ممثل حماس بلبنان لـ"الاستقلال": سلطة عباس وراء مجزرة برج.. وهذه علاقتنا بحزب الله

بيروت- الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

شدد أحمد عبد الهادي ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان على قوة العلاقة بين الفصائل الفلسطينية هناك، رغم ما يحدث من توترات بين الحين والآخر.

وبين عبد الهادي أن 275 ألف فلسطيني يعيشون في 12 مخيما بلبنان علاقات جميع فصائلها ببعضها ممتازة، لا سيما حماس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".

ولفت في حوار مع "الاستقلال" إلى أن علاقات الحركة بالدولة اللبنانية قائمة على الحياد الإيجابي والتوازن وممتازة مع الجميع.

محاولات التصفية

  • ما حقيقة ما يتردد عن وجود محاولات إسرائيلية لتفجير الأوضاع داخل هذه المخيمات في الجنوب اللبناني لخدمة أهدافه؟

نعم نحن لدينا مؤشرات ومعطيات عن مشروع أميركي صهيوني يستهدف الوجود الفلسطيني في لبنان لتصفيته، ولا سيما المخيمات تهجيرا وتوطينا وأيضا السلاح؛ تمهيدا لسحبه عبر أدوات يستخدمها لتنفيذ هذه المشاريع.

ونحن كفصائل نتابع ذلك وبالذات حماس، ونضع المجزرة التي حدثت في برج الشمال في هذا الإطار، وننسق مع أشقائنا في لبنان سواء رسميا أو حزبيا لمتابعة هذه المشاريع ومواجهتها بأشكال مختلفة.

  • من وراء الأحداث التي شهدها مخيم برج الشمالي (ديسمبر/كانون الأول 2021) وراح ضحيتها 3 من كوادر الحركة؟

هذه المجزرة ارتكبتها مجموعة تابعة للأمن الوطني الفلسطيني، والتي تتلقى أوامرها من رام الله بحسب معلوماتنا.

وهذا جزء من مخطط يستهدف الوجود الفلسطيني في لبنان، وحق العودة والتوطين والتهجير، وكذلك السلاح الذي يعد عنوانا سياسيا بالنسبة للاجئين هناك.

وتفاصيل هذه المجزرة المشبوهة نتابعها بدقة مع الدولة اللبنانية والأشقاء في لبنان للوصول إلى الحقيقة، ومعرفة من خطط وحرض عليها.

ونطالب بتسليم القتلة إلى الدولة اللبنانية لمحاسبتهم ومعاقبتهم.

مخيمات الفلسطينيين

  • كيف ترى واقع الفلسطينيين في مخيمات لبنان المختلفة وما هي أعدادهم وتوزيعهم ومراكز تجمعهم؟

الفلسطينيون الذين يعيشون في لبنان الآن عددهم يتراوح ما بين 250 إلى 275 ألف نسمة، وكان قبل ذلك يتجاوز 600 ألف نسمة ولكنهم هاجروا إلى دول مختلفة بأميركا وأوروبا ودول عربية.

يتوزعون على 12 مخيما وعدد من التجمعات الفلسطينية داخل لبنان، ويعيشون فيها أوضاعا إنسانية واجتماعية قاسية وصعبة جدا نتيجة غياب الحقوق الإنسانية والاجتماعية لهم.

وبالتالي فهم محرومون من العمل والتملك وكثير من الحقوق، وهذا أثر عليهم إنسانيا واجتماعيا إضافة إلى التقليصات المستمرة لـ"أونروا" (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين). 

ثم جاءت الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية الحالية في لبنان، كل ذلك أثر بالإضافة إلى كورونا على واقع الفلسطينيين وزادت نسبة الفقر وانتشار البطالة بينهم.

  • ما هي انعكاسات الأزمات المعيشية في لبنان على مخيمات الفلسطينيين؟

نحن نركز أساسا في ذلك على الأونروا ونضغط عليها لتؤدي دورها في تقديم الخدمات، وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ولا نريد أن نكون مكانها.

ونسعى كفصائل ومنظمات فلسطينية لا سيما "حماس" من خلال علاقاتنا لتقديم بعض المساعدات والمشاريع التنموية والإغاثية منذ فترة طويلة.

وبمناسبة الانطلاقة الـ 34 لحركة حماس أطلقنا مشروعا إغاثيا بتوزيع طرود غذائية لكافة الفلسطينيين في لبنان.

كما نسعى بين الحين والآخر إلى تقديم مساعدات مادية وإغاثية ومشاريع تنموية وغيرها، ونطالب الدولة اللبنانية من خلال الوزارات أن تقدم مساعدات ودعما وتسهيلات للفلسطينيين بالمخيمات، وهذا ما يمكن فعله لتخفيف المعاناة عن شعبنا.

