"جاءت متأخرة".. موقع إيراني يرصد تنشيط طهران التبادل التجاري مع إفريقيا

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

تحدث موقع إيراني عن اتجاه طهران نحو إفريقيا في الآونة الأخيرة وتنشيط الفعاليات التجارية مع تلك القارة وازدياد حجم التجارة المشتركة.

وقال موقع "راهبرد معاصر": "تسبب التركيز الزائد على خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) خلال الحكومتين السابقتين في تغافل المسؤولين عن مجالي التجارة والاقتصاد مع القارات الأخرى".

وإحدى القارات التي استمر التغافل عنها، إفريقيا التي تحظى بسوق وظروف مناسبة جدا للتجارة والنشاط الاقتصادي مع إيران. 

التوجه الحالي

منحت الحكومة الثالثة عشرة بقيادة الرئيس إبراهيم رئيسي أهمية بالغة للتجارة مع الدول الإفريقية علاوة على تجارتها مع دول الجوار، والصين، وروسيا، ودول أميركا اللاتينية.

وضعت منظمة التنمية التجارية الإيرانية إجراءات جيدة خلال برنامج عملها لبدء علاقاتها التجارية مع الدول الإفريقية بصفتها المسؤولة عن تجارة البلاد منذ العام 2021، وفق الموقع.

 ومن ضمن الإجراءات، إيفاد المستشارين، وتأسيس بضعة مراكز تجارية، وكذلك تصنيفات جديدة للتعرف على قدرات السوق الإفريقي.

قال المدير العام لمنظمة التنمية التجارية للشؤون الإفريقية؛ محمد صادق قناد زاده متحدثا عن خطوات الحكومة في مجال الصادرات إلى إفريقيا: تنمية المعاملات التجارية وحجم التصدير إحدى أولويات الأعمال الجادة لمنظمة التنمية التجارية.

وتابع: "نقدر هذا الأمر، ويجب أن نخلق توازنا وتنوعا في الأسواق المستهدفة، وللسبب نفسه فالقارة السمراء إحدى الفرص الفريدة التي يجب العمل عليها".

وأضاف: وفقا للإحصائيات، خلال عام 2020 بلغ حجم التجارة مع قارة إفريقيا 650 مليون دولار، وفي الربع الأخير من عام 2021 والربع الأول من 2022، تضاعف حجم التنمية ووصل إلى نصف مليار دولار".

 ثم في الربع الثاني والثالث من العام 2022، وصلت إلى 880 مليون دولار بما يعادل حجم تجارة العام 2021.

 التنمية الجيدة حدثت في قارة إفريقيا نتيجة لدبلوماسية دولية فعالة قد تشكلت في الحكومة (الحالية)، وفق قوله.

وكانت اللجان الإيرانية المشتركة في قارة إفريقيا غير فعالة منذ أكثر من عقد.

ومنذ بداية الحكومة الثالثة عشرة انعقدت ثلاث لجان مشتركة. وخلال الثلاث أشهر المقبلة ستنعقد أربع لجان أخرى.

أولوية إيران

وتابع قناد زاده: هناك 11 دولة في قارة إفريقيا في الأولوية، منها ثلاث في شرق القارة: كينيا، وأوغندا، وتنزانيا.

وأردف: "في الدول الثلاث مراكز تجارية نشطة، ونسعى للعمل معها وتنظيم خط شحن فيها أيضا".

ومن أهداف إيران في غرب إفريقيا أيضا التعاون مع نيجيريا، وغينيا، وساحل العاج، والسنغال.

وانعقدت لجنة مشتركة بين غينيا ونيجيريا، كما بدأ مركز إيران التجاري عمله في الكاميرون.

ولفت قناد زاده إلى وجود مجموعة من الفعاليات تتشكل حاليا لتساعد في زيادة حجم التبادلات التجارية في غرب إفريقيا. 

