اللوبي الموالي لإسرائيل في باكستان.. هكذا يعمل على دعم خطة التطبيع

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة "يوراسيان تايمز" أن اللوبي "القوي" الموالي لإسرائيل في باكستان يواصل دعم خطة تطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية على الرغم من إنكار رئيس الوزراء "عمران خان" لأي محاولة للتقارب مع "تل أبيب".

وأوضح تقرير للصحيفة التي تركز على المنطقة "الأوراسية" أنه وعلى الرغم من رفض باكستان (في الوقت الحالي) إقامة علاقات مع إسرائيل، كانت هناك تكهنات حول هبوط طائرات إسرائيلية في "إسلام أباد" وعقد اجتماعات سرية في "تل أبيب".

يغذي هذه التكهنات بالأساس بعض الصحفيين الباكستانيين الذين يظهرون على التلفزيون الإسرائيلي إلى جانب بعض العلماء البارزين.

ويبدو أن "اللوبي" الباكستاني الموالي لإسرائيل غير منزعج من نفي حكومة "عمران خان" المستمر إقامة "إسلام أباد" علاقات مع الدولة اليهودية، حيث لم يؤد إطفاء الحزب الحاكم لمثل هذه التكهنات إلا إلى زيادة الأصوات التي تدعو إلى توثيق العلاقات.

حاول وزير الخارجية الباكستاني "شاه محمود قريشي"، بعد عودته من رحلته إلى دبي مؤخرًا، وضع حد للتكهنات من خلال إنكاره القاطع لأي خطط لإجراء محادثات مع إسرائيل، قائلاً: إن هذه الخطوة مشروطة بحل دائم للقضية الفلسطينية.

وقال "قريشي" بعد زيارته للدولة الخليجية "عرضت بشكل قاطع موقف باكستان من إسرائيل على وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة بأننا لم ولن نستطيع إقامة علاقة حتى يتم التوصل إلى حل ملموس ودائم للقضية الفلسطينية".

وفي ديسمبر/كانون الأول 2020، قال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي "أوفير أكونيس" في تصريح له: "إن باكستان ليست من بين الدول التي قد تكون لبلاده علاقات معها".

شائعات وترويج

لكن كل هذه التصريحات لم تساعد في إيقاف الشائعات. وتسبب مولانا "محمد خان شيراني"، أحد العلماء البارزين في باكستان في إحداث عاصفة من الجدل في البلاد عندما دعا صراحة إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة اليهودية.

ونقل مقطع فيديو شاركه أحد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عنه قوله: "أنا أؤيد قبول إسرائيل، لأن ذلك ليس مسألة دينية بل قضية سياسية ودولية".  

واقتبس "شيراني" من القرآن لدعم حجته بينما انتقد زعيم حزبه، مولانا "فضل الرحمن"، مما دفع إلى طرد الأول من الحزب بعد تصريحاته المثيرة للجدل.

وبدوره، نشر "نور ضاهري"، وهو سفير آخر معروف مؤيد لإسرائيل، صورًا مفبركة للاجتماع المزعوم بين مسؤولين باكستانيين وإسرائيليين في تل أبيب.

 واتهم رئيس الوزراء "عمران خان" بإرسال وفد سري إلى "تل أبيب" لبدء علاقات دبلوماسية معها. وكتب على "تويتر" "أبلغتني مصادري أن باكستان تريد دعم إسرائيل لوقف برودة العلاقات مع الدول العربية وكذلك لدعمها في العديد من القضايا الدولية مثل مجموعة العمل المالي وكذلك خلافها مع الهند".

كما أوضح مولانا "طاهر أشرفي"، أحد الشخصيات الدينية البارزة في باكستان للتلفزيون الإسرائيلي أن "التطبيع ليس سيئًا للغاية"، على الرغم من أنه نفى أن تكون لبلاده أي مصلحة في اتخاذ مثل هذه الخطوة.

اختبار الوضع

وما زاد الطين بلّة اعتراف رجل الدين الباكستاني مولانا "أجمل قادري" أنه زار إسرائيل بالفعل في عام 1988. بتوجيهات من رئيس الوزراء آنذاك "نواز شريف" لـ "اختبار الوضع" من أجل تطبيع محتمل في العلاقات بين البلدين.

وقال الزعيم السابق لجمعية علماء الإسلام لقناة "ساما" التلفزيونية الباكستانية "لقد كانت نوعا ما جولة دراسية". وقد أشعلت صور لرحلة "أجمل قادري" إلى إسرائيل، وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف قادري "كان نواز شريف شغوفًا بالفكرة للغاية، لكن الوضع السياسي جعل الأمور تذهب بعيدا". وأعطى تصريح "قادري" فرصة للحزب الحاكم لإلقاء اللوم على أسلافهم، ونفي تأييد أي نوع من التطبيع في العلاقات مع إسرائيل. 

ويقول الخبراء إنه "وبينما كان من الممكن لدول الخليج الاستبدادية التي لا تتمتع بحرية التعبير الاعتراف بإسرائيل دون مواجهة أي احتجاجات وأي رفض شعبي، فإن الشيء نفسه لا يمكن أن يحدث في باكستان".

ويشير التقرير في هذا السياق "تاريخيا، هناك شعور داخل باكستان ضد إقامة أي نوع من العلاقات مع الدولة اليهودية، والتي يرى الباكستانيون أنها مسؤولة عن اضطهاد الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم. كما يوصف الأشخاص الذين يدافعون عن السلام مع إسرائيل في البلاد بالخونة".

مع ذلك، فإن إمكانية أن تتخذ باكستان أي خطوة من هذا القبيل مستبعدة لأن البلاد قطعت (بعد الضغط عليها للتطبيع) بالفعل علاقاتها مع الكتلة (السعودية والإمارات) التي تقودها الولايات المتحدة وتحولت إلى الصين لتلبية جميع احتياجاتها، وفق التقرير.

ولذلك يؤكد التقرير، أن إسرائيل أقل أهمية بالنسبة لعمران خان، وبالنظر إلى أن الرأي العام في الداخل يعارض بشدة تطبيع العلاقات مع إسرائيل وربما يزعزع استقرار الحكومة، فإن أي نوع من العلاقات مع الدولة اليهودية غير وارد.