إسبانيول: واشنطن تعزز تسليح المغرب وتدرس نقل قاعدة عسكرية للصحراء

12

طباعة

مشاركة

تعمل الرباط على تعزيز قدراتها العسكرية، تحسبا لأي طارئ، لا سيما في ظل التوتر السائد في الصحراء الغربية خلال الأشهر الأخيرة. 

وقالت صحيفة إسبانية: "إن صواريخ هيلفاير وباتريوت وطائرات دون طيار وقنابل ليزر، ستصبح ترسانة المغرب الجديدة في المضيق، وهي مدينة ساحلية في أقصى شمال البلاد".

وبالإضافة إلى تسليح المغرب، تُجري الولايات المتحدة مفاوضات، لنقل قاعدة عسكرية أميركية من أوروبا إلى الصحراء الغربية، وفق صحيفة إسبانيول. 

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أذن مؤخرا ببداية تطبيق الاتفاق المبرم مع المغرب، في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2020، والمتعلق بمسائل دفاعية. 

وأرسل ترامب الذي خسر الانتخابات مؤخرا، إلى الكونغرس إشعارا حول بيع معدات عسكرية بقيمة مليار دولار لصالح المغرب. 

اتفاق للدعم

وتجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع آنذاك، مارك إسبر، هو من أعلن عن هذه المعاهدة. وقال في هذا السياق من الرباط: "يظل المغرب شريكا مهما للولايات المتحدة في عدد كبير من القضايا الأمنية".

وأضافت الصحيفة أنه في هذه المرحلة، نفذت الولايات المتحدة الاتفاق المبرم بالكامل. 

وتشمل آخر شحنة إلى القوات المسلحة الملكية المغربية، طائرة استطلاع إلكترونية من طراز جولف ستريم جي 550، وطائرات دون طيار من طراز أم كيو 9 بي، ومنظومة دفاع جوي صاروخي أم آي أم-104 باتريوت، وصواريخ هيلفاير، وقنابل بيفواي الموجهة بالليزر، ومجموعة ذخائر الهجوم المباشر المشترك (جدام).  

وفي 12 من سبتمبر/أيلول، أجرت واشنطن الاختبار الأول لإحدى طائرات جي 550  الأربع، المتجهة إلى المغرب في مطار سافانا في الولايات المتحدة الأميركية. 

وأضافت الصحيفة، أن العائلة المالكة تمتلك بالفعل طائرة جولف ستريم خاصة لنقل كبار الشخصيات، من طراز جي 650. وقد كانت هذه الطائرة الخاصة هدية للوريث مولاي حسن عام 2018، بتكلفة 57 مليون يورو. 

ويعد هذا النوع من الطائرات قادرا على اجتياز مسافة 1100 كيلومتر في الساعة، والطيران لمسافة 13 ألف كيلومتر دون توقف، وبطاقة استيعاب تصل إلى 12 شخصا، ولديها نظام إسرائيلي مضاد للصواريخ.

 وعموما، تجهز الطائرات الأربع المتبقية بأنظمة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (أي أس أر) الإسرائيلية.

ونوهت "إسبانيول" بأن هذا العتاد الذي يتلقاه المغرب معروف جيدا في النزاعات الدولية نظرا لمشاركته في مثل هذه الساحات. 

وعموما، أصبح نظام الصواريخ "أم آي أم-104 باتريوت أرض-جو" بعيد المدى شائعا بعد حرب الخليج، حيث استخدم على نطاق واسع. وتتكون كل بطارية من طراز باك 3 من ست مركبات إطلاق، قادرة على حمل 16 صاروخا لكل منها. 

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسباني يملك 18 نظام باتريوت باك 3. وتحصل على الدفعة الأولى عن طريق الالتزام العسكري في قمة حلف الأطلسي (الناتو) عام 2002. وفي وقت لاحق، حصل على باقي الدفعة عبر عملية شراء من ألمانيا بقيمة تزيد عن 40 ألف يورو. 

وأفادت بأن المغرب سيحصل أيضا على أربع طائرات دون طيار من طراز "أم كيو 9"، وهي أكبر طائرة دون طيار في العالم، بقوة تسمح لها بنقل حمولة أكثر 15 مرة من الأنواع السابق ذكرها، وبسرعة طيران أعلى بثلاث مرات.

ووفق معلومات حصلت عليها صحيفة "إسبانيول"، ستتجه طائرتان على الأقل من هذه الطائرات دون طيار الأربع، إلى القاعدة العسكرية التي يتم بناؤها في مطار العروي الدولي (الناظور)، على بعد 40 كيلومترا من "مليلية". 

