زامبيا تحتجز طائرة قادمة من مصر محملة بالذهب والدولارات.. وناشطون: ما خفي أعظم

12

طباعة

مشاركة

في أعقاب ارتفاع أسعار الذهب في مصر على مدار اليومين الأخيريين ومعاودة سعر الدولار صعوده أمام الجنيه بعد استقرار شهرين، ضبطت السلطات في زامبيا طائرة خاصة قادمة من مطار القاهرة إلى لوساكا، على منتها عملات أجنبية وذهب وأسلحة.

زامبيا أعلنت في 15 أغسطس/ آب 2023، احتجاز طائرة خاصة تحمل 5.6 ملايين دولار نقداً و602 عملة ذهبية تزن 127.2 كيلوغراماً، ومعدات لوزن الذهب، وخمسة مسدسات وذخيرة و126 طلقة، قادمة من القاهرة.

كما احتجزت على ذمة التحقيق 10 أشخاص بينهم مواطن زامبي ومواطن من لاتفيا، و6 مصريين، وهولندي، وإسباني، فيما اكتفت مصر بالقول على لسان مصدر مجهول تحدث لوكالة الأنباء الرسمية "أش أ"، إن "الطائرة ليست مصرية وجرى تفتيشها".

ونشرت صحف ومواقع مصرية الخبر فور صدوره، لكنها عادت وحذفت الخبر، بناءً على تعليمات من "الشركة المتحدة" التابعة للمخابرات العامة، والتي تمتلك معظم المواقع والصحف والقنوات المصرية، بحسب مصادر صحافية.

جاء ذلك في الوقت الذي شهدت أسواق الذهب في مصر ارتفاعا ملحوظة حيث بلغ سعر الجرام عيار 21 إلى 2250 جنيها بزيادة 35 جنيها في سعر الجرام عن الأيام السابقة، فيما صعد سعر الدولار أمام الجنيه المصري في السوق الموازية ليتراوح بين 38.5 إلى 40 جنيهًا.

الواقعة أثارت موجة غضب واسعة بين الناشطين على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، إذا عدوها دليلا على تفسخ النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي، ومؤشرا على ترنحه وقرب انهياره، ما دفع المسؤولين لتهريب الأموال المنهوبة للخارج للحاق بها حال سقوط النظام.

وأعربوا خلال منشوراتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #طائرة_زامبيا #مطار_القاهرة عن استيائهم من إصدار النظام المصري أوامر وتعليمات للقنوات الإعلامية والصحف والمواقع الإخبارية المحسوبة على النظام بحذف الأخبار المنشورة عن واقعة ضبط الطائرة في زامبيا.

ما خفي أعظم

وتفاعلا مع الأحداث، قالت الكاتبة آيات عرابي تحت عنوان "فضيحة مدوية فجرتها سلطات مطار زامبيا"، إن الفضيحة مجرد وثيقة إثبات وقائع النهب والسرقة الذي تقوم به عصابة العسكر جهارا نهارًا منذ أن احتلت مصر، مشيرة إلى أن هذا هو المعلن فقط.

وتساءلت: "ما بالك بغير المعلن؟، فكم من طائرة خاصة تغادر مطار القاهرة محملة بالدولارات والسبائك الذهبية والآثار المهربة؟"، مؤكدة أن هذا يحدث منذ عقود، وكل هذه الأموال يجري نقلها للخارج تحت إشراف عصابات النهب المسلح من لصوص المخابرات والجيش المصرائيلي وبعلم لصوص المجلس العسكري ورويبضة الانقلاب.

وذكرت آيات بأن هذا البلد المحتل من العسكر يحتوي على خيرات ومخزون ذهب كان من الممكن أن يجعل مصر على قائمة أقوى الاقتصادات في العالم، مشيرة إلى أن مخزون الذهب في منجم السكري فقط يقدر بأكثر من خمسة ملايين أوقية وهو الموقع الوحيد المعلن من بين قرابة 270 موقعا آخر في انتظار من يخرج منها الذهب، وهي فقط الأرقام المعلنة منذ تسع سنوات فما بالك الآن.

وأشار الكاتب بلال فضل، إلى أن الأعراف الأمنية تقول إن ما يتم ضبطه من مخدرات أو ممنوعات في المنافذ الحدودية يشكل عادة عشرة في المئة مما يدخل إلى البلاد أو يخرج منها.

وقال: "إذا كانت هذه الأموال موجودة في ضبطية واحدة وطائرة واحدة، فلك أن تتخيل كيف هو الحال في باقي الطائرات والسفن والزوارق وسيارات الجيب وجيوب المسافرين".

