يوم استثنائي.. حفاوة واسعة بعمليات بطولية في فلسطين أوقعت 3 قتلى إسرائيليين

12

طباعة

مشاركة

بارك ناشطون على تويتر، العمليات الفدائية البطولية التي وقعت في الأرض الفلسطينية المحتلة على مدار الساعات الأخيرة، وأسفرت عن مقتل مستوطنين إسرائيليين، ردا على تصعيد الاحتلال استفزازاته واقتحاماته وتدنيسه للمسجد الأقصى منذ بداية شهر رمضان.

مركز المعلومات الفلسطيني "معطى" رصد 60 عملًا مقاوما بالضفة والقدس والداخل خلال يوم 7 أبريل/نيسان 2023، أبرزها 16 عملية إطلاق نار، وإلقاء عبوات ناسفة وزجاجات حارقة، واندلاع مواجهات، أدت لمقتل 3 مستوطنين وإصابة 8 آخرين.

ووقعت عملية إطلاق نار أدت إلى مقتل مستوطنتين إسرائيليتين وإصابة ثالثة وصفت حالتها بالخطيرة قرب حاجز الحمراء، الواصل بين أريحا ونابلس، شمال شرق الضفة الغربية، في منطقة غور الأردن.

كما قتل شخص -قالت هيئة البث الإسرائيلي إنه سائحا إيطاليا-، وأصيب 4 آخرون إثر عملية مزدوجة بإطلاق نار ودهس في كورنيش تل أبيب؛ نفذها عربي يحمل الجنسية الإسرائيلية، من بلدة كفر قاسم (شمال). 

وأصيب جندي (إسرائيلي) في عملية إطلاق نار استهدفت نقطة عسكرية قرب مفترق جبع بالقدس المحتلة، كما اندلعت مواجهات عنيفة في مختلف أحياء البلدة القديمة.

وبدورها، عّدت فصائل فلسطينية منها حركة المقاومة الإسلامية حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، وحركة المجاهدين، أن عملية تل أبيب جاءت ردا على "جرائم" إسرائيل بحق المسجد الأقصى والفلسطينيين.

الناشطون على تويتر، أعربوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #عملية_تل_أبيب، #تل_أبيب، وغيرها، عن سعادتهم بالعمليات النوعية، وامتنانهم لكل فعل مقاوم يوجع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدوا أن تلك العمليات تثلج الصدور خاصة أنها تأتي بعد سيل من التنكيل بالمرابطين والمعتكفين في المسجد الأقصى وتصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها له واعتقالاتها للمستوطنين وهجومها الوحشي عليهم.

وسخر ناشطون من مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بسط سيطرته الأمنية على الضفة، مشيرين إلى أن العمليات البطولية وقعت في الوقت الذي أمرت فيه القيادة العسكرية الإسرائيلية بتعزيز القوات الأمنية في الضفة الغربية.

يوم استثنائي

وتفاعلا مع الأحداث، قال الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، إنه هذا يوم استثنائي في تاريخ الشعب الفلسطيني، توحد فيه الشعب على نُصرة المسجد الأقصى رغم تباعدها الجغرافي.

وأشار إلى أن غزة افتتحت باكورة الرد على العدوان ثم تبعها الشتات الفلسطيني من لبنان ثم وضعت الضفة الغربية بصمتها القوية ليأتي مسك الختام في قبل عاصمة الإرهاب "تل أبيب" بتوقيع من فلسطينيي الداخل المحتل.

وأضاف أبو سلمية: "قد لا يُدرك البعض أهمية ذلك، لكن الشعب الفلسطيني يعرف جيدًا ماذا يعني هذا"، موضحا أن هذا يعني أن 75 عاما من محاولات "إسرائيل" تقسيم الشعب الفلسطيني جغرافيا وسياسيا واجتماعيا قد سقطت إلى غير رجعة منذ معركة سيف القدس قبل عامين.

وأعرب الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، عن سعادته بالعمليات، قائلا إن رصاص البطولة يصدح في تل أبيب.

وسخر من ظن الغزاة أن شراسة القمع ستوقف المدّ المقاوم، مؤكدا أن الرجال يفاجئونهم بجرأتهم وبطولتهم، وأن الشعب الفلسطيني لا يعرف الاستسلام، ومئة عام تؤكد ذلك.

وتابع: "جيل يورّث الراية لجيل، والنصر هو الختام؛ بإذن الله.

وأكدت الصحفية آية أبو طاقية، أن كل المدن الفلسطينية أعلنت عن هوية أصيلة، واختيار أصيل يستحيل أن تنهيه كثرة سنوات الاحتلال، مشيرة إلى أن التاريخ يؤكد أن كل الطرق تؤدي إلى فلسطين ما دامت محمّلة بالبارود. وأشاد علي وليد كنعان، بعملية تل أبيب، قائلا: "لا مجد اليوم إلا للرصاص لا مجد إلا لرجال المقاومة". وأثنى الصحفي وائل أبو عمر، على العملية، قائلا: "ولا تزال تل أبيب تحت مرمى ضربات المقاومة".

