"رجل فوضى".. اتهامات لمحافظ شبوة اليمنية بالفشل وتنفيذ أجندة الإمارات

شبوة - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تزامنا مع مرور عام على تعيين "عوض الوزير العولقي" محافظا لمحافظة شبوة جنوب اليمن، خلفا لمحمد صالح بن عديو، الذي أقاله الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، استجابة لضغوط دول التحالف السعودي الإماراتي، أطلق ناشطون على "تويتر" حملة إلكترونية لمحاسبة العولقي.

ابن عديو، أقيل في 25 ديسمبر/كانون الأول 2021، بطلب من السعودية والإمارات بسبب مواقفه المناهضة لسيطرة القوات الإماراتية على سواحل المحافظة النفطية، حيث تعرض لعملية تشويه واستهداف ممنهجة، واغتيل شقيقه سعيد بن عديو بالرصاص عبر أدوات أبو ظبي.

وأصبح الوزير العولقي، محافظا لشبوة منذ تاريخ إقالة ابن عديو، وصنف كـ"رجل فوضى" فاقد لسمات القيادة التوافقية، بالإضافة لكونه تابعا للإمارات التي تضع عينها على المناطق الإستراتيجية في اليمن، ومن بينها شبوة التي تتميز بموقعها وإمكانياتها الاقتصادية.

وعبر وسم حملة #شبوه_عام_من_الفشل، استنكر ناشطون سياسات العولقي وسلطوا الضوء على الملفات التي فشل في إدارتها والحال الذي وصلت له المحافظة في عهده، واتهموه بإثارة الفتن والسرقة وبناء المعسكرات بجانب القرى ونهب الأراضي.

وقارنوا بين حال المحافظة إبان عهد ابن عديو الذي استمر في منصبه 3 سنوات، وبين وضعها الراهن في عهد الوزير، ونسبوا التنمية والبناء والإعمار للمحافظ السابق، والفساد والإفساد ونهب الإيرادات وتعطيل المشروعات والفشل في إدارة المرحلة الراهنة للمحافظ الحالي.

وذكر ناشطون بحالة الاستقرار الأمني والسياسي التي كانت تشهده شبوة في عهد المحافظ المقال ابن عديو، معربين عن غضبهم من الحال الذي وصلت له المحافظة من مواجهات عسكرية واغتيالات وإهانة لعلم اليمن الموحد واستبداله بأعلام الانفصال.

ورأوا أن فشل العولقي يمثل نبذة بسيطة من فشل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا والذي يتبنى مشروع انفصال جنوب اليمن، واتهموه وأبو ظبي بإعادة شبوة إلى مربع الإهمال والتهميش وطمس إنجازات المحافظ السابق، والوصول بالمحافظة إلى الحضيض.

فشل وتدمير

وصب ناشطون جام غضبهم على محافظ شبوة، وعددوا الأزمات التي ورط فيها المحافظة.

وقال مستشار وزير الإعلام، مختار الرحبي: "عام من الفشل وتدمير مؤسسات الدولة واستقدام مليشيات وعصابات مسلحة من خارج شبوة وتسليم المحافظة لمليشيات عنصرية قتلت أبناءها وداست على العلم الوطني، عام من فشل عوض الوزير وبيع شبوة بثمن بخس".

وقال الكاتب والناشط الثقافي، محمد منصور، إن "دورة كاملة من العمالة والارتزاق مر بها عوض الوزير وآخرها انتقاله للحضن الإماراتي الذي جعله بيدق بيد الانتقالي (الاشتراكيين) الذين كانوا السبب في طرد والده وتصفيته".

وأكد منصور أن "العامل المشترك في تاريخ العميل المزدوج عوض الوزير هو الارتزاق واللصوصية والفساد".

ورأى عبدالرحمن الخليفي، أن "الفشل الذريع والنموذج السيئ والقبيح الذي قدمه عوض الوزير خلال عام كامل منذ توليه سلطة المحافظة في المجالات كافة، يكشف بجلاء حجم الخسارة الكبيرة التي لحقت بشبوة وأهلها وأمنها وتنميتها بعد تغيير المحافظ ابن عديو وكل أبناء شبوة يتحدثون بندم وتأسف وحسرة".

بين عهدين

وبرزت مقارنات الناشطين بين عهدي المحافظين، واتهموا الوزير العولقي بتحويل شبوة إلى نموذج لـ"الفوضى والإرهاب"، بعدما كانت تجني ثمار الأمن والأمان والاستقرار والنهضة والتعايش في عهد محافظها السابق. 

وأشارت أم إياد إلى أن "شبوة كانت في عهد ابن عديو أهم مدينة يمنية صانعة قرار على المستوى الوطني كله، ومنذ تعيين عوض الوزير وإدخال مليشيات من خارجها تحولت المحافظة إلى ساحة للفوضى والانفلات وانتشرت بسببهم السرقة والنهب والقتل بقوة السلاح، وتحولت إلى نموذج آخر لعدن".

وأكد محمد بن علي جابر، أن "شبوة تحولت في عهد الوزير إلى محافظة تعيش انفلاتا أمنيا غير مسبوق في ظل انتشار مليشيات مسلحة من خارجها ما جعلها محافظة غير آمنة وطاردة لرجال الأعمال والمستثمرين". وقال الناشط الإعلامي أبو محسن محمد مبخوت، إن "شبوة كانت في عهد محافظها السابق ابن عديو محل أنظار الجميع في الداخل والخارج، نموذج للدولة التي ينشدها أبناء الوطن، لكنها عادت إلى المربع الأول في ظل حكم ابن الوزير إلى الثأر والانفلات الأمني ونهب الإيرادات".

