قصفت قوات الحكومة وزعمت تبعيتها لـ"الإصلاح".. ماذا تخطط أبوظبي في شبوة؟

لندن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

بعدما شنت الإمارات حملات إعلامية واسعة ضد محافظ شبوة المناهض لها محمد صالح بن عديو، وتمكنها من إقالته، باتت المحافظة تتعرض لنكبات متواصلة؛ ففي فجر 10 أغسطس/آب 2022، استهدف الطيران الإماراتي نقاطا عسكرية تابعة للقوات الحكومية.

ومكن ذلك المليشيات المسلحة المدعومة من أبوظبي من السيطرة على مدينة عتق، مركز شبوة، بعد ثلاثة أيام من المعارك مع القوات الحكومية.

وعلى خلفية ذلك لوح حزب التجمع اليمني للإصلاح، الموالي للشرعية والمقاوم للحوثي، في 11 أغسطس/آب 2022 بوقف مشاركته في كل مؤسسات الدولة، مستنكرا اقتحام مقراته ونهب ممتلكاته في ظل تنظيم حملات تحريض واسعة ضده. 

وأفاد في بيان بأن مليشيات مسلحة، لا تتبع مؤسسات الدولة، استقدمها محافظ شبوة الجديد عوض العولقي، استهدفت وحدات أمنية وسيطرت على مقراتها في مخالفة صريحة لنصوص القانون وقرار المجلس الرئاسي بإيقاف المواجهات.

واتهم الحزب المليشيات التابعة للعولقي بنهب الممتلكات العامة والخاصة، والاعتداء على منازل القيادات الأمنية والعسكرية وإحراقها، ما خلق فوضى عارمة في عتق، كما عرضت حياة المواطنين للخطر.

وردا على بيان الحزب، أصدر المكتب الإعلامي للمحافظ بيانا اتهم فيه الإصلاح بالتمرد والانقلاب العسكري على المجلس الرئاسي والسلطة المحلية في شبوة، زاعما أن البيان يعد اعترافا واضحا بأن التشكيلات العسكرية والأمنية تابعة للحزب وليست للدولة.

وزعم أن بيان الإصلاح مليء بالحزبية؛ ويثبت تخبطهم الإعلامي عقب فشلهم السياسي والأمني والعسكري في شبوة، واللجوء إلى تسليم ما تبقى لهم في مناطق سيطرتهم لمليشيا الحوثي الإرهابية.

بيان المحافظ أثار غضبا واستياء واسعا بين الناشطين على تويتر، وعدوه ملئ بكيل الاتهامات والإدانات بغير أدلة، متحدثين عن عمالة المحافظ وتبعيته وولائه للإمارات وإدارته لمخطط يستهدف تفريغ شبوة من القيادات الوطنية. 

واتهموا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية، ومشاركتهم في وسم #الامارات_العدو_الأول_لليمنيين، الإمارات باستهداف حزب الإصلاح، والدولة اليمنية، والمؤسسات الوطنية والشرعية الدستورية، واستباحة أراضيها وثرواتها، والسعي بشتى الطرق للنيل منها. 

أهداف الإمارات

وتعليقا على الأحداث، أوضح المحلل السياسي الدكتور عبد الوهاب التويتي أن الإمارات تريد جر حزب الإصلاح إلى مواجهة شاملة معها، داعيا الجميع إلى تحمل مسؤوليته أمام الإمارات وجنون العظمة والاستقواء بالطيران.

من جانبه، أكد الناشط نايف الشعوري أن الهدف أكبر من إبعاد الإصلاح أو إقصائه، وأن هدف التحالف انفصال وتمزيق اليمن واحتلال للجزر والموانئ اليمنية من قبل دويلة الإمارات.

وأشار إلى أن الجميع يدرك ذلك لكنها الخيانة والارتهان والكيد السياسي بين الأحزاب التي وصفها بالملعونة، لافتا إلى أن المستفيد الوحيد مما يحدث هي مليشيا الحوثي الإرهابية، لأنها تتمتع بدعم حقيقي من إيران ومساندة التحالف بحرف البوصلة وتوجيه السهام نحو الشرعية والجيش الوطني.

وأعرب الدكتور سعيد اليافعي عن رفضه التذرع بإخراج حزب الإصلاح من شبوة، قائلا إنها ذريعة غير مقبولة ولا تنجلي إلا على الأغبياء.

