مشكلة إقليم "قره باغ" بين أذربيجان وأرمينيا.. ما موقف إيران؟

12

طباعة

مشاركة

انتقدت وكالة الأناضول الرسمية التركية تجاهل وسائل الإعلام والصحفيين في إيران "30 عاما من الاضطهاد في إقليم قره باغ الجبلي الذين يهاجمون  أذربيجان، بينما تستمر عدوانية أرمينيا".

ونشرت "الأناضول" مقالا للكاتبين مصطفى مليح أهيسهالي وعبد السلام سليمي بوور قالا فيه: "التزم بعض الصحفيين والمنظمات الإعلامية الإيرانية الصمت فيما دعم بعضهم أرمينيا في هجومها على الأراضي الأذربيجانية، على الرغم من قرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن".

وتحتل أرمينيا، منذ عام 1992، نحو 20 % من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قره باغ" (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي". 

واندلعت اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين، نهاية سبتمبر/أيلول إثر إطلاق الجيش الأرميني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذربيجانية، ما أوقع خسائر بين المدنيين، وألحق دمارا كبيرا بالبنية التحتية المدنية، بحسب وزارة الدفاع الأذربيجانية.

وردا على "العدوان الأرميني"، نشرت وزارة الدفاع الأذربيجانية، مشاهد توثق تدمير قواتها مستودع ذخائر للجيش الأرميني.

تجاهل تام

ويشير أهيسهالي وبوور إلى أن موقع "أسريران" الإخباري والمعروف بقربه من حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني قد اكتفى بالقول: "إن أذربيجان ترى أن منطقة قره باغ الجبلية تابعة لها، وتنفي أرمينيا ذلك. وقد أعلن الإقليم الجبلي استقلالا، لكن أي دولة لم تعترف بذلك رسميا" دون النظر إلى الحق في المسألة.

كما لم تمتنع قناة "الغالبون" المحافظة التي تشتهر بقربها من الحرس الثوري الإيراني وتتصدر في بث أخبار الحوثيين والحشد الشعبي وحزب الله والمنظمات الإيرانية المماثلة، عن وصف عملية الجيش الأذربيجاني بـ "الحركة العدوانية". 

ولم تتردد بالقول: إن "فضيحة هجوم القوات البرية الأذربيجانية على قره باغ الجبلية تشبه إلى حد بعيد وصمة عار إدارة آل سعود خلال الحرب البرية في اليمن".

وبحسب الكاتبين، فقد حملت صحيفة "اعتماد" ـ المعروفة بقربها من الإصلاحيين ـ تركيا مسؤولية الاشتباكات العسكرية في الإقليم. فيما قالت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري: "إن أنقرة تضيف الحطب على نار حرب يريفان وباكو".

بينما قدم نادي الصحفيين الشباب (YJC) التابع للتلفزيون الإيراني الحكومي تقريره حول الموضوع بعنوان "انتهاك طائرات الهليكوبتر التركية الأجواء الأرمنية".

انتقادات داخلية 

من ناحية أخرى ذكر الكاتبان أن يد الله كريميبور أستاذ في كلية العلوم السياسية بجامعة خوارزمي في طهران، انتقد هذا الموقف في بيان عبر حساب تلغرام.

وقال: "لقد أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أربعة قرارات بالأرقام 823 و854 و879 و884 بشأن احتلال أرمينيا لقرة باغ الجبلية. وفي الجلسة الأولى حضر ممثلو 15 دولة أعضاء في المجلس وصوتوا جميعا لصالح أذربيجان في هذه القضية".

كما ذكر كريميبور أن الإيرانيين ـ لسوء حظهم ـ عالقون في وجهة نظر تقتصر على العرق بشكل منفصل عن واقع التاريخ أو الجغرافيا.

وتابع: أنه "على الرئيس روحاني أن يمثل ضمير جميع الإيرانيين وأن يشعر بمشاعر الشعب الأذربيجاني الذي أسس إيران قبل 519 عاما وأن يندب شهداء قرة باغ. ويجب على طهران أن تقف إلى جانب المواطنين الأتراك الأذريين، وأن تدعم قضية انتماء الإقليم إلى باكو بالاعتماد على الأسس التاريخية."

بدوره، قال خبير العلاقات الدولية الإيراني إحسان حسين زاده، في تدوينة له على حسابه على تويتر: "يجب على الصحفيين (الإيرانيين) الكرام الانتباه، فلا ينبغي أن تتسبب معارضة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إخفاء الحقائق! إن دعمه لأذربيجان في الصراع بين البلدين لا يبيح هجوم أرمينيا (كما تؤكده الوثائق القانونية الدولية) بأي حال من الأحوال".

واختتم الكاتبان مقالهما بالإشارة إلى ما قاله عضو هيئة تدريس كلية الآداب بجامعة تبريز د. محمد رضا يوسف: "تخيل دولة تم احتلال 20٪ من أراضيها وتجاهل قرارات الأمم المتحدة بشأنها لمدة 30 عاما. والآن عندما تكون هذه الدولة (أذربيجان) على وشك استعادة أراضيها، يتخذ الأرمن والفرس موقفا كأنهم مضطهدين".