صحيفة بريطانية ترصد محاولات ابن سلمان نقل شركات عملاقة من دبي للرياض

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة "فاينانشنال تايمز" البريطانية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقود حملة لإقناع الشركات متعددة الجنسيات من Google إلى شركة Siemens بنقل مقارها الإقليمية من دبي إلى الرياض.

وفي إطار المبادرة، التي يطلق عليها اسم "برنامج المقر الرئيسي"، تقدم السلطات السعودية حوافز للشركات الرائدة في قطاعات مثل تكنولوجيا المعلومات والخدمات المالية والنفطية للانتقال إلى الرياض، وفقا للمستشارين الذين يقدمون المشورة للحكومة والمديرين التنفيذيين الذين استمعوا إلى العرض التقديمي السعودي.

والهدف من هذه المبادرة، وفق الصحيفة، هو تعزيز الاستثمار الأجنبي ودعم رؤية ابن سلمان الراغبة في تحويل المملكة إلى مركز أعمال إقليمي.

وأوضح مسؤول تنفيذي مطلع على الخطط: أن "السعودية تستهدف استضافة المقرات الإقليمية، وليس وحدات التشغيل، لذا فهي تريد أساسا القيادة العليا.. نحن لاعب جاد، نحن أكبر سوق، نريد أن تكون الشركات التي تمارس الأعمال التجارية هنا والسعودية مقرا لها".

نفوذ مالي

وأشارت الصحيفة إلى "استخدام المملكة، أكبر اقتصاد في الخليج، نفوذها المالي لزيادة المنافسة مع دبي، مركز التجارة والتمويل والسياحة الإقليمي، حيث يقود ابن سلمان تطوير سلسلة من المشاريع العملاقة". 

وتتخذ تقريبا جميع الشركات الكبرى العاملة في الخليج الغني بالنفط من الإمارات مقرات لها، وتأتي الخطوة السعودية في الوقت الذي تكافح فيه اقتصادات الخليج بسبب جائحة كورونا وانهيار أسعار النفط.

واكتسبت الحملة زخما قبل مؤتمر المستثمرين السنوي الذي ينظمه صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادي السعودي) برئاسة ابن سلمان، والمقرر أن يبدأ في 26 يناير/كانون الثاني 2021، وفق "فاينانشنال تايمز".

وقال أحد المسؤولين التنفيذيين إنه يعتقد أن المملكة تأمل في عرض مذكرات التفاهم مع الشركات التي وافقت مؤقتا على الانتقال من دبي إلى الرياض لتسليط الضوء على التقدم المحرز في خطة "رؤية 2030" لابن سلمان لتحديث المملكة وإصلاح اقتصادها.

وقال المسؤول التنفيذي: "ما يقولونه ويعرضونه، بشكل بناء للغاية لهذه الشركات، هو ما الذي تحتاجونه؟ ما نوع البيئة، والنظام البيئي، والبنى التحتية التي تحتاجونها لتكون مقراتكم الرئيسة هنا".

فيما قال مسؤولون تنفيذيون إن "السعودية تريد جذب مجموعات من الشركات إلى مركز الملك عبد الله المالي، وهو مشروع تطوير ضخم يضم 59 ناطحة سحاب في شمال الرياض يفتقر إلى المستأجرين".

حوافز ضريبية

من جانبه، قال مستشار الحكومة السعودية الذي اطلع على الخطط إن "الأمر يتعلق بجذب مستأجرين رئيسيين دوليين".

وقال 3 مستشارين إن "الحوافز المعروضة تشمل إعفاء ضريبيا لمدة 50 عاما، والتنازل عن حصص توظيف السعوديين - والتي ثبت أنها عبء على الشركات - وضمانات الحماية ضد اللوائح المستقبلية".

ولكن المسؤولين التنفيذيين قالوا إن الشركات كانت فاترة تجاه "برنامج المقر الرئيسي" لأنها وازنت تداعيات نقل كبار المديرين التنفيذيين من دبي، التي تعد أكثر ليبرالية وتواصلا ولديها بنية تحتية حديثة بما في ذلك المدارس الجيدة، مع الحاجة إلى استرضاء المسؤولين السعوديين المؤثرين.

وقال مستشارون ومسؤولون تنفيذيون إن الشركات تفكر مع ذلك في نقل وحدات الأعمال المختلفة -إن لم يكن إدارتها الإقليمية- إلى الرياض لتهدئة المخاوف السعودية.

وتركت العديد من الشركات جانبا أي مخاوف بشأن سمعة العمل في المملكة بعد القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي عام 2018 على يد عملاء سعوديين وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان، وفق الصحيفة البريطانية.

واتفقت "جوجل كلاود" الشهر الماضي مع شركة "أرامكو" السعودية، شركة النفط الحكومية، على تقديم البنية التحتية لخدمات الحوسبة السحابية، مما سيؤدي إلى افتتاح أول مكتب لشركة التكنولوجيا في المملكة.

كما أعلنت شركة الاتصالات السعودية عن صفقة بقيمة 500 مليون دولار مع Alibaba Cloud ، وهي جزء من المجموعة الصينية، لخدمات مماثلة.

واستثمرت "ويسترن يونيون"، 200 مليون دولار مقابل حصة 15 في المائة في وحدة المحفظة المتنقلة لشركة الاتصالات السعودية.

ونقلت الصحيفة تصريحات لـ"سام بلاتيس"، الرئيس السابق للعلاقات الحكومية الخليجية لشركة Google: "كان هاتفي يرن من قبل شركات التكنولوجيا الفائقة التي ترغب في التوسع في السعودية خلال الأسابيع القليلة الماضية.. لقد خلق فيروس كورونا تربة خصبة لهم في السعودية".