"مصر حبلى بالغضب".. ناشطون يبشرون بثورة جياع تزيل حكم العسكر

12

طباعة

مشاركة

يرصد الإعلام المصري المرئي والمقروء المحسوب على السلطة باستمرار أسعار السلع الغذائية والإسمنت والحديد، ويشير إلى ارتفاعها يوما واستقرارها في اليوم التالي على الارتفاع دون ذكر لأي معلومة عن حالة الغضب الشعبي السائدة والمتفاقمة.

وسائل إعلام مصرية أفادت بأن طبق البيض وصل سعره إلى 60 جنيها (الدولار = 15,68 جنيها)، فيما زاد سعر الدقيق بنسبة 17 بالمئة، وتتراوح أسعار الإسمنت بين 1200 وحتى 1390 جنيها لأسعار أرض المصنع، وبلغ سعر طن إسمنت المسلح، 1365 جنيها، بحسب شعبة مواد البناء بالغرف التجارية.

وخلال مؤتمر صحفي مطلع مارس/آذار، أعلن رئيس حكومة النظام مصطفى مدبولي، عن زيادات في أسعار السلع الأساسية، مبررا القفزات الهائلة بأنها نتاج الموجات التضخمية التي شهدها العالم نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية.

تلك الزيادات والمبررات لم تلق قبولا لدى الشعب المصري الذي هدد بموجة غضب واسعة، إذ أعرب ناشطون على تويتر عن استيائهم من ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة بالتوازي مع الحرب الروسية على أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط 2022. 

واتهم ناشطون عبر مشاركتهم في وسم #غضب_الغلابه_قادم_لامحاله، رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، بتعمد إذلال وإفقار وتجويع الشعب المصري، محذرين من أن سياساته ستؤدي إلى ثورة جياع لا محالة، ولن تفرق بين مثقف وجاهل، ولن تترك أخضر ولا يابسا.

وطالبوا السيسي بالرحيل وأكدوا أنه فاقد للشعبية والشرعية، مشيرين إلى أن الشعب يصرخ من الفقر والجوع والبطالة وضيق الحال.

وتداول ناشطون مقاطع فيديو لشباب وسيدات يعربون فيها عن ندمهم لانتخاب السيسي والرقص له أمام لجان الانتخاب ويشتكون من غلاء الأسعار وتدني مستوى المعيشة، ويستنكرون تطبيل إعلامه وتضليل الشعب.

تحذيرات للسيسي

وحذر ناشطون السيسي من تجاهل صوت الشعب الذي علا مؤخرا على غير المعهود في ظل اتباعه هو ونظامه سياسة تكميم الأفواه منذ وصوله للسلطة عبر انقلاب عسكري في يوليو/تموز 2013، مؤكدين أنه فاقد للشرعية والشعبية ووصل بالتزوير.

المعارض والمرشح الرئاسي السابق أيمن نور، قال إن مصر حبلى بغضب شعبي لا يعلم إلا الله لحظة ميلاده، لكنه أقرب مما نتوقع.

الحقوقي أسامة رشدي، أكد أن #السيسي نفسه لو دخل انتخابات حرة لا يقوم بتزويرها أو يعتقل منافسيه ويلقي بهم في السجون لما حصل على أكثر من 5 بالمئة، وهي نسبة العصابة التي تستفيد من نظامه الفاشي الفاسد.

واستدرك: "لكنه زور الدستور وأطال مدد رئاسته المغتصبة، وكمم الأفواه وفتح السجون للأحرار لقمع الشعب، ولكن لكل شيء نهاية".

وكتب محمد صلاح: "كما قلت مرارا و تكرارا لن تروا إلا القتل والسجن والفقر من السيسي اليهودي.. لن يترك شعب مصر إلا حفاة عراة داخل السجون أو خارجها، لا سبيل إلا ثورة عارمة".

استثمار الحالة

وحث ناشطون الشعب المصري على استثمار حالة الغضب والثورة على السيسي ونظامه واقتلاعهم من السلطة، وإعدامهم في ميدان عام، وفق قولهم.

ولفت الإعلامي محمد ناصر علي، إلى أن ساسة وناشطين يتحدثون عن الغضب الشعبي داخل مصر خاصة فيما يخص غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، لكن لا أحد يستثمر ذلك.

