خالد الرويشان.. سياسي وأديب يمني اعتقلته "الحوثي" يوما واحدا

آدم يحيى | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

ظهر الاثنين 20 أبريل/نيسان 2020، أفرجت جماعة الحوثي، عن الأديب والسياسي اليمني خالد الرويشان، بعد ساعات معدودة من اعتقاله، وإثر وساطة قبلية، أجراها عدد من مشايخ اليمن والشخصيات الاجتماعية، على رأسهم الشيخ محمد بن علي الغادر.

كانت الجماعة قد اعتقلت السياسي ووزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان فجر الأحد 19 أبريل/نيسان 2020، بعد أن داهمت منزله، بعشرات الأطقم والدوريات العسكرية، ونحو حوالي 150 من عناصر الميلشيا الحوثية.

لم تكتف الحملة التي قادها الحوثي عبدالقادر الشامي شقيق يحيى الشامي المسؤول الأمني للجماعة في صنعاء، باعتقال عضو مجلس الشورى اليمني وترويع أسرته، بل نهبت مقتنيات وأغراض المنزل.

كان الرويشان حالة استثنائية، فقد كان من أشد المعارضين لجماعة الحوثي، لكنه لم يغادر صنعاء، وظل يكتب من منزله على صفحات التواصل الاجتماعي، وينتقدهم ويعارض سيطرتهم على الحكم، منذ انقلابهم في 21 سبتمبر/أيلول  2014.

شبكة مصالح

ومع كونه مقيما في صنعاء منذ الانقلاب، فإن جماعة الحوثي لم تقدم على اعتقاله، لاعتبارات براجماتية، فالرويشان من الشخصيات القبلية التي تنتمي لقبيلة خولان، وتربط جماعة الحوثي بقبيلة خولان شبكة مصالح، منها أن عددا من الوجاهات القبلية من أبناء قبيلة خولان موالون للحوثيين، والاعتداء على الرويشان سوف يؤثر على درجة ذلك الولاء للجماعة.

كما أن بعض أقارب الرويشان يعملون في حكومة الحوثي، في مراكز سياسية حساسة ومهمة، فجلال الرويشان يتبوأ منصب وزير الداخلية في حكومة الحوثي، وكان ضمن وفد الحوثيين في محادثات استوكهولم في ديسمبر/كانون الأول 2018.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الجماعة ترتبط بمصالح مالية مع أحد بني عمومته، وهو الشيخ محمد بن يحيى الرويشان الذي يعد موردا ماليا مهما للجماعة، فهو رئيس مجلس إدارة البنك التجاري اليمني، والوكيل الحصري لعدة شركات عالمية، من بينها شركة "رانج روفر"، و"لاند روفر" للمحركات.

وحسب متابعين، فإن الأسباب التي حالت دون اعتقال الرويشان السنوات الماضية، هي الأسباب نفسها التي دفعت الحوثي للإفراج عنه بعد يوم واحد من اعتقاله.

ثورة الشباب

رغم أن خالد الرويشان كان محسوبا على نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، لكنه وقف مؤيدا لثورة الشباب، وفي كل ذكرى للثورة كان يكتب عشرات المقالات المؤيدة لها.

في الذكرى التاسعة لثورة 11 فبراير/شباط 2011، كتب مقالا هاجم فيه الحوثيين وأنصار الرئيس السابق صالح ومن ينتقدون ثورة الشباب ويحملونها مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في اليمن.

الرويشان قال: "لم أتخيل أن هناك من لا يزال يعتقد أن ثورة الشباب 11 فبراير السلمية هي سبب كوارث ما تعيشه اليمن اليوم.. تخيلوا!،  تتسببون بالحرب الداخلية والخارجية، ثم تتهمون 11 فبراير السلمية، أي منطق هذا؟". 

وأضاف الرويشان: "تتم معاقبة اليمن بالحق وبالباطل، بسبب حماقاتكم، وتُعلن الحرب على اليمن، بسبب مغامراتكم، ويتم تدمير مقدرات البلاد، ثم تقولون إن 11 فبراير السلمية هي سبب كل ما حل باليمن!".

 وتابع الأديب اليمني: "كانت ساحات 11 فبراير بلا سلاح، بينما سلّحتم الجميع حتى الأطفال، وما تزالون تلوُون أشداقكم على 11 فبراير وتحمّلونها المسؤولية، 11  فبراير السلمية كانت لحظة شعب رائعة ومهيبة لا تتكرر بسهولة في حياة الشعوب..".

