#لبنان_ينتفض مجددا.. دعوة للإضراب بالتزامن مع انتهاء مهلة الحريري

بيروت - الاستقلال | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تصدر هاشتاج "#لبنان_ينتفض" من جديد على مواقع التواصل الاجتماعي، مع مواصلة المتظاهرين وسط بيروت الدعوات لاستمرار الإضراب العام والاحتشاد، رغم الحديث عن توافق حكومي على ورقة إصلاحات، يعرضها سعد الحريري على وزرائه قبل انتهاء مهلة الـ72 ساعة.

وتواصلت الاحتجاجات، منذ الخميس الماضي، في مختلف مدن ومناطق لبنان للمطالبة بإزاحة كل رموز الطبقة السياسية عن الحكم، واعتماد إجراءات لمكافحة الفساد وإعادة الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة. 

من جهته، دعا الاتحاد العمالي العام في لبنان إلى الاستمرار في الإضراب العام والمشاركة بالاعتصامات في جميع أنحاء البلاد حتى إسقاط ما وصفها بالسلطة الفاسدة. ويتجمع المتظاهرون في العاصمة بيروت بمحيط القصر الحكومي بساحة رياض الصلح، إضافة إلى ساحة الشهداء.

أحلام مغدورة 

شرع المتظاهرون مبكرا في قطع الطرق الرئيسية لمنع الموظفين من التوجه إلى أعمالهم، في وقت تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لمقاطعة شركات ومؤسسات دعت موظفيها للالتحاق بمكان عملهم.

وأبقت المصارف والجامعات والمدارس أبوابها مقفلة، غداة مظاهرات كبرى جرت في وسط بيروت ومدن عدة من شمال البلاد حتى جنوبها، تخللتها احتفالات وهتافات مطالبة برحيل الطبقة السياسية بأكملها. وانصرف متطوعون في وسط بيروت صباحا إلى جمع القمامة من الشوارع، مرتدين الكمامات والكفوف.

وتعتبر هذه التحركات غير مسبوقة على خلفية مطالب معيشية في بلد صغير تثقل كاهله المديونية والفساد والمحاصصة الطائفية. 

وقال الأديب اللبناني فارس خشان: "مع اللبنانيين، مرة جديدة بعد ١٤ سنة، دعما لأحلامهم المغدورة، ووحدتهم المرجوة، ومطالبهم المحقة، في الساحة التي تبقى للحرية عنوانا .#لبنان_ينتفص" 

ونشرت مراسلة قناة "فرانس 24"، كارمن جوخدار، صورة لها وسط المظاهرات وكتبت: "بعتقد كان واحد من أصعب الأيام بسنين العمل الصحافي.. بس على الأكيد كان من أحلى أيام حياتي.. كنت كتير مشتاقة حس انو عندي وطن.. كمية التعب والحب لكل المشاركين صعبة تنقلهم الصورة #لبنان_يثور #لبنان_ينتفص".

وغرد مدير قناة "الجزيرة" السابق ياسر أبو هلالة، قائلا: "#لبنان_ينتفص موجة بلغت مداها؟ تستطيع الدخول في معركة مع الجيش وحزب الله؟ النجاح الحقيقي للانتفاضة الثورة هي أول استحقاق انتخابي، عندما لا ينتخب الشيعي حزب الله وأمل، ولا ينتخب السني المستقبل، ولا ينتخب المسيحي عون وجعجع، ولا ينتخب الدرزي جنبلاط. هذا هو النظام الذي هتفوا لإسقاطه".

ودونت الإعلامية اللبنانية شنتال سرور على حسابها في "تويتر" قائلة: "#صباح_الخير وحدوا مطالبكم حتى تنتصر ثورتكم #لبنان_ينتفص". 

الكاتبة اللبنانية رحاب ضهر، وضعت صورة توضح حجم الاعتصام في أحد الميادين اللبنانية، وعلقت: "الصورة تنطق تتكلم #لبنان_يثور #لبنان_ينتفص #كلن_يعني_كلن".

غياب الطائفية 

ونزل عشرات آلاف اللبنانيين إلى الشوارع وصبّوا جام غضبهم على النخبة السياسية، في تحد نادر للعائلات السياسية من مختلف الطوائف وأمراء الحرب الذين يقول هؤلاء إنهم أوصلوا البلاد إلى حد الخراب.

