استيقاظ 3 إمبراطوريات قديمة.. كيف يؤثر على قوى الغرب؟

قسم الترجمة - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة يني شفق التركية الضوء على تصريحات جوزيف بوريل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، والتي تحدث فيها عن بدء عودة عدد من الإمبراطوريات القديمة.

وفي 15 سبتمبر/أيلول، قال بوريل: "ثلاثة من بين هؤلاء هم روسيا والصين وتركيا، وقد جاءت هذه الإمبراطوريات التي كانت عظيمة في الماضي بمقاربات عالمية وإقليمية مما وفر لنا بيئة جديدة".

ويعلق الكاتب في الصحيفة التركية ندرت أرسانيل: بوريل يقول إن روسيا والصين وتركيا "ثلاثة من هؤلاء"، هذا يعني إذا أن هناك آخرين أيضا! لكن دعونا نرى أولا ماذا يمثل هذا الثلاثي للغرب؟ هل يمثل مستقبلا أم عداوة أم تنافسا أم تحالفا؟.

تأطير القوة

وبحسب الكاتب، كان وزير الخارجية الصيني وانغ يي في موسكو في الفترة 10-11 ديسمبر/كانون الأول، وفي نهاية اللقاءات نُشر بيان مشترك، بمثابة إعلان إستراتيجي، وهكذا يمكن أن نرى بسهولة كيف تضع القوتان العظيمتان علاقتهما ضمن السياق الجيوسياسي العالمي. 

ويتابع قائلا: "على الرغم من أن فهم العلاقات بين الصين وروسيا مسألة مهمة جدا إلا أنها لا تحظى باهتمام كبير في تركيا حيث يتم استبعاد مثل هذا الأمر، لكن يمكننا أن نفترض أن هذا سيتغير مع تصريحات بوريل".

ويرى أرسانيل أنه من الواضح أن الإعلان المشترك في ديسمبر/كانون الأول، يرفع العلاقة بين البلدين إلى أعلى مستوياتها في تاريخهم وهو مرحلة جديدة نوعيا في التعاون الإستراتيجي بين الصين وروسيا.

ويضيف: "من الواضح أن الاضطراب العالمي سيكون أقوى، حيث عرض البيان المشترك 12 تصورا رئيسيا للسياسة الخارجية. هذا يوضح لتركيا ليس فقط اتجاه التطورات ـ بما في ذلك تصريحات بوريل ـ بل التطورات نفسها".

ويستطرد الكاتب: هناك اعتراض في البيان المشترك على حملة غربية "تهين وتشوه" دور الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية. هذه الحملة التي تشير إلى أن روسيا لم تنقذ أوروبا بل خانتها أيضا مرفوضة تماما من الصين وروسيا! والسؤال هو: لماذا؟".

أجاب الكاتب: لأن هذه العملية المنهجية التي تقوض دور السوفييت في الحرب الكبرى تتم عادة في بولندا ودول البلطيق حيث تجري معاداة روسيا. وهكذا يتعهد البيان المشترك بأن موسكو وبكين "لن تسمحا لأي شخص بمراجعة نتائج الحرب العالمية الثانية المحددة في ميثاق الأمم المتحدة والوثائق الدولية الأخرى".

نهوض ألمانيا

ويرى أرسانيل أن ما بعد ذلك مثير للاهتمام أكثر، حيث تشير روسيا والصين إلى أن ألمانيا واليابان في مرحلة انتقال تدريجي من الركود إلى العسكرية العدوانية، وحقيقة أن هذه البلدان الأربعة مذكورة في نفس الجملة تصيب بالقشعريرة في ظل الأحداث التاريخية.

ويضيف: "وهكذا، فإنه يمكن فهم سبب رحيل الولايات المتحدة وسحب جنودها إلى وارسو، قلب الستار الحديدي، من ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية".

ولفت الكاتب إلى ضرورة تفكير ألمانيا في تحديد موقفها في المستقبل قصير المدى وكذلك حرص فرنسا الأعمى للمطالبة بقيادة الاتحاد الأوروبي. 

وقال: "نحن بحاجة إلى أن نرى أن ألمانيا ـ التي ستدخل قريبا حقبة ما بعد المستشارة أنجيلا ميركل ـ يمكنها التحول من وضع الانتظار إلى دولة نشطة، ليس فقط كقوة اقتصادية ولكن في النظر بمنظور إستراتيجي وتشكيل النظام العالمي بشكل فعال".

ويتابع: "بالافتراض أن ألمانيا تريد الحفاظ على علاقاتها مع روسيا بالرغم من الولايات المتحدة، يجب أن تتمكن من التحدث بمواجهة موسكو بقوة أكبر".

وهكذا يمكننا القول: إن "الإمبريالية الألمانية بدأت تفتح عينيها بعد 75 عاما، حيث تبذل النخب الألمانية قصارى جهدها في الداخل والخارج من أجل مصالح رأس مال الدولة والتي تشكل عمود البلاد وهذا يشمل الجيش الألماني أيضا".

ويرى الكاتب "أن التوترات الألمانية الأميركية وانسحاب قوات واشنطن من برلين يعملان في الواقع كذريعة لتسريع خطط إعادة التسلح الألمانية".

وفي الواقع هناك زيادات كبيرة في إنفاق ألمانيا على الأسلحة في الآونة الأخيرة. فللوهلة الأولى، يبدو أن سحب ترامب لقواته كان ضد ألمانيا لكن هذا مدعاة للتنبه.

فمن الصعب التكهن كيف سيقيم الشعب الألماني هذا التغيير، لكن يبدو أن الأزمة العميقة للرأسمالية والتوترات الدولية المتزايدة ووباء كورونا يقود النخبة الألمانية إلى نزعة عسكرية لتأمين سلطتها.

تسلح اليابان

ويتابع الكاتب: "بما أن الصين قد وقعت البيان أيضا، فمن الضروري وضع اليابان في الموضع المقابل لها. وهكذا يمكن أن نجد نظيرا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والناتو في آسيا والمحيط الهادئ".

ويتساءل قائلا: "هل هناك تنام في العسكرية اليابانية؟ فمن المعروف أنه بعد هزيمتها الفادحة في الحرب العالمية الثانية، حافظت طوكيو على منظورها السلمي لسنوات".

ومع ذلك، يبدو أن القشرة بدأت في التشقق في السنوات الأخيرة، حيث تم إصدار سلسلة من القوانين الجديدة ومعالجة العقبات الدستورية وتقوية نظام الدفاع. كما ستنفق طوكيو 240 مليار دولار على جيشها بحلول عام 2025، فقد كانت اليابان إمبراطورية مثل ألمانيا.

ويضيف أرسانيل: "بالطبع تم تضمين اتفاقية إسرائيل والإمارات في خطة القرن (الشرق الأوسط) وشرق البحر الأبيض المتوسط ​​وليبيا في هذه الخريطة أيضا. إنه الجزء الثالث ويتم تركيبه".

لكن ما الذي قالته التعليقات والمناقشات حول هاتين الأزمتين على مدى أسابيع للجمهور التركي وفق هذه الخريطة؟.. لا شيء، وفق الكاتب.

ويختم بالإشارة إلى أن "أنظمة القوة السياسية والاقتصادية في العالم دخلت مرحلة هيكلة جديدة وفي هذا الإطار من المهم التركيز على إنشاء آليات تساعد على إعداد قوي في جميع المجالات في تركيا".