مخدرات وأسلحة ومافيا.. هذه هي أنشطة حزب الله في أوروبا

12

طباعة

مشاركة

نشرت مجلة ''فورميكي" الإيطالية تقريرا سلطت فيه الضوء على تزايد الضغوط الأميركية على أوروبا وخصوصا روما من خلال زيارة مرتقبة لوزير الخارجية مايك بومبيو لتصنيف حزب الله اللبناني على أنه منظمة إرهابية.

يأتي ذلك عقب التأكيدات الأميركية على استمرار الحزب في القيام بأنشطة تتعلق بالأسلحة والمتفجرات والمخدرات في أوروبا وخاصة في إيطاليا بفضل الاستعانة بمافيا ''ندرانجيتا'' الإيطالية خلال السنوات الأخيرة. 

قالت المجلة: إن الولايات المتحدة أعلنت منذ أيام اكتشاف وجود أسلحة ومتفجرات لحزب الله اللبناني في أوروبا وخصوصا إيطاليا. 

وسيكون الملف في محور زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى روما التي وصلها في 30 سبتمبر/أيلول والذي سيطلب من الحكومة الإيطالية حظر المنظمة التي وصلت أذرعها إلى إيطاليا (بفضل المافيا). 

واستنادا إلى التغريدة الأخيرة على موقع تويتر، والتي أثار بها مجلس الأمن القومي الأميركي مسألة أنشطة حزب الله في أوروبا، تشير المجلة إلى وجود عنصرين واضحين.

 الأول، يتمثل في تطابق وجهات النظر بين وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض في تحديد إيران ووكلائها على أنهم التهديد الرئيسي لاستقرار الشرق الأوسط، لا سيما بعد توقيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين (والضوء الأخضر السعودي). 

أما العنصر الثاني، فيتعلق بالملف الإيراني الذي سيكون محوريا لمحادثات بومبيو في روما، حيث يلتقي رئيس الوزراء جوزيبي كونتي بعد أن التقى وزير الخارجية لويجي دي مايو.

وأكدت المجلة أن مطلب واشنطن واضح وهو إنهاء التمييز بين الذراع السياسية والعسكرية للحركة اللبنانية الموالية لإيران وتصنيف المنظمة بأكملها على أنها إرهابية. 

وكانت ألمانيا أول من حظر جميع أنشطة حزب الله في أبريل/نيسان 2020. وبفضل هذه الخطوة التي وضعت حدا لبعض الالتباسات، عززت برلين موقفها تجاه واشنطن كمفاوض موثوق به مع طهران.

وفي أواخر سبتمبر/أيلول 2020، كشف السفير ناثان سيلز، منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأميركية أن "حزب الله نقل منذ عام 2012 كميات كبيرة من نترات الأمونيوم المستخدم في صنع القنابل من بلجيكا إلى فرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا''، موضحا أن "الهدف من تخزينها هو تنفيذ عمليات إرهابية كبيرة كلما رأى أسياده في طهران ذلك ضروريا".

وصرح أيضا بأنه "تم اكتشاف أو تدمير مخازن مهمة من نترات الأمونيوم في فرنسا واليونان وإيطاليا"، مشددا على أن الولايات المتحدة لديها "سبب للاعتقاد بأن هذا النشاط لا يزال مستمرا". 

ومنذ عام 2018، كان يُعتقد أن مخازن نترات الأمونيوم لا تزال موجودة في جميع أنحاء أوروبا، "ربما في اليونان وإيطاليا وإسبانيا".

أنشطته في أوروبا

وبدوره، أوضحت متحدثة باسم الخارجية الأميركية للمجلة الإيطالية أن "تورط حزب الله في مؤامرة إرهابية وأنشطة أخرى في أوروبا في السنوات الأخيرة موثق جيدا، بما في ذلك استخدامه نترات الأمونيوم لإعداد عبوات ناسفة". 

واستشهدت الدبلوماسية في حديثها للمجلة ببعض الأمثلة: "في وقت سابق من نهاية سبتمبر/أيلول، أدانت محكمة بلغارية عنصرين من حزب الله غيابيا لدورهما في تفجير بورغاس 2012 الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وسقوط عشرات الجرحى".

 كما أدين أعضاء من حزب الله في محاكم قبرصية في عامي 2012 و2015  للتورط في عمليتين منفصلتين، تعلقت إحداها بتخزين أكثر من ثمانية أطنان من نترات الأمونيوم.

