حميد النعيمي لـ"الاستقلال": الإمارات تعادي أي تجربة ديمقراطية خشية العدوى

12

طباعة

مشاركة

أكد المعارض الإماراتي حميد النعيمي أن انتهاكات سلطات بلاده لم تقتصر على الإماراتيين، بل وصلت إلى إقامة سجون خاصة ببعض الأقليات داخل الدولة إرضاء لدول أخرى.

وقال النعيمي في حوار مع "الاستقلال" إن الإمارات ليس بها أي نوع من أنواع الحريات وأن الإعلام بالكامل بيد الحكومة.

وتمتلك الإمارات سجلا حافلا بالانتهاكات والقمع والإخفاء القسري في سجون سرية وحملات قمع ضد معارضين سلميين، وتشريع قوانين تعسفية. 

وأضاف المعارض الإماراتي، أن آل زايد يعلمون أن قمع مسلمي الإيغور ورقة تهم الصين فدعموا بكين، وبحثا عن النفوذ والقوة تقربوا من الهند واصطفوا معها ضد مسلمي كشمير.

وأوضح أن علاقات السعودية والإمارات مرت بمرحلتين، الأولى تشمل الاتفاق على الأهداف في ملفات عدة، والثانية الصراع على القيادة.

وعن تطبيع الإمارات، قال إن "كل التطبيعات السابقة كانت أمنية وسياسية ودبلوماسية لكن الإمارات طبعت مجتمعيا وثفافيا ووصل الأمر لإقامة أعراس".

وأكد أن عداء أبوظبي للثورات العربية، مرجعه إلى رؤيتها أن "كل الثورات يمكن أن تنشئ كيانات ديمقراطية، وترفع رصيد حقوق الإنسان وتبدأ هذه الفكرة بالتنقل وتصبح معدية".

حقوق الداخل

  • بداية.. حدثنا عن أوضاع حقوق الإنسان بالإمارات؟

الإمارات ليس بها أي نوع من أنواع الحريات وهناك قوانين كثيرة متشددة تطبق على كل صاحب رأي لا يتناسب مع سياسات الحكومة.

الإمارات ليس بها رأي آخر، هي سلطة واحدة متحكمة ومسيطرة على كل مقاليد الأمور على مستوى الدولة بأسرها، وعلى كل قطاعاتها السياسية والاجتماعية، وليس بها مجتمع مدني والمساجد تحت سيطرة الدولة وخطب الجمعة موحدة، والتجمعات والتدارس ممنوع لأنها لن تكون تحت سيطرة جهاز الأمن.

الأئمة والخطباء كلهم لا بد من قبولهم أمنيا، وكذلك التوظيف في العمل الحكومي، وجميع النقابات، لذلك الإمارات دولة أمنية بامتياز، ولا مجال فيها للحريات.

أن تكون صاحب رأي مخالف لسياسة الحكومة أو صاحب قضية  فأنت حكمت على نفسك أن تكون بعيدا كل البعد عن حقوق الإنسان ويحق للدولة حينها أن تلاحقك وتسجنك بسجون سرية وتقدمك لمحاكمات صورية.

ومن ثم تضعك في السجن ويتم التضييق على ذويك في رزقهم وعيشتهم، ويمنعون من السفر، وتتعرض أنت لمختلف أنواع الانتهاكات في حال عدم توافقك مع السياسة العامة للحكومة.

  • ماذا عن أوضاع المعتقلين وحال السجون الإماراتية؟

السجون سيئة للغاية والمعتقلون يعانون من وضعهم في سجون سرية لأن أغلب الاعتقالات خارج نطاق القانون.

كما أن جهاز الأمن لا يحتاج إلى إجراءات قانونية حتى يقتحم البيت ويفتش بطريقة مهينة ويقود إلى سجون سرية واعتقالات تمتد أحيانا إلى مدد تقارب السنة، ثم يعرض بعد ذلك على محاكمات صورية وتبدأ بعدها الانتهاكات المستمرة في السجون.

المعتقلون يتعرضون لطرق تعذيب كثيرة منها التبريد الشديد وأحيانا السخونة الشديدة، وسماع أصوات مزعجة عالية، وخلع الأظافر، والضرب في مناطق حساسة في الجسم، والزج في سجون فردية.

