طريق مميت مكتشف حديثا.. هكذا يصل عراقيون وسوريون إلى أوروبا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكدت قناة دوتشي فيله الألمانية أن المهاجرين الحالمين ببناء حياة جديدة في أوروبا وجدوا طريقا جديدا للوصول إلى القارة الأوروبية يبدأ من العراق وينتهي في بيلاروسيا.

وعلى الرغم من مخاطر الشروع في رحلة محفوفة بالمخاطر قد تنتهي بالموت، يختار العشرات من المهاجرين وضع مصيرهم في أيدي المهربين المحليين في العراق للوصول إلى الاتحاد الأوروبي عبر بيلاروسيا.

ومنذ بداية أكتوبر/تشرين الأول 2021، كانت هناك 11300 محاولة لدخول الأراضي البولندية بشكل غير قانوني من بيلاروسيا. 

وحتى الآن هذا العام، جرى تسجيل حوالي 23 ألف محاولة من هذا القبيل. 

ومن هناك، يشق الكثيرون طريقهم إلى الحدود الألمانية عبر ثلاث ولايات ألمانية تحد بولندا وهي براندنبورغ ومكلنبورغ-فوربومرن وساكسونيا. 

وتقول شرطة الحدود إن هناك حوالي 6000 عملية عبور غير شرعية حتى الآن هذا العام.

معظم المهربين هم من العراق، لكن المهاجرين من سوريا والكونغو والكاميرون هم أيضا من بين أولئك الذين يسافرون إلى مينسك.

وحاليا، يقال إن نقاط الانطلاق الرئيسة هي ثلاث مدن في المنطقة الكردية بالعراق: أربيل وشيلادزي والسليمانية. 

وبعد أن علق العراق الرحلات الجوية المباشرة من بغداد في أغسطس/آب بعد ضغوط من الاتحاد الأوروبي، يلجأ المهاجرون الآن للسفر عبر دبي وتركيا ولبنان وأوكرانيا، وفقا لوكالات السفر المحلية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في أكتوبر/تشرين الأول إن هناك زيادة ملحوظة في الرحلات الجوية المباشرة إلى مينسك من بيروت ودمشق وعمان.

التأشيرات والتكاليف

ووفقا للتقارير، يمكن أن تكلف الرحلات ما بين 14-17 ألف يورو، بما في ذلك التأشيرات والرحلات الجوية والتهريب برا مرة واحدة في أوروبا. وبحسب ما ورد تتعامل السفارة البيلاروسية في أربيل مع التأشيرات. 

ومع ذلك، قال وكيل سفريات في بغداد، لم يرغب في الكشف عن اسمه أو اسم وكالته، لـ دويتشة فيله إن السفارة "استعانت بطلبات الحصول على تأشيرة لعدد من وكالات السفر".

وأضاف أنه اعتاد الحصول على طلبات التأشيرة لكنه توقف عن معالجتها، مشيرا "لم أعد أفعل ذلك لأن الأمر أصبح مشبوها للغاية ولا أريد تعريض عملي للخطر".

ولكن كان الأمر يستغرق ما بين يومين إلى خمسة أيام للحصول على التأشيرات.

وبالإضافة إلى ذلك، أكدت مصادر للصحيفة الألمانية أن طلبات الحصول على التأشيرات يتم تعهيدها إلى السفارات البيلاروسية في دول أخرى غير العراق. 

وفي فيديو يوتيوب، توضح شركة روسية تدعى "Made in Russia24" تقدم خدمات سياحية رسمية مثل تقديم التأشيرات، أن العراقيين والسوريين لم يعد بإمكانهم السفر كسائحين إلى بيلاروسيا بدعوة سياحية تحمل ختم المطار.

وأوضحت أن هؤلاء المسافرين يحتاجون الآن إلى ما يسمى بملصق التأشيرة الذي يمكن الحصول عليه من السفارات البيلاروسية.

 وتدعي الشركة أن العراقيين يمكنهم فقط الحصول على تأشيرة عبر السفارة البيلاروسية في أنقرة.

ونقلت Belsat.eu، وهي محطة تلفزيونية مستقلة في بيلاروسيا، عن تقرير صادر عن المنفذ الإعلامي البيلاروسي KYKY.org أن 12 وكالة سفر في البلاد حصلت على موافقة "ضمنية" لتنظيم تأشيرات دخول الأجانب.

ويذكر التقرير أن بعض هذه الوكالات كانت مدرجة في القائمة السوداء من قبل، لكنها ظهرت لاحقا على قائمة الشركات المعتمدة.

كما تدعي VIP Grub، وهي خدمة جوازات السفر والتأشيرات في إسطنبول، أنها تساعد في جلب الأشخاص إلى أوروبا من خلال "الطرق التقليدية" وتلمح إلى أن أوروبا بحاجة إلى عمال أجانب. 

وتقول النصوص الموجودة على الصور في هذه الصفحة: "أوروبا تحتاج  إلى 1.2 مليون لاجئ.. اغتنم الفرصة وادفع لنا بعد الوصول".

 شركات الطيران

تؤجر الشركات المسجلة في الاتحاد الأوروبي حاليا طائرات لـ"بيلافيا" شركة الطيران الوطنية في بيلاروسيا.

 ويريد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تضييق الخناق على هذه الممارسة ويفكرون في فرض عقوبات عليها. 

وقال وكيل سفر في بغداد لدويتشة فيله: "لدى شركة طيران بيلافيا رحلات مباشرة إلى مينسك من إسطنبول ودبي وأماكن أخرى".

لذلك كل ما عليك فعله هو الوصول إلى هناك، إنها أغلى قليلا لكنها ما زالت ممكنة، وفق قوله.

وتعد أيرلندا مركزا أوروبيا لتأجير الطائرات، حيث تدير الشركات الأيرلندية أكثر من نصف الطائرات المستأجرة في العالم. 

وتواصل بعض الشركات الأيرلندية تأجير طائرات إلى بيلافيا، والتي تستخدم لنقل المهاجرين إلى حدود الاتحاد الأوروبي. 

وتجادل الشركات بأنها ملزمة تعاقديا بتنفيذ ذلك. وقال وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني إنه يدعم العقوبات، لكن فقط تلك التي تستهدف عقود الإيجار المستقبلية وليس الحالية. 

أما شركات الطيران الأخرى مثل الخطوط الجوية القطرية والتركية، فلديها إجراءات فحص أكثر صرامة وتطلب أوراقا صالحة. 

ومع ذلك، كما يشير وكيل السفر في بغداد، قد يكون من الصعب التأكد من الطبيعة الحقيقية لرحلة الراكب.

وأضاف "يسافر الكثير من العراقيين إلى تركيا ودبي كل يوم. من المستحيل التمييز بين أولئك الذين يريدون الوصول إلى بيلاروسيا وأولئك الذين لا يريدون ذلك".