"له ما بعده".. عرض فضائح السيسي بقلب القاهرة يلهب مشاعر المصريين المكبوتة

منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

أعرب ناشطون عن سعادتهم باختراق مبرمج، لم يستدل على هويته، شاشة عرض دعائية في شارع فيصل الشهير بمحافظة الجيزة المصرية، وعرضه صورا وعبارات تهاجم رئيس النظام عبدالفتاح السيسي بشدة، ما لقي تفاعلا متواصلا على منصات التواصل.

واحتوى مقطع مصور متداول في 14 يوليو/تموز 2024 على صورة للسيسي مرتديا الزي العسكري وملطخا فيها وجهه بالدماء وقد كُتب عليها قول الله تعالى في الآية 5 من سورة البلد: "أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ".

إضافة إلى صورة أخرى للسيسي مكتوب عليها "انتوا مش عارفين أني حرامي ولا إيه"، وثالثة وهو معصوب أحد العينين وتصوره كلص مطلوب أمنيا. وصورة ثالثة له تلمح لولائه للاحتلال الإسرائيلي وبجواره علم الكيان.

وعقب انتشار هذه الصور، شهد شارع فيصل انتشارا أمنيا مكثفا وتعرض عدد من المواطنين للتوقيف والاستجواب بشكل عشوائي، بحسب الشبكة المصرية لحقوق الإنسان.

وبينما تجاهلت المواقع المصرية المحسوبة على النظام الإشارة إلى الواقعة، برز خبر في تلك المواقع يزعم وجود حالة من الاستقرار في شوارع وميادين محافظة الجيزة (القاهرة الكبرى)، وانتشار الخدمات الأمنية والمرورية لضبط كل ما يخل بالأمن العام.

وذكر ناشطون بتصريحات سابقة للسيسي في أبريل/نيسان 2024، نصح فيها المصريين بتعليم أبنائهم البرمجة بدلا من دخول كليات الآداب والتجارة والحقوق، بدعوى أن المبرمجين يتقاضون 100 ألف دولار شهريا، ساخرين عبر هاشتاغات متنوعة، أبرزها شارع فيصل، من أن الواقعة تأتي استجابة لنصيحته.

ويعد هذا الحدث أمرا ليس هينا في مصر التي يسيطر عليها نظام السيسي بالحديد والنار منذ انقلاب 2013 ضد الدكتور الراحل محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب. 

حيث يسيطر النظام على وسائل الإعلام كافة ولا يجرؤ أحد على انتقاده علانية بأي شكل من الأشكال.

تفاعل واسع

وتحت عنوان في حادثة هي الأولي من نوعها، عرض الشيخ محمد الصغير، مقطعا يوثق اختراق شاشة عرض بمنطقة شارع فيصل بالقاهرة، وعرضت صورا تجمهر الناس حولها، في تذكير بجرائم لا تسقط بالتقادم.

وعلق بالقول: "المشكلة أنه كان يطالب شباب مصر بتعلم البرمجة، والشباب تعلموا وجربوا فيه"، ساخرا: "بعد اختراق شاشة معمل ألفا نقوله: ألف رحمة ونور عليك".

ونشر المقطع أيضا، الإعلامي محمد جمال هلال، موضحا أنه متداول لاختراق شاشة عرض دعائية في شارع فيصل بالجيزة وعرض جرائم عبدالفتاح السيسي.

وعرضت المغردة السودانية مقطع الفيديو الذي يوثق ما حدث، قائلة: "مصر قبل قليل، تهكير شاشة في شارع فيصل بالجيزة".

حفاوة وإشادة

وإعرابا عن السعادة بما حدث وإشادة به، قالت الصحفية شيرين عرفة، إن شابا واحدا يُجيد البرمجة، قدر يسجل اعتراضه ويفضح جرائم السيسي، بعرضها على شاشة عرض، في أحد شوارع القاهرة، مشيرة إلى أن الفيديو الذي تم تسجيله لاختراق الشاشة، رأته مصر كلها على مواقع التواصل.

وأضافت: “تخيلوا لو عندنا ألف مبرمج فقط .. تبنوا الفكرة ماذا يمكنهم أن يفعلوا؟!”

وأكد الكاتب أحمد موفق زيدان، أن جرائم السيسي التي عرضت على شاشة عرض كبيرة في منطقة فيصل جرائم لا تسقط بالتقادم.

