صحيفة تركية: الإمارات مجبرة على الاختيار بين الصين و"إف-35"

12

طباعة

مشاركة

بين رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إتمام صفقة بيع مقاتلات "إف-35" إلى الإمارات، وتوجس إسرائيل من ذلك، خرجت أصوات من الكونغرس الأميركي تدعو أبوظبي لحسم قرارها في اختيار أوحد لا ثانية له، إما الصين أو "إف-35".

ونشرت صحيفة "يني شفق" التركية مقالا للكاتب عبد الله مراد أوغلو ذكر فيه أن "ترامب لعب دور الوسيط والراعي لما يسمى باتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبعض الأنظمة العربية، خاصة مع الإمارات".

وأشار إلى أن "الإمارات ترغب في شراء طائرات من طراز إف-35 من الولايات المتحدة، مقابل اتفاقية التطبيع مع إسرائيل (الموقعة في واشنطن منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي)".

وأوضح مراد أوغلو أن "حكومة إسرائيل رغم اعتراضها على البيع في البداية، إلا أنها تراجعت لاحقا، مع محاولتها منع عمليات البيع التي قد تتم خفية من تحت الطاولة، بحصولها على دعم الكونغرس الأميركي لأجل هذا، فيما يحاول ترامب إتمام عملية البيع بأسرع وقت ممكن".

اعتراضات داخلية

ويرى مراد أوغلو أن "أعضاء مجلس الشيوخ الموالين لإسرائيل في الكونغرس الأميركي لا يرغبون في بيع مقاتلات إف-35 للإمارات، رغبة في الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في المنطقة".

فيما يعارض بعض الديمقراطيين، وخاصة الجناح "اليساري" للحزب، هذا البيع قائلين: بأن الإمارات تستخدم الأسلحة الأميركية ضد المدنيين في اليمن.

بينما يرغب ترامب، الذي يرى أنه يجب زيادة القوة العسكرية للإمارات ضد إيران، في إتمام عملية البيع قبل انتقال الرئيس المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني 2021، وفق الكاتب التركي.

وقال مراد أوغلو: إن "لإدارة ترامب تعليمات سرية للجان المختصة في الكونغرس في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من أجل التحضير لبيع إف-35 للإمارات".

وأضاف: أنه "بحسب المعلومات المسربة من وسائل الإعلام الأميركية، فإن أعضاء مجلس الشيوخ غير مقتنعين بالأسباب التي طرحتها إدارة ترامب".

وأشار إلى أن "عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، السيناتور ماركو روبيو، صرح في بيان أنه يشعر بالقلق من أن البيع يمكن أن يقوض ويزعزع التفوق العسكري لإسرائيل".

فيما يرى كثير من أعضاء مجلس الشيوخ أنهم "لا يجدون أنه من الصواب الإسراع بعملية المبيعات، لأن في سير الأحداث الطبيعي تستغرق عمليات البيع مثل هذه، سنوات حتى تتم".

ولهذا السبب قدم السيناتورات، روبرت مينينديز، وكريس مورفي الديمقراطيان، وراند بول الجمهوري، قرارات مشتركة في 18 نوفمبر، لمنع بيع إف-35 للإمارات"، وفق الكاتب التركي.

ويبدو أنه في حال لم تتم الموافقة على هذه القرارات بحلول 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، "فستتحرك يد ترامب لإتمام عملية البيع ولن تجد من يمنعها أو يقيدها"، بحسب مراد أوغلو.

واستدرك قائلا: "هناك سبب آخر لمحاولة أعضاء مجلس الشيوخ منع بيع هذه الأسلحة وهو متعلق بالصين، حيث تتبع إدارة ترامب سياسة أكثر صرامة تجاه بكين في الأيام الأخيرة، ويمكن تفسير تحركات ترامب هذه على أنها محاولات للتأثير على سياسة بايدن تجاه الصين".

وأوضح ذلك بالقول: "مدير المخابرات الوطنية الأميركية جون راتكليف قال إن الصين تمثل أكبر تهديد للولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية (1939: 1945)".

وقال راتكليف كما جاء في مقال نشر في "وول ستريت جورنال" في 4 ديسمبر: إن "معلوماتنا الاستخبارية واضحة وصريحة: تهدف بكين إلى الهيمنة على الولايات المتحدة وعلى بقية الكوكب اقتصاديا وتقنيا وعسكريا".

فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تصريح له أنه "سيتم فرض قيود على تأشيرات أعضاء الحزب الشيوعي الصيني الذي يدير عمليات التأثير".

كما أدرج البنتاغون 4 شركات صينية أخرى على "القائمة السوداء" بدعوى "وجود علاقات لها مع الجيش الصيني، وهذا يدل على أن هذه المبادرة تعمل كغطاء قانوني لفرض عقوبات على هذه الشركات".

تعميق العلاقات

ويعتبر مراد أوغلو أن مجالات التعاون المتزايدة بين الإمارات والصين تمثل نقطة هدف للسياسيين المناهضين للصين في الولايات المتحدة.

وجاء في تقرير نشرته وحدة "البنتاغون" الخاصة بالأنشطة العسكرية في إفريقيا، أن مرتزقة شركة الأمن الروسية الخاصة "فاغنر" التي تدعم الجنرال الانقلابي خليفة حفتر في ليبيا، يتم تمويلهم من قبل الإمارات.

ويمكن لتقرير البنتاغون أن يؤثر سلبا على علاقات واشنطن مع الإمارات، حليفتها في دول الخليج.

وفي هذا السياق، ينظم الديمقراطيون في الكونجغرس الأميركي حملة لوقف عملية البيع هذه والتي تبلغ قيمتها 23 مليار دولار لإدارة أبوظبي.

وخلص الكاتب إلى أن تقرير البنتاغون أصبح بمثابة سبب آخر في نظر السياسيين الأميركيين المناهضين للصين لعدم بيع أسلحة للإمارات. 

وفيما احتفلت الإمارات بذكرى تأسيسها في 2 ديسمبر الجاري، لم يلق المقال الذي كتبه سفير الإمارات في بكين، علي عبيد الظاهري بهذه المناسبة على موقع إخباري صيني، ترحيبا في واشنطن.

وذكر الظاهري في مقاله أن العلاقة بين الصين والإمارات هي "شراكة إستراتيجية شاملة".

وفي إشارة إلى استمرار العلاقات مع الصين في إطار مشروع "حزام واحد طريق واحد" الصيني، كان من اللافت للنظر أن الظاهري عبر عن هذه العلاقة قائلا: بأنها "عصر ذهبي"، كما نقل الكاتب التركي.

واستطرد: وقال تشاو ليجيان المتحدث باسم الخارجية الصينية في الرسالة التي نشرها على حسابه على تويتر: "نتطلع إلى تعميق تعاون الحزام والطريق مع الإمارات"، في إشارة إلى مقال ظاهري. 

ولفت الكاتب التركي إلى أن هذه الرسالة "أزعجت السياسيين المناهضين للصين في واشنطن بالفعل".

وختم مراد أوغلو مقاله بالقول: إن "عدة مقالات منشورة في وسائل إعلام أميركية، طلبت من الإمارات اختيار واحد من الاثنين، إما شراكة إستراتيجية مع الصين أو إف-35، ولا يمكن لأبوظبي أن تملك كليهما في آن واحد".