ورأت شفاء الناصر، أنه "لا وجه للمقارنة بين عهد الرجلين"، قائلة: "كيف كانت شبوة في عهد رجل التنمية والبناء ابن عديو الذي وضع مصلحة شبوة وأهلها وأمنها واستقرارها فوق كل حسبان، وكيف صارت في ظرف سنة واحدة من قيادة رجل الإمارات ابن الوزير الذي وضع مصلحة شبوة وفق ما تمليه أبوظبي".

نجاح ابن عديو

وركز ناشطون تغريداتهم على "التذكير بما قدمه ابن عديو خلال فترة توليه منصبه محافظا لشبوة"، مشيدين بـ"مواقفه وسياساته وحنكته وولائه لليمن وقدرته على إدارة محافظته".

ونشر الإعلامي أنيس منصور مقطع فيديو لابن عديو خلال افتتاحه عددا من المشاريع، قائلا: "هذه هي ذكريات أفضل عهد مرت به محافظة شبوة.. عهد التنمية وهيبة الدولة عهد ابن عديو".

وعرض الناشط الإعلامي محمد مراد، مقطعا آخر للمحافظ السابق، قائلا: "شبوة مشتاقة لعهد ابن عديو رجل التنمية والازدهار". وقال الأكاديمي والكاتب الروائي والمحلل السياسي، عبدالوهاب التويتي: "في عهد ابن عديو كان الناس يتحدثون عن شبوة وكأنهم يتحدثون عن دولة كاملة"، مشيرا إلى أن بعده "لم يعد لشبوة ذكر إلا في ملفات الفساد".

أزمات شبوة

وسلط ناشطون الضوء على الأزمات التي شهدتها شبوة على مدار العام الذي تولى فيه الوزير منصبه كمحافظ خلفا لابن عديو، واتهموا الإمارات وأيديها في اليمن المتمثلة بالمجلس الانتقالي ومليشياته بإشعال الصراعات ونهب الثروات. 

وكتب رئيس مركز "سبأ الإعلامي"، وليد الراجحي: "عام تصدرت فيه شبوة ترند الفشل سُجل فيه أغرب وأعجب عملية سرقة لبرج اتصالات طوله 60 مترا اختفى بين عشية وضحاها، تلاه نهب إذاعة شبوة الرسمية ناهيك عن حالات الفوضى وتدهور الخدمات"، ساخرا بالقول: "تلك تجربة الانتقالي التي أراد نقلها إلى شبوة قبل عام".

ولفت محمد إلياس يحيى إلى أن "شبوة تحولت في عهد الوزير إلى مرتع للفوضى والبلطجة، وباتت تسير على خطى عدن في الفوضى".

وأكد أن "مليشيا الانتقالي القادمة من خارج المحافظة لم تكتف بالنهب والسرقة، بل أصبحت تشعل الفتن وتشجع الثارات القبلية وتمزيق النسيج الاجتماعي فلا يمر أسبوع إلا وأشعلت فتنة جديدة".

وقال محمد الجريري: "لابد اليوم من تعرية مليشيا الانتقالي القادمة من خارج المحافظة وكشف الدور الإجرامي الذي لعبته قيادتها في حق أبناء شبوة، فما بني على الأوهام يتبخر مع الأيام وحقنة الوهم تفقد مفعولها، ووعود الانتقالي وداعميه تحولت إلى كابوس على المواطن الشبواني".

وأضاف: "شبوة كانت تشهد كل يوم افتتاح مشروع تنموي وشهدت نقلة نوعية في عهد بن عديو لكن ذلك كان يحرج مليشيا الانتقالي والإمارات التي فشلت في أن تجعل عدن نموذج راقي لحضور الدولة وحولتها إلى قرية، لذلك تم إرسال عوض الوزير ليحول شبوة إلى أسوأ من عدن حرب وأزمات وتصفية حسابات".

وحث صاحب حساب "الرادع المهري"، إلى "النظر إلى شبوة وكيف أصبح حالها بعد سيطرة الانتقالي والإمارات عليها، وتحولها من حالة الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار إلى حالة الفوضى والبلطجة والعبث والدمار"، محذرا من أن "هذا سيكون مصير المهرة وحضرموت إذا أحكموا سيطرتهم عليها". وأكدت هيفاء الحريزي، أن "محافظة شبوة تشهد منذ استيلاء ميليشيا الانتقالي وألوية العمالقة عليها، انهيارا أمنيا غير مسبوق، من خلال تصاعد جرائم النهب والسرقة والقتل بعد أن كانت المحافظة تنعم بأمن واستقرار إبان تولي قوات الأمن الخاصة والجيش الوطني مهام حماية مدينة عتق وبقية المديريات". ورأت سدرة المنتهى، أن "شبوة نموذج آخر لقبح الانتقالي ومن صنعه وصنع بيئة لجرائمه، كما أنها نموذج مصغر لما تريد الإمارات فرضه في اليمن عامة والمحافظات المحررة خاصة، وهو محاربة أي شكل للدولة في اليمن لإضعافها حتى تتمكن من السيطرة على موانئها وثرواتها".