أولئلك المعتقلون أوضاعهم سيئة جدا وحتى ذووهم يعانون الأمرين خلال زياراتهم لأبنائهم، خاصة أن السجون بعيدة جدا ويستغرق الوصول إليها ساعات طويلة مثل سجن الرزين في وسط الصحراء.

كما ينتظر الأهالي وقتا طويلا ليسمح لهم برؤية أبنائهم ويمرون بمراحل تفتيش مهينة، ثم يلتقون أبناءهم عبر حاجز زجاجي لمدة دقائق قليلة، وهناك أشخاص محددون للزيارة كأقارب الدرجة الأولى فقط.

وأيضا المعتقلون يعانون من أزمة اكتظاظ السجون، وعدم وجود رعاية صحية جيدة وتهوية للسجون، ولا يسمح لهم بالتعرض للشمس والتريض، واقتناء الكتب، ويعاملون كرهائن حرب وكأننا في دولة عدو بلا أخلاقيات في التعامل.

علاقات واستهدافات

  • كشفت تقارير عن إقامة الصين سجنا في الإمارات لاحتجاز الإيغور.. لماذا تتعاون أبوظبي في قمع المسلمين؟

سياسة الإمارات قائمة على مد العلاقات والتحالف مع الدول الكبرى، ومستعدة أن تذهب في سبيل تحقيق ذلك إلى نهاية الطريق، فهي تتعاون في المسائل الاستخباراتية والأعمال العسكرية وتقدم التمويل المالي الضخم، كما حدث مع فرنسا وافتخارها بأنها حاربت مالي.

 الحال ذاته الآن مع الصين، الدولة القادمة اقتصاديا وسياسيا على مستوى العالم، ولها ثقلها العالمي، والإمارات تعلم أن قمع مسلمي الإيغور ورقة تهم الحكومة الصينية، لذلك وقفت مع سياسات الصين في قمعها لهم.

 وهذا يتناسب مع أن الإمارات في سبيل مصالحها العليا تنسق مع الدول الأخرى في مختلف الأصعدة بلا قيم تضبط هذه السياسات.

وفي هذا الإطار، اصطفت الإمارات أيضا مع الهند ضد مسلمي كشمير، لأنها تحاول الوصول إلى الدول ذات الثقل العالمي، وتقيم معها علاقات وتكسب مواقف سياسية، باستخدام كل الإجراءات.

  • لماذا يستهدف النظام الإماراتي المعارضين والناشطين بالخارج ويضيق على أسرهم بالداخل؟

استهداف المعارضين بالخارج، يأتي استكمالا لحلقات الاستهداف الحكومي لكل أنواع المعارضة، والناشطين في مجالات حقوق الإنسان والمجالات الاجتماعية والسياسية.

حكومة أبو ظبي تحديدا لا تريد وجود طيف آخر أو أي معارض وإن كانت سلمية وراقية في طرحها وسلوكها وأسلوبها، رغم أن المعارضة الإماراتية أقرب للمهادنة مع الحكومة، ولم تكن في يوم من الأيام ذات سقف مرتفع أو ألفاظ متصادمة مع السياسة الحكومية، وكانت ذات أفق سياسي مرتفع.

كل ما فعلته المعارضة الإماراتية أنها شاركت في المطالبة بالمزيد من الصلاحيات للمجلس الوطني، وانتخابات للبرلمان الإماراتي، والمزيد من الحريات.

 لكن صانع القرار بالإمارات لديه حساسية مفرطة من هذه المطالب، واتبع مع المعارضين بالخارج كل السياسات القمعية، وضيق عليهم وشهر بهم، ويحاول استردادهم بكل الطرق، ويضغط عليهم من خلال حكومات الدول التي يقيمون فيها، وينسق معها لفرض أطر معينة عليهم في الحرية.

الإمارات لا تحب أن يكون أحد من أبنائها قادرا على التعبير عن وجهة نظر تتناقض مع السياسة الإماراتية ومشاريعها بالداخل أو الخارج وهذا ينتقل إلى ذويهم، فيمنعون من السفر والعمل والحركة.

