مجلة فرنسية: هجمات أرامكو تمنح شركات غربية وإسرائيلية فرصا ذهبية

12

طباعة

مشاركة

قالت مجلة "إنتليجنس أون لاين": إن الهجمات التي تعرضت لها منشآت النفط التابعة لشركة "أرامكو" السعودية في بقيق وخريص شرقي المملكة، وتمت بصواريخ كروز وطائرات بدون طيار، أجبرت الرياض على التسوق من أجل الحماية في مواجهة هجمات أخرى.

وأشارت المجلة الفرنسية إلى أن هواتف شركات الدفاع الغربية لم تتوقف عن الرنين في أعقاب الهجمات على منشآت أرامكو في بقيق وخريص. وقالت: "فضلا عن اضطرارها للتعامل مع الأضرار المادية التي تسبب فيها الهجوم، تتطلع الرياض الآن وبشكل عاجل للحصول على حلول تطمئنها أن هذا السيناريو لن يتكرر مرة أخرى".

وفي 14 سبتمبر/أيلول الماضي، بثت قناة Warthog Defense المهتمة بأحدث الأخبار في مجال الدفاع العسكري تقريرا حول فشل أنظمة باتريوت في السعودية وأثناء حرب الخليج وغزو العراق.

وتأكد خلال حرب اليمن التي يخوضها التحالف السعودي الإماراتي منذ مارس/آذار 2015، النتيجة ذاتها التي وصل إليها الخبراء منذ 16 عاما، حيث يتتابع فشل صواريخ باتريوت في التصدي لاستهداف جماعة الحوثي المسلحة المدعومة من إيران للعمق السعودي.

وقد رأت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في يونيو/حزيران الماضي، أن هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيرة كشفت نقاط ضعف في الدفاعات الجوية لدى السعودية التي تعتمد نظام باتريوت الأمريكي، وتعد ثالث أكبر دولة في العالم من حيث الإنفاق العسكري.

فشل دفاعي

وقالت "انتليجنس أون لاين" إنه: "رغم أن منشآت أرامكو تم الدفاع عنها من خلال 3 أنماط مختلفة من نظم الدفاع الجوي، ومن بينها صواريخ الدفاع الجوي الأمريكية Patriot PAC-2، إلا أنها فشلت في رصد الهجوم في الوقت اللازم، لوقف 3 طائرات مسيرة محملة بمتفجرات تضرب المنشآت في بقيق، و3 صواريخ كروز تضرب خريص".

ومضت تقول: "بطاريات باتريوت أرض جو من لوكهيد مارتن، ونصف دستة من نظم شاهين من تاليس ورينميتال سكاي غارد، المثبتة الآن في موقع بقيق، لا تتلاءم مع الصواريخ والطائرات المسيرة ذات الارتفاعات المنخفضة".

وتابعت: "أيضا، رغم كل الأموال التي استثمرتها الرياض على برامج تدريب مكلفة، فإن المملكة تفتقر إلى مهندسين محليين لديهم المهارات اللازمة لتشغيل المعدات على أفضل وجه. ووعدت واشنطن بإرسال مهندسين أمريكيين إلى السعودية لمساعدتهم".

وكان المعلق العسكري في صحيفة "غازيتا رو"، ميخائيل خوداريونوك، انتقد في مقال له، وحدات الدفاع الجوي السعودي، مشيرا إلى أن باتريوت في يد غير كفء، ودون تنظيم مناسب لن تكون المنظومة قادرة أبدا على إظهار الخصائص التي أعلنها الصانع.

وقال: إنه تم استخدام رادارات وأسلحة نارية غير كافية لتغطية مواقع الشركة السعودية أرامكو؛ ولم يتم إدخالها في أي نظام متكامل؛ والمناوبة القتالية نظمت بتجاوزات كبيرة؛ وتدريب الكادر عمليا دون المستوى. 

وأردفت المجلة الفرنسية: "قبل الهجمات، شرعت السعودية بالفعل في مشاورات للحصول على نظم مضادة للطائرات المسيرة كمعدات رصد وتشويش إشارات، وعرضت شركات أجنبية منتجاتها بالفعل للجيش السعودي على أمل الفوز بجزء من مليار دولار خصصتها للبرنامج".

