رغم اختيار عباس لخليفته.. موقع عبري: هكذا يستعد دحلان لرئاسة فلسطين

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

لا يزال محمد دحلان القيادي المفصول من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" يرى في نفسه الخليفة لرئيس السلطة محمود عباس، رغم تعيين الأخير وترقيته أعضاء كبارا في الحركة ليتجهزوا لهذا المنصب.

وأشار موقع "نيوز ون" العبري، إلى أن دحلان ينتظر الانتخابات الرئاسية لدخول الحملة، ويقدر أنها فرصة جيدة بمجرد مغادرة عباس الحياة السياسية.

وقرر عباس نهاية أبريل/نيسان 2021، تأجيل الانتخابات التشريعية إلى حين ضمان سماح السلطات الإسرائيلية مشاركة مدينة القدس المحتلة، فيما يقول معارضوه إن السبب يعود إلى خشيته الخسارة.

ووفق مرسوم رئاسي، كان من المقرر أن تجري الانتخابات الفلسطينية على ثلاث مراحل خلال العام 2021: تشريعية (برلمانية) في 22 مايو/ أيار، ورئاسية في 31 يوليو/ تموز، وانتخابات المجلس الوطني (برلمان منظمة التحرير) في 31 أغسطس/ آب.

ويحاول رئيس السلطة الفلسطينية "أبو مازن" ورفاقه القيادي في حركة "فتح" حسين الشيخ ومدير المخابرات العامة ماجد فرج، خلق الانطباع بأن معركة الخلافة قد حسمت بالفعل وأن هذين الشخصين سيقودان الحكم بعد نزول الأول عن الحلبة السياسية.

 لكن الشارع الفلسطيني غير مستعد لقبول هذا الإملاء، ولا كبار المسؤولين في حركة فتح ولا المعارضة الفلسطينية.

سيعود بقوة

ويرى الموقع العبري أنه من المتوقع حدوث تغييرات بمجرد تنحي عباس عن المسرح السياسي أو دخوله في الحجر بسبب وضعه الصحي.

وحسب تقييم النظام السياسي، فإن مطلب إجراء انتخابات رئاسية سيكون فوريا في غضون 60 يوما على النحو المنصوص عليه في القانون الفلسطيني.

ولن يتمكن حسين الشيخ وماجد فرج من معارضة هذا المطلب، وسيكونان بالطبع قادرين على تقديم ترشحهما في الانتخابات الرئاسية.

لكن هذا يعني إعادة حركة فتح إلى قواعد اللعبة والنضال على رئاسة السلطة، وفق الموقع.

ومن المتوقع أيضا أن تقدم حركة المقاومة الإسلامية حماس مرشحا رئاسيا نيابة عنها، وفي غضون ذلك سيجري تعيين زعيم مؤقت للسلطة الفلسطينية حتى اتخاذ قرار في الانتخابات.

وتشير التقديرات إلى أن الرئيس المؤقت سيكون منفتح الذهن. لذلك كل من نصب كبار أعضاء فتح، جبريل الرجوب أو مروان البرغوثي أو محمود العالول، سيتعين عليه تغيير موقفه.

وهؤلاء المرشحون للخلافة لن يستسلموا وسيقاتلون بكل الطرق لمنع حسين الشيخ أو ماجد فرج من الفوز بمنصب رئيس السلطة الفلسطينية الجديد، وفق الموقع. 

ولفت إلى أن محمد دحلان الذي طرده محمود عباس عام 2011 من حركة فتح بتهمة الفساد الحكومي والقتل، من المتوقع أن يعود إلى الساحة بكل قوته ويترشح للانتخابات الرئاسية، كما يقول رفاقه في قطاع غزة.

وأشار المحلل الأمني في الموقع "يوني بن مناحيم" إلى أنه في قطاع غزة والضفة الغربية، يشار إلى القيادي محمد دحلان بعبارة "طائر الفينيق الفلسطيني"، فكلما جرى تأبينه، يظهر ويفاجئ الجميع.

وعاد محمد دحلان إلى الساحة الفلسطينية بفضل التطبيع الإماراتي مع إسرائيل قبل أكثر من عام، فهو المستشار الخاص لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، و"شارك في تخمير الاتفاقية".

وأفاد موقع "دار الحياة" الذي يبث من واشنطن في 13 أغسطس/آب 2020، نقلا من مصادر أميركية مطلعة، أن الاتفاقية الثلاثية بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل تنص على أن دحلان سيتمكن من العودة إلى السلطة الفلسطينية "باعتباره الشخصية الرئيسة التي يمكنها إحياء عملية السلام.

دور مهم

ولدحلان دور مهم في المرحلة المقبلة "وهذا يفتح المجال أمامه من وجهة نظر الولايات المتحدة وإسرائيل، للمشاركة في معركة الخلافة على منصب رئيس السلطة بعد تنحية أبو مازن من المسرح السياسي".

