دبلوماسي سعودي رفيع يشيد بـ"صفقة القرن".. كيف وصفها؟

12

طباعة

مشاركة

أشاد دبلوماسي سعودي رفيع المستوى، بصفقة القرن التي تسعى الإدارة الأمريكية إلى عقد أول مؤتمر اقتصادي لها في البحرين، خلال الأسبوع الجاري، وسط مقاطعة من السلطة الفلسطينية لرفضها التعامل مع دونالد ترامب منذ اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل عام 2017.

ونقلت صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية الاقتصادية عن الدبلوماسي السعودي قوله: "لقد جلب التاريخ والله فرصة حقيقية. لقد استمر الصراع الدموي لفترة طويلة. نحن السعوديين وجميع دول الخليج بالإضافة إلى مصر والأردن ندرك أن عصر الحرب مع إسرائيل قد انتهى".

"مزايا التطبيع"

وبحسب تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فقد أشار المسؤول السعودي إلى مزايا تطبيع العلاقات، قائلا: إن "العالم العربي بأسره يمكن أن يستفيد من ذلك"، حسبما نقلت "جلوبس".

وأخبر الدبلوماسي السعودي "جلوبس" أن التكنولوجيا الإسرائيلية متقدمة للغاية وأن العالم العربي، بما في ذلك أولئك الذين يكرهونكم، ينظر إلى إسرائيل بإعجاب بسبب هذا النجاح ويأمل في نسخه.

 وذكر أيضا، أنه على الرغم من تفهم الشعب السعودي بأن عصر الحرب مع إسرائيل يحتاج إلى نهاية، فإن المملكة لديها التزام عميق تجاه الفلسطينيين.

واستطرد الدبلوماسي السعودي، قائلا: "ربما قد يكون من الصعب عليهم التخلي عن شخصية الضحية الدائمة المعاناة، وهم لا يعتقدون أنهم يستطيعون البقاء على قيد الحياة بدونها".

وأشار إلى أنهم، إذا قبلوا خطة السلام الأمريكية فسيحصلون على مبالغ لم يحلموا بها ابدا .

موقف السلطة

وبخصوص موقف السلطة الفلسطينية الرافض للصفقة، وصف المسؤول السعودي القيادة الفلسطينية بأنها "غير مسؤولة" لعدم قيامها بالنظر في "صفقة القرن"، التي ستجلب 50 مليار دولار لشعبها.

 وبعيدا عن المجادلة بأن الخطة مبنية على المال فقط، ادعى الدبلوماسي السعودي أنها تتضمن طريقا واضحا يؤدي إلى الاستقلال الفلسطيني الكامل، مضيفا: "نحن مقتنعون بأنه حتى القضايا الصعبة يمكن حلها عندما يكون لدى الشخص معدة ممتلئة و حياة مريحة... لا زالوا لا يقبلون بهذا".

وزعم الدبلوماسي السعودي، أن أحد أسباب هذا الرفض هو المنظور الفلسطيني المتمثل في أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد لا يكون قادرا على بيع صفقة سلام للإسرائيليين، وبالتالي يمكنهم الانتظار حتى يظهر زعيم أكثر ملاءمة لاحتياجاتهم.

واختتم المسؤول في حديثه لصحيفة "جلوبس" قائلا: "نعتقد أنه عندما يحين وقت القرار، فإن كل زعيم إسرائيلي، ونتنياهو أيضا، سوف يسلك طريق السلام لأن هذا ما يريده معظم الإسرائيليين".

والأسبوع الجاري، من المقرر أن يكشف جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال المؤتمر الذي سيعقد في البحرين عن الجانب الاقتصادي من "صفقة القرن"، ومن أهم ملامحها مشاريع بقيمة خمسين مليار دولار للفلسطينيين ومصر والأردن ولبنان.

أهم بنود الصفقة

وفي تقرير لوكالة "رويترز" السبت الماضي، كشفت فيه عن أهم بنود الرؤية الاقتصادية ضمن "صفقة القرن" التي يتوقع أن تكشف عنها إدارة ترامب في وقت لاحقا من العام الحالي.

وكشف صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، في مقابلة مع "رويترز"، عن أول جزء من خطة الولايات المتحدة من أجل السلام في الشرق الأوسط.

ويركز هذا الجزء على الجانب الاقتصادي، إذ تعتزم الإدارة الأمريكية استثمار حوالي 50 مليار دولار في المنطقة. نصف القيمة سيذهب للضفة الغربية وغزة والنصف الآخر سيساهم في دعم اقتصادات الأردن ولبنان ومصر.

وكان كوشنر قد زار عددا من الدول العربية في محاولة لتسويق الخطة، ولحثها على المشاركة في مؤتمر البحرين المقرر عقده يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.

وفي المقابلة نفسها، دافع كوشنر عن خطة إدارة ترامب للسلام، ورفض وصفها بصفقة القرن، معتبرا أنها "فرصة القرن".

من أين التمويل؟

وبحسب ما ورد في وثيقة للبيت الأبيض من أربعين صفحة -اطلعت عليها رويترز-، فإن الصفقة تقضي في جانبها الاقتصادي بإنشاء صندوق دولي بقيمة 50 مليار دولار بين منح وقروض ومساهمات من القطاع الخاص، على أن يتولى بنك دولي للتنمية إدارة الصندوق، ويكون المسؤول عن صرف الأموال للمشاريع مجلس محافظين.

يأمل البيت الأبيض أن تساهم الدول الخليجية بالجزء الأكبر من هذه التمويلات الضخمة، على أن تأتي المساهمات من دول مانحة وأيضا من القطاع الخاص.

كوشنر قال لـ"رويترز" إن الولايات المتحدة تدرس المساهمة في التمويلات التي تفترض إدارة ترامب أنها ستكون كالتالي: 15 مليار دولار في شكل منح، و25 مليار دولار في شكل قروض، و11 مليار دولار مساهمات من القطاع الخاص.

وفيما يخص توزيع الأموال، فسيجري تخصيص 28 مليار دولار للفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة، و7.5 مليارات للأردن، و9 مليارات لمصر، و6 مليارات للبنان.

مشاريع الصفقة

تنص "صفقة القرن" على تنفيذ 179 مشروعا لدعم اقتصادات السلطة الفلسطينية وكل من مصر والأردن ولبنان. وسيكون توزيع المشاريع كالتالي: 147 مشروعا للضفة وغزة، و15 مشروعا للأردن، و12 مشروعا لمصر، و5 مشاريع للبنان.

وتشمل المشاريع بناء ممر بتكلفة خمسة مليارات دولار يربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتطوير السياحة الفلسطينية بما يقارب مليار دولار، ويستخدم جزء من هذا المبلغ لترميم مواقع دينية وتاريخية.

وفيما يتعلق تحديدا بتطوير السياحة الفلسطينية، قالت "رويترز" إنها فكرة تبدو غير عملية في الوقت الحالي في ضوء المواجهات التي تندلع بين الحين والآخر بين إسرائيل وحركة حماس، والأمن الهش في الضفة الغربية المحتلة.

وطبقا لما ورد في الوثيقة، فإن الأموال التي سيقع استثمارها لصالح الفلسطينيين ستضاعف الناتج الإجمالي الفلسطيني، وتوفر مليون وظيفة، وتقلص معدل الفقر إلى النصف خلال عشر سنوات.

تنص الخطة أيضا على تخصيص عشرات الملايين من الدولارات من المبلغ الإجمالي لتعزيز الروابط بين قطاع غزة ومصر من خلال إقامة مشاريع البنية التحتية (منها تقوية الشبكة الناقلة للكهرباء إلى غزة)، والتجارة والخدمات، فضلا عن استغلال المناطق الصناعية المصرية لتعزيز التجارة بين مصر وكل من قطاع غزة والضفة الغربية وإسرائيل.

كما تنص على إقامة مشاريع في شبه جزيرة سيناء المصرية بما يجعل فلسطينيي قطاع غزة يستفيدون من الاستثمارات هناك.

مقاطعة فلسطينية

يأتي ذلك، وسط رفض فلسطيني للخطة الاقتصادية التي وضعتها الإدارة الأمريكية، وتشديد على أولوية الحرية والسيادة وإنهاء الاحتلال وحصار غزة.

وجدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه مؤتمر البحرين، وقال إن سبب عدم مشاركة السلطة فيه هو أنه لا يجوز بحث الوضع الاقتصادي قبل أن يكون هناك بحث للوضع السياسي.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، قد قال الخميس، إن حركته ترفض مؤتمر المنامة وتحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية اقتصادية، كما أنها ترفض أن يكون هذا المؤتمر بوابة للتطبيع مع الاحتلال.

وعلى الرغم من دعوة السلطة الفلسطينية للدول العربية إلى مقاطعة مؤتمر المنامة، إلا أنه من المقرر أن تشارك دول خليجية بينها السعودية والإمارات في مؤتمر البحرين، كما ستشارك فيه مصر بوفد يقوده نائب وزير المالية، وأعلنت الأردن بدورها أنها ستكون ممثلة بوفد يقوده أمين عام وزارة المالية.