 وامتدت المسألة إلى رفض تجديد الوثائق الرسمية لبعضهم مما يصعب الحياة ويدفع الأهالي للتصادم مع أبنائهم في الخارج ويطلبون منهم التوقف عن التعبير عن آرائهم أو يضطرون لقطع علاقتهم معه وهذه سياسة لا تراعي أي أخلاق أو مبادئ أو قيم.

التعاون مع إسرائيل

  • ما تقييمك لتعامل الإمارات مع القضية الفلسطينية؟ وكيف ترى تطبيع علاقاتها مع الاحتلال؟

الإمارات يصدق عليها القول بأن الشعارات للفلسطينيين والأفعال للإسرائيليين، بمعنى أنها تقول إنها مع القضية الفلسطينية، وأنها مع حق الشعب الفلسطيني.

لكن بإعلان تطبيعها مع الاحتلال الإسرائيلي، وجعلها كل ما تملكه من أدوات وقدرات هائلة في المسائل المالية ومجالات الاستثمارات والتنسيق المخابراتي والأمني والمجال الصحي والسياسي والسفر والعلاقات الدبلوماسية وتنسيق الفضاء وما شابه، تؤكد أنها تتخذ دعم الكيان الصهيوني الغاصب بجدية شديدة.

وتهدف من خلال ذلك إلى تمكين الاحتلال من المنطقة حتى أنها فتحت له أيضا أبواب التطبيع في المنطقة مع دول أخرى.

التطبيع كان جامدا بعدما فعلته مصر والأردن، لكن أبوظبي كسرت هذا الجمود بتطبيع غير مسبوق فاق كل التوقعات.

فكل التطبيعات السابقة كانت أمنية وسياسية ودبلوماسية، لكن الإمارات طبعت مجتمعيا وثفافيا ووصل الأمر لإقامة حفلات أعراس وابتهاج.

الأهداف الرئيسة من وراء ذلك، هي رغبة الإمارات في أن تحظى بمكانة في النظام العالمي وتحديدا مع أميركا الداعم الرئيس للكيان الصهيوني، لأن من يقترب منه يقترب من الولايات المتحدة.

هذا إضافة إلى رغبتها من الاقتراب من القوى الموجودة في المنطقة، وإقامة علاقة في هذا النطاق بعدما أصبحت إسرائيل قوة عسكرية واقتصادية، وتظن أنها بهذا التقارب ستكون مع دولة ذات ثقل يفيدها في المواجهات المستقبلية.

الإمارات توطد علاقتها مع الكيان الإسرائيلي على حساب الحق الفلسطيني، وتريد أن تجعل من الكيان الصهيوني أمر واقع وشريكا في الحياة.

لذلك لا نستبعد أن تقدم إسرائيل كدولة محبة للسلام والوفاق وتقدمها بصورة ملائكية، في مقابل تقديم صور شيطانية عن الفلسطينيين ولا تقف معهم في أي شئ.

  • كيف ترى استعانة الإمارات ببرامج تجسس إسرائيلية؟

الجانب الاستخباراتي والأمني هو في أعلى أولويات الحكومة الإماراتية، لهذا تذهب في كل ما يخص الجوانب التجسسية إلى أبعد نطاق.

وهذه البرامج القادرة على اختراق الهواتف المستعصية أخذتها الإمارات ودفعت فيها الملايين كما أخذتها بعض الدول الأخرى مثل السعودية وغيرها.

الإمارات توطد علاقتها مع الصهاينة عن طريق هذه الصفقات من جانب.

ومن جانب آخر، لديها رغبة في اختراق جميع أصحاب القرار والمسؤولين في الدول الكبرى وأصحاب النفوذ والشخصيات المؤثرة في الاقتصاد وعالم الأعمال، بالإضافة إلى أن الاستهداف الرئيس كان للناشطين في مجالات حقوق الإنسان والمدافعين عن الحريات.

التنافس السعودي الإماراتي 

  • ما دلالات الاتصال الأخير بين ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وولي عهد السعودية محمد بن سلمان رغم الظواهر التي تؤكد خلافهما؟ 

العلاقات السعودية الإماراتية مرت بمرحلتين، الأولى كانت وطيدة جدا وكان هناك الكثير من التحركات المشتركة، واتفاق حول الأهداف والمشاريع في أكثر من ملف أبرزها مصر واليمن وسوريا وعدة دول أخرى.