وقال إن المنطقة تغلي وستلفظ خبثها، ناصحا الجميع بأن يكونوا في الجانب الصحيح.

واستخدم الإعلامي أيمن عزام، الرموز التعبيرية في الإعراب عن سعادته بما حدث، مكتفيا بإرفاقها بوسم #اختراق.

ورأى الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، أن ما حدث في شارع فيصل واختراق شاشة عرض كبيرة لمعمل ألفا هو المعنى الحرفي للإبداع في الاحتجاج.

وقال خبير إدارة الأزمات مراد علي، إن الشماتة السائدة لتعرض شخص السيسي للإهانة تعبر عن غضب شديد في الشارع في مصر، متسائلا: “مع عدم التقليل من جرأة من قام بذلك، لكن هل أصبح أقصى ما نتمناه فيديو؟”

وأكد أن لدي المعارضة وسائل كثيرة لمخاطبة الشارع المصري إن أرادت ذلك، موضحا أن رد فعل الأمن البطيء دليل على مشكلة في التواصل وغالبا سببه المركزية الشديدة في القرار.

ورأى علي، أن حملة الاعتقالات في شارع فيصل وقطع الكهرباء عنه يؤكدان غياب العقل والمنطق عن الأجهزة الأمنية.

 "اتعلموا برمجة"

وتذكيرا بأن السيسي هو من حث الشباب المصري ودعاهم لتعلم البرمجة وسخرية من نتائج استجابتهم لدعوته، قال الإعلامي أسامة جاويش: "ادي نتيجة اللي يقول للمصريين اتعلموا برمجة.. اتفرج عالحلاوة في شارع فيصل".

وكتب مدير معهد لندن للإستراتيجية العالمية مأمون فندي: "العيال اتعلمت البرمجه".

وسخر الصحفي عبدالرحمن مطر، قائلا: "بكده يبقى الشارع الوحيد اللي قرر يسمع كلام السيسي ويتعلم برمجة، هو شارع فيصل".

وقال الطبيب عبدالمغنى أبوالنور: "العيال اللى السيسى قال لهم اتعلموا البرمجة، اتعلموها وعلموا عليه فى شارع فيصل!!، هكروا لوحات الإعلانات اللى فى الشارع وخاصة معامل ألفا والأمن بيقبض عشوائى على اللى ماشى فى الشارع".

واستهزأ الصحفي أحمد عطوان، بالسيسي قائلا: "مش بسلامته اللي قال: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب والتجارة والحقوق؟! قابل بقى ... ادي الشباب عمل بالنصيحة واتعلموا البرمجة وهكروك في فيصل".

وتهكم أحد المغردين قائلا: "علمته البرمجة فلما اشتد ساعده رماني"، مبشرا بأن الشاشة لها ما بعدها.

وكتب آخر ساخرا: "قعدت تقولهم اتعلموا البرمجة اتعلموا البرمجة اهم برمجوك".

تبعات مهمة

وعن تبعات ما حدث، أكد السينمائي عمرو واكد، أن من يستطيع اختراق شاشة عرض إعلانات في الشارع اليوم، غدا سيخترق شاشات التليفزيون، وبعد غد سيخترق شاشات تليفوناتكم، قائلا: "مسألة وقت يا نظام يا فاجر".

واستنكر صاحب حساب حزب تكنوقراط مصر، شن اعتقالات عشوائية في شارع فيصل بالجيزة إثر انتشار فيديو على شاشة أحد المولات ينتقد السيسي، مؤكدا أن هذا ما يحدث عندما يكون النظام مهزوز ورأس النظام ديكتاتور لا يملك شعبية حقيقية كما يزعم ويروج.

وسخر الناشط وائل حسبو، قائلا: "البهاليل بيعملوا اعتقالات عشوائية في شارع فيصل ما يعرفوش ان اللي عمل كده تلاقيه قاعد دلوقتي بالمايوه على البحر في الكاريبي وبيشرب بيرة واللاب توب على حجرة".

واستنكرت المغردة دعا، شن حملة اعتقالات عشوائية في شارع فيصل، متسائلة: "هو ليه النظام مرتعش ومدروخ كده".

وقال الكاتب محمود سالم الجندي: "قريبا سنقرأ هذا الخبر في مصر: الأمن الوطني يعتقل إخوانيا اخترق لوحة إعلانية في شارع فيصل"، مؤكدا أن العقلية عندهم تحتم ضرورة تأكيد اعتقال من فعل ذلك "وإن لم يكن حدث".