معهد عبري: حركات اليمين المتطرف في الغرب تشكل خطرا على أمن إسرائيل

15331 | منذ ٩ أيام

12

طباعة

مشاركة

يرى معهد عبري أن هناك علاقة بين عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، وتنامي التأييد الشعبي لليمين المتطرف في الغرب.

وأفاد "معهد دراسات الأمن القومي" بأن "الأيدلوجية المعادية للسامية باتت تُستوعب في الحركات اليمينية المتطرفة، التي أصبحت هي اليوم أيضا تشكل خطرا على أمن إسرائيل، إلى جانب الجماعات اليسارية المتطرفة والحركات الإسلامية".

ودعا المسؤولون في كيان الاحتلال إلى "صياغة إستراتيجية طويلة المدى ضد هذه الجبهة القديمة الجديدة، التي تعرض مصالح إسرائيل للخطر وتقوض أمن اليهود والإسرائيليين في جميع أنحاء العالم".

المجموعات ثلاث

وسرد المعهد ادعاءات بأن هناك "زيادة كبيرة في نطاق الانتهاكات والهجمات المعادية للسامية في جميع أنحاء العالم حدثت لليهود عقب عملية السابع من أكتوبر". 

وأفاد بأن عدد الحوادث المبلغ عنها من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى ديسمبر/ كانون الأول 2023، زادت بنسبة 500 بالمئة في المملكة المتحدة، و400 بالمئة في ألمانيا، و813 بالمئة في هولندا، و430 بالمئة في الولايات المتحدة.

وادعى أن "الغالبية العظمى ممن قام بتلك الأفعال مرتبطون بالنشاط (الداعم للفلسطينيين) المرتبط بالفصائل الإسلامية والمنظمات اليسارية المتطرفة في جميع أنحاء العالم".

كذلك لفت إلى أن “الخطاب على شبكات التواصل الاجتماعي كان محور الزيادة الأكثر حدة في سياق الهجمات المعادية للسامية، فبين 7 و10 أكتوبر 2023، حدث تصعيد بنسبة 1200 بالمئة في أعمال العنف عبر الإنترنت” ضد إسرائيل والصهاينة.

وأشار المعهد إلى أن "الحركات والأحزاب اليمينية المتطرفة زادت قوتها، في العقد الماضي، في العديد من الدول الأوروبية، مثل بولندا والمجر وإيطاليا وفرنسا وألمانيا والنمسا وهولندا، وكذلك الولايات المتحدة".

وأوضح أن الخصائص الرئيسة لهذه الحركات تتمثل في "مناهضة المؤسسات، وتعزيز القومية والانفصالية، إضافة إلى كراهية الأجانب المعبر عنها في مواقف واضحة ضد الهجرة (خاصة المهاجرين من الدول الإسلامية)، وكراهية اليهود، والقضاء على قيم الليبرالية والعولمة والتعددية الثقافية".

وفي هذا السياق، قسم المعهد تيارات اليمين المتطرف -من وجهة نظر عبرية- إلى 3 مجموعات. 

وحدد أن المجموعة الأولى تمثل "تيارا مؤيدا لإسرائيل، ويسعى في الوقت نفسه إلى نبذ معاداة السامية"، مثل حزب "الاتحاد الوطني" بقيادة مارين لوبان في فرنسا.

أما المجموعة الثانية فهي "أقل تأييدا لإسرائيل، لكنها لا تعارضها"، موضحا أنها تيار "يتماهى مع إسرائيل بسبب المصلحة المشتركة في مكافحة (الإسلاميين)، لكنه في الوقت نفسه يحمل مواقف معادية للسامية، مثل حزب البديل من أجل ألمانيا".

أما المجموعة الثالثة فهي تيار "مناهض لإسرائيل ومعادٍ للسامية مثل الحزب الوطني الديمقراطي في ألمانيا (NPD) بقيادة فرانك فرانز".

اتجاه تصاعدي

ويضرب المعهد العبري مثالا على ما سبق بألمانيا، إذ يقول إن "معاداة السامية ارتفعت بنسبة 320 بالمئة في الشهر الأول عقب 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وذلك مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022".

وفي فرنسا، ذكر المعهد وجود "اتجاه تصاعدي شديد" في حالات معاداة السامية.

وأُبلغ عن حوالي 1762 حادثة معادية للسامية حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، وهو ما يزيد على أربعة أضعاف عدد حوادث العنف المبلغ عنها عام 2022. 