وتابع فضل: "لك أن تتخيل أيضا حجم المفاوضات التي تجري الآن على قدم وساق للملمة الموضوع والتنصيص من أجل التخليص والاستفادة من التجربة في نقلات قادمة، وتحيا مصر 5.6 مليون مرة".

ونقل رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، عن فريق تحقيق تتبع تاريخ حركة طائرة الدولارات التي تم ضبطها في زامبيا قادمة ممن القاهرة، كشفه عن أن الطائرة أجرت نحو 361 رحلة ذهابًا وإيابا، غالبيتها كانت القاهرة نقطة انطلاق أو عودة (125 رحلة بدأت أو انتهت في القاهرة)، وأكثر رحلاتها كانت من القاهرة إلى العلمين ودبي وبني غازي ليبيا، قائلا إنه تاريخ يؤكد أن جهازا سياديا مصريا يستخدمها.

مقدمات الهرب

من جانبها، علقت الكاتبة شرين عرفة على إعلان السلطات الزامبية، قائلة: "يبدو أن المركب غرقت...والفئران هربت ومعهم أموال البلد وثرواتها ومقدراتها.. سيستمتعون هم خارج البلاد بمليارات من أموالنا، لن يستطع أبناؤهم ولا أحفادهم -من كثرتها- أن ينفقوها وسيتركون لنا بلادا مدمرة، منهكة، مديونة بمئات المليارات -اقترضوها هم- ولن يستطع حتى أحفاد أحفادنا أن يسددوها".

ورفض الصحفي أحمد حسن الشرقاوي، اقحام المخدرات في قضية الطائرة المضبوطة وعدها صرف انتباه الناس عن كونها أموال منهوبة من المصريين ويتم تهريبها لحساب الجنرالات والعصابة المسيطرة على البلد بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية.

ورأى أن إقحام المخدرات في الموضوع هو مجرد شوشرة أو ذر للرماد في العيون، لإبعاد التفكير عن القضية الأساسية وهي تهريب ثروات الجنرالات خارج البلاد لتسبقهم إلى الخارج حتى إذا وقعت الواقعة يبقى الجنرال الحرامي منهم خفيف خفيف، ويحطوا نفسهم في أول طيارة ويطفشوا من البلد باللي نهبوه من خيراتها وثرواتها.

كما عقب الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، قائلا: "يبدو أن السيسي وزبانيته بدأوا بتهريب الأموال التي سرقوها إلى خارج مصر!".

أوامر السامسونج

بدوره، عرض الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، صور من الخبر المنشور على عدة منصات إخبارية مصرية، موضحا أن خبر نشر على كل المواقع المصرية وفجاة جاء الأمر من السامسونج بحذف الخبر، وظل في موقع سكاي نيوز فقط.

وعلق قائلا: "واضح أن المتورطين من الحيتان الكبيرة".

وأوضح المحلل السياسي محمد سعد خير الله، أن موقع القاهرة 24 الأمني حذف الخبر بعد نشره، قائلا إن عشرات الاسئلة تطرح نفسها، وكلها تؤكد التحلل التام لجمهورية العساكر في مصر.

وحذر من أن القادم مرعب بل فوق نطاق التخيل والتصورات، في ظل تطويق المجال المدني بالكامل من قبل "غواصات تابعين لسامسونج الشؤون المعنوية للجيش المصري، منوها إلى أن المخدرات إن كانت هيدرو -مخذر مستخلص من أوراق وزهور نبات القنب الهندي ويؤثر بطريقة مباشرة على الحالة المزاجية- فالطائرة بذلك تتبع فريق "محمود السيسي/العرجاني".

وفي إشارة إلى تزييف الإعلام المصري للحقيقة بنشر روايات كاذبة، كتب محمد سعود ساخرا: "وقد أعلن مسؤول كبير أن الطيارة جيه من لبنان ومحمله سبايك نحاس والدولارات طلعت فلوس بنك الحظ و 6 المصريين كانوا طلعين يزقوا الطيارة لو عطلت.. مرسل من جهاز سامسونج s51 ".

وكتب حسام جيكا: "زامبيا حلال عليها الدهب واحنا حلال علينا حذف الخبر". 

أكاذيب اللجان

فيما اتهم الصحفي والإعلامي عماد البحيري، الأذرع واللجان بمحاولة تسويق أن الطائرة لبنانية ونزلت ترانزيت في مصر، ساخرا: "على أساس أن الستة اللى اتقبض عليهم لبنانيين".

ووصف ترويج اللجان الإلكترونية لروايات مغايرة للمعلن بأنها محاولة بائسة لطمس الفضيحة مع أن الجميع يتحدث منذ فترة عن تهريب دولارات وذهب بكثافة من مصر، قائلا: "اتفرجوا على فلوسكم يا مصريين".