  • ألا يوجد مخيمات للفلسطينيين في سوريا.. كيف هي أحوال ساكنيها اليوم؟

نعم يوجد مخيمات في سوريا بالتأكيد كما هو في لبنان منذ 1948 ولكن بعد الأزمة السورية أوضاعهم الآن صعبة للغاية وجزء كبير منهم هاجر كما فعل الشعب السوري.

 والفلسطينيون في سوريا جزء منهم جاء إلى لبنان أيضا وجزء هاجر إلى بلدان أخرى خارج دمشق وبيروت.

الأوضاع في سوريا بالنسبة للمخيمات صعبة كما هي باقي المدن والبلدات والقرى السورية نتيجة الأزمة التي أثرت بشكل كبير على مناحي الحياة هناك.

"أونروا" تقدم الخدمات والتشغيل ولكنها متواضعة، والمخيمات تعيش حالة إنسانية صعبة للغاية، فمخيم اليرموك مثلا دمر بالكامل وجزء من الأهالي وبعض العائلات عادت إليه ويعملون الآن على إعادة البنى التحتية.

المقاومة والعودة

  • كيف يمثل الفلسطينيون في لبنان خزانا لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي؟

نحن جزء من الشعب الفلسطيني في لبنان، الذي يعتبر جزءا من المقاومة؛ لأنه احتضن الثورة تاريخيا.

فهو شعب مقاوم عينه على فلسطين وسلاحه الموجود في المخيمات موجه نحو الاحتلال الصهيوني وليس نحو الواقع اللبناني.

وبالتالي، الفلسطينيون في المخيمات اللبنانية معبؤون بنفس المقاومة والجهاد ضد الاحتلال، ويتحينون الفرصة لكي يكون لهم دور في ذلك.

وأصلا خلال العدوان الصهيوني على لبنان سواء باجتياح 1982 أو قبل ذلك أو بعدها في 2006 شارك اللاجئون الفلسطينيون في مقاومة الاحتلال بالتنسيق مع المقاومة الإسلامية (حزب الله).

وهم الآن مستعدون للانخراط في أي مشروع مقاوم ضد الاحتلال الصهيوني وسيكونون جزءا من التحرير بإذن الله، وهو قريب.

  • حق العودة الذي يحلم به الفلسطينيون.. كيف يجسده أبناء المخيمات في لبنان؟

بعد هدم "اليرموك" الذي كان أكبر مخيم للشتات في سوريا، أصبح اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يمثلون عنوان اللاجئين في الخارج.

واللاجئون الفلسطينيون منذ النكبة عام 1948 ورغم الأزمات الحادة التي مروا بها والوضع الإنساني والمعيشي والمشاريع التي تستهدف حقوقهم، فهم متمسكون بحق العودة ويرفضون مشروع التوطين وطمس الهوية وإلغاء حق العودة.

حماس في لبنان

  • ما طبيعة العلاقة بين حركة حماس والقوى السياسية في لبنان بما فيها حزب الله؟

علاقة حركة حماس مع كل مكونات الواقع اللبناني متوازنة وممتازة وعلاقاتنا ليست مع طرف ضد آخر؛ برغم أن بعض الأطراف حليفة لدينا في مواجهة إسرائيل مثل حزب الله.

فعلاقتنا مع الدولة اللبنانية رسميا سواء الرئاسة أو البرلمان أو وزراء الحكومة والنواب والإدارات العامة ممتازة، وأيضا مع الأجهزة الأمنية الرسمية كمخابرات الجيش والأمن العام اللبناني وشعبة المعلومات وننسق معهم فيما يعني شؤون أهلنا وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وأيضا علاقاتنا مع الأحزاب اللبنانية والشخصيات المستقلة ومؤسسات المجتمع المدني والروابط والعائلات وغيرها ممتازة كحماس، لأننا لا نتدخل بالشأن اللبناني الداخلي.

  • كيف تقيم العلاقات بين فصائل المقاومة الفلسطينية داخل المخيمات؟

الفصائل الفلسطينية تندرج في 4 أطر، تأتي فصائل منظمة التحرير وعلى رأسها "فتح"، ثم فصائل تحالف القوى وعلى رأسها "حماس"، ثم القوى الإسلامية.

وهناك التيار الإصلاحي بحركة فتح (يقوده القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان)، إضافة إلى بعض الفصائل الصغيرة، ومؤسسات المجتمع المدني.

والعلاقة في المجمل بين جميع الفصائل ممتازة، لا سيما بين حماس وفتح حيث اتفقنا مبكرا على أن نحيد الخلافات الموجودة في فلسطين عن الساحة اللبنانية؛ لأن شعبنا في لبنان لا يتحمل أي خلاف أو مواجهات أمنية بالمخيمات.

