قناة عبرية تزعم: الإسرائيليون مهددون حول العالم وليس في مونديال قطر فقط

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

وصفت قناة عبرية المعاملة التي تعرض لها الإسرائيليون في مونديال قطر بـ"العمل المشين"، حيث اضطر آلاف الإسرائيليين إلى إخفاء هويتهم، والتكلم بغير لغتهم، وإخفاء أي مظهر يدل المخالطين لهم على يهوديتهم.

ومنذ انطلاق مونديال قطر (20 نوفمبر/تشرين الثاني -18 ديسمبر/كانون الأول 2022)، شهد الصحفيون الإسرائيليون مواقف تظهر مدى الانتماء للقضية الفلسطينية ورفض التعاطي معهم من الجماهير العربية التي أثبتت فشل مشروع “التطبيع” شعبيا.

ورصدت الكاميرات بشكل يومي اشتباكا بالألسن لدى مشجعي المنتخبات من دول عربية مثل المغرب والسعودية وتونس وغيرها مع مبعوثين من إسرائيل وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية خلال المباريات.

وعد الصحفيون الإسرائيليون رفض مشجعي كرة القدم العرب التحدث إليهم "دليلا على فشل" قرار التطبيع مع بعض الدول العربية والإسلامية.

وقال الصحفي الإسرائيلي راز شيشنيك: "تجربتي في قطر أنهت أي أمل في تحسين علاقاتنا مع الشعوب العربية".

وزعم صحفي آخر أنه "طُرد" من مطعم أخذ صاحبه هاتفه و"حذف جميع صور قطر" منه. وقال: "يغضب العرب والعديد من الأجانب ويبتعدون عنا عندما يعلمون أننا إسرائيليون".

قبعة خطرة

وقال "مناحم هوروفيتش" الكاتب في القناة "12" العبرية، إن اضطرار الإسرائيليين لإخفاء هويتهم الحقيقية تذكر من جديد بأن عصر "اللا سامية" لا يزال حاضرا وبقوة.

وهذا ليس فقط في قطر، بل حتى في بعض الدول الأوروبية التي تعد صديقة لإسرائيل، وفق وصفه.

وتحدث "هوروفيتش" عن سفره الأخير إلى العاصمة البريطانية، لندن، وخشيته على حياته، فقط لأنه يرتدي القبعة الدينية اليهودية.

إذ هبط في مطار هيثرو في لندن، وأحاط به العشرات من مواطني دولتين عربيتين، وبدأوا يتهامسون: "إسرائيلي.. إسرائيلي".

وعلى الرغم من أن لندن يعيش بها ما يقارب ربع مليون يهودي، فإن ارتداء القبعة اليهودية في الكثير من دول العالم يعرض صاحبها للخطر، على حد وصفه.

في حين نوه الكاتب إلى تعليمات هيئة ما تسمى "مكافحة الإرهاب" الإسرائيلية، التي دعت الإسرائيليين في قطر إلى عمل كل ما بوسعهم لإخفاء  هويتهم؛ دون أعلام إسرائيلية.

وأيضا دون التعريف عن أنفسهم كإسرائيليين، دون إظهار شعارات قومية يهودية، ودون التحدث طبعا باللغة العبرية.

ونوه الكاتب إلى أن الإسرائيليين سيشعرون بالأمان طالما أخفوا هوياتهم، التي أصبحت شبحا يلاحقهم في الكثير من دول العالم، بحسب زعمه.

ونقل على لسان الكثير من الإسرائيليين الموجودين في مونديال قطر أنهم اعتادوا على الكذب أخيرا في لقاءاتهم مع وسائل الإعلام حول هويتهم الحقيقية.

واضطروا لرفع أعلام لا تمثلهم، خشية إثارة الشكوك حولهم وسط جماهير معادية للإسرائيليين على وجه الخصوص، إذ صرح بعضهم بأنهم من اليونان، وآخرون ادعوا أنهم من دول البلقان.

وتساءل الكاتب عن صورة الوضع حال حضر منتخب إسرائيلي إلى المباراة، ومعه عشرات الآلاف من المشجعين الإسرائيليين.

فكيف سيتمكنون من دعم منتخبهم؟ وهل سيتمكنون من رفع علمهم؟، مشيرا إلى أن ذلك كان قد يحتاج إلى تدخل من الأمن الإسرائيلي ليؤمن الحماية لهم، وفق تقديره.

"قطر هي البداية" 

فيما أعرب الكاتب عن خشيته  من أن يمثل ما حصل في قطر البداية فقط، قائلا: "الدوحة مثال حي لمعاداة اليهود في الكثير من دول العالم؛ ومنها الولايات المتحدة وروسيا، حيث يفكر الإسرائيليون مرتين قبل التجرؤ على ارتداء قبعة يهودية في تلك الدول".

وواصل الكاتب قائلا: "لا يمكننا أن نرسل جنودنا ليهددوا النازيين الجدد واللا ساميين، لا نستطيع التدخل في النظام القضائي للدول الأخرى".

لكنه يرى أن هناك ما يمكن فعله وهو "إرسال مئات الجنود بعد إنهاء خدمتهم العسكرية لتأمين الحماية للتجمعات اليهودية في شتى أنحاء العالم، ومرافقة الحافلات إلى المدارس الدينية، وإدخال الطمأنينة في قلوب يهود العالم"، وفق تقديره.

وتساءل: "ألا يمكن لدولة إسرائيل أن تنفذ مشروعا وطنيا واسع النطاق للتضامن مع يهود الشتات وإرسال الشبان إلى هذه الجاليات في شتى أنحاء العالم؟ في لندن وتولوز ونيو جيرسي، وفي كل مكان يخشى فيه اليهودي من التنقل".

ويرى الكاتب أن تعهدات منظمة فيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) بقيت حبرا على ورق، إذ حظر على الإسرائيليين رفع أعلامهم في المونديال خشية على حياتهم، بينما بالإمكان رؤية العلم الفلسطيني في كل تغطية إعلامية من قطر.

ونوه إلى أن حالة العداء لم تكن فقط من عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون في قطر خلال المونديال.

وليس فقط دولة قطر التي تدعم حركة المقاومة الإسلامية حماس بمئات الملايين، ولكن الحديث متعلق بآلاف السياح السعوديين والتونسيين والإيرانيين والأردنيين، الذين يكرهون الإسرائيليين كما يتنفسون، على حد وصفه.

واختتم الكاتب مقاله في الصحيفة بأن القبعة اليهودية باتت عبئا على أصحابها، وأن جميع محاولات تجميل الواقع لم تُجْدِ نفعا، فلا يزال اليهودي ملاحقا حيثما حل وارتحل. 

وهذا الأمر بحاجة لجهود إسرائيلية أكبر لكسب الرأي العام الدولي، بعد أن خسرته إسرائيل لصالح رواية المنظمات العربية والفلسطينية، التي تبث عبر مواقع التواصل ليل نهار، وتحرض على الإسرائيلي أينما كان، وفق قوله.