كما أن الطرفين يجتمعان على كراهية الإسلام السياسي ومحاربة الثورات وقمع المطالبين بالحرية والكرامة الإنسانية، ووصلت التنسيقات بين البلدين إلى الاتفاق على حصار قطر، ومعاداة تركيا.

المرحلة الثانية تعثرت العلاقات لأن الإمارات والسعودية كليهما يريد القيادة، ولذلك كان الصدام حتميا، لأن أبوظبي تتظاهر أنها تتبع للرياض ودائما تقول إن الحل فيها، وأنها الشقيقة الكبرى لكن على أرض الواقع هناك تصادمات في أمور كثيرة وفي المصالح. 

البعد الاقتصادي مهم جدا في العلاقات السعودية الإماراتية، لأن الرياض تريد الآن أخذ وضع الزعامة بإصدارها قرارات تلزم الشركات بفتح فروع لها في المملكة حتى تستطيع ممارسة نشاطها التجاري في البلاد، في تحد واضح للإمارات في هذا المجال لأنها الرائدة في هذا المجال وتتخذ الشركات العالمية من دبي مقرات لها.

السعودية لا تريد أن تكون الإمارات الجاذبة الأولى لرجال الأعمال ورؤوس الأموال، كما تريد تنويع مصادر دخلها وألا يبقى النفط هو الوحيد، لذلك اتخذت هذه الإجراءات.

هناك أيضا تغير في المزاج السياسي، فأميركا تشهد ابتعادا خارج منطقة الشرق الأوسط والخليج تحديدا، وهذه الملفات ستشكل فراغا في حال انسحاب الولايات المتحدة وهذا الأمر يقلق السعودية والإمارات لأن الأطماع الإيرانية موجودة في المنطقة بلبنان وسوريا واليمن.

ولهذا كان لا بد من تغير سياسات المنطقة وعدم استعداء البقية، ولذلك سارعت السعودية في اتفاق العلا (المصالحة الخليجية مطلع 2021) وأعادت العلاقات مع قطر وقللت صداماتها الخارجية مع بعض الدول، مما أزعج الإمارات التي تباطأت في هذه المصالحة بعكس المملكة التي كانت جادة.

هذه الأمور شكلت تباعدا بين الدولتين، وغيرت الإمارات سياستها عندما ذهبت إلى أنقرة، وبعدها إلى قطر، لأنها ترى أن هناك خريطة جديدة تتشكل في المنطقة وهناك قوى موجودة على الأرض صاعدة ومؤثرة هي "إيران وتركيا وإسرائيل".

وتحاول الإمارات قدر المستطاع التخفيف من حدة العداوة مع هذه القوى رغم الخلافات الأيديولوجية والمشاريع السياسية الموجودة خاصة مع تركيا لأنها تعلم أنها ليست دولة توسعية.

الاتصال الأخير بين ابن زايد وابن سلمان يأتي رغم كل نقاط الخلاف بينهما لأن كليهما لا يريد خسارة الآخر، إن كان هناك ما يمكن إنقاذه أو التنسيق في بعض الملفات التي ستبقى بينهما، ولا يريدون قطيعة كاملة لأن كل دولة تحتاج إلى الدولة الأخرى، لكن الأمور لن ترجع كما كانت لأن المصالح الآن تقول كلمتها. 

  • بم تفسر نقل قنوات سعودية شهيرة مقارها الرئيسة من دبي إلى العاصمة السعودية الرياض؟

وجود القنوات السعودية في الإمارات أوجد ما يسمى "السعوديين الإماراتيين" في بعض السياسات والانتماءات.

الرياض لا تريد أن يبقى بعض السعوديين هناك ويتأثرون بسياسات أبوظبي ويصبح ولاؤهم لها.

كما تريد استرجاع الميزات والمكتسبات الإضافية التي حققتها الإمارات من وجود تلك القنوات بها، وتريد إخضاعها لسياستها واسترجاع تبعية العاملين بها للسياسة السعودية والدولة. 

إجهاض الديمقراطيات

  • هل خسر ابن زايد ورئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي رهانهما في ليبيا بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فيها؟  

الإمارات هي قائدة الثورة المضادة في ليبيا، ولا ترفع الراية البيضاء بسرعة، وإنما تحاول أن تطيل الصراع إلى أطول أمد ممكن.

