برامج تجسس إسرائيلية تخترق "واتساب".. من استهدفت؟

قسم الترجمة - الاستقلال | 5 years ago

12

طباعة

مشاركة

سمحت ثغرة أمنية في تطبيق المراسلة الفورية "واتساب" لقراصنة التقنية بزرع برامج تجسس إسرائيلية تجارية على الهواتف، حسبما نقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن الشركة وأحد بائعي تقنية التجسس.

وذكرت الصحيفة، أن شركة "واتساب"، التي يبلغ مستخدموها 1.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، اكتشفت في أوائل مايو/ أيار الجاري، أن المهاجمين كانوا قادرين على تثبيت برنامج المراقبة على كل من هواتف "آيفون" و"أندرويد" عن طريق رصد الأهداف باستخدام وظيفة الاتصال الهاتفي للتطبيق.

ووفقا لـ"فاينانشال تايمز"، فقد قال تاجر برامج التجسس، الذي تم اطلاعه مؤخرا على اختراق "واتساب"، إنه يمكن إرسال "الكود" (الرمز) الخبيث، الذي طورته مجموعة " إن. إس. أو" الإسرائيلية السرية، حتى لو لم يرد المستخدمون على هواتفهم، وكثيرا ما تختفي المكالمات من سجلات المكالمات.

ونقلت الصحيفة عن أحد الأشخاص المطلعين على هذه القضية، قوله إن شركة "واتساب"، المملوكة لـ"فيسبوك"، مازالت في بداية إجراء تحقيقاتها الخاصة حول الثغرة الأمنية ومازال من المبكر تقدير عدد الهواتف المستهدفة باستخدام هذه الطريقة.

كيف حدث الاختراق؟

وأكدت "فاينانشال تايمز"، أنه في وقت متأخر من يوم الأحد الماضي، بينما كان مهندسو "واتساب" يسارعون لإغلاق الثغرة، استُهدِف هاتف محامٍ لحقوق الإنسان مقيم في المملكة المتحدة باستخدام نفس الطريقة.

وأشارت إلى أن باحثين في مطور البرامج بـ"ستيزين لاب" بجامعة تورنتو، قالوا إنهم يعتقدون أن هجوم برامج التجسس يوم الأحد، كان مرتبطا بنفس الثغرة الأمنية التي يحاول "واتساب" تصحيحها.

وبيّنت الصحيفة، أن المنتج الرئيسي لـشركة "إن. إس. أو" هو "بيجاسوس"، وهو برنامج يمكنه الوصول لميكروفون وكاميرا الهاتف، كما يمكنه تصفح رسائل البريد الإلكتروني والرسائل وجمع بيانات الموقع.

وأوضحت، أن شركة "إن. إس. أو" تروّج منتجاتها لوكالات الاستخبارات في الشرق الأوسط والغرب، وتقول إن "بيجاسوس" مخصص للحكومات التي تعمل على مكافحة الإرهاب والجريمة. وقد بلغت قيمة "إن. إس. أو" مؤخرا مليار دولار في عملية شراء شارك فيها صندوق الأسهم الخاصة في المملكة المتحدة " نوفالبينا كابيتال".

رسائل للناشطين

وبحسب الصحيفة، فإن ناشطين في حقوق الإنسان بالشرق الأوسط، تلقوا- في وقت سابق- رسائل نصية عبر "واتساب" تحتوي على روابط تحميل "بيجاسوس" على هواتفهم.

وذكرت شركة "واتساب"، أن فِرَق المهندسين لديها كانوا يعملون على مدار الساعة في سان فرانسيسكو ولندن لإغلاق الثغرة الأمنية. وأكدت أنه بدأ تطبيق إصلاح الخوادم (سيرفر) في يوم الجمعة من الأسبوع الماضي، كما أصدرت تصحيحا للعملاء يوم الاثنين.

ونقلت الصحيفة عن الشركة أيضا، قولها: "يحتوي هذا الهجوم على جميع السمات المميزة لشركة خاصة معروفة بالعمل مع الحكومات لتقديم برامج تجسس تسيطر على وظائف أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة".

وتابعت الشركة: "قد أطلعنا عددا من منظمات حقوق الإنسان على المعلومات التي نستطيع نشرها، إضافة إلى تعاوننا معها لإخطار المجتمع المدني".

هل نجح الهجوم؟

وأكدت الصحيفة، أن شركة "واتساب" رفعت القضية لوزارة العدل الأمريكية الأسبوع الماضي، وفقا لمصدر مطلع على الموضوع. ورفض متحدث باسم وزارة العدل التعليق.

وردت شركة "إن. إس. أو" بأنها قامت بفحص العملاء بعناية والتحقيق في وجود أي سوء استخدام. وردا على سؤال حول الهجمات التي تعرض لها "واتساب"، قالت الشركة إنها تحقق في القضية.

وأضافت: "لن تتورط (إن. إس. أو) تحت أي ظرف من الظروف في استهداف أشخاص من خلال تقنيتها، والتي تستخدمها فقط وكالات الاستخبارات وتطبيق القانون، كما لن تستخدم (إن. إس. أو) أو لا تستطيع استخدام تقنيتها في حد ذاتها لاستهداف أي شخص أو منظمة، بما في ذلك هذا الشخص (المحامي البريطاني)".

وأشارت الصحيفة إلى أن المحامي البريطاني، الذي رفض الكشف عن هويته، قد ساعد مجموعة من الصحافيين المكسيكيين والمعارضين الحكوميين ومعارضا سعوديا يقيم في كندا، في مقاضاة "إن. إس. أو" في إسرائيل، لافتا إلى أن "الشركة تتقاسم المسؤولية عن أي سوء استخدام لبرامجها من قبل العملاء".

وفي تعليق للصحيفة البريطانية، قال جون سكوت رايلتون الباحث البارز في مختبر سيتيزن بجامعة تورنتو: إن "الهجوم قد فشل".

وأضاف: "كانت لدينا شكوك قوية في أن هاتف الشخص كان مستهدفا، لذلك لاحظنا الهجوم المشتبه فيه، وتأكدنا أنه لم ينتج عنه أي ضرر. أعتقد أن الإجراءات التي اتخذتها (واتساب) في الأيام القليلة الماضية حالت دون نجاح الهجمات".