وفي شمال إفريقيا سيجرى إيفاد مستشار تجاري إيراني إلى الجزائر سريعا. 

كما تعد جنوب إفريقيا أولوية وستنعقد لجنتها المشتركة بمصاحبة وفد تجاري خلال ديسمبر/كانون الأول 2022.

وأشار زاده إلى وجود مجموعة من الإجراءات في الدول المستهدفة أهم من إيفاد المستشارين.

وهي التخطيط لإقامة المعارض، وتنشيط المراكز التجارية، وتأسيس لجان مشتركة، والطرق الجوية والبحرية.

وركز المدير العام لمنظمة التنمية التجارية للشؤون الإفريقية على زيادة حجم التعاملات التجارية مع تلك الدول.

وقال: تضاعفت الصادرات إلى إفريقيا عام 2021 مقارنة بـ 2020، إذ انتقلت من 650 مليون دولار إلى 1.2 مليار دولار.

وهذا الأمر نتيجة لجهود القطاع الخاص، والدبلوماسية الاقتصادية للحكومة، ومنظمة التنمية التجارية.

مشكلات وحلول

وصرح أن إحدى المشاكل الأساسية المتعلقة بدخول الأسواق الإفريقية تتمثل في الحمل والنقل واللوجستيات.

وقال: لم تتطور البنى التحتية كثيرا بسبب عدم الالتفات إلى القدرات الإفريقية، ويوجد فقط خط شحن نشط واحد إلى شرق القارة.

وإحدى أولويات إيران تفعيل وتنظيم خط شرق إفريقيا؛ أي أن يشعر رجل الأعمال بأن بضائعهم ستُنقل بشكل منظم.

وقال قناد زاده: هناك جهود مختلفة من أجل تنفيذ هذا، ونحن على وشك إرسال وفود إلى تنزانيا، وكينيا عن طريق البحر كي يستطيعوا تنظيم حركة السفن مع مرفأي "مومباسا" و"دار السلام". وأكد أنه أُبرمت معاهدات جيدة حتى الآن؛ لتفعيل خط الشحن إلى شمال إفريقيا.

وأشار إلى أنه "في الوقت الراهن هناك خط شحن إلى جنوب أوروبا بإمكانه التوقف في شمال إفريقيا ويحمل الحمولة. والخطوة المقبلة هي أنه من الممكن تنشيط خط غرب إفريقيا أيضا".

وأوضح المدير العام لمنظمة تنمية التجارة للشؤون الإفريقية بشأن تفعيل الخطوط الجوية: أُبرمت اتفاقية بين اللجنة المشتركة لإيران ونيجيريا لتفعيل الخط الجوي.

وسيكون هذا الخط بين إيران ولاغوس (مدينة في نيجيريا) وسيطلق نهاية العام الإيراني (خلال خمسة أشهر) كأول خط طيران إيراني مباشر إلى إفريقيا. 

وأردف: "نسعى إلى هذا الأمر من خلال إجراء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي زيارة إلى جنوب إفريقيا وعملنا على تنشيط الخط الجوي بينها وبين إيران؛ كي تُحل الأمور الفنية". 

وإذا سارت الأمور بشكل جيد، فسيجرى تنشيط خطين بحريين وآخرين جويين إلى إفريقيا حتى نهاية العام الإيراني الجاري.

وأضاف: أثبتت التحليلات وجود القدرة على التنمية المضاعفة في إفريقيا، والتي ربما لا يمكن تجربتها في سائر مناطق العالم. 

وتابع زاده: "يمكننا زيادة نصيبنا في التعاملات التجارية عالميا من 10 إلى 30 بالمئة، لكن فيما يتعلق بإفريقيا فمن الممكن زيادتها بنسبة ألف بالمائة". 

وهذا يوضح أننا لو اتجهنا إلى إفريقيا بشكل خاص، يمكننا أن نحل العديد من المشكلات في مجال التجارة الخارجية الإيرانية، وفق تقديره.