وقال الأكاديمي سام يوسف: "لا تستمعوا إلى ردود اللجان الأمنية أن الطائرة لبنانية، كذب، هى مصرية وعليها مصريين وارجعوا إلى فيديو الموتمر الصحفى للسلطات الزامبية فى زامبيا!!"، مؤكدا أنهم يحاولون إخفاء الفضيحة.

وأشار الإعلامي أسامة جاويش، إلى أن رئيس قسم مكافحة المخدرات في زامبيا نانسون باندا قال في مؤتمر صحفي نصا: "الطائرة كانت قادمة من مصر وكان يفترض وفق خط سيرها أن تعود مرة أخرى إلى مصر، هذه هي المعلومات التي لدينا حتى الآن".

وأوضح أن الرواية اللطيفة التي يحاول اللجان التبرير بها منذ أمس، هي أن الطائرة قادمة من لبنان ونزلت ترانزيت في مصر وصقور الجمارك ملهومش أي علاقة ومصر ملهاش علاقة وأنا وانت ملناش علاقة. 

تساؤلات واستفسارات

وطرح ناشطون تساؤلات عدة عن حقيقة المضبوطات على متن الطائرة ومن يملكها وأسباب خروجها ومطالبات بمعرفة الأشخاص المقبوض عليهم ووظائفهم وموقف مطار القاهرة والكيفية التي خرج بها الذهب والأموال والأسلحة وغيرها من التساؤلات الأخرى التي دونها الناشطين.

الصحفي أحمد عطوان، تساءل: "من هم الـ6 مصريين المضبوطين؟ وهل هم مالكي المضبوطات؟ أم أنهم يعملون لحساب شخصيات مصرية أو اجنبية؟، إذا كانت الطائرة المستأجرة مصرية والمضبوطات مصرية : فمن مالكها؟ وما علاقته بالأسلحة والذهب والدولارات؟ وكيف تم السماح لها بالإقلاع من مطار القاهرة؟".

وواصل تساؤلاته: "إذا كانت الطائرة المستأجرة غير مصرية وأقلعت من مطار القاهرة أو ترانزيت فما جنسيتها؟ وما علاقة ال6 مصريين بها ؟ وكيف تم السماح لها بالإقلاع من مطار القاهرة؟ إذا كانت الطائرة لا تخص شخصيات عادية ولكن وراءها أجهزة وشخصيات نافذة  فهل تقبل زامبيا بالتسوية؟ وتخضع لدفن القضية؟ أم تواصل كشف نتائج التحقيقات وتنشر الحقيقة الايام القادمة؟".

وكتبت الناشطة غادة نجيب: "رئيس قسم مكافحة المخدرات ف زامبيا قال الطائرة كانت قادمة من مصر ومفترض وفق خط سيرها أن تعود مرة تاني لمصر، طب ايه حكاية أنها جاية من لبنان الل بتروجها اللجان ليه راجعه لمصر تاني وياتري أمن مطار القاهرة دوره في العملية دى؟". 

وتساءل علي حسن: "هو ازاي الطيارة دي عدت من المطار كده؟!".

وعرض أبو يوسف العوامي صورة لأحد ضبطيات مطار القاهرة، وسخر قائلا: "جمارك مطار القاهرة أحبطو تهريب كمية من الصابون! بس مشافوش مغارة علي بابا اللي خرجت من مصر على طيارة خاصة!".

وتساءل رجب عبدالغني: "طلعت ازاي من مصر؟"، متهكما بالقول: "بتوع الجمارك عندنا لو مسكوا واحد نازل بتلفون يمسكوه زي المجرم وهم قابضين عليه ويتصوروا كلهم معاه".

 

وتساءل سيد بكاليت: "ازاي يعني خرجت؟! وازاي تم الاقلاع من مطار القاهرة ؟! وازاي البلد مديونه وتم إخراج 5.6 ملايين دولار و127 كيلو جرام ذهب وسلاح وطلقات ومواطنين مصريين وغيره ؟! ولمن ترجع هذه الأموال ومن صاحبها ومن المسؤول ؟!".

 

وأشار المغرد بو غانم، إلى أن هذه الفضيحة أحرجت حكومة السيسي، متسائلا: "كيف خرجت الطائره بهذا الكم من الدولارات والذهب؟ من صاحب هذه الأموال؟ ولماذا ذاهبة الأموال إلى زامبيا؟، من يستطيع تهريب الاموال يستطيع تهريب الآثار؟ كم مرة تم تهريب الأموال والذهب من قبل؟".