وأكد محمد الأزهر عسلية، أن مرمطة تل أبيب أسهل على المقاومة من شربة ماء.

وقال الباحث في الشؤون القانونية والسياسية صالح أبو عزة: بتنام ساعتين ترتاح بتفيق؛ بتلاقي عملية فدائية في "تل أبيب"، وعمليات متواصلة لكتيبة جنين التابعة لسرايا القدس ضد الحواجز العسكرية في جنين، وعمليات لكتائب شهداء الأقصى ضد حواجز الاحتلال في نابلس، مؤكدا أن هذه ليالي مُباركَة يُعوّل عليها.

دلالات العملية

ورأى ناشطون أن العمليات تؤكد أن الأمن الإسرائيلي هش ومخترق من الشعب الفلسطيني، معربين عن سعادتهم من قدرت العمليات على توجيه الصفعات للكيان المحتل.

وأشار الباحث في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر، إلى وجود حالة غير مسبوقة من تردّي أمن الاحتلال، واستنزاف لقواته في مختلف الأراضي المحتلة، وحدودها الخارجية، وسط استقطاب داخلي.

وأكد أن ذلك قد يمنح المقاومة فرصة لتكثيف ضرباتها على مختلف الجبهات، قائلا: "الاحتلال ليس قوة خارقة، بل قابلا للتهديد والضغط، صحيح أنه يمتلك قوة فتاكة، لكن كل قوة لها حدود، مهما بلغت!".

ورأى السياسي الدكتور فايز ابو شمالة، أنه ليس مهماً إن كان القتيل في تل أبيب سائحاً إيطالياً أو كان مجنداً صهيونياً، وإنما المهم هو انعدام الأمن وسط تل أبيب، موضحا أن الأمن هو ركيزة الوجود الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية وانعدامه يعني تفكك هذا الكيان، وزواله.

ووصف كل عربي وفلسطيني يعطي العدو الأمن، أو يعطيه وعداً بالأمان، بأنه "مجرم".


وأكد المغرد أبو حمزة، أن عملية الأغوار وعملية تل أبيب المزدوجة الضربة التي قسمت نتنياهو وحكومته وجيشه نصفين.

وأشار إلى أنه في الوقت الذي خرجت به إسرائيل لتستعيد ردعها وتوقف الخطر القادم إليها، جاءت العمليات لتقول أنتم أضعف مما تتصورون، وتعطينا قراءة أن إسرائيل ليست كما السابق تتآكل داخليا وخارجيا ووجوديا.

وأكد علي عطية، أن عمليات قتل الأمن الإسرائيلي داخل الأراضي المحتلة تزرع الرعب في قلوب المستوطنين الصهاينة وتدفعهم للرحيل عن فلسطين.

وقال المحامي أحمد توفيق جحاف، إن فلسطينيي 48 يلقنون الاحتلال الإسرائيلي درسا قاسيا وسط مدينة تل أبيب المحتلة، انتقاما لأحداث المسجد الأقصى المبارك، إنها البداية إنها الشرارة إنهم أصحاب الأرض الأصليين فلسطيني ال48.

وأكد الكاتب رضوان الأخرس، أن عملية تل أبيب نوعية جدا، بسبب توقيتها حيث إنها كما عملية الأغوار جاءت في ذروة استنفار الاحتلال وتأهبه وحشده لقواته وفي فترة أعياده، وفي الوقت الذي كان يزعم فيه أنه يريد ردع الفلسطينيين عن الدفاع عن أنفسهم وعن المسجد الأقصى عبر قصفه غزة، وبسبب طبيعة منفذها فهو من فلسطينيي الداخل المحتل.

ورأى أن بهذه العملية تتحقق "وحدة الساحات" فعلا، فبعد صواريخ اللاجئين من لبنان والمقاومين من غزة وعمليات الفدائيين في الضفة والأغوار، جاءت هذه العملية من أهل الداخل المحتل.

وعّد الكاتب والناشط السياسي محمد شكري، عملية الأغوار تؤكد تكامل الصورة بين لبنان وغزة والضفة والقدس، مقاومة واحدة وعدو واحد، مشيرا إلى أنها صورة طالما انتظرناها، مرحلة جديدة من المواجهة ستنتهي حتما بالتحرير الكامل. وقال الكاتب إبراهيم المدهون، إن صحت الاتهامات الإسرائيلية لحماس في لبنان بأنها وراء إطلاق الصواريخ، فنحن أمام مرحلة جديدة يشارك بها فلسطينيو الخارج مع إخوانهم بالداخل في صد العدوان والرد على عنجهية الاحتلال واستهدافه ميدانيا، وهذا يضعنا أمام استحقاقات جديد على صعد مختلفة.