"سجانها مرعوب".. هكذا فسر ناشطون منع لجين الهذلول من التواصل مع أسرتها

الرياض - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثار استئناف الناشطة السعودية المعتقلة لجين الهذلول، الاثنين، إضرابها المفتوح عن الطعام، احتجاجا على منعها من الاتصال بأسرتها، غضبا واسعا بين الناشطين على موقع "تويتر"، مستنكرين تجاوزات السلطة السعودية، وسلبها الحد الأدنى من حقوقها.

واتهم الناشطون عبر مشاركتهم في وسمي ‏"#إضراب_لجين_الهذلول"، "#لجين_الهذلول"، النظام السعودي بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، بالإصرار على تشويه سمعته، والتنكيل بالمعتقلين، والانتقام من كل الأصوات المعارضة، داعين للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين.

وأشاروا إلى أن إضراب "الهذلول" يأتي بسبب الظلم الذي وقع عليها، بداية من اعتقالها التعسفي، مرورا بتعرضها للتعذيب وصعقها بالكهرباء والتحرش الجنسي بها وتهديدها بالقتل ورميها بالصرف الصحي وإيهامها بالغرق، وصولا إلى انتهاك حقوقها في التواصل مع أهلها.

و"لجين الهذلول" ناشطة في مجال حقوق المرأة، معتقلة منذ مايو/أيار 2018، ضمن حملة اعتقالات، شنها ابن سلمان، شملت ناشطين وناشطات في مجال حقوق الإنسان، بزعم "تجاوزهم الثوابت الدينية والوطنية، وتواصلهم مع جهات أجنبية مشبوهة".

ومنذ اعتقالها، تعرضت "الهذول" للتحرش الجنسي وأكثر صنوف التعذيب قسوة بإشراف المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني، بحسب ما أعلنته منظمات حقوقية وأكده أشقاؤها.

من جهتها، تنفي الحكومة السعودية تلك الاتهامات، فيما أفادت تقارير صحفية بأن السلطات عرضت على لجين الإفراج عنها مقابل بيان مصور بالفيديو تنفي فيه تعرضها للتعذيب أثناء احتجازها، إلا أنها رفضت ذلك.

وصنفت الهذلول كثالث أقوى امرأة في العالم العربي لعام 2015 بحسب تصنيف مجلة "أريبيان بزنس".

والاثنين، أفادت شقيقتها "لينا الهذلول"، بأن والدها زار لجين (لم تحدد التاريخ)، وأنها دخلت في إضراب عن الطعام وتحتاج للمساعدة، وسبق أن أكدت لينا في سبتمبر/ أيلول 2020، أن لجين تعيش في جحيم يومي ومقيدة في حبس انفرادي وصحتها تتدهور.

ويأتي إعلان لينا عن الزيارة، بعد انقطاع الاتصالات مع لجين منذ 9 يونيو/حزيران 2020، بحسب ما أكده شقيقها وليد الهذلول.

"كذب الملك"

وصب ناشطون جام غضبهم على قادة المملكة، واتهموهم بالكذب، وواجهوا الملك سلمان بن عبد العزيز بتصريحه الذي قال فيه: "أدركنا أن التمكين الاقتصادي للشباب والمرأة هو من أولويات سياسات مجموعة العشرين وأمر محوري لتحقيق الإمكانات الكاملة لاقتصادنا الوطني".

تصريح الملك سلمان جاء في البيان الختامي لمجموعة تواصل أعمال قمة العشرين، الثلاثاء، الذي ألقاه وزير الاستثمار خالد بن عبد العزيز الفالح نيابة عنه.

وعقّبت علياء الهذلول شقيقة لجين على تصريح العاهل السعودي، قائلة: "صعب جدا تصديق كلام الملك سلمان"، مؤكدة أن "قرارته ليست من أجل المصلحة العامة (الشعب) بل لمصلحته الشخصية فهو أكبر أناني".

وأشارت إلى أنه كان المتحكم بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويرسلهم للتنكيد على من لا يتفق معه، لافتة إلى أن "الملك سلمان عاقب السيدات المشاركات في حملة قيادة المرأة للسيارة عام 1991".

وقال الكاتب الصحفي ياسر أبوهلالة: إن "ما تفعله الدولة السعودية بلجين الهذلول يعكس مدى هشاشة حاكميها الذين يستقوون على فتاة عزلاء لا حول لها ولا قوة، ويكشف وقاحة الكذب الذي تمارسه بتعيين نساء سفيرات!، واصفا لجين بأنها "سفيرة السعودية إلى العالم".

وأكد أنس الجرجاوي المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، أن "إضراب لجين الهذلول عن الطعام لا يفضح ممارسات السلطات السعودية فقط، بل يعرّي الدول التي ترفع شعارات العدالة والديمقراطية والحرية، ولا تزال تغض الطرف عن ممارسات المملكة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان لقاء مصالح اقتصادية وسياسية ضيقة، معربا عن أسفه من أن تحل المصالح محل الأخلاق".