كما أن أشقاءنا في لبنان لا يقبلون أي خلاف بين الفصائل، ولذلك شكلنا إطارا جامعا يشملها كافة وهو "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" برعاية لبنانية من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، والأخوة من حركة أمل وحزب الله.

هذه الهيئة هي التي تقارب الملفات المطلبية والأمنية في المخيمات بموقف فلسطيني موحد.

التضييق على حماس

  • ما تقييمكم للهرولة العربية نحو التطبيع مع الصهاينة، وسبل التصدي له؟

التطبيع له عدة خلفيات، أولها أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة من ورائه يسعون لكي يقيموا حلفا في المنطقة العربية يخدم الكيان الصهيوني ويجعله مقبولا ومدموجا في المنطقة لتأمين استمرارية وجوده ودمجه اقتصاديا وسياسيا وثقافيا.

وهناك دول كانت تطبع تحت الطاولة من قبل وهرولت مؤخرا بشكل علني ظنا منهم بأن الكيان ضمانة لاستمرارهم في كراسيهم وعروشوهم وإماراتهم؛ إلا أن هذه الهرولة نحو التطبيع ستؤول إلى الفشل، ولن تؤثر على القضية الفلسطينية.

علاوة على أن الشعوب العربية ترفض التطبيع مع العدو الصهيوني، ولعل موقف الشعبين المصري والأردني خير دليل، ونأمل من بقية الشعوب العربية التي طبع حكامها مواصلة رفض التطبيع، لأن حكامهم لن يجنوا من التطبيع سوى الخيبة حيث يستقوون بالعدو الصهيوني على بعضهم البعض كما يفعل المغرب ضد شقيقته الجزائر للأسف.

فهذا التطبيع لن يكون له مستقبل بتاتا، خصوصا أن المقاومة فرضت نفسها فلسطينيا وأن الشعوب العربية والإسلامية رافضة للتطبيع، وهو ما يجعل العدو يحتاج إلى دعم وحماية في مواجهة المقاومة الباسلة والمقتدرة.  

  • كيف ترى مستقبل صفقة القرن التي طرحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب؟

هناك ضغط أميركي صهيوني غربي لتطبيق صفقة القرن بعناصرها الأساسية ومن ضمنها اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال، وشطب قضية اللاجئين، وتصفية الضفة الغربية من خلال تكريس الاستيطان فيه.

إضافة إلى استهداف القدس وتهويدها، وتحويل غزة إلى دويلة نواة لدولة فلسطينية مرتقبة وغيرها.

ولكن المقاومة الباسلة بعد الانتصار في معركة سيف القدس فرغت هذه الصفقة من محتواها، ولن تمكن أصحابها من تمريرها.

 وطالما هناك شعب فلسطيني حي يتمسك بحق العودة والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية المرتقبة؛ فلا يمكن أن ترى صفقة القرن المزعومة النور.

  • كيف ترى تصنيف بريطانيا حماس حركة إرهابية؟

نحن لم نستغرب ذلك؛ لأن بريطانيا هي أصلا سبب الأزمة منذ وافقت على إقامة وطن قومي للصهاينة اليهود من خلال وعد بلفور المشؤوم، ولذلك فهي تواصل إيذاء الشعب الفلسطيني بتحريض صهيوني علينا.

هذا لن يضر حماس بشكل أو بآخر؛ لأنها مستهدفة من كل من يدعم الكيان الصهيوني، وذلك في الوقت الذي أصبحت الحركة قوة لا يستهان بها فلسطينيا وعربيا ودوليا.

فضلا عن وجود جهات دولية كثيرة تسعى للتفاهم مع حماس من تحت الطاولة سواء في أميركا أو أوروبا وغيرهما. 

وبالعموم رموز الحركة لا تذهب إلى بريطانيا لكي يجري توقيفهم في مطاراتها، ما يجعل هذا القرار محدود التأثير.

  • كيف ترى مستقبل القضية الفلسطينية بشكل عام على الصعيد العربي والعالمي خاصة بعد معركة سيف القدس؟

لا شك أن معركة سيف القدس (مايو/أيار 2021)، أحدثت نقلة نوعية تاريخية في إطار الصراع مع العدو الصهيوني، ورفعت القضية الفلسطينية على الطاولة لتصبح العنوان الأبرز في العالم العربي والإسلامي والدولي.

لذلك يجب أن نستثمر هذا الأمر ونبني عليه في توطيد العلاقات مع العالم العربي والإسلامي، ومع أحرار العالم الذين أيدوا سيف القدس والحق الفلسطيني.

ونؤكد أن أمل تحرير أرضنا والعودة اليها أصبح أقرب بعد معركة سيف القدس، وبعدما رأى العالم ما فعلته المقاومة في غزة عندما شلت أركان دولة الاحتلال وجعلتها تبدو أوهن من بيت العنكبوت.