وعلى جانب التيارات اليمينية التي أظهرت عداء لإسرائيل، لفت المعهد إلى “محاولات بعض قادة الأحزاب اليمينية التودد إلى إسرائيل ونيل رضاها والنأي بأحزابهم عما يعرف بمعاداة السامية وتبني خطاب عنصري ضد العرب والمسلمين فقط ودفع الأفراد إلى القبول والتسامح مع فكرة الصهيونية”.

وأشار بذلك إلى حزب "الاتحاد الوطني" اليميني المتطرف في فرنسا بزعامة مارين لوبان، والذي زادت قوته بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

فبحسب المعهد، "تحاول مارين لوبان -التي كان والدها الراحل معاديا للسامية بشكل علني- في السنوات الأخيرة التخلص من هذه الصورة التي ورثها الحزب عن والدها، ومنذ 7 أكتوبر، شوهدت لوبان وهي تسير في مظاهرات مؤيدة لإسرائيل تدعو إلى دعمها (في عدوانها على غزة)". 

ومع ذلك، يعود هذا التوجه من لوبان إلى "طموحها الأساسي بأن تصبح الرئيس القادم لفرنسا".

وفي هولندا، قال المعهد إنه قد “لوحظت زيادة بنحو 800 بالمئة في حوادث معاداة السامية بعد 7 أكتوبر 2023”. 

وأضاف المعهد: "اتسمت هذه الأحداث بشكل رئيس بتخريب الممثليات الإسرائيلية إلى جانب المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، وعرض فيلم ينكر الهولوكوست".

ورغم إيضاح المعهد أن “بعض هذه العمليات مستمر منذ سنوات”، إلا أنه لفت إلى أنها "تفاقمت بشكل كبير منذ السابع من أكتوبر، وسرعت عمليات (تطبيع) الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة في مركز الخطاب في الدول الغربية".

كراهية المسلمين

وكما هو الحال في فرنسا، ذكر المعهد العبري أن "الأمر لم يختلف كثيرا" في هولندا، حيث عمل خيرت فيلدرز، زعيم حزب "الحرية" اليميني المتطرف الذي فاز أخيرا في الانتخابات، على التقرب من إسرائيل خلال الفترة الماضية.

ومثل لوبان، ظل فيلدرز يتودد إلى إسرائيل واليهود لسنوات عديدة، وذلك بسبب اهتمامه الواضح بمحاربة هجرة المسلمين إلى البلاد، ووضع ذلك الهدف الرئيس بالنسبة له.

أما في الولايات المتحدة الأميركية، فيبدو -حسب المعهد- أن عداء اليمين المتطرف للصهيونية بلغ ذروته عقب الإبادة الجماعية ضد غزة.

ففي الأشهر الثلاثة التي تلت اندلاع العدوان، سجلت رابطة مكافحة التشهير 3 آلاف و283 حادثة معادية للسامية، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 360 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من عام 2022. 

بالإضافة إلى ذلك، كشفت نتائج استطلاع أجرته جامعة “هارفارد” ومعهد “روبر” بعد 7 أكتوبر عن مواقف معادية لإسرائيل بين الشباب في أميركا. 

ولفت المعهد إلى أن "معاداة السامية في الولايات المتحدة تعد أرضا خصبة لنشاط كل من اليسار واليمين المتطرف".

وأكد المعهد الأمني على ما عده "خطرا متزايدا من اليمين المتطرف ينبغي مواجهته"، إذ إن هناك" تعزيزا مقلقا للنشاط من قبل جهات يمينية متطرفة بتبنيها سرديات من اليسار واليمين في مركز الحوار السياسي والرأي العام في الدول الغربية". 

ويرى مرة أخرى أن "هذه الجهات ليست جميعها جهة واحدة، ولكن في العديد من الحالات تتضمن سرديات معادية للسامية بشكل واضح".

كما حذر معهد دراسات الأمن القومي من فكرة الاعتماد على اليمين المتطرف كتيار مؤيد لإسرائيل، إذ تظهر الأحداث أن ذلك الدعم "محل شك".

بل وذهب إلى أبعد من ذلك باعتقاده أن "العلاقة بين اليمين المتطرف وإسرائيل قد تنقلب بشكل عكسي".

ولفت المعهد إلى أن "تأييد اليمين المتطرف لإسرائيل -إن وجد- فهو من باب كراهية العرب والمسلمين والأجانب فحسب، لكنه يحمل في طياته كذلك كرها -وإن بدرجة أقل- لليهود".

وشدد على أن "هذه حركات معظمها ملوث بمعاداة السامية، حيث تتأصل كراهية الأجانب، بما في ذلك تجاه اليهود والإسرائيليين".


المصادر