 لذلك فهي تدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر في انقلابه على الشرعية وتحاول إعادته مرة أخرى مستخدمة كل الأساليب التي تستطيع استخدامها.

فتارة تدعم عسكريا وأخرى تنسق مخابراتيا وأمنيا، وتارة تدعم ماليا وإعلاميا بما تملكه من قنوات وشبكات إعلامية وعلاقات مع كثير من الإعلاميين وصناع الرأي في الشارع العربي.

يأتي في هذا الإطار مسألة بقاء تنسيقها مع قائد الانقلاب العسكري في مصر عبدالفتاح السيسي، محاولة قدر المستطاع أن تكون منسحبة بالكامل وكأن الموضوع انتهى، لكن حتى الآن تنسق لتحقيق ذلك.

  • لماذا تدفع الإمارات بقوة لإنهاء المسار الديمقراطي في كل دول الربيع العربي وآخرها تونس؟

الإمارات ترى أن كل الثورات يمكن أن تنشئ كيانات ديمقراطية وترفع رصيد حقوق الإنسان وتبدأ هذه الفكرة بالتنقل وتصبح معدية.

 لذلك أخذت حكومة أبو ظبي على نفسها مسؤولية قمع كل الحريات والأفكار الثورية والتصدي للثورات وإيقافها.

الإمارات استخدمت كل أساليب الضغط والقوى سواء السياسية والدبلوماسية والعسكرية والإعلامية والمالية بل وحتى الدينية بإنشاء مراكز تغير من الذهنية العربية وتصف ما يحدث بالتخريب المخالف للهدي الرباني والنبوي، في محاولة لإنهاء كل ثورات الربيع العربي، وإنهاء أي اتجاه نحو المسار الديمقراطي.

لعل تونس آخر دورة في هذا المجال، حيث بدأت الثورات العربية منها وتريد الإمارات أن تكون مقبرة الثورة الأخيرة حيث بدأت. 

 لذلك داهمت البرلمانيين التونسيين، وحشدت الإعلام وشيطنت حركة النهضة الإسلامية، وحاربت رئيسها ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، لوأد التجربة الإسلامية الأخيرة ودعمت الرئيس التونسي قيس سعيد، في انقلابه على البرلمان والدستور وباركت خطاه.

 وبدأت تنسيقتها الاستخباراتية والأمنية وقدمت كثيرا من الأموال والدعم الممكن لتحقيق أهدافها، فالإمارات تريد أن تبقى الأفكار الاستبدادية هي المسيطرة أو أن ترجع الحالة العربية بأسرها إلى الديكتاتوريات التي تحكم شعوبها.

  • ما الهدف من فتح الإمارات أراضيها وبنوكها لاستقبال المتورطين في عمليات فساد وقمع وقتل لشعوبهم؟  

الإمارات تريد أن تجمع كل عقول الاستبداد في أبو ظبي، لأنها تعلم أن هؤلاء الفاسدين المجرمين بحق شعوبهم يتمتعون بثلاثة أشياء "قدرات ومعلومات وعلاقات" وكلها تفيد أبوظبي في تحركاتها وقرارتها.

 وتجمعهم في مكان بحيث يكون مثل المطبخ الذي تطبخ فيه خططها التي ستنطلق إلى الدول العربية لكي تقمع كل الأفكار الديمقراطية والحريات التي تواجه بها الشعوب.

استقبلت الإمارات قامعي الثورات العربية للاستفادة منهم، وإرسال رسالة لكل المستبدين أن هناك من سيتلقفهم حال احتراق أوراقهم وغرق مراكبهم، وهذا يعطيهم رسائل طمأنة بأن يفعلوا ما يريدون.

أما المعلومات والخبرات التي يتمتعون بها تجعلهم ثروة بالنسبة للإمارات تستفيد منها أجهزة المخابرات وصناع القرار، لأن هؤلاء النافذين يعرفون الكثير من خبايا دولهم.

بالتالي تستطيع التنسيق معهم واستخدام علاقاتهم في عملياتها ومخططاتها ومحاولاتها السيطرة على كثير من الدول خاصة في المجال المخابراتي والأمني.