وحث صلاح بدوي، السياسيين داخل مصر على الدعوة إلى تحرك جماهيري عاجل من أجل إسقاط نظام حكم عبد الفتاح السيسي وإعادة الديمقراطية لمصر.

وبين أن ما يحدث بحق أهلها من جرائم فاق كل الحدود، مشيرا إلى أن الوضع البائس الذي يعيشه الشعب الآن توقعه العبقري والرجل المؤمن حازم صلاح أبو إسماعيل.

وقال عادل سويفي: "إن شاء الله و أتمنى ذلك، لو حصل ثورة في مصر ورحل السيسي عن الحكم لازم إعدامه فورا هو وكل حكومته وكل لواءاته".

وأردف: "يجب تطهير القضاء من كل الأوساخ التي فيه وتطهير الجيش من كل الفاسدين ويجب الاستعداد للتضييق على الحكومات التي دعمته".

زيادة الوعي

وبرز حديث الناشطين عن اختلاف وعي الشعب المصري وجرأته اليوم على الصدع بكلمة الحق والإعلان عن معاناته بصوت عال بعكس ما كان موجودا سابقا، فيما برزت تغريدات لشخصيات موالية استنكرت فشل سياسات السيسي وتبديده للأموال في حين تستمر معاناة الشعب.

الناشط علي حسين مهدي، استنكر الإعلان عن شراء السيسي من أميركا 12 طائرة بقيمة 202 مليار دولار.

وقال: "بما أنني أعيش في أميركا فأحب أن أشكر السيسي على مساعدته في إنعاش الاقتصاد الأميركي بفلوس المصريين الذين لا يجدون الطعام".

صاحب حساب "مصري عروبي" والذي يضع صورة السيسي كصورة شخصية لحسابه على تويتر، وجه نداء له، قائلا: "ياريس أصبح الاحتمال بحدوث اضطرابات اجتماعية خطيرة أصبح واردا بسبب الفقر المدقع والغلاء الفاحش وهذا قد يودي باستقرار المجتمع وقد يؤدي لاضطرابات يستغلها أعداء الوطن وأصبحنا متخوفين على مستقبل بلدنا الحبيب".

وأشار أحد المغردين، إلى أنه أول مرة يشعر بجرأة الشعب المصري بعد ثورة يناير، لافتا إلى أنهم يلعنون السيسي في الشوارع، ويدعون عليه ويؤمن الآخرون على الدعاء والأغلبية سيساوية ومحدش بيكلمهم لأنهم فاهمين بعض.

تنديد وغضب

وندد ناشطون بمطالبة الإعلام المحسوب على السيسي ونظامه للشعب بالصبر على ضيق الحال وغلاء الأسعار والترويج إلى أنها أزمة عالمية نتاج الحرب المشتعلة في أوكرانيا، مذكرين بالملايين التي يتقاضونها مقابل تطبيلهم والقصور التي بناها رئيس النظام من أموال الشعب.

الإعلامي حسام الغمري، تحدى السيسي أن يخرج أمام الشعب ثانية ويقول: أيوة بنيت قصور وهبني مع استمرار هاشتاج #غضب_الغلابه_قادم_لامحاله.

وتحداه أن يكشف عن ميزانية مؤسسة الرئاسة وتكلفة مؤتمراته ومواكبه الرسمية، وأن يخبر الشعب ماذا سيحدث للاقتصاد إذا قررت الدول العربية سحب ودائعها من البنك المركزي.

وقال محمود سليمان: "يعني أنت عاوز تقنعني بالصبر على الظروف المعيشية الزفت وأنت عايش في نعيم مقيم أنت وصنمك السيسي اللي في عز الأزمة بنى ويبني لنفسه قصورا واستراحات فخمة بمليارات من لحم الحي من أجل أن يستخدمها بعض الأيام في السنة".

وتداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر الغضب الشعبي من السيسي وتراجع شعبيته، ويعربون خلالها عن غضبهم من ارتفاع الأسعار وعجزهم عن سداد إيجارات مساكنهم وتوفير قوت اليوم من مأكل ومشرب، ومحذرين من ثورة جياع قادمة.