عاصفة الحزم

كان الرويشان من المعارضين للعملية العسكرية التي أطلقتها السعودية بحجة استعادة الشرعية، وزادة حدة هجومه عليها، في السنوات الأخيرة، كما أنه كان أحد الناجين من الغارة العسكرية التي التي نفذتها الطائرات السعودية على الصالة الكبرى في صنعاء، والتي استهدفت مجلس عزاء الرويشان، وراح ضحيتها نحو 150 قتيلا، وأكثر من 550 جريحا.

الرويشان هاجم الحوثي وتحالف السعودية والإمارات، كما هاجم الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهاجم الإمارات والمجلس  الانتقالي الذي نفذ عملية انقلاب في عدن أغسطس/آب 2019.

وكان آخر منشور كتبه على صفحته في الفيس بوك ينتقد فيه الشرعية اليمنية والسفارة اليمنية في الرياض تحديدا.

أديب وشاعر

خالد عبدالله صالح الرويشان، من مواليد عام 1961 في مديرية خولان التابعة لمحافظة صنعاء، درس بكالوريوس إدارة أعمال في مصر ، وتخرج عام 1987 من جامعة القاهرة.

يعد أديبا وشاعرا وسياسيا يمنيا، كما يعد أحد المثقفين اليمنيين، كتب مئات المقالات، ويتابعه على صفحته بفيسبوك أكثر من 400 ألف متابع، ويعد شخصية مؤثرة وصانع وعي لدى شريحة واسعة من الشباب.

له ديوان ثقافي يعقده في بيته، والدعوة فيه مفتوحة بشكل يومي لمن يرغب بالحضور من الشباب، وتنعقد فيه فعاليات ثقافية وحوارات سياسية وفنية، ويمتلئ ديوانه بمئات المقتنيات والتحف واللوحات الفنية النفيسة، من بينها مقتنيات خاصة بالفنانة الراحلة أم كلثوم، الذي كان أحد المعجبين بها.

تمكن الرويشان في سنوات سابقة من الحصول على بعض مقتنيات كوكب الشرق من بينها فستانها في إحدى حفلاتها الفنية وشنطة يدها ودفتر شيكاتها وبعض المقتنيات الأخرى التي تعود للراحلة.

وزيرا للثقافة

تولى الرويشان عدة مناصب حيث عمل مديرا للشؤون الإعلامية والثقافية في مكتب رئاسة الجمهورية من الفترة 1987 وحتى 1966.

ومنذ عام 2003 تم تعيينه رئيسا عاما للهيئة العامة للكتاب حتى عام 2003، وفي عام 2003 تم تعيينه وزيرا للثقافة والسياحة في حكومة عبد القادر باجمال حتى عام 2006.

تم تعيينه وزيرا للثقافة منذ عام 2004 وحتى عام 2007، وفي 2005 بعد توليه منصب وزير الثقافة بنحو عام، تم اختيار صنعاء عاصمة للثقافة العربية، وحسب مهتمين، فإن الفعاليات العربية التي تم تدشينها في صنعاء، قد تم إدارتها باقتدار وتميز، حيث تم استضافة 1980 مثقفا يمنيا و470 مثقفا عربيا، وتم تكريم 165 مثقفا وفنانا من اليمن والوطن العربي، وتم تسليمهم تذكار صنعاء عاصمة الثقافة العربية.

أما الفعاليات الثقافية فقد تجاوزت 700 فعالية خلال ذلك العام، وبلغ عدد الكتب التي أصدرتها وزارته نحو 500 عنوان، وهو عدد استثنائي، مقارنة بالأعوام السابقة واللاحقة التي أصدرت فيها وزارة الثقافة كتبا.

عبد العزيز جباري مستشار رئيس الجمهورية ونائب رئيس مجلس النواب، كتب تدوينة على الفيس بوك عقب اعتقال الرويشان قائلا: "في عهده ازدهرت الثقافة والفنون بشكل لافت، ففي ذمار مثلا اكتشفنا مواهب في كل المجالات الثقافية، وكان الرويشان يخطو نحو ذلك بافتتاح مركز للفنون باسم بيت الفن. ومكتبة عامة باسم الشاعر الكبير عبد الله البردوني".