ونوه الموقع العبري إلى أن ما يسمى "التيار الإصلاحي" في حركة فتح بقيادة دحلان أصدر في 2021 بيانا يؤيد اتفاق التطبيع يتناقض مع بيان السلطة الذي وصفه بـ "خيانة وطعن في ظهر الفلسطينيين".

وقبل نحو أربع سنوات وقع محمد دحلان برعاية مصرية بالقاهرة سلسلة اتفاقيات للتعاون السياسي والاقتصادي بينه وبين قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار.

ولم تتحقق التفاهمات في النهاية بسبب معارضة السلطة واستئناف محادثات المصالحة بينها وبين حماس.

وبين الموقع أن "حماس فهمت أن التحالف السياسي مع محمد دحلان، الخصم اللدود لأبو مازن، سيخدم مصالحها ضد رئيس السلطة".

وعبر هذه العلاقة، تريد حماس أن توضح للجمهور الفلسطيني أن المصالحة مع حركة فتح يمكن أن تجري، وأن المشكلة التي تمنع ذلك هي شخصية عباس.

بالإضافة إلى ذلك، يرتبط دحلان بعلاقات وثيقة منذ طفولته مع السنوار ومع محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وفق الموقع.

وادعى الموقع أن الضيف ساعد دحلان على الاقتراب من الحركة ودفن رواسب الماضي.

ولفت المحلل الأمني ابن مناحيم إلى أن دحلان الذي أصبح رجل أعمال دولي وثري جدا، نجح في السنوات الأخيرة بضخ الكثير من الأموال في مشاريع خيرية داخل قطاع غزة.

وجرى ذلك بالتنسيق مع حماس، مما عزز علاقاته مع الحركة وحسن مكانته الاجتماعية والسياسية بين السكان.

مخاوف في "فتح"

وكان دحلان قد أعلن عام 2021 عن القائمة التي وضعها لخوض الانتخابات البرلمانية، فهو يحظى بشعبية كبيرة في قطاع غزة ويأمل في إقامة تحالف سياسي مع المسؤول البارز في فتح "مروان البرغوثي" المحكوم في السجون الإسرائيلية بخمس مؤبدات إثر إشرافه على تنفيذ عمليات فدائية.

لكن البرغوثي اعترض على ذلك وابتعد ليحافظ على "صورة نظيفة" له في الشارع الفلسطيني.

 واستطاع دحلان بفضل ثروته الكبيرة أن يؤسس في السنوات الأخيرة، مراكز قوة في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية مجهزة بالسلاح، حتى يتمكن من العمل مرة أخرى دون خوف من كبار أعضاء حركة فتح الموالين لعباس.

وشكل اتفاق التطبيع بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل ضغوطا كبيرة على قيادة فتح التي تتنافس على معركة الخلافة.

وبين الموقع أن دحلان صحح الانقسامات بينه وبين إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لكن يبدو أن إدارة خلفه جو بايدن تفضل العلاقات مع حسين الشيخ وماجد فرج، رغم أن هذا قد يتغير حسب التطورات في الشارع الفلسطيني.

وبحسب مصادر خليجية، زار دحلان إسرائيل سرا في العام 2021 برفقة مستشار الأمن القومي الإماراتي "طحنون بن زايد" والتقيا برئيس الموساد آنذاك "يوسي كوهين" ومسؤولين إسرائيليين آخرين وناقشا تفاصيل اتفاقية التطبيع الناشئة.

وسيتمكن دحلان من العودة إلى الأراضي الفلسطينية والترشح لمنصب رئيس السلطة وسيتعين عليه أن يشق طريقه، في اللحظة المناسبة مع اقتراب موعد تقاعد عباس من اللجنة المركزية لـ"فتح" للانضمام إليها والاستيلاء على القيادة بمساعدة مروان البرغوثي.

ويحظى دحلان بدعم مصر والأردن والسعودية والإمارات والبحرين. كما أن الدعم الأميركي والإسرائيلي له يعزز فرصه بأن يصبح الرئيس المقبل. ومع ذلك، فإن أبو مازن ليس في عجلة من أمره للاستقالة.

ويقول مسؤولون كبار في فتح إن رئيس السلطة مصمم على القتال بكل قوته ضد عودة دحلان إلى الأراضي الفلسطينية ويصفه بأنه "عميل أميركي - إسرائيلي - إماراتي".

ويرى ابن مناحيم أن المزاج السائد في الضفة الغربية هو أن اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل هو نتيجة فشل كبير لإستراتيجية السلطة بقيادة أبو مازن وأن الوقت قد حان لإنهاء دوره.

وبين أن الشارع يرى بأن السلطة بحاجة إلى استعادة سريعة لمكانتها الإقليمية والدولية، وأن الفلسطينيين بحاجة إلى قيادة شابة، واقعية وقوية تحقق لهم إنجازات سياسية.

 فمعركة الخلافة قد تكون عنيفة ووحشية، وبمجرد إعلان الانتخابات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سيضاف إليها لاعب قديم جديد اسمه "محمد دحلان" عازم على الفوز بها، وهو في هذه الأثناء يراقب وينتظر اللحظة المناسبة.