وفي مؤشر لتصاعد حجم النقمة الشعبية، بدا لافتا خروج مظاهرات غاضبة في مناطق محسوبة على تيارات سياسية نافذة، أحرق ومزق فيها المتظاهرون صورا لزعماء وقادة سياسيين، رافعين الأعلام اللبنانية لا الحزبية، ومطالبين بكسرة خبز ولقمة عيش بعيدا عن الانتماءات والحسابات الطائفية الضيقة.

وفي غضبة اللبنانيين التي عاشتها شوارعهم طيلة الأيام الماضية، لم يسلم أي زعيم، مسيحيا كان أو مسلما، من غضب المحتجين، في استعراض نادر للوحدة في بلد تمزقه الطائفية وتتحكم في مفاصله السياسية وتحدد أسقف مواقفه وتحركاته.

وفي غضبتهم أيضا، تجاوز اللبنانيون سقوف الأزمة الاقتصادية التي حركتهم في يومهم الأول، وامتدت خطاباتهم وشعاراتهم ومواقفهم إلى النظام السياسي الذي يحكمهم ويتحكم في مصائرهم طيلة عقود من الزمن. تشي هتافات اللبنانيين وشعاراتهم بتمرد واضح على النظام السياسي الذي أفرزته الحرب الأهلية وتواضع عليه سياسيو لبنان في الفترة اللاحقة عليها. 

وكتبت الصحفية اللبنانية نانسي الفاخوري: "أمروا #الجيش_اللبناني بفتح الطرقات! انتبهوا يا شباب خليكن واعيين وما تخافوا، هنّي حاطين الجيش بالواجهة لانو مفلسين ما عندن شي بقا يسيطروا فيه علينا... اشلحوا ثياب الطائفية وخليكن شعب #لبنان وبسّ! #لبنان_ينتفص". 

ونشر رجل الدين المسيحي فادي ضو، صورا للمظاهرات وعلق عليها: "فخور بهالأصدقاء والملايين اللي هني عم يصنعو #لبنان_الجديد. أما أصدقائي (؟) اصحاب نظريات المؤامرة بدي قلن إنو هني كمان رح يستفيدو من التغيير اللي غيرهم عم يضحي كرمالو، بس لازم يعرفو إنو منسوب نظريات المؤامرة يرتفع كلما انخفض الذكاء والوعي الحضاري والقيمي! #لبنان_ينتفص #الثورة_تنتصر". 

وقالت الإعلامية اللبنانية هناء حمزة على حسابها في "تويتر": "لمن يسأل من يدفع مصاريف هذه الثورة النظيفة عليه أن يسال عن الأموال المنهوبة  ويطالب باستردادها #لبنان_يثور #لبنان_ينتفص".

وغرد الإعلامي اللبناني زياد حلبين قائلا: "بعيدا عن المتخلفين الذين يرون #لبنان بصورة نمطية بصورة جميلات يتقدمن الصفوف فقط، وهو أمر مشرف بحد ذاته، فإنه نقطة ضوء حضارية وثقافية تزيح قليلا من عتمة هذا الشرق النازف أبدا. #لبنان_ينتفص #لبنان__يثور #لبنان_ثورة #لبنان_للبنانيين #بنحبك_يا_لبنان".

وانضم المذيع اللبناني نيشان إلى المظاهرات، وأذاع مقطعا مصورا له وسط المتظاهرين، وعلق: "الساعة الخامسة فجرا في جلّ الديب! الطريق مقطوع! ما زال #لبنان__ينتفض".

وتعد تجمعات اليوم  الأكبر من حيث الحشود منذ بدء التحرك، وتأتي قبيل انتهاء مهلة حددها رئيس الحكومة سعد الحريري لأطراف حكومته من أجل التوافق على ورقة اقتصادية عكف على إعدادها في اليومين الأخيرين.

وابتكر المتظاهرون شعارات لكل زعيم سياسي، وغالبيتها تتضمن كلمات بذيئة، حتى إن البعض حوّلها إلى مقطوعات موسيقية تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولم تستثن الهتافات أي زعيم سياسي.

ودعما لحركة الاحتجاج في بلدهم الأصلي، تجمع في العاصمة الفرنسية باريس مئات اللبنانيين المقيمين هناك. وقال المتظاهرون: إنهم خرجوا تعبيرا عن تضامنهم مع مواطنيهم في لبنان، ورددوا هتافات تؤكد عزمهم مواصلة الاحتجاج حتى تلبية مطالبهم، كما رفعوا شعارات تطالب بالتغيير ومحاربة الفساد بجميع أنواعه، وبإقامة دولة مدنية.