ولفت الناشط بندر إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "أبو منشار" أهان العلماء وأهل الرأي والفكر والمرأة في السعودية، ولم ينجح إلا في خدمة محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، واليهود وأميركا".

وأشار أحد المغردين إلى أن بلد الحرمين لم تعتد على النساء إلا بعهد محمد بن سلمان، قائلا: "ابن سلمان لن يخيفنا ولن يجعلنا إلا أقوى مما نحن فيه".

لجين نموذج

وأكد ناشطون أن ما تتعرض له لجين هو أحد نماذج الانتهاكات التي تتعرض له باقي المعتقلات في السجون السعودية، مستهجنين ضغط السلطات السعودية على المعتقلات من خلال منعهن من التواصل مع ذويهم.

وأشار الناشط الحقوقي فادي القاضي إلى أن منع لجين من الاتصال بأسرتها، أداة السلطات السعودية في تعذيبها وتعذيب باقي المعتقلات من خلال تعريضهن للسحق المعنوي والعزل عمن تستمد منهم الدعم والحُب (الأسرة)، مؤكدا أن كل المعتقلات في سجون الظلم مثل لجين.

وأوضحت الناشطة الحقوقية بمنظمة "القسط لحقوق الإنسان" الدكتورة حصة الماضي، أن المعتقل عندما يعجز عن الحصول على أقل حقوقه ويستنفذ جميع الطرق، فإنه يلجأ إلى معركة الأمعاء الخاوية ويعلن إضرابه عن الطعام مع علمه بخطورة ذلك.

ووصفت الإعلامية وسيلة عولمي، ما تتعرض له السعودية لجين ومنعها المستمر من الاتصال بعائلتها بأنه "قمة الظلم والقهر".

ورأى محمد أن إضراب لجين الهذلول فصل من فصول تعذيب جديدة، بأن يحدوها على الإضراب ومساومتها بحقوقها، رغم سجنها ظلما وتعذيبها بما أشد من الموت!.

مسؤولية السلطات

وأعلن ناشطون تضامنهم مع لجين وطالبوا بحريتها، ودعوا إلى ثورة مناهضة لممارسات السلطات السعودية التعسفية بحق المعتقلين، محملينها مسؤولية سلامة لجين وباقي المعتقلين.

ودعت الإعلامية اللبنانية غادة عويس في تغريدة على "تويتر" جميع المتابعين لدعم لجين الهذلول في سعيها من أجل حقها بالاتصال بعائلتها.

وقالت ريما أوشي: "إذا صار للجين شيء ذنبها برقبتكم وما راح نسامحكم أبدا الوضع يتطلب ثورة"، واصفة ما يحدث بالسجون السعودية بأنه "الفوضى التي يجب عدم السكوت عليها".

وتساءلت: "كيف لكم الحق تمنعون سجينة من أنها تتصل بأهلها هذا أبسط حقوقها هذا غير التحرش بها.. إلى متى واحنا ساكتين الوضع يتطلب صرامة!".

وبينت فاطمة أن معركة الأمعاء الخاوية طريق للضغط على السجان من أجل حقوق يفترض أن يحصل عليها أي معتقل دون الحاجة لتعريض حياته للخطر، قائلة: "لكن قدرنا أن نظل ندفع ثمن كل حق نريد الحصول عليه بأغلى ما نملك المجد للعظيمة لجين والحرية لها".

ورأى الناشط أصيل أن "لجين تعطي دروسا في الكرامة والشجاعة وهي مسلوبة من كل شيء، من تمزيقها لورقة التنازل التي تبرّئ سعود القحطاني إلى إعلانها الإضراب مرتين للضغط على سجانها المرعوب منها وهدفه كسرها".

مقاومة الهذلول

وأشاد ناشطون بإصرار لجين على المقاومة رغم محاولات سجانها سلبها حقوقها، مذكرين بمواقف سابقة لها وفضحها انتهاكات السلطات لحقوقها.

ونقلت مارينا عن الهذلول قولها لأهلها: "أتمنى لو أظل في السجن إلى الأبد لأن ما فعلوه بها كان مروعا. لقد دمروا حياتي"، مشيرة إلى أنها تعرضت لكل أنواع العذاب من "التحرش الجنسي، الصعق الكهربائي، الإيهام بالغرق". وأضافت: "طبعا هذا بإشراف سعود القحطاني الذي كان يضحك ويهددها بالاغتصاب والقتل.

ونشر الصحفي تركي الشلهوب مقطع فيديو لوليد الهذلول شقيق لجين، يتحدث فيه عما تعرضت له شقيقته لجين الهذلول من تعذيب وتحرش جنسي بإشراف سعود القحطاني.

وبثت أيضا المغردة جودي مقطع فيديو للقاء سابق لعلياء الهذلول شقيقة لجين، ترصد فيه  التهم التي وجهتها حكومه محمد بن سلمان إلى لجين، ساخرة بالقول: "بموت ضحك".