وفي عام 2015 أيضا، ألقت سلطات المملكة المتحدة القبض على عميل لحزب الله بتهمة تخزين 12500 عدة إسعافات أولية في مرآب بلندن، تحتوي على أكثر من ثلاثة أطنان من نترات الأمونيوم".  

من جانبهما، ردت فرنسا وإسبانيا على ما كشف عنه السفير سيلز بالادعاء بأنه لا يوجد دليل على ذلك ولكنهما لم ينكرا أن المنظمة اللبنانية نقلت وخزنت نترات الأمونيوم على الأراضي الأوروبية في الماضي. بينما لم يصدر أي رد رسمي من إيطاليا.

وبخصوص نشاط المنظمة على الأراضي الإيطالية، لفتت المجلة إلى أنه عندما يتعلق الأمر بمتفجرات حزب الله في إيطاليا، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن ماحدث قبل 10 سنوات، وبالتحديد في عام 2010 ، عندما تم اكتشاف سبعة أطنان من المواد المتفجرة  T4، كانت متجهة لحزب الله داخل حاوية سفينة راسية في ميناء جويا تاورو. 

كما احتوت الشحنة على متفجرات استخدمت في المذابح التي ارتكبتها المافيا عامي 1992 و 1993، والتي قُتل فيها القاضيان جيوفاني فالكوني وباولو بورسيلينو. بالإضافة إلى استخدامها في الهجمات في ميلانو وروما وفلورنسا، وتسببت أيضا في كارثة مدينة أوستيكا والمجازر في محطة بولونيا و محطة ''رابيدو 904''.

وفي عام 2015، أجرت السلطات الإيطالية تحريات، بتنسيق من المدعي العام أنطونيو ريناودو، وبالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي ويوروبول أيضا، حول قيام حزب الله بعمليات غسيل أموال في أقاليم بيدمونت و ليغوريا وتوسكانا.

الأشهر الأخيرة 

ذكرت المجلة أنه بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2020، تم إيقاف سفينة بانا التي ترفع العلم اللبناني، في ميناء جنوة بعد الإبلاغ عن شحنها لدبابات ومدافع رشاشة وأسلحة حربية أخرى من ميناء مرسين التركي لقوات فايز السراج بليبيا، وفق قولها.

 وكشف موقع "أوبن فاكتو" عن وجود علاقة محتملة بين مالك السفينة والمواطن اللبناني علي أبو مرعي، الذي انتهى تحت عقوبات أميركية بين عامي 2015 و 2017، بسبب الدعم اللوجستي لتجار المخدرات المرتبطين بحزب الله.

وفي يوليو/تموز 2020، صادرت الشرطة المالية الإيطالية بمدينة ساليرنو، 84 مليون قرص كبتاجون (مخدر)، بدت في البداية من إنتاج تنظيم الدولة.  

ولكن، وفقا لما كشفت عنه مجلة فورميكي، "لا يمتلك التنظيم قدرات تقنية (مواقع إنتاج وإمكانيات لوجستية) لإنتاج كميات معينة  وأيضا  لأن حزب الله هو المهيمن على  سوق المخدرات في الشرق الأوسط، وهو الأكثر تنظيما على مدار عقد من الزمان على الأقل في هذه الصفقات". 

وأيضا في هذه الحادثة، تم افتراض دور مافيا "ندرانجيتا" التي، كما أفادت صحيفة إيل مانيفاستو، تعتبر المنظمة الإجرامية الإيطالية الأبرز في هذا المجال، حتى في إقليم كامبانيا، حيث تتحكم وتركز مافيا الكامورا في الوقت الحالي نشاطها في سوق الكوكايين".

في الختام، ترى المجلة أن الإدارة الأميركية تغيرت لكنها تركت وراءها إحراجا يتعلق بحزب الله تسبب فيه الرئيس السابق باراك أوباما بطلبه غض الطرف عن عمليات تهريب الحزب حتى لا يثير غضب طهران بعد أسابيع قليلة من توقيع خطة العمل المشتركة الشاملة. 

ومنذ انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي، تصاعد الضغط على حزب الله وإيران. 

لذلك تنقلب الأمور اليوم، لأن الضغط على وكلاء طهران (أي احتواء التوسع الإيراني) يمكن أن يمهد الطريق للمفاوضات من أجل اتفاقية جديدة ويظهر ذلك جليا في الموقف الألماني. هل ستختار إيطاليا أن تحذو حذو ألمانيا؟ تتساءل المجلة.