في هذه المنطقة، وعلى وجه التحديد في مهبط الطائرات، توجد طائرات إف 16،  التي تحصل عليها المغرب من الولايات المتحدة، حلت محل طائرات إف 5 السابقة، والتي ستنتقل إلى جنوب البلاد.

وقد صنعت هذه الطائرات دون طيار من قبل شركة "جنرال أتوميكس" الأميركية، لتستخدمها القوات الجوية الأميركية والبريطانية والإيطالية والإسبانية. والآن، ستعزز هذه الطائرات دور المغرب كقوة إقليمية في البحر الأبيض المتوسط ​​وشمال إفريقيا.

دعم عسكري

نقلت صحيفة "إسبانيول" أن شحنة الأسلحة من وزارة الدفاع الأميركية إلى المغرب تشمل أيضا ذخائر دقيقة التوجيه مطلقة من الجو: صواريخ هيلفاير، ومجموعات بيفواي ومجموعة ذخائر الهجوم المباشر المشترك (جدام). 

وعموما، تهدف هذه الأسلحة الموجهة إلى تدمير هدف واحد، وتقليل الأضرار الجانبية. وغالبا ما تستخدم نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) أو التوجيه بالليزر أو أنظمة الملاحة لتحسين دقة السلاح. 

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تزود الطائرات دون طيار من طراز أم كيو 9 بصواريخ "هيلفاير"، والتي كانت تُستخدم سابقا في مروحيات إيه إتش-64 أباتشي الهجومية، باستخدام التوجيه بالليزر لاستهداف الدبابات والمخابئ وغيرها.

لكن على مدار عقدين من الزمن، انضمت هذه الصواريخ إلى طائرات "أم كيو" دون طيار، ووفروا لها القدرة على الهجوم. تبعا لذلك، أصبحت الذخيرة المفضلة للعمليات في الشرق الأوسط.  

من ناحية أخرى، تحل ذخائر الهجوم المباشر المشترك (جدام) محل جميع قنابل السقوط الحر، لأنها تحتوي على نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس)، الذي يتكيف مع آليتها. وقد استخدم لأول مرة في "كوسوفو" واستخدمته جميع الطائرات الهجومية ذات الأجنحة الثابتة. 

بالإضافة إلى تسليح المغرب، وإرسال قوات إلى القواعد العسكرية في "قصر الصغير والناظور"، حيث هناك مفاوضات جارية لنقل قيادة قاعدة عسكرية أميركية من أوروبا إلى الصحراء الغربية.

وأوردت الصحيفة أن المغرب عرض على الولايات المتحدة قاعدة "قصر الصغير البحرية" لترسو فيها سفن الجيش الأميركي قبل دخول البحر الأبيض المتوسط ​​ومغادرته، وأيضا للسيطرة على المضيق نظرا لموقعها الإستراتيجي؛ قرب ميناء طنجة المتوسط، ​​وعلى بعد 15 كيلومترا من طريفة.

ونوهت بأن "البنتاغون" رفض هذا العرض، نظرا لعدم وجود مساحة وعمق كافي لمناورات السفن الكبيرة وحاملات الطائرات.

مع ذلك، ووفقا لما أكده مصدر عسكري مغربي لصحيفة "الإسبانيول"، فقد "طور المغرب القاعدة في السنوات الثمان الماضية، وهي مجهزة الآن بالفعل لاستيعاب الغواصات. بالإضافة إلى ذلك، سيتم توسيع القاعدة لتصل إلى أربعة أضعاف حجمها".

وأشارت الصحيفة إلى أن الأميركيين، زاروا القاعدة خلال بداية بنائها، وزودوها بأول رادار يكشف عن جميع أنواع الأهداف البحرية من الجو، بحيث يسيطر على السفن التي تبحر عبر المضيق. 

وأوضحت أنه في 13 من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وتزامنا مع التدخل العسكري للجيش الملكي المغربي في "الكركرات" لحل مجموعة الناشطين الصحراويين الذين كانوا يمنعون التهريب من موريتانيا، التقى القادة العسكريون للقوات المسلحة الملكية ونظراؤهم الأميركيون في "أكادير".

وأكدت أنه بالمثل، وعدت جهة إسرائيلية بمساعدة المغرب عسكريا واستخباراتيا لمواجهة جبهة "البوليساريو".

وعموما، يقضي هذا التحالف الثلاثي بين "واشنطن والرباط وتل أبيب" ضمنيا بتوفير مقاتلات إف 35، وهو قرار يحظى بموافقة إسرائيل، وطائرة كي أس 135، وهي طائرات صهريجية لدعم هذه المقاتلات الهجومية، والتي تعتبر الأحدث في العالم القادرة على تجنب الرادارات.