"شريك درجة أولى".. مطالب بإقالة الكاظمي بعد مقتل متظاهرين شرقي العراق

بغداد - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تتصاعد وتيرة القتل والإرهاب في مدينة الناصرية التابعة لمحافظة ذي قار، جنوب شرقي العراق، وتستمر في فقدان أرواح خرجت للمطالبة بحقوقها في العيش الكريم وتحسين الخدمات، وإقالة الفاسدين ومحاسبة قتلة المتظاهرين، وإجراء إصلاحات حقيقية وانتخابات نزيهة وغيرها. 

وتجددت الإثنين 22 فبراير/شباط الجاري، احتجاجات حاشدة مطالبة بإقالة المحافظ ناظم الوائلي، لـ"تردي الخدمات في المحافظة التي يقطنها أكثر من مليوني نسمة"، لكنها أسفرت عن مقتل اثنين أحدهم فتى دون العشرين، وإصابة 23 متظاهرا، بنيران عناصر الأمن.

وشيّع أهالي المدينة القتيلان وسط هتافات تتوعد بالمحاسبة، حيث أفادت التقارير باستخدام قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والنيران الحية لتفريق التظاهرة، نتج عنها عمليات كر وفر، تبعتها السلطات بفرض حظر تجول صارم في جميع المدن الرئيسة بالمحافظة لمنع التجمعات.

وأعرب ناشطون على منصة "تويتر" عن غضبهم من قمع المظاهرات بالناصرية، وتجاهل مطالبهم، محملين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي المسؤولية، ومذكرينه بوعوده التي قطعها في أوّل خطاب له بعد تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، بحماية حقوق المتظاهرين وسيادة العراق.

وذكّروه عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها، #الناصرية_تقمع، #الناصرية، #ذي_قار، وغيرها، بتعهداته أيضا بمحاربة الفساد والفاسدين، معتبرينه شريكا في قمع متظاهري الناصرية، لصمته على ما فعلته قوات الأمن بالمتظاهرين.

وأشار ناشطون إلى أن ذي قار مستمرة في تعزيز الانتفاضة العراقية لشباب ثورة أكتوبر/تشرين الأول 2019، التي اندلعت للتنديد بتردي الأوضاع الاقتصادية، وانتشار الفساد الإداري والبطالة، وأسقطت حكومة عادل عبد المهدي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

وتداول ناشطون بيانا لرابطة ذوي شهداء "ثورة تشرين" في ذي قار، يمهلون فيه الكاظمي، 7 أيام لإقالة محافظ ذي قار ونوابه ومعاونيه ومستشاريه على خلفية الأحداث، وإحالتهم للتحقيق الفوري.

وطالب البيان الموقع باسم عوائل شهداء ثورة تشرين في الناصرية، الإثنين، بإحالة الضباط وعناصر قوات الشغب المشاركين بمجزرة 22 فبراير/شباط إلى اللجان التحقيقية وإعلان النتائج، مهددين بالتصعيد إذا حدث خلاف ذلك.

الحل بالاستجابة

وأجمع ناشطون على أن تنفيذ مطالب المتظاهرين وإقالة المحافظ والقضاء على الفساد والمحسوبية وتحسين الخدمات وتوفير شبكات مياه نظيفة وعلاج أزمة انقطاع الكهرباء المستمر وتحسين باقي المرافق العامة في البلاد هو المخرج للأزمة التي تشهدها العراق.

وكان نواب عراقيون قد جمعوا توقيعات نيابية لإنهاء تكليف المحافظ الوائلي، على خلفية فساد وهدر للمال العام، مشيرين إلى أنه وصل إلى المنصب بطرق غير دستورية ومخالفة للقانون.

ورأى المغرد عبد الرحمن الجبوري، أن "إقالة محافظ الناصرية وإعادة النظر بالقادة الأمنيين وتفعيل دور مجلس أعيانها وناشطيها وعدم الإنصات لصوت قادة المليشيات بداية لحل دائم"، متمنيا الرحمة والخلود لشهدائها ومقدما العزاء لناشطيها الأحرار.

وأكد المغرد عقيل عبود أن "مشكلة ذي قار الأساسية تتمثل في تولي إدارتها محافظون أغبياء لا يفقهون شيئا في فن الإدارة، ومجلس محافظة تديره عقول بائسة متخلفة أعضاؤه فاسدون وسراق للمال العام مع أحزابهم، ومدراء عامون لا يصلحون لبيع الخضار في سوق الخضار مع احترامنا للمهنة الشريفة"، قائلا: إن ذي قار "بحاجة إلى عقول". وأشار السياسي العراقي سامر هيلين، إلى أن "ذي قار تنزف دما بسبب كتل وأحزاب ومليشيات الفساد والفشل والطائفية".

إقالة الكاظمي

وحمل ناشطون مصطفى الكاظمي مسؤولية تصاعد الأحداث في الناصرية وطالبوا بإقالته، متداولين صورا لقادات أمنية أكدوا مشاركتهم في قمع المتظاهرين.

وتساءل الصحفي والباحث في الشأن العراقي رعد هاشم: "هل هذه الحماية التي وعد بها الكاظمي المتظاهرين؟!".

ونشر المغرد سيف العطية، مقطع فيديو لجانب من تشييع أحد الثوار الشهداء الذين ارتقوا برصاص القوات القمعية في الناصرية، سائلا الكاظمي: "هل ترى هذا المشهد؟ وماذا تشعر لأصوات عوائل الشهداء وهتاف الثوار؟ هل ترى وأنت راض؟ إذن راض لأنك لم تحرك شيئا، إذن شريك وشريك من الدرجة الأولى". وطالب الكاتب والناشط المدني لؤي الناصري، بـ"إزاحة حكومة الكاظمي، وجميع من توانى في أداء واجبه تجاه شعبه"، متعهداً بـ"محاسبتهم حسابا شديدا". وتداول ناشطون صورا لضباط قالوا إنهم تابعون لكل من مليشيات كتائب "حزب الله" العراقي ومنظمة "بدر"، والذين أمروا بقمع  المتظاهرين السلميين في الناصرية وتسببوا بسقوط شهداء وجرحى.

لماذا الناصرية؟

وبرزت تحليلات الناشطين عن أسباب قمع السلطات للناصرية تحديدا، إذ أكد الأكاديمي المختص في الشؤون الأميركية، أن "كل هذا التضييق على الناصرية لأنهم يعرفون أنها عاصمة تشرين، وكل المحافظات المنتفضة تستمد قوتها منها".

وأضاف أن "الاغتيالات التي طالت ثوار الناصرية، جعلتهم يطالبون برحيل المحافظ ناظم الوائلي، لكنه سلك معهم طريق القمع، ليرسم طريقه إلى مزبلة التاريخ".

وأوضح مغرد بحساب "عراقي" أن "ما يحدث في ذي قار صراع سياسي خفي يخلّف دماء في الناصرية، انطلقت شرارته بعد ظهور أرقام ميزانية المحافظة الجنوبية والتي اعتبرت الأكبر في تاريخها".

وأشار إلى أن الصراع الحالي في المحافظة يقوده محوران، الأول يتمثل بالمحافظ الحالي والأطراف الداعمة له، والمحور الثاني يتمثل بنواب المحافظة التي تقف خلفها شخصيات سياسية.

وأكد أن "المحورين يقفان لأجل مصالحهم والضحية الوحيدة في هذا الصراع هم شباب ذي قار، الذي يتساقطون يوما بعد يوم".