهم تقريبا قالوا إن الحليف الوحيد ضد إيران الذي يثقون به دون تحفظ هو العالم العربي".
وتساءل في مقاله قائلا: "ألم يحن الوقت لدمج الصراع الضخم ضد إيران مع هذه الشراكة العربية الإسرائيلية المزدهرة؟ هل يمكن أن يكون هذا هو الوقت المناسب للعرب والإسرائيليين للدخول في تحالف إستراتيجي؟".
وأشار لودر إلى أنه يمكن أن يكون الأعضاء المؤسسون لهذا التحالف الجديد "منظمة الدفاع في الشرق الأوسط (MEDO) مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب".
وعبر عن تفاؤله من إمكانية أن تنضم دول أخرى في وقت قريب إلى اتفاق إبراهام، وأنه بإمكان (MEDO) متابعة العلاقات الوثيقة مع اليونان وقبرص وبعض الدول الإفريقية بهدف حماية استقرارها وتشجيع التنمية الاقتصادية السريعة.
تواصل مكثف
بالتزامن مع المعلومات التي خرجت في شتى وسائل الإعلام العبرية، كانت هناك استعدادات إسرائيلية على المستوى السياسي وخريطة اتصالات مكثفة بالشركاء الخليجيين والعرب من أجل التوصل إلى اتفاق.
ويشير تقرير لموقع جيوبوليتيكال فيوتشرز الأميركي إلى أن المسؤولين الإسرائيليين على اتصال مع شركائهم الخليجيين بشأن تشكيل تحالف دفاعي إقليمي وإضافة السعودية إلى هذه الصفوف.
وقال التقرير المنشور في الثاني من مارس/آذار إنه في نفس اليوم الذي نشر فيه تقرير التلفزيون الإسرائيلي أجرى نتنياهو اتصالا مع ولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة.
وأثناء المحادثة تباحث الطرفان أهمية مشاركة دول المنطقة في أي مفاوضات تجرى بشأن الملف النووي الإيراني، بحسب ما أعلنه المكتب الإعلامي للحكومة البحرينية عبر تويتر.
وفي 28 فبراير/ شباط 2021 كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن لقاء جرى بين غانتس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في الأردن، لكنها لم توضح تاريخ اللقاء.
في اليوم التالي تبع ذلك لقاء جرت أحداثه مطلع مارس/آذار بين وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي وسفير الإمارات في إسرائيل محمد آل خاجة.
وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن نتنياهو سيلتقي قريبا بالسفير الإماراتي في تل أبيب. كما التقى أشكنازي في اليوم التالي بنظيره الأردني أيمن الصفدي داخل الحدود الأردنية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أكد @AymanHsafadi خلال محادثات مع وزير خارجية إسرائيل غابي اشكنازي على جسر الملك حسين أن لا بديل لحل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل سبيلا لتحقيق السلام. pic.twitter.com/8elixIR1nd
— وزارة الخارجية الأردنية (@ForeignMinistry) March 2, 2021
وفي 24 فبراير / شباط كشفت قناة i24news الإسرائيلية عن محادثات جارية بين مسؤولين كبار سعوديين وإسرائييلين حول خطط إدارة بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.
وبحسب ما نشره التلفزيون الإسرائيلي أعربت السعودية عن مخاوفها بشأن الإدارة الأميركية الجديدة وأبلغت إسرائيل بأنها قلقة من قيام الولايات المتحدة بفحص سجلها في مجال حقوق الإنسان.
أهداف التحالف
عبر تقرير لصحيفة العرب اللندنية عن اعتقاد العديد من الخبراء بأن دول الخليج باتت "لا تحتاج إلى ترتيبات أمنية غير فعالة الهدف منها الاستثمار السياسي الإسرائيلي في سياق دعاية إسرائيلية للتطبيع مع بلدان الخليج".
ولفت التقرير المنشور في 3 مارس/آذار إلى أن دول المنطقة لا تحتاج إلى وجود عسكري إضافي إذا كان الهدف منه إطلاق التحذيرات أو التلويح بردع إيران، مؤكدا أن هذه الدول تمتلك قوات جوية خاصة قادرة على لعب نفس الدور بالإضافة إلى القوات والقواعد الأميركية المنتشرة بالخليج.
المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور أكد أن هناك اتصالات دبلوماسية مكثفة تتم على أعلى المستويات بين إسرائيل ودول الخليج ودول عربية أخرى لإقامة حلف استراتيجي إقليمي لمواجهة إيران وذلك في ضوء التحديات والمخاطر التي تواجهها المنطقة وخشية أن تزداد المخاطر في المستقبل.
وأشار في تصريحات تلفزيونية مع قناة DW العربية، في الثاني من مارس/ آذار إلى أن المفاوضات أثمرت عن بعض الاتفاقات في مجال التعاون الاستخباراتي مع بعض الدول ولكن هناك اتصالات مستمرة لتنويع مجالات التعاون.
وأشار غانور إلى أن الاستعجال لم يكن من طرف إسرائيل وإنما جاء من جميع الأطراف بما فيهم دول الخليج، ونفى أن تكون الاستفادة للطرف الإسرائيلي فقط، مؤكدا أنها ستكون جماعية.
وأضاف: "دول الخليج ترى أن الإدارات الأميركية المختلفة تلوح بأنها ستقلص وجودها في الشرق الأوسط، لذلك هي تعتقد أن إسرائيل ستكون هي الركيزة الوحيدة الصامدة والموجودة في هذه المنطقة بدون أي زعزعة".
هذا بالإضافة إلى التعاون الوثيق الأمني والتكنولوجي الإسرائيلي الأميركي الذي يعد لبنة في شبكة الأمان التي يضمنها مثل هذا التحالف لدول الخليج.
وعبر عن اعتقاده بأن هذه المبادرة ولدت في عهد ترامب وأن إدارة بايدن تبنت هذه الخطوة واعتبرتها مكملة خاصة وأن المسؤولين الأمنيين والعسكريين الأميركيين يرون بالتعاون الوثيق بين إسرائيل والخليج أمر حيوي لمواجهة أي تطور في المنطقة.
وعن احتمال أن تسحب الإدارة الأميركية قواتها من المنطقة أو تقليصها اعتبر غانور أن هذا التحالف الجديد سيأخذ على عاتقه العديد من المسؤوليات التي تقوم بها القوات الأميركية حاليا في حال نفذت الإدارة الأميركية خطتها.
المصادر
- Israeli defence chief sees "special security arrangement" with Gulf allies
- Brief: A Prospective Israeli-Gulf Defense Alliance
- Israel in talks with Gulf states to form defence alliance, report claims
- Israeli, Saudi officials reportedly holding talks over White House's Iran policy
- Israel in talks with Saudi, UAE, Bahrain for defense alliance against Iran
- مسائية DW: إسرائيل تسعى لـ"ترتيب أمني خاص" مع دول خليجية.. هل تنجح؟
- A NATO for the Middle East
- مبادرة إسرائيلية غامضة بشأن ترتيبات أمنية مع دول الخليج
- يديعوت أحرونوت: وزير الدفاع الإسرائيلي التقى عاهل الأردن سرا
- البحرين وإسرائيل تسعيان لدور إقليمي في المحادثات بشأن إيران