حلول مقترحة

وتابعت: "رايثون وتاليس وغيرهما يشكلون حلا. في أعقاب الهجمات، لجأت الرياض إلى موردين من أجل مشروعات أكبر وأكثر طموحا".

وأشارت إلى أن رايثون الرائدة اقترحت نظاما للتحذير المبكر والتحييد المبكر للطائرة بدون طيار، وإذا كان ممكن أيضا السيطرة عن بعد على الطائرات المسيرة للعدو، رغم أن بعض تلك الطائرات ليست بحاجة للاتصال بمصدر خارجي إذا كانت وجهتها مبرمجة قبيل انتشارها.

وأضافت المجلة: "أيضا، استدعت الهجمات تسريع توقيع لوكهيد دمج أجزاء رايثون وبوينغ في منظومة دفاع في المناطق ذات الارتفاعات العالية الطرفية (THAAD)".

وأشارت إلى أن المقاول من الباطن SAIC يجهز نظام التشغيل التكتيكي القابل لإعادة التشكيل لـ THAAD، كما كان مع باتريوت.

وبحسب تقرير المجلة، فإن تاليس الفرنسية تروج لحلول مخصصة، بينما شركات أخرى تتقدم (بالعروض).

وتابعت: "بعض الإستراتيجيين السعوديين يشيرون إلى أن هناك حل إقليمي للحماية من هذه الهجمات مثل القبة الحديدية المزدوجة الإسرائيلية، التي تم تطويرها بشكل مشترك من قبل رايثون ورافائيل الإسرائيلية".

أضافت المجلة: "لأن هذه العقود كانت استجابة لطوارئ أمنية وسياسية، فقد منحت ميزانية طارئة، بما يعني أنها لم تكن ضمن عمليات مشتريات الدفاع التي كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وضعها موضع التنفيذ".

وأردفت: "في مثل هذه الحالات، يمكن لوزارة الدفاع شراء العتاد من الشركات الأجنبية، والتفاوض على صفقة تعويضية مع هيئة الصناعات العسكرية السعودية والهيئة التي تشرف عليها وهي الهيئة العامة للصناعات العسكرية".

واختتمت المجلة بقولها: "سيكون ذلك ميزة إضافية لشركات الدفاع مثل رايثون وتاليس، اللتين وجدتا صعوبة في الانتهاء من اتفاقيات مع الهيئتين".

صواريخ باترويت

وتعتمد قوات الدفاع الجوي السعودية الملكية بشكل كبير على صواريخ "باتريوت باك -2"، وهو نظام تم تطويره في أواخر الثمانينيات، وتعمل هذه الصواريخ على "تجزئة الانفجار" وهي تقنية تعتمد على تدمير الصواريخ القادمة، ونشرها فوق منطقة، لتبدو كأنّها مثل قذيفة تنطلق من بندقية -بحسب قول محللين عسكرين لوكالة "أسوشييتد برس"-.

كما أن المملكة لديها أيضا صواريخ "باتريوت باك -3"، مصممة لضرب الصواريخ القادمة مباشرة، وقد أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببيع تلك الصواريخ التي قُدرت مبيعاتها، في عام 2015، بمبلغ 5.4 مليارات دولار.

وجاء تعاقد السعودية مع أمريكا على شراء الباتريوت بعد سبعة أشهر من دخولها في حرب اليمن، حيث وقعت اتفاقا مع الحكومة الأمريكية لشراء 320 صاروخا إضافيا من طراز باتريوت باك-3 التي تصنعها لوكهيد.

وبالرغم من تأكيدات الخبراء العسكريين خلال سنوات الحرب في اليمن على فشل منظومة الدفاع الجوي الأمريكية الصنع التي تستعملها السعودية "باتريوت"، إضافة إلى التحذيرات الروسية من عدم مطابقتها للمواصفات، وامتناع بعض الدول عن استيرادها، إلا أن السعودية تصر على الاستعانة بها، إذ أعلنت واشنطن أنها سترسل دفاعات تعزيزية إلى المملكة استجابة لطلب الرياض.