"لا مبرر".. تنديد واسع بصمت الأنظمة العربية على اضطهاد المسلمين في الهند

12

طباعة

مشاركة

في ظل هيمنة حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي المتطرف على الحكم في الهند، تشهد الأقلية المسلمة أشد أنواع التنكيل والتمييز وانتهاك الحقوق، وسط تصاعد مطالبات عنصرية بإبادة المسلمين وإنهاء وجودهم في البلاد.

وفي 22 فبراير/ شباط 2022، قتل ناشط مسلم بالحركات الطلابية يدعى أنيش خان علي، في منزله بولاية غرب البنغال، على أيدي متطرفين هندوس بينهم ضابط شرطة، بالتزامن مع نشر رسوم كاريكاتيرية بالصحف المحلية تحرض على قتل المسلمين.

وعلى إثر ذلك، خرجت احتجاجات واسعة في جامعات ومدن هندية تطالب بالعدالة والقصاص للشاب أنيش، فيما هاجم الهندوس المتظاهرين وأشعلوا النيران في سيارات ومنازل المسلمين ورشقوها بالحجارة بمدينة شيفاموجا في ولاية كارناتاكا جنوبي البلاد.

وطالب ناشطون على تويتر الدول الإسلامية بطرد سفراء الهند لديها، تضامنا مع المسلمين ضد جرائم الهندوس المتطرفين بحقهم، متسائلين "أين قادة وعلماء الإسلام والمنظمات الحقوقية الدولية مما يجرى من اضطهاد وعنصرية؟"

واستنكروا خلال مشاركتهم في وسم #طرد_السفير_الهندي، استباحة الطائفة الهندوسية للمسلمين في بلد يدعي أن مئات الأديان والمعتقدات تعيش معا بسلام، بينما تمنع الفتيات المحجبات من دخول المدارس بعد قرار أصدرته السلطات الهندية قبل شهرين.

وحظرت ولاية كارناتاكا مطلع 2022، على الطالبات المسلمات ارتداء الحجاب، استنادا على حكم قضائي، وأصدرت تعميما مؤخرا، أكدت فيه قرارها بالقول: "لا ينبغي ارتداء الملابس التي تزعج المساواة والقانون والنظام العام".

وتداول ناشطون، مقاطع فيديو يقوم فيها الهندوس بنزع حجاب المسلمات بالقوة والاعتداء عليهن بالضرب في الشوارع، داعين إلى مقاطعة المنتجات الهندية وطرد العمالة الهندوسية، احتجاجا على ما يعاينه المسلمون.

واستمرارا للتصعيد، نشر حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم على حسابه الرسمي بإنستغرام في 20 فبراير 2022، رسما كاريكاتيريا لمسلمين معلقين على المشانق.

مواقف رسمية

ودعا ناشطون الحكومات العربية والإسلامية لاتخاذ مواقف رسمية أكثر قوة نصرة للمسلمين في الهند، منها طرد السفراء من بلدانهم، مستنكرين استهداف الهند للإسلام.

الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، كتب: "مازالت داعشية الهندوس تتطاول ومازال الأمل مستمرا في صحوة العقلاء لكبح المجرم الأكبر الذي يدعم سياسات التطرف واللاقانون، المعتدي على دين وكرامة المسلمين لابد من وقفة لمحاسبته".

وقال الخبير الإعلامي طلال الكشتي، إن طرد سفراء الهند من الدول الإسلامية لما يعاني منه المسلمون من اضطهاد أصبح ضرورة واجبة، مضيفا أن "ما يفعله الهندوس هو حقد على الإسلام".

 واعتبر الكاتب الصحفي تركي الشلهوب، أن طرد الدبلوماسيين الهنود من الدول الإسلامية، سيردع الحكومة الهندية عما ترتكبه بحق المسلمين.  وحثت الناشطة نجوى علي، الأمة الإسلامية على مناصرة ودعم مسلمي الهند ضد عنصرية وبطش الهندوس.  كما دعا الناشط أحمد المعماري، الحكومة العمانية إلى طرد الدبلوماسيين الهنود من السلطنة، اعتراضا على ما يحدث من فظائع بحق المسلمين.

وقائع موثقة

ونشر ناشطون مقاطع فيديو وصور توثق اعتداء السلطات الهندية على الفتيات المحجبات ومنعهن من دخول المدارس في ممارسة عنصرية فادحة من قبل الطائفة الهندوسية المتحكمة، مؤكدين استمرار حملاتهم دفاعا عن مسلمي الهند.

ونشر صاحب حساب نحو الحرية، فيديو تجلس فيه الطالبات المحجبات في الشارع بعد منعهن من دخول مدارسهن، مستنكرا صمت الحكام المسلمين.

وقال الناشط يونس الرابخي، إن ما يحدث في الهند من مضايقات للمرأة المسلمة لا يجب السكوت عنه بأي شكل من الأشكال، داعيا للتصدي له دفاعا عن الإسلام والمسلمين.

 وأكد الباحث فهد الغفيلي، أن الحملة مستمرة حتى يكف متطرفو الهند أيديهم عن أخواتنا في الهند.  وكتب في تغريدة أخرى ساخرا: "إذا طالبنا هيئة كبار العلماء التكلم في موضوع آخر غير طاعة ولي الأمر، ما هو الموضوع الذي ممكن أن يتكلموا فيه؟ هل ممكن أن يتكلموا عن اضطهاد الهند للمسلمين؟".

موقف مشرف

وأشاد مغردون، بموقف مجلس الأمة الكويتي في الخطوة التي اتخذها حيال ما يتعرض له المسلمون في الهند، وهي منع دخول أعضاء حزب بهارتيا جناتا الحاكم في الهند من دخول الكويت، مطالبين بقية الدول الإسلامية بأن تقوم بإجراءات ضد الحكومة الهندية. 

عضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين الدكتور محمد الصغير، أثنى على موقف أعضاء المجلس الكويتي، مناشدا الدول والمؤسسات الإسلامية باتخاذ موقف داعم لمسلمي الهند.

 واستنكر الداعية الكويتي حامد العلي، اعتداء الهندوس على المسلمين في الهند، مشيرا إلى الموقف المشرف لمجلس الأمة الكويتي. 

ووجه الناشط اليمني أحمد بن محفوظ الكندي تحية إجلال وتقدير لمجلس الأمة الكويتي، لتوصيته منع الهنود من أعضاء حزب "بهارتيا جناتا" من دخول الكويت، قائلا إن هذا الحزب هو المتهم الرئيس بإيذاء المسلمين في الهند. 

 وطالب ناشط آخر، بقية الدول بأن تأخذ موقفا هي الأخرى تجاه قضية مسلمي الهند، مثلما فعلت الكويت، وأن يتم طرد سفراء الهند من الدول العربية والإسلامية.