وأضاف أن الإمارات تسعى إلى تمزيق اليمن وسبق قصف الجيش الوطني في أكثر من موقع مواجهة مع الحوثي، وحمل العليمي مسؤولية احتلال شبوة وإنزال علم الجمهورية اليمنية، ودعاه إلى رفض ما حدث وفضح مؤامرة الإمارات وإلا فهو خائن ويحاكم.

وكتب الصحفي والحقوقي همدان العليي: "كما رفضنا استهداف المؤتمر ومحاولات اجتثاثه تحت لافتة التغيير ومكافحة الفساد، نرفض استهداف الإصلاح ومحاولات اجتثاثه بنفس المبررات".

وأضاف: "لن نحصل من وراء استهداف المكونات الوطنية إلا الخراب.. الحل لهذه الأحزاب هو التحالف الصادق لتحرير صنعاء.. أما موضوع الوحدة يجب تركه للجنوبيين أنفسهم".

وأدان رئيس لجنة الاعتصام السلمي لمحافظة المهرة علي سالم الحريزي، ما يقوم به طيران الإمارات من استهداف أفراد قوات الشرعية وإثارة الفتنة في شبوة، مؤكدا أن أفعاله توضح الوجه الحقيقي لهذا المحتل.

خيانة المحافظ

وتحت عنوان "عن سطوة الخيانة في شبوة"، وصف الكاتب والباحث السياسي اليمني ياسين التميمي، أن بيان محافظ شبوة عوض الوزير "سطحي ومفضوح وركيك".

وأضاف أنه "أثبت أنه لا يتمتع بالحصافة والكفاءة والمهارة السياسية، وأن خيانته تتجلى في حالة انتشاء وسطوة واستعداد لا حدود له لممارسة الخداع وإطلاق الادعاءات الكاذبة".

وسخر المذيع اليمني صلاح بن عمر بابقي، من بيان الوزير ووصفه بالتافه، قائلا له: "قبل أن ترحل من كرسي المحافظة الملطخ بالدم، نريد أن نعرف من أعطيته قلم السلطة المحلية ليكتب لك ذلك البيان؟". وقال مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي، إن بيان المدعو عوض الوزير يؤكد أنه يعاني من مراهقة سياسية ويعمل أجيرا لدى كفيله وينفذ رغباته، لافتا إلى أن حمل جمله من الأكاذيب الرخيصة ويشعل فتيل الفتنة في أوساط القبائل في شبوة. ووصف الصحفي اليمني كمال السلامي بيان الوزير بأنه "غير مسؤول"، مستنكرا تجاهله لممارسات المليشيات التي أهانت رمزية الدولة هناك، ووصفه لقوات الأمن الخاصة ووحدات الجيش بأنها فصائل متمردة.

وخلص إلى أن ذلك يؤكد أن الوزير لا يصلح أن يظل محافظا لشبوة، بل يجب إقالته ومحاسبته.

 وأكد رئيس مركز سبأ الإعلامي وليد الراجحي، أن إقالة عوض الوزير لم تعد مطلب الإصلاح فقط، بل مطلب كل يمني حر شاهد المليشيات التي استقدمها الوزير إلى شبوة تدوس علم الدولة ورمزيتها.

خدمة الحوثي

من جانبه، رأى المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة أن استهداف "تجمع الإصلاح" في شبوة لا يخرج عن مسار استهدافه منذ انقلاب الحوثي، لمنح الأخير فرصة البقاء والتجذر.

وأضاف أن عقدة "الإسلام السياسي" السني التي حكمت "الثورة المضادة" هي التي وجهت التعامل مع "الإصلاح"، وهي التي عطلت فرصة وأد الانقلاب، وما زالت تفعل، مؤكدا أن خلل الأولويات مدمر.

وأوضح الصحفي السعودي عثمان الأهدل أن ما قامت به الإمارات من ضرب الشرعية بحجة الإصلاح هو في المقام الأول يخدم الحوثي قبل الانتقالي، مستدلا على ذلك بعدم وجود مواجهة عسكرية بين الحوثي والانتقالي فعليا منذ اندلاع الحرب سوى بعض السيناريوهات المزيفة لذر الرماد في العيون.

وأكد وجود نية واضحة لتقسيم اليمن، تقسيم لا وجود فيه للشرعية.