الإمارات تعود لمهاجمة قطر وسط أجواء المصالحة.. ما الهدف؟

أبوظبي- الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

بالتزامن مع أحاديث تبدو جدية لحل الأزمة الخليجية، بدأت الإمارات بالعمل على شيطنة المنصات الإعلامية القطرية واتهمتها بمحاولة تقويض أي اتفاق لإتمام المصالحة الخليجية.

وأشار وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش عبر تغريدة له على حسابه بتويتر، 22 ديسمبر/كانون الأول، إلى أن الأجواء السياسية والاجتماعية في الخليج العربي تتطلع إلى إنهاء أزمة قطر وتبحث عن الوسيلة الأمثل لضمان التزام الدوحة بأي اتفاق يحمل في ثناياه الخير للمنطقة.

وزعم أن المنصات الإعلامية القطرية تبدو مصممة على تقويض أي اتفاق، ووصفها بأنها "ظاهرة غريبة وصعبة التفسير".

تغريدة "قرقاش" أثارت غضب ناشطين على تويتر، ودفعتهم لاتهامه بإلصاق التهم بقطر، وذكروه بمساعي الإمارات السابقة لإفشال كل محاولات حل الأزمة الخليجية التي بدأت في 5 يونيو/ حزيران 2017، والمستمرة حتى الآن.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، واتهموها بالتقارب مع إيران وتمويل الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وترفض المساس بسيادتها الوطنية واستقلال قرارها.

وأشار ناشطون عبر مشاركتهم في وسمي #أنور_قرقاش، #المصالحة_الخليجية، إلى أن تحرك قطار المصالحة الخليجية عدة أمتار لم يكن برضاء الحليف الإماراتي، وهو ما أثار غضبها ودفعها لتسخير رجالها للهجوم على قطر.

ومع كل انفراجة وشيكة في ملف المصالحة القطرية يبرز الدور الإماراتي كطرف خليجي معرقل لكل مبادرات المصالحة، ومحاولة التأثير على قرارات باقي الدول المقاطعة وخاصة السعودية، بالإضافة إلى الهجوم على قطر واستفزازها عبر ذبابها الإلكتروني.

ويأتي هجوم الوزير الإماراتي على قطر، بعد يوم من كشف وكالة بلومبيرغ الأميركية، أن بنكا خاصا في لوكسمبورغ قدم المشورة لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد بشأن كيفية مهاجمة الأسواق المالية في قطر عام 2017 الذي شهد بداية الحصار.

وقالت الوكالة، في تقرير مطول نشرته في 20 ديسمبر/كانون الأول: إن "ابن زايد" كان أحد أكبر عملاء "بنك هافيلاند" (Banque Havilland) الخاص المملوك للممول البريطاني ديفيد رولاند (David Rowland)، وإنه يُعرف في أروقة البنك باسم "الرئيس".

وأوضحت أن البنك وضع مخططا عام 2017، أرسل عن طريق متعاقد مع البنك كان يعمل في الاستخبارات الخارجية البريطانية (M6) إلى السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة يتضمن شن هجوم منسق لاستنزاف احتياطيات قطر من العملات الأجنبية عبر تخفيض قيمة السندات القطرية، وزيادة تكلفة تأمينها. 

قرقاش "كاذب"

وهاجم ناشطون وشخصيات قطرية بارزة قرقاش، ونعتوه بالكاذب، وأشار الإعلامي القطري عبد الحميد اللنجاوي، إلى أن" وزير التغريدة الاماراتي أنور قرقاش عاد للهجوم على قطر، ويتهمها بأنها تسعى لفشل المصالحة الخليجية"، مخاطبا إياه بالقول: "إنك تعلم جيدا بأننا نعلم جيدا بأنك وزير كاذب وأنك تحاول جاهدا الدفاع عن سيدك شيطان العرب .. ولكنك مكشوف كصاحبك في إمارة الشر". 

 وواجه ناشطون قرقاش بحقيقة مساعي الإمارات عبر أذرعها الإعلامية على تويتر، لتقويض المصالحة الخليجية، مؤكدين أنه يحاول إلصاق التهم الموجهة لبلاده بقطر.

وكانت صحيفة فوكس نيوز الأميركية، قد نشرت تقريرا مطلع يوليو/تموز 2020، مفاده أن دولة الإمارات عرقلت في اللحظات الأخيرة اتفاقا وشيكا، برعاية أميركية لإنهاء الأزمة.

وأفادت بأن أبوظبي حثت الرياض على الانسحاب في اللحظات الأخيرة من الاتفاق، الذي كان يقضي بأن تفتح هذه الدول أجواءها أمام الخطوط الجوية القطرية، بعد أن أغلقتها ضمن حصار جوي وبحري وبري.

وقال الكاتب والصحفي القطري أحمد علي: إن قرقاش، تناسى تغريداته الخارجة عن القواعد الدبلوماسية ضد قطر.

واتهم الإعلامي القطري فالح الهاجري، أبوظبي بمحاولة إلصاق ما وقعوا فيه بإرادتهم، بغيرهم، قائلا: إن "المعروف أن الأزمة الخليجية أو حصار قطر تسببوا هم بها خاصة الإمارات وبعد أن فشلوا فشلا ذريعا في كل ما قاموا به بفضل الله وانقلبت عليهم الأمور حاول المدعو قرقاش إلصاق التهم بدولة قطر وأنها المتسببة بالأزمة".

مصداقية الجزيرة

ودافع ناشطون عن قناة الجزيرة، مؤكدين أنها تطرح قضاياها بموضوعية وشفافية ومصداقية، مؤكدين أن إسرائيل التي طبعت أبوظبي علاقتها معها هي التي تشن هجوما حادا على الإمارات وتتهمها بأنها مركز للدعارة، ومع ذلك لم يهاجمها أي مسؤول إماراتي.

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، قد نشرت مقالا مطلع ديسمبر/كانون الأول 2020، وصفت دبي بأنها واحدة من أكبر المراكز المعروفة بممارسة العبودية الحديثة والاتجار بالبشر في العالم.

وتحت عنوان "دبي أرض الدعارة الموعودة لليهود الإسرائيليين" نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، مؤخرا، تحقيقا صحفيا كشفت فيه أن الإعلانات والملصقات السياحية المصممة عن دبي، تخفي خلفها حقيقة مظلمة، تتمثل في عصابات من الرجال الإسرائيليين المنطلقين إلى الوجهة الجديدة، من أجل العمل في الدعارة. 

وأعادت الإعلامية بقناة الجزيرة غادة عويس، نشر تغريدة قرقاش، معقبة عليها بالقول: "حسب علمي التحقيق الذي اتهم الإمارات بأنها فيها مركز الدعارة الأكبر هو تحقيق إسرائيلي بصحيفة يديعوت أحرونوت وليس قطريا، فماذا يقصد الدكتور؟".

وأكد الشيخ القطري رئيس مجلس إدارة نادي الريان سعود بن خالد آل ثاني، أن الجزيرة كسبت ثقة الجماهير العربية بالمصداقية والحياد وتقديم الرأي والرأي الآخر ونشر التقارير  والتحقيقات لمن يعمل بليل ويحيك المؤامرات. 

ونشر عضو مجلس الشورى القطري فهد بوزوير، صورا لتقارير وأخبار نشرتها سكاي نيوز الإماراتية، تهاجم فيها قطر بعد إعلان وزير خارجية الكويت عن المصالحة الخليجية، متسائلا: "من الذي يقوض المساعي الدبلوماسية يا قرقاش؟ ومتى ستفهمون أن الجزيرة في حل في تعرية أي طرف يطول لسانه!، عموما إن أوجعتكم الجزيرة، فنعم ما عملت.

وتساءل المغرد علي بن محمد: "لماذا تخاف الإمارات من المصالحة الخليجية كلما فتح باب للتقريب بين الخليجيين زاد الهياط في الإمارات ترى ماهو السر الذي تخفيه الإمارات حتى لا تعود الألفة بين الإخوة..

وكان الباحث في برنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا‎ سيف الإسلام، قد خلص في تقرير له إلى أن الرفض الإماراتي الواضح لأي فرصة لعقد اتفاق مع قطر، لا يمكن تفسيره بعيدا عن زاوية "الدور" الذي تسعى من خلاله الإمارات لفرض السيطرة الإقليمية